الفصل الرابع عشر ......."خداع "

12.1K 380 81
                                    

الفصل الرابع عشر ......."خداع "

لم يصدق عينيه عندما وجدها تأكل بشراهه وبفم ممتلأ وكأنها لم تذق الطعام يوماً ما نفخ بضيق وهو يراها بهذا الشكل كانت في حملها السابق لم تكن لها شهيه مطلقاً اما الآن فإذا قدم إليها ذراعه ستلتهمه دون أدني تردد ضرب كفيه ببعضهما وهو يراها تحتسي الحساء دفعه واحده وكأنها في صحراء جرداء لا ذرع بها ولا ماء أشارت إليه ليشاركها وجبه العشاء فنفي بسبابته واكتفى بمشاهدتها فقط ،استأنفت هي طعامها دون أن تكترث لرفضه المطلق ضرب بأصابعه جبهته وهو يشاهدها تلتهم قطع الدجاج الحاره وكأنها في معركه لن تنتهي إلا ببزوغ الفجر اخرج لفافه من التبغ كي يمكنه ان ينفث بها عن غضبه بل وتعجبه ايضاً اشعلها واخرج سحابه رماديه اشتمتها هي وكأن رائحتها ذكيه وليست مؤذيه طالما خرجت من بين شفتيه لم يحتمل أكثر من ذلك فنهض من مكانه وقبض على صينيه الطعام بقبضه من حديد وزعق بها قائلاً لها وهو يرفع حاجبه لأعلى بعدم استيعاب

_كفايه ......بقى انتي مش حاسه ان في بني آدم جوا زمانه بيستغيث !!

لوت فكها وهي تضع عظام الدجاج جانباً ونهضت من فوق الفراش بتثاقل عازمه على غسل يديها وهي تقول بإختناق وقد التقطت الصينيه من بين يديه

_خلاص ......مش مهم أكمل أكل مبسوط دلوقتي على كده

أخذ ينظر إليها بعينين ضيقتين حتى أن خرجت من الغرفه وأطفأ سيجارته في المنفضه الزجاجيه وبنبره تمثيليه واضحه قام بتقليدها وهو يقول

_قال .....مش مهم أكمل أكل قال ......ده انتي فاضل تاكليني ،أعوذ بالله

عادت مره أخرى وجدته مازال مرتدياً بنطاله وعاري الصدر فقالت له بتساؤل

_مغيرتش هدومك ليه .....يا "خالد "الدنيا برد عليك جدا ؟

ألقى نظره إليها وأعاد النظر إلى منامه والدها وقال لها بسخريه

_اعمل .......ايه يعني !! مش كان في إجماع من شويه على اني اقلع القميص ارتاحتي دلوقتي

ربتت على كتفه بنعومه وقالت له بتوسل وهي تشير إلى منامه والدها بسبابتها

_طيب .....البس البيجامه دي علشان خاطري والا عايز عمك "عبدالحميد "يزعل

تأفف وهو يلقي نظره إلى هذه المنامه وقال لها بخفه وهو يشير إلى نفسه

_ترضهالي .........يا "أميمه " انا البس البيجامه دي !!

اتسعت عيناها على وسعهما وهي تلحظ الطريقه التي يتحدث بها وقالت بعدم فهم

_مالها ........طيب اجبلك غيرها لو مش عجباك

هز رأسه نافياً وقال لها بسخريه وهو يضع كفيه في خصره ضاغطاً على كلماته قاصداً ذلك

_ابوكي ........قصير يا "أميمه " بلاش إحراج ياريت تكوني فهمتي

انفجرت ضاحكه عقب إنهاء حديثه فهو محقاً كيف نست ذلك فهو يتميز بطول القامه عكس والدها بقامته القصيره كانت ومازالت عاشقه لذكائه وسرعه بديهته والآن أصبح حسه الساخر ايضاً رفعت سبابتها ووضعتها بين شفتيها وقالت بتعجب

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن