الفصل الثامن عشر
تسمر مكانه وانعقد لسانه فلقد كان طلبها كصفعه مدويه سقطت على وجهه في حركه مفاجأه ،لقد
طلبت الطلاق بمنتهى البساطه، فقد كان تحذيرها له واضح دون النظر إلى
طبيعته الشرقيه فهي تجهل رده فعله ولكن كان بداخله غضب سيحرق الأخضر واليابس
ولكن التزم بالتحضر في وجود هذه الطبيبه والتي أصابتها الصاعقه من قدرته على كبح غضبه وهذا
الضعف الذي حل به ،ولكن لم يكن ضعف كان تحضر ان يكظم غيظه فهذا يعد من شيم الرجال ،انتبه على كف" سهام "
والذي ربت على منكبه ليستقر فوق كتفه وهدرت بنبره هازئه
_ألف مبروك يا "رفعت " ،وربنا يتمم بخير
وانسحبت بسرعه فلم يحتمل الأمر بقائها اكثر من هذا فقلبها قد تحطم الآن وهي تشعر
بضعفه وخضوعه أمامها ، تحرك من مكانه قبل أن تخونه أعصابه ويفعل ما لا يحمد عقباه
لا يعلم كيف قادته قدماه إلى مكتبه بهذا الانكسار فقد
كانت خطواته كالطائر الجريح الذي تهشم إحدى جناحيه فأصبح لا يستطيع التحليق في
الفضاء ،دلف إلى مكتبه وارتمي بجسده على المقعد تتخلل أصابعه خصلاته بضيق ،خلع نظارته
وألقى بها على سطح المكتب بإهمال ، ورفع رأسه وجدها تلتقط أنفاسها اللاهثه فيبدو أنها كانت تركض
ورائه ،ضمت حاجبيها بشده واخفضت وجهها أرضا وهي تقول ببراءه
_أنا .......مش عارفه انا قلت الكلام ده ازاي ،بس انت اللي استفزتني أنا قولتلك
مش عايزه اشوفك واقف مع اللي اسمها "سهام "دي قبل كده
كانت نبرتها آمره ناهيه لاتتلائم مع نزعته العصبيه وتربيته الشرقيه تيبست ملامحه فأصبحت متحجره
ونهض من مكانه على حين فجأه لم يصدق أنها قد حططت من قدره وأصبح اضحوكه داخل المشفى
اقترب منها أكثر ومازال الصمت هوحديثه ،اشتعلت أمواجه الثائره غضبا وهو يحدق بها
وأمسك معصمها فجأه في حركه عنيفه منه وتمتم بغيظ شديد
_اوعى تفتكري علشان سكت ليكي يبقى تفكري نفسك انتي الراجل
وأنا الست فوقي أنا ادفنك قبل ماعقلك يقولك كده ،ومش معني سكوتي انك
تطمعي في كرم أخلاقي وتعلي صوتك عليه وتعرفيني اعمل ايه ومعملش ايه ياهانم
تآوهت بخفوت فقد تألمت من قبضته الشديده حول معصمها همست إليه بخفوت وهي تعتصر جفونها
_طيب يا" رفعت " طيب اللي تشوفه أنا اسفه حقك عليه
دفعها بشده لتسقط على الاريكه الجلديه وهدرا وهو ينحني بجسده عليها وهو
يقول من بين أسنانه بغيظ جعلها تنتفض من مكانها
_لو فاكره اني هتمسك بيكي وانتي بتدوسي على كرامتي تبقى غلطانه ،لو عايزه تطلقي
اطلقك وورقتك توصلك ودلوقتي حالا ،مش أنا اللي يتلوى دراعي يا "رؤى "
قفزت من مكانها وهي تحتضنه بشده واطالت ضمتها له ،كان كالصنم لم يتحرك من مكانه قيد انمله
اشاح بنظره الجهه الأخرى يكتم غيظه ،دفنت رأسها داخل صدره وهي تبكي بشده
_لو ....عايز تضربني اضربني يا "رفعت " لكن متزعلش مني علشان خاطري اوعى تطلقني أنا
مقدرش ابعد عنك أو أتخيل حياتي من غيرك ، ممكن اكون مندفعه وده لأن تفكري بيتلغي لما
اشوفك واقف مع اللي اسمها" سهام" دي فده شئ مش بأيدي ابدا
_لو في عندك شئ من الفهم كنتي هتعرفي ان اعتذرت لها لكن انتي مش بتسمعي ولا بتفهمي كمان مافيش عندك شئ من العقل
اعتصرت جفونها ومازالت تبكي وهي تحتضنه
ليصبح جسدها ملاصق لجسده وتمتمت ببلاهه
_أيوه .....أنا مش بفكر وده لأني مش متصوره انك
تقف وتتكلم مع اي حد غيري أنا مش عارفه انا بقيت
كده ازاي وامتى بس هو ده شعوري ناحيتك
قد بدي حديثها كالسحر فبات كالمسحور من أثر همساتهاولامستها ،رفع حدقتيه لينظر إلى شفتيها الكريزيتين والتي تدعوه صراحه لتقبيلهما دون أن تطلب منه ذلك ، كيف تبدل الحال ليصبح هو المتملك والمسيطر عليها ،هذه المتمرده والتي كان يشعر منها بالنفور في السابق ،تقف الآن لترتضيه
فقد كان ينتظر منها كلمه ،أصبحت تكبله بغيرتها بل وتعترف بها أيضا
دون أن تخجل ،تبقى له كلمه واحده لم يسمعها إلي الآن، ولكن وبدهائه ومكره سيتمكن منها
وتروي ظمائه الذكوري ،استدار بظهره وقد قرر التلاعب باعصابها وهو يقول بجمود زائف
_انتي ..... لا يمكن تكوني بتكني ليا إي مشاعر لو كنتي بتحترميني على الأقل مكنتيش
اتكلمتي معايا بالشكل ده واضح اننا اتسرعنا في كتب الكتاب
قست ملامحها واظلمت عيناها وهي تتمسك بمعطفه من الخلف بأصابع متملكه فقد قررت
إن تبوح بعشقها إليه لتقول من بين دموعها
_أنا .....مش بكن ليك إي شئ ،أنت مش متخيل أنا بحبك ازاي أنا اتعديت
المرحله دي ،أنا بقيت بغير عليك غيره مجنونه وخايفه اخنقك بغيرتي ،بس انا
غصب عني حبي ليك حب تملك يا "رفعت "
كان آخر حديث لها قبل أن يستدير ويلتقط شفتيها في قبله قد طال الانتظار لها
طويلا وهي لم تبخل بل تركت نفسها لشعورها لتبادله شغفه وحبه ،طالت القبله
لتصبح قبلات ناعمه على خديها وشفتيها الورديتان
قد صبر عليها وعلى تمنعهاوتمردها كثيرا كانت لامسته الساحره تشعرها بأنها قادره علي احتوائه وكبح جماحه كيف لتلك الصغيره ان تبدل مزاجه من الشده إلى اللين في غمضه عين ،استفاقت من شعورها عندما
لامست قدميها الأرض وفك أصابعها المتشابكه حول عنقه وهو يقول بخشونه
_"رؤى ".......احنا هنا مش في البيت يا حبيبتي
عبثت بياقه قميصه والتي برزت من أسفل معطفه الأبيض وتمتمت برقه
_احنا .......في البيت بنبقي محاصرين يا حبيبي وإلا انت ناسي
قطع حديثهما طرقات الباب الخافته اتجهت ناحيه الباب لتتفاجئ بهذه الكتله الصارخه
الانوثه تبتسم بشفتيها المثيرتان وهمست إليه بثقه زائده
_ انت ......عارف انا مش بحب الانتظار يا دكتور فياريت نبدأ الكشف علشان مستعجله
شهقت وهي ترى تلك الأفعى أمامها بهذا الفستان عاري الأكتاف ليظهر عن بشرتها الرقيقه البيضاء وجمال صدرها والذي ظهر دون خجل منها كيف لها ان تتحمل أصابع زوجها تتحسس هذا الجسد حتما ستصاب
بالجنون هدرت بعدم تصديق
_طنط .......سااااالي
ضغطت" سالي " على نواجزها عندما استمعت لهذا اللقب والذي يجعلها كالشمطاء وهي
مازالت في الثلاثون من عمرها ،لوت فكها ببسمه متهكمه وهدرت بنبره بارده
_ايه طنط .... دي ،أنا مش بيني وبين كتير يعني يا "رؤى "
تاففت" رؤى "ببرود وتحدثت بنبره متهكمه
_ميصحش طبعا يا طنط أنا بيني وبينك عشر سنين مينفعش السن له احترامه بردو
فرك "رفعت "وجهه بضيق هذا ماكان ينقصه الآن ولكن لم يبالي بغيرتها فلتضرب رأسها في
عرض الحائط ،اتجهه نحوها وهو يقول بعمليه
_اتفضلي ....يا مدام "سالي " اسبقيني انتي وانا هحصلك
اومأت برأسها وحدقت بعيناها الفيروزتان تجاه "رؤى " وجدتها تقرض في اظافر يدها
_اوكيه ........متتاخرش عليه يا دكتور ......
ثم تحركت بخطوات رشيقه لتظهر عن حركتها الانثويه متجهه إلى غرفه الكشف
فتحت "رؤى "عيناها على وسعهما وهي تراه يتركها ويتقدم ناحيه الباب ،توقفت بجسدها
النحيل أمام الباب تمنعه من الخروج
ضيق عينيه غير مصدق أنها أصبحت لا تطاق بهذه الغيره وهدرا بعصبيه
_يا .......نعم في ايه ،كل اللي قولناه من شويه اتبخر وإلا ايه
ابتلعت ريقها بتوجس ورفعت عيناها تطلب منه البقاء معها وعدم الخروج لتلك الأفعى
فهي امراءه لعوب لا تضمنها إطلاقا مع زوجهاوهمست برجاء
_علشان خاطري بلاش الست دي مش برتاحه لها يا "رفعت "
اقترب منها وهو يجز على أسنانه وضرب بقبضته الحائط عده مرات
_هو ....أنا هستني منك ترتاحي لدى ومترتاحيش لدى عنك ماارتحتي ده شغلى
انتي فاهمه ولا لا ،أنا زهقت من طريقتك دي انتي بقيتي لاتطاقي وغيرتك دي بقت عاميه
أحاطت باصابعها الرقيقه صدره وأخذت تتحسس جسده باشتياق وهمست بخفوت
_غصب عني والله ،مش بأيدي ،أنا عارفه انى تعبتك معايا بغيرتي دي بس متأكده بردوو انك
هتتحملني ومش ممكن تجرحني أو تيجي عليه ،قلت إيه بلاش تكشف على "سالي" دي انت
مش متخيل دي خلت حياه "دينا" و"أكمل "جحيم بطريقتها المستفزه
أزاح أصابعها بقوه فهو يحفظ مكرها عن ظهر قلب ويعلم مرواغتها كي يتحقق ما يدور في
عقلها وتحدث من بين أسنانه
_اسمعي لما اقولك ....أنا مش زي "أكمل " انتي فاهمه ولما تجيبي سيرتي اوعى عقلك يقولك
تخليني في مقارنه مع حد ،وأنا هخرج دلوقتي اشوف شغلى ،أنا مش تحت أمر سيادتك
وكلمه تانيه تنسى انك على ذمتي ،واي تهور هيصدر منك تعتبري كل شئ بينا انتهى
ثم دفعها وخرج قبل أن يفقد صوابه ،ركلت الباب بحذائها وأخذت تبكي فهو داخل عمله
شخصيه صارمه لا تقبل الجدل مطلقا
......................................................
بعد أن قرأ التحاليل الخاصه بها أخفض الأوراق على المكتب وهو يقول بجديه
_حضرتك .....في تطور كبير ملحوظ في حالتك والحمل أصبح شئ ممكن
اتسعت ابتسامتها وتنهدت وهي تضع قدم على الأخرى لتظهر عن جمال ساقها وبشرتها
البيضاء ،أخفض وجهه وهو يخط بقلمه بعض العقاقير والتي يجب عليها أن تتناولها
_حقيقي ....يا دكتور يعني انا ممكن اجيب أولاد عادى ،بتمنى فعلا بقالي كتير بتعالج بس عندي احساس انك هتبقي السبب في سعادتي ،حقيقي انا عاجزه عن الشكر
دلفت إليهما دون استأذن فقد نهشت الغيره قلبها وتمكنت منها كيف لهاأن تتركه مع تلك الأفعى
دلفت على استحياء وشهقت بصدمه عندما رأتها تجلس بهذا الشكل المثير ،
اشتعلت حدقتيه الثائرتين وهو يتطلع إليها زفر بضيق وهو يقول بتساءل
_خير ...يا "رؤى " في حاجه !!
وضعت النظاره الطبيه على المكتب وهي تقول بخفوت
_نسيت نضارتك يا دكتور "رفعت "
كما كانت طريقتها ناعمه وهي تذكر اسمه من بين شفتيها ،ابتسم بمكر وهو يرى حجتها
الواهيه في البقاء بجانبه ،وغيرتها الواضحه والتي طالما عشقها بكل جوارحه ،ولكن هو يمقت
تهورها واندفاعها فهي تحمل الصفات العصبيه والتي تخص عائله" زيدان "
استجمع رابطه جأشه وهو يتطلع إلى" سالي " وأردف بجديه
_العلاج ....ده تاخديه بانتظام يا مدام ،
أخرجت" سالي " علبه سجائر فاخره من حقيبتها ووضعت بين شفتيها سيجاره وهمت
باشعالها ،رفع حدقتيه الثائرتين وهدرا بعصبيه
_ممنوع ..... التدخين هنا يا مدام
سحبتها من بين شفتيها لتضعها بين شفتيه ،أزاح يدها بهدوء وأردف بجديه
_بعتذر ......مش بشرب سجاير يافندم ،لأنها مضره بالصحه
اتكأت بذراعيها على سطح المكتب وانحنت بجسدها لتظهر عن جمال مفاتنها
وتنهدت تنهيده مسموعه وهدرت بتهكم
_ازاي ......يا دكتور ، تحكم على حاجه مجربتهاش ،مش يمكن لما تجربها تحبها
شهقت "رؤى " بعصبيه فقد فاق الأمر تحملها واتجهت إليها وامسكت بسيجارتها وسحقتها
أسفل حذائها وهي تقول بعصبيه
_هو ....ايه اللي مجربهاش ...ولو جربها يحبها اتكلمي كويس يا مدام
_ايه يا" رؤى " ليه واخده كلامي على محمل سيئ أنا أقصد على التدخين
زمجرت" رؤى " من حديثها الملتوي وهدرت بنفاذ صبر
_وقال لحضرتك مش بيشرب .....ايه لزوم الإلحاح بقا يا طنط
لمعت عيناه بسعاده لا توصف فهي أصبحت تغار وتدافع عنه وبشراسه ،تحدث لينهي
هذا الحوار المشتعل
_أهم شئ ......تلغي فكره التدخين لو عايزه العلاج يجيب نتيجه يا فندم
اومات برأسها وهي تسحب حقيبتها ولكن خطرت لعقلها فكره كي تثير حنقها وغيرتها
أكثر فلن تخرج من هذه الغرفه قبل أن تشعر بلذه الانتصار
_على فكره يا دكتور ....العلاج اللي اخدته قبل كده عملي حساسيه في جسمي
ممكن حضرتك تشوفها علشان تكتبلي نوع العلاج اللي ينفع معاها
نهضت "رؤى" من مكانها فقد بدت الصدمه على قسمات وجهها وقد تعالت
أنفاسها ايعقل أنه سوف يلمس جسدها وأمام عينيها هذا ماكنت تخشى حدوثه
أغمض عينيه فهي لن تتحمل هذا الموقف ،لقد وضع الآن في مأزق ولكن
فلينهي عمله ، اتجهت "سالي" نحو السرير وسحبت سحابه فستانها وهي تغطي
باقي جسدها بملاءه بيضاء ، أما هو فارتدي قفازيه تحت نظرات" رؤى " المشتعله ونحوهما
لم يكترث بهذه النظرات فهو في حضرت عمله ، بدأ في الكشف عليها فتاوهت وهو يضع يديه
على ظهرها وهمست بميوعه
_بالراحه يا دكتور .....دي تعباني جدا ومش متحمله ايديك ابدا
شعرت بانسحاب الهواء من بين رئتيها ودت لو تسحبها الآن من شعرها ولكن كان حديثه
ونبرته الصارمه معها يرعب اوصالها فإذا اندفعت وتهورت عليه سينتهي الأمر بينهما ،لم
تعد بمقدورها التحمل ،شبت على قدميها لمحت منتصف ظاهره وهي تقبض على مقدمه
ملابسها ،لم تتحمل اكثر من هذا ،شعرت بعدم اتزانها وتشوش الصوره أمامها
فسقطت مغشيا عليها في الحال ،استمعا إلى صوت ارتطامها بالأرض ،ركض من خلف هذا الساتر
الذي كان يفصل بينهما وجلس القرفصاء وأخذ يربت على وجنتيها بملامح مذعوره وهدرا بهلع
_رؤى ........فوقي يا حبيبتي ،مالك يا رؤى
أغلقت "سالي " سحابه فستانها ونهضت من مكانها بعينان ماكرتان
وسحبت حقيبتها وخرجت فقد نجحت في إثاره غيرتها
__________________________________________
توقفت "ميلا " أمام غرفه الرعايه الخاصه بوالدتها" آمال "فقد كانت تشبه الأموات بوجههالشاحب وشفتيها الزرقاء وهذه الاجهزه المحاطه
حول جسدها ،فقد سمح لها "عاصم " بان تظل بجانبها فتره قصيره من الوقت ،حاولت الصمود
ولكن لم تستطع أن توقف سيل الدموع الذي هبط من مقلتيها ،فما أصعب الحياه عليها دون
رمز حنانها وامانها الوحيد ،أمسكت بكف يدها وهو تقول من بين بكائها
_تعبتي علشاني وماارتحتيش في حياتك،كنت بحس بيكي وانتي مش قادره تاخدي نفسك
بالليل ياريتني كنت أنا يا ماما ، حاولتي تحافظي عليه وعملتي كل اللي في وسعك علشان
تحميني ، بس انا خايفه مبقاش ليه حد بعدك ، خايفه الدنيا تيجي عليه ومتبقيش جنبي
مسحت دموعها بظهر يدها لتكمل بحسره وألم
_أنا مش فاكره بابا بس فاكراكي انتي ،فاكره كل حاجه كل شئ طلبتيه مني ،بس آخر طلب
مقدرتش عليه وشكلي مش هقدر ،بتمنى ترجعي ليا تاني ،يرجعلي حنانك وامانك وحبك ،
ياريت تسامحيني انا كسرت كلمتك لأني لسه مكمله مع" عاصم " مش بأيدي صدقيني
تسمرت مكانها عندما استمعت لحديث تلك الحرباء المتلونه
_لازم ......طبعا تفضلي مكمله .....اومال تدفعي تمن أقامتها هنا ازاي ،الاقامه هنا مكلفه جدا
اكيد دفعتي التمن غالي اوووي
قالتها "صافي " وهي تضع كف يدها حول خصرها
اتسعت حدقتاها بتوحش ونهضت من مكانها ،فلقد تفاقم الوضع وأصبحت لا تحتمل
هذه العائله أكثر من ذلك اقتربت "ميلا " منها جحظت عيناها وتعالت أنفاسها الملتهبه وعلى حين غفله رفعت كفها وصفعت وجهها بكل قوتها لدرجه أنها
أسقطت قرطها من اذنها ، شعرت بالثقه والقوه ،قوه دعمه لها ووقوفه خلف ظهرها فهي لن تقبل هذا التوبيخ مره أخرى
فلقد فاق الأمر قوه تحملها ،رفعت" صافي "حدقتيها باستنكار وشراسه ورفعت كفها لترد إليها
صفعتها المدويه ،ولكن تفاجئت بقبضه " ميلا " تمسك رسغها وهدرت من بين أسنانها
_انتي اقذر ....انسانه شوفتها ،ماشفتش في قذرتك وانحلالك ولو كنتي فاكره انك تغلطي
في "ميلا السيوفي " وتسكت لك تبقى غلطانه ،أنا لحد سمعتي وبتحول لكائن عمرك ماشفتيه في حياتك
سحبت ذراعها بقوه وتحسست صفعتها وهدرت بنبره مخيفه
_جه الوقت اللي واحده زيك تمد ايدها على "صافي عزام" ،ياتربيه الحواري ،يازباله وحياه
دادي لأكون مورياكي النجوم في عز الضهر ،هاا يا بتاعت نص الليل والطريق الصحراوي
مفتكرش ابدا ان "عاصم " يكمل مع واحده زيك ليها في جو الليالي
انعقد حاجبيها بضيق ، فلقد أيقنت بفطنتها وذكائها أنها هي العقل المدبر لهذا
الاختطاف ،ضيقت عيناها المشتعلتان وهدرت بعصبيه
_قولي ....كده انتي اللي كنتي ورا الموضوع ،وأنا بقول واحد زي" سعيد " مايعرفش يتحرك
ولا يفكر بالسفاله دي إلا إذا كانت وراه عقربه زيك بتحركه ، فكرك أنا بخاف من تهدديك ده انسى يا انا مش بخاف غير من اللي خلقيني
_مهما تعملي خلاص علاقتك ب" عاصم " خلصت ومافيش غير تتر النهايه بس اللي هيتكتب ،
شوفي بقى لما يعرف انك كنت على علاقه ب "سعيد "،وياساتر لو" سعيد " كمان حكي له
مش قادره اتصور لحظه الاحتقار اللي ممكن تشوفيها منه وقتها
رفعت" ميلا " حاجبيها باستنكار ولوت فكها لتبرز عن انيابها وهدرت بسخريه _
_انتي مافيش قدامك غير حل واحد بس ،انك تحطي لسانك ده جو بؤك لأن
لو"عاصم " عرف انك انتي اللي كنتي ورا الموضوع ده وأن لكي يد فيه ، متعرفيش وقتها
ممكن يحصلك ايه ،زي ما انتي شايفه مش بيتحمل عليه حاجه ولا بيطيق النسمه تمر من
جنبي ،اوعى تفتكري انك هتكسبي ،انتي قدام معركه هتخرجي منها خسرانه لأن خصمك مش
سهل يا بنت الأكابر ،أنا بالرغم من أن ماعنديش قوتك ولانفوذك إلا أني بجري في دمه في
كيانه ،لكن انتي بقى ولا حاجه بنفوذك وفلوس اهلك مش بتعني له إي شئ
صرت "صافي " على أسنانها بغيظ وهدرت بنفاذ صبر
_متستعجليش النهايه ......لأنها اكيد هتبقي نهايه تراجيدي بالنسبه لك ،وأنا بحب اوى
اتفرج على المآسي ولحظات الانهيار اللي هتمري بيها ، يا حرام هتقطعي قلبي وقتها
دفعتها بكل طاقتها إلى الخلف وهدرت بنبره عصبيه
_اخرجي .....حالا من هنا بدل مااجيب روحك في أيدي ..... اخرجي
انحنت بجسدها تلتقط القرط وهدرت وهي تربت على صدرها بشده
_هخرج .....بس لازم تعرفى حاجه اني انا اللي هضحك في الآخر يا بنت "السيوفي "
استدارت تنظر إلى والدتها الممدده أمامها وهمست بنبره مهتزه وهي تغلق جفنيها
_هتضحكي .....بس وقتها هيكون النصر ليا لأنه مش بالساهل ينسى "ميلا " ابدا
استدارت "صافي " وهمت بالخروج وجدت من يغلق الباب بذراعه القويه ،هدرت بصدمه
_"عاصم " انت هنا من أمتي !!!!!!
حدجها بنظرات ناريه وهدرا وهو يمسك ذراعها بقوه
_نهايه ايه .....اللي بتتكلمي عنها ،انتي لو متخيله انك تقدري تنهي علاقتي
بها تبقى غلطانه يا" صافي " ،هي زي ماقالتلك استحاله انساها ،وطريقتك دي معتقدتش ابدا
إنها هتليق بمدام "عاصم " زيدان .....
رفت عيناها يمينا ويسارا عندما استمعت لهذا اللقب واردفت بتهكم وهي تشير إليها
_انت .......هتتجوز دي ،مش ممكن انت اكيد اتجننت ،دي بالكتير تقضيلك معاهايومين لكن
متشلش لقب "زيدان" ابدا ،فوق بكره هتبقي مضحكه قدام اللي يسوي وإلا مايسواش
كور قبضته بقوه حتى برزت عروقه فلقد تعدت حدودها بل وفاقت الحد
ورفع كف يده واسقطه على وجهها برزت أصابعه على خدها
_ده .....علشان تعرفى تتكلمي مع" عاصم زيدان "كويس ،وكلمه تانيه هنسي انك
بنت خالتي ،لما تجيبي سيرتها تجيبها بكل احترام لأني مش هسمحلك بأقل من كده
فتحت عسل عيناها باستنكار واردفت بعدم تصديق
_انت .....بتضربني علشانها هي وصلت للدرجه دي لما اشوف اونكل" شاكر "هيقول ايه على ده كمان
وانسحبت بعدما أسقط أنفها أرضا ليسقط معها كرامتها ونبرتها المتعجرفه
بكت" ميلا " في صمت فلقد شعرت بالاهانه مره أخرى ،اقترب منها وهو يهمس بخفوت
_أنا ....اسف يا "ميلا " لكل كلمه سمعتيها بس حقيقي هي شخصيه مستفزه جدا
هزت رأسها نافيه يمينا ويسارا واردفت باختناق
_وده مش هيكون ....نهايه الاهانه ،دي البدايه يا "عاصم "،هي كمان هتسبب لك في
مشاكل بعد اللي حصل وضربك ليها قدامي
تنهد بيأس وهو يضمها إلي قلبه واغمض عينيه وهو يمرر وجهه داخل خصلاتها اللامعه
_أنا ....متحمل كل شئ ،متقلقيش ابدا ،المهم ايه رأيك نتجوز وبكده محدش هيقدر يتكلم في
في حقك ، وقتها هتبقي مراتي ومحدش هيقدر يبصلك
ابتعدت من بين احضانه وحدجته بنظرات متعجبه وهدرت بعدم تصديق
_عايزني .....أفرح واتجوز وماما حالتها مدهوره ،وامنعها من أنها تفرح ببنتها
دي تبقى انانيه مننا ،أنا لا يمكن اعمل كده انت فاهم ، ودلوقتي لازم تروح ورا "صافي " حالا
تلحقها قبل ما تروح لوالدك وتقوله على اللي حصل وكمان تزيف الحقيقه
اشتعلت عيناه وهو يحدق بها وهدرا بعصبيه
_أنا .....اروح ل" صافي " انتي اكيد مش طبيعيه
_________________________________________
انتفخت اوداج "أكمل " وهو يطلع إلى هذه الأوراق والتي تخص زوجه أبيه ،فهذه الأفعى قد
استطاعت بتفكيرها الشيطاني أن تنثر سمها في عقل أبيه هدرا بتساءل
_كلام ايه ده ......يا بابا !!
رفع "حسين "حاجبه لأعلى وهو يتطلع إليه بضيق وهمس بنبره متزنه
_كلام العقل ......انت مش فاضي لاداره الشركه فطبيعي اعملها توكيل طالما شغلك
في النيابه واخد كل وقتك،وأنا زي ما انت شايف لسه مافيش إذن بالخروج ،اسيب
شغلنا كده من غير ما حد يمشيه يا" أكمل" بيه
جز" أكمل "على أسنانه وألقى بالأوراق على الكمود وهدرا بعصبيه
_تقوم تعملها توكيل عام بالاداره ،الست دي متستهلش ابدا دي ما صدقت حضرتك
رقدت في المستشفى وبقت في فيلاتها لوحدها ،دي مافيش حد عارف يحكمها
_"اكمل "............ هدرا بها" حسين" بقوه واستانف حديثه
_متنساش انك بتتكلم عن مراتي حط دي في اعتبارك كويس
جلس "أكمل "بجانبه على طرف الفراش وهو يقبله من وجهه وتحدث بعمليه
_يا بابا ....متستعجلش ،ايه لزوم التوكيل ،ممكن هي تدير الشركه عادى من غير توكيل
وأي شئ يستوجب امضتك ،اجي بنفسي لحد عندك وتوقع عليه ايه رأيك
كانت تنصت إليهما من خلف الباب فبفضل هذا الأكمل ستذهب أحلامها سدى ، فلابد
من حصولها على هذه الورقه والتي تضمن لها الصعود إلى القمه،فلقد تخطي سقف أحلامها
الواقع والخيال فهي تطمع في المزيد ،دلفت إليهما بملابسها المثيره والتي تعطيها جاذبيه
ابتسمت بشفتيها المثيرتان وهمست بنعومه وهي تقبل" حسين "من خده الأيسر
_عامل ....ايه يا حبيبي ،أنا شايفه انك بقيت أحسن يا" حسين "
رمقها "أكمل " من طرف عينه بنظرات اشمئزاز وهدرا بسخريه
_حمدلله على السلامه .....يا مدام لسه فاكره انك متجوزه
وضعت يدها حول خصرها واقتربت منه بخطوات متمايله واردفت بتهكم
_الله يسلمك .....يا"اكمل " طبعا مش ناسيه اني متجوزه أعظم راجل في الدنيا
تنحنح" حسين "بخشونه وهو يعتدل في جلسته وأردف بنبره جافه
_لما ....انتي مش ناسيه انك متجوزه ،وشيفاني أعظم راجل بتخرجي من غير ماتقولي وتبقى
لوحدك في الفيلا بتاعتك ليه يا "سالي " فاكره نفسك من غير راجل
ادعت الصدمه وهي تجلس على المقعد بالقرب منه وامسكت بكف يده ووضعتها على صدرها
_أنا .....يا" حسين " لا يمكن أفضل مع" أكمل "لوحدنا ابدا ،الناس تقول ايه !!!،عايزني ابقى
موضع شبهه والناس تتكلم في حقي ،ترضهالي يا "حسين "
تافف "أكمل " وهو يعقد ذراعيه حول صدره فهي لها قدره فائقة في اتباع الطرق الملتويه في
الحديث تابع بسخريه وهو يقول
_الناس بردو مش هيتكلموا وانتي لوحدك يا مدام ،بتضحكي على مين بكلامك ده
انتي حجتك دي متدخلش عقل عيل صغير ،وانتي زي ماشايفه "حسين السمري " عقليه لها
وزنها في المجتمع ،ثم مش أنا بعت ل" دينا" وعمتي علشان يقعدوا معانا ،خايفه من ايه بقى
رفع حسين حاجبه الأيسر وابتسم بسخريه وهدرا بعصبيه وهو يسحب كف يده
_كمان ......"هدى" و"دينا "موجودين ومع ذلك خرجتي ،ده انتي مش بتحترمي حد خالص
اجهشت بالبكاء وهي تستمع إلى نبرته العاليه التي الجمت لسانها وحبل أفكارها أيضا
التفت "حسين "لها بعينان غاضبتان وهدرا بنفاذ صبر
_انت .....ترجعي ،تاني الفيلا تعيشي مع "هدى" و"دينا " انتي سامعه !!!!!
توقفت حاسه السمع لديها فالآن لن يمكنها ان ترى "يوسف " ،اقشعر قلبها بعد هذا الحديث و
لكن لن يحدث هذا مطلقا ،نهضت من مكانها وهي تنظر إلى "أكمل " بنفور وهدرت بعدم تفكير
_بتعمل ....كل ده ليه ،هتستفاد ايه ،عايزني ابقى قدام عينك ،بتحاوطني في كل مكان ليه ،
ومش بس كده انت كمان جايب لي حرس يرقبوا تحركاتي ،أنا مرات "حسين السمري" اتراقب
أبوك لو كان يعرف من الأول ماكنش سمحلك بكده ابدا
_الكلام .....ده حقيقي يا" أكمل " انت جيبت حرس يراقبها ،هدر بها" حسين "بعدم تصديق
ضغط "أكمل " على نواجزه فقد أصبح الحديث يصب في صالحها ،أردف بنبره متزنه
_أنا .....يا بابا ،اتصرفت وكأنك موجود ماكنش ينفع اسيبها تبقى لوحدها ،ويحصلها حاجه
و تيجي حضرتك وقتها وتقولي محافظتش على الامانه ليه يا "أكمل "
بدى حديثه يأخذ منعطف الاهتمام من أجل أبيه ،هز حسين رأسه متفهما
الموقف وهو يقول بجديه
_تمام .......اتصرفت بمنتهى الرجوله يا"اكمل" حقيقي أنا فخور بيك جدا
سقطت على المقعد بعدم استيعاب وتحدثت من بين أسنانها
_خلاص بقى" اكمل "هو الصح و"سالي" كل تصرفاتها هي اللي غلط
أخذ أكمل الأوراق من على الكمود ومزقها أمام عينيها وهو يقول بتهكم
_أظن .....يا "حسين "بيه الأوراق دي مبقاش ليها لازمه دلوقتي وإلا ايه !!!!!
حرك" حسين "رأسه ايجابا عده مرات وأردف بجديه
_فعلا .......كلامك مظبوط يا "أكمل "
اشتعلت فيروزتاها بوميض من الحقد والمكر وهدرت بنفاذ صبر
_بقى كده ......اوكيه ، يبقى أنا ماليش لازمه وأخرج أنا منها بقى عن اذنكم
ثم تحركت بخطوات مسرعه نحو الخارج فقد برز"اكمل" عن أنيابه ،ولن يسمح
لها بالحصول على المزيد فيكفي ما حصلت عليه إلى الآن
لحق بها" أكمل" إلى الخارج واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهدرا بسخرية
_مستعجله ......ليه يا مدام ،لسه الجوله مخلصتش ،انتي لسه متعرفيش مين
هو "أكمل السمري " ،
توقفت عن السير والتفتت إليه وهي ترمقه بعينان مشتعلتان تندلع منهما الحقد والكراهية
_لسه ......يا"اكمل " اللي بينا لسه ماانتهاش لأن "سالي" جواك مهما تظهر غير كده
_أنا .....مش جوايا غير واحده بس هي كل حياتي للأسف لمست حبها متأخر ،لكن
بحمد ربنا اني لمسته ،شخصيه محترمه وانسانه جميله ،مقدرش ابدا أتخيل
حياتي من غيرها ولو لحظه ،عوضتني الأيام السودا اللي شفتها معاكى
كانت كلماته تشعل حريقا هائلا داخل جسدها لقد استطاع أن يجعل ثقتها بنفسها تهتز ،
رفعت حاجبها لأعلى وهي تربت على كتفه بسخريه
_بردو .....أنا جواك ،وعارفه انت بتعمل كده ليه علشان مبقتش ليك ولحد دلوقتي بتتمناني
تاملها بتمعن وهو يراقب عرقها النابض بجانب نحرها وحركته المضطربه وهدرا بسخريه
_ما كنتي قدامي .....لو كنت عايزك كنت طولتك ولو بأي مقابل انتي تمنك قليل
اللي أوله فلوس آخره فلوس يا "سالي "
انتفخت اوداجها وهي تدفعه بحقيبتها بكل قوتها وهدرت بعصبيه
_أنا .....هعرفك مين هي "سالي نصار "يا"اكمل" يا"سمري " مش هنسي اهانتك ليا ابدا
ابتسم ابتسامه ساخره واقترب منها وهو يربت على خدها الناعم بتهكم
_تصدقي .....خفت ،خليكي فاكره طلاقك من ابويا هيبقى على أيدي وقريب اوى
واندفع إلى الخارج بخطوات مسرعه فقد كان له النصر في الجوله الأولى
صكت على أسنانها بغل وهدرت بعصبيه وهي تمسك بخصلات شعرها الحمراء
_طيب يا"اكمل " وحياه ده لاخلي أيامك اللي جايه جحيم بس اصبر عليه
_____________________________
خرجت "سهام " من العمليات وبوادر الإرهاق قد جلت على ملامحها مسحت
بظهر يدها جبينها المتعرق فقد كانت عمليه معقده كانت في أمس الحاجه لمساعده
"رفعت "لها ،اتجهت الى آخر الرواق حيث غرفه الراحه الخاصه بالاطباء ،
وما ان اقتربت من الغرفه سمعت صوت "اميمه" الباكي يخترق اذنيها وهي تقول
لزوجها "خالد " عبر الهاتف ببكاء مرير
_ارجع بقا ....أنا مش عارفه أعيش من غيرك ،علشان خاطري يا"خالد "
متبعدش اكتر من كده ، أنا مش كويسه خالص طول ما انت بعيد عني
تنهدت "اميمه "بضيق وهي تستمع إلى صوت انفاسه دون أن يتحدث ببنث شفاه
وتابعت بنبره راجيه لعله يستفيق ويعود إليها
_طيب اسمع ....صوتك ،وبعدين اقفل يا" خالد " لحد امتى هتعذب نفسك وتعذبني
أنا تعبت ورحمه أمي تعبت" أنس " بيسالني عليك ومش عارفه اقوله ايه هترجع أمتي لأني
معرفش ،شكلك هتغيب كتير عني ،طيب قولي على ميعاد محدد ،
أغلقت جفنيها بيأس عندما أغلق الخط وأنهى المكالمه ،جلست على المقعد
بعدم اتزان وأخذت تبكي بقوه ،دلفت إليها" سهام " وهي تحدق بها واردفت بخفوت
_مالك ......يا "اميمه " عمري ماشفتك بالضعف ده ،"خالد" شكله مسافر مظبوط
تعالى بكائها وشهقاتها وهي تقول من بين دموعها
_كنت بطلب الطلاق منه ....وعارفه أنه هيرفض ويتمسك بيه دايما لكن دلوقتي طلب
نبعد لكن واضح اني مش اد البعد ده ،لكن هو اللي قدر يبعد عننا يا "سهام"
احتضنتها "سهام " بشده وجففت دموعها بأطراف أصابعها واردفت بهدوء
_اهدي ....يا "اميمه " البعد أفضل دلوقتي ، ليكي على الأقل تقدري تنسى وتغفري
_ماهو ده ......كمان مش قادره اعمله ،مش قادره اغفر ولااسامح كمان
مش قادره حتى أفكر ، مش متخيله أنه كان على علاقه بواحده تانيه
أدارت" سهام " ظهرها وهي تنهض من مكانها وهدرت بنفاذ صبر
_اسمعي يا" اميمه " يمكن الكلام اللي هقوله دلوقتي مايعجبكيش ،لكن هقوله
الخيانه حاجه قاسيه اكيد وعمري ما هشوف أقسى منها ،بس لازم كمان نتكلم بالعقل
لو مقدرتيش تنسى ولا تغفري يبقى تنفصلوا بهدوء ،مش هيفضل كل واحد فيكم شايل للتاني
خنجر ورا ضهره،ومستني مين اللي هيطعن التاني به الأول ، انتي كمان لازم تساعدي نفسك
علشان تتخطى المحنه دي ، قولتى ايه !!!!!!!
رفعت عيناها الباكيتان فأصبحت مشاعرها متخبطه ، يكاد عقلها ينفجر من التفكير ،
ترقرقت الدموع من حدقتيها في صمت تبعتها تنهيده حارقه من داخل قلبها ،ربما لم تكن
بتلك القوه المزعومه ولكن لم تستطع أن تنكر ذلك الشوق المسيطر عليها والذي تغلغل داخل
قلبهاو ألغى عقلها خرجت نبرتها الممزوجه بالألم والحزن معا
_على قد ....اهانته ليا إلا أني مش قادره اكرهه، بالرغم أن كان كلامه قاسي اوى اوى يا "سهام "
ابتلعت" سهام" ريقها بصعوبه ، فهي أيضا تعاني ولكن ،معاناتها من نوع آخر
_انا .....كمان مش قادره يا "اميمه " رفعت" خلاص بقا له حياته الخاصه لكن
أنا اللي مش قادره ابدا حياه جديده وأنا لسه بحبه ،مش متخيله أنه بقى مجرد حلم صعب يتحقق
هزت" اميمه "رأسها بأسى فها هي صديقتها تشعر بشعور المراره والاحتراق مثلها
حدجتها بعينان لامعتان واردفت بخفوت وهي تمسكها من مكنبيها تهز جسدها لعلها تستفيق
_حاولي ....تنسيه يا "سهام " هو خلاص بدأ حياه تانيه ،انتي حاولي بدل ماتخسري عمرك هدر
_يا ريت ...اقدر بس هو صعبان عليه اوووي ،انتي مش متخيله "رفعت " اللي كانت الضحكه
مش بتفارق عينيه ،بقى دلوقتي عامل زى الطفل الصغير اللي فرحان بحاجه جت له بعد
معاناه فبيدفع تمن المعاناه دي ،طريقتها معاه وحشه جدا يا "اميمه " هو ميستهلش كده ابدا
قطع حديثهما دقات الباب المتلهفه ،اتجهت" اميمه" وهي تجفف دموعها وتفاجئت بهذا الطبيب والذي غاب كثير في بعثته فى ألمانيا، فأتى اليوم على عجاله لكي يعود للعمل مره أخرى
داخل المشفى ،ابتسمت" اميمه "بمجامله وهي تصافحه بثبات
_أهلا ..... بدكتور "طارق الحسيني " نورت المستشفى من جديد
ابتسم" طارق "وهو يوزع نظراته بينهما وأردف بجديه
_بنورك ....اكيد يا دكتوره "اميمه " ،ازيك يا "سهام" وحشتيني جدا ، عمي أخباره ايه
تجهمت ملامح "سهام " عندما تطلعت إليه فها هو قد عاد مره أخرى ،فقد شعرت
بالراحه في فتره غيابه ،فهي تخشى الآن من وجوده ،تحدثت بنبره مضطربه
_الحمد لله .....يا" طارق " بابا كويس اكيد ،أخبار المستشفى الألماني ايه !!!!
اتسعت ابتسامته وهو يلمح خجلها وهمس إليها وقد لمعت عيناها بوميض عشقه إليها
_اجمل بعثه شوفتها في تطورات كتير هناك عن هنا، الناس هناك عمليين جدا وبيحبوا
شغلهم جدا ،يااه مقدرش اقولك اد ايه ان استمتعت بالشغل هناك ،بس كمان سعيد ان رجعت
علشان اشوف الناس اللي وحشتني هنا
تصبغا خديها بالحمره فهو يقصدها هي ولكن شعرت بالخجل همست وهي تنسحب بهدوء
_عن .....اذنكم لأن لازم اشوف "رفعت " ليكون محتاج مساعده أو حاجه
تلاشت ابتسامته عندما غادرت على مضض وتركته بحجه واهيه،فهي لاتحبذ وجوده
معها في أي مكان ،حتي لايتسني له أن يتحدث معها عن حبه إليها كما اعتاد دائما
انتبه "طارق " على كف "اميمه " الذي استقر على كتفه واردفت بألم
_بلاش ......لمعت الحزن اللي في عينيك دي يا "طارق " سهام "بتحترمك جدا
هز رأسه نافيا وهو يحدق في الفراغ الذي تركته بعينان تائهتان وهدرا بألم
_مافيش ......فايده يا "اميمه" سافرت ورجعت ولسه "سهام" بتحب" رفعت "
_____________________________________
دلف داخل الملهى الليلي والذي يمتلك حق إدارته ولكن اسند تلك الاداره إلى" عز الدين "
أحد أصدقائه ،ولج إلى الداخل تحت هذه الاضاءه الصاخبه وصوت الموسقي العاليه
جلس على المقعد الموازي للبار وقد بدأ النادل بتنزيل المشروب الخاص به
تجرع الكأس على دفعه واحده فى محاوله له بالنسيان ،انتبه لهذه الاصابع الناعمه والتي
عبثت بعنقه وتتحسس السلسال الفضي والذي طوق عنقه ،التفت ينظر خلفه وجدها إحدى
الفتيات والتي تعمل بالملهي فهي تتشوق إليه كثيرا مالت بجانب اذنه وهمست بنعومه
_بقالك .....كتير مش بتظهر يا جووو ،فينك كده !!!!!
ابتسم إليها وهو يغمزلها بعينه اليسرى وهويضع الكأس على البار وهو يقول بتهكم
_مالك ..كده يا جيجي ، مهتمه اوووي بوجودي ،ده احنا حتى مجمعتناش قاعده بريئه قبل كده
أطلقت ضحكه رقيعه وجلست بجانبه وهي تعبث بفتحه قميصه الاماميه
_طيب .....ما تيجي يا جووو ،هو أنا منعتك وإلا ايه
أحاط الكأس بيديه وأخذ يمر أصابعه حول الحلقه الدائريه للكأس وهدرا بسخريه
_توء توء .....مليش مزاج يا جيجي بصراحه ، أنا جاي اشرب كاسين وبس
تحسست بأصابع يدها وجهه وعنقه وهمست باشتياق
_ليه ....بتعملني كده يا" يوسف " أنا كان اقصدي تسيب لي نفسك خالص وأنا هنسيك
اسمك كمان بس اديني فرصه وانت هتشوف
دفعها بقوه وهو يقفز من الكرسي وهدرا وهو يصفعها بظهر يده على خدها
_جرى ....يا حلوه روحي شوفي شغلك يا بت ،انتي هتمشيني على كيفك وإلا ايه
هو فين الزفت اللي اسمه" عز " داهيه ليكون ممشى المكان على كيفكم
_انت بتتهرب مني كل مره ،قول انك جاي تسأل على "ديري " اطمن بقالها أسبوع مش
بتنزل تشوف مزاج الزباين و"عز "مش قادر عليها خالص
احتقنت الدماء في وجهه وضيق عينيه الحادتين وهدرا بعصبيه وهو يضرب الكأس
في الرخامه الصلبه للبار فتهشم الكأس أجزاء
_والله ....عال بقى كده طيب يا عز ال *** أما اشوف وش اهلك
امسكها من رسغها بقوه الامتها وهدرا بعصبيه مشيرا إلى الطاولات الزجاجيه بسبابته
_غوري ،شوفي شغلك دلوقتي ،وحسابها معايا بعدين ...
_يووووه .....متزوقش طيب انا ماشيه اهوو ده ايه العنف اللي انت فيه ده
اتجهه بخطوات مسرعه نحو الداخل صعد الدرج بخفه والشرر يتطاير من عينيه ،ركل الباب
بقدمه انتفض "عز "من مكانه برعب سيطر على اوصاله وترك الأموال التي كان يضعها في
الخزينه وهو يقول بعدم تصديق
_حمدلله على السلامه .....يا "يوسف "
رفع قبضته ولكمه في وجهه بقوه اطاحته للخلف وسقط على المقعد مره أخرى،
تحدث من بين أسنانه
_بقى .....أنا فاتح الزفت ده ،علشان بنت ال *** اللي عندك دي وامرمطها واكسر عينها
وأسمع دلوقتي أنها بقالها أسبوع من بتنزل تخدم على الزباين وقعتك سوده يا" عز "
انتفض" عز " وهو ينظر إليه بذعر وهدرا باستنكار
_اسمعني ...بس يا "يوسف "" ديري " كانت تعبانه وكان لازمها راحه فطلبت الراحه دي
وبعدين باقي البنات ماهم شغالين زي الساعه بره
ضرب بكفيه سطح المكتب وهو يرمقه بعينان مشتعلتان
_وأنا مش فاتحها جمعيه خيريه ،تموت ولا تروح في داهيه تنزل الشغل زيها زي غيرها
_أنا ....عايز افهم البنت دي عملت لك ايه مضايقك اوي كده يا "يوسف"
ركل الكرسي بقدمه ورفع الطاوله واسقطها أرضا وهدرا بعصبيه
_مش .....شغلك ،انت اللي بتشتغل عندي مش أنا اللي بشتغل عندك يا "عز "
هي فين بنت ال ***دي دلوقتي بدل ما يبقى يومكم مش فايت كلكم
أشار"عز "باصابعه المرتعشه جهه الباب وهو يقول بهلع
_في الاوضه اللي جنبنا والله .....متقلقش يا يوسف
لم يكمل حديثه إلا واتجهه ناحيه الباب بخطوات فهد مفترس
ركل الباب بقدمه وجدها جالسه على السرير تنظر إليه بعينان مرتعبتان مذعورتان
فقد كان يحمل بداخله عشق لها لا ينتهي تلك الشقراء والتي سحرته برقتها وبراءتها
ليأتي اليوم الذي يحمل في قلبه لها كراهيه وحقد تنبعث من داخل وجدانه
ابتسم ابتسامه ساخره ورفع حاجبه لأعلى وهدرا بسخريه
_يا ريت الخدمه .....هنا تكون عجبت سيادتك
تراجعت إلى الخلف وهي تحدجه بعينان لامعتان وهمست بألم
_هو في أفضل من كده خدمه ..... كان ممكن تموتني أفضل من اللي انا فيه ده
سحب لفافه تبغ واشعلها كاشتعال روحه وقلبه وأخرج سحابه رماديه لينفث بها عن غضبه
_الموت ....راحه للي زيك ،وأنا بقى مش عايزك ترتاحي يا حلوه
ابتلعت ريقها بتوتر وهزت رأسها عده مرات نافيه تلك الطريقه والتي تكون أقسى
أنواع العقاب لديها وهمست بخفوت
_علشان خاطر الأيام اللي قضيناها سوا ،تسبني امشي يا"يوسف "
أطلق ضحكه عاليه وهو يرجع رأسه إلى الخلف ورفع ساقه ليضعها على الكرسي المقارب
منها وهدرا بسخريه وهو يميل ايماءه بسيطه إليها
_تقصدي .....الأيام اللي طلعت فيها مغفل ، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين يا بيبي
تساقطت الدموع من حدقتيها وتعالت شهقاتها وهدرت من بين بكائها
_أنا اسفه يا "يوسف " اني مكنتش عند حسن ظنك ،أنا غلط واللهومعترفه الشيطان لعب بعقلي
التقط خصلاتها بقبضته القويه وجرها من فوق الفراش لتهبط إلى الارضيه الصلبه ورفعها إلى
عيناه المظلمتان وهو يقول بعدم تصديق
_كنتي ملكه متوجه .....كنت فاكرك ملاك ماشي على الأرض ،لكن بعد اللي عملتيه معايا هخلي
حياتك جحيم ،من غير ولا كلمه هتنزلي وتخدمي على الزباين تلاغي ده وتضحكي لده ،ولو
حد عايزك هتروحي معاه عادى ،انتي مبقتيش تفرقي معايا ،سمعه وإلا لا
تخلصت من بين قبضتيه بصعوبه وركعت عند قدميه تقبل حذائه وهي تقول وأصابع الندم تقتلها
_علشان خاطري ....بلاش علشاني ورحمه ابننا لتسبني امشي من هنا ، افتكر ان كنت بحمل
حته منك في يوم من الأيام يا" يوسف "
_واهو ....مات خلاص وربنا ريحه قبل مايجي يلاقي ام زيك متشرفش حد ابدا ،من غير كلام
كتير تنزلي وتقعد مع الزباين ،وبعدين انا موفرلك مهنه انتي نفسك محترفه فيها بصراحه
ضربت بيديها الأرض عده مرات وهدرت بعصبيه
_مش نازله ....مش نازله لما تموتني حتى مش هنزل
لم يشعر بنفسه إلا وهو يسحبها من شعرها ويجرها خلفه ويركل جسدها بحذائه
ويكيل لها الصفعات على وجهها لم تدري إلا بطعم
الدماء داخل جوفها وأكمل وهو يخلع حزامه الجلدي وبنبره تحذيريه
_هتقومي ....وإلا هخلي الحزام ده يعلم على جسمك يا مدام
خرجت الدماء من فمها فمسحتها بظهر يدها وهمست وهي تغلق جفنيها
_هقوم .....خلاص اللي تشوفه ،هنزل واللي انت عاوزه هعمله
ابتسم ابتسامه متهكمه وهو ينحني عند اذنها وهو يقول بنبره شيطانيه
_أما ....خليت كلاب السكك تنهش في لحمك مبقاش أنا "يوسف مختار " ،
وأي غدر أو حركه هروب تفكري فيها زي اللي حصل قبل كده ،السي دي
بتاعك يتشير وصدقيني هياخد أعلى نسبه مشاهده وابقى سلميلي على العيله الكريمه
ارتعش قلبها فطريقته أصبحت قاسيه ولكن الفضل يعود إليها فهي المتسببه
في هذا فلتدفع الثمن إذا ،اظلمت عيناه الحادتان إلى أكثر قتامه وهو ينظر إلى ساعته
_أنا هنزل ....دلوقتي خمس دقايق وتحصليني ،واياكي تكسري إي كلمه ليا هكسر دماغك
تنهدت بيأس فأصبحت مقيده داخل هذا المكان فلن تخرج منه ابدا طيله حياتها
نهضت من مكانها تمسح الدماء والتي تجمعت حول أنفها وفمها ووضعت بعض المساحيق
ذات الألوان الصارخه لتداري هذا التورم الذي،لحق بوجنتيها
وصففت خصلاتها الشقراء ووضعت طلاء الشفاه الصارخ فوق
شفتيها لتصبح أكثر اثاره وارتدت فستانها الأسود اللامع والذي يصل إلى قدميها
فقد كان عاري الا كتاف ليظهر عن جمال صدرها يبدأ بفتحه من أول فخذها إلى نهايه قدميها
وهبطت إلى الأسفل تبتسم بمراره فقد كانت العيون تنهش جسدها والذي ظهر من أسفل هذا
الفستان ،أشار إليها بالكأس وغمز لها بوقاحه ،ابتلعت هذه النظرات الجائعه والتي افترست
جسدها ،جلست على إحدى الطاولات والتي يمكث فيها عدد من الرجال تبتسم إليهم وتشرب
في نخب صحتهم لعلها تثمل وتنسى ما تمر به،ولكن هي لن تنسى حياتها معه في الماضي
ابتسم ابتسامه ساخره وهو يراها وكأنها غانيه فها هي تحصد نتيجه أفعالها ،فهو لا يعرف
الرحمه ولاالشفقه فمن يخطأ في حقه ،يسحقه أسفل قدميه
تقدمت منه "جيجي " بخطوات متمايله وهمست وهي تحتضنه
_مايجبها إلا رجالها ......نظرتي فيك عمرها ما خيبت كلك رجوله وحيويه
قدرت تكسر عينها وتجيبها الأرض
لوي فكه وهو ينظر إليها من أعلى إلى أسفل وهو يقول بوقاحه
_ واللي .....بتبقى معاهم دول ايه مش رجاله يا "جيجي "
_توء توء ....هيروحوا فين فيك يا جوووو بس انت لو توافق بس هظبط مودك
مال عليها ايماءه بسيطه وهدرا وهو يمرر أصابعه حول شفتيها ،
_مش بحب ادوق حاجه غيري قطفها قبل كده يا" جيجي "
ثم تركها وغادر تحت نظراتها المشتعله فقد أثار حنقها وغضبها ،انتبهت على صوت" عز "
_يلاااا .....يا "جيجي " انتي واقفه عندك تهببي ايه !!!
_يووووه ...ما قولنا جايه هو جرى ايه مافيش غير" جيجي "وإلا ايه
................................................
توقف رفعت بسيارته أمام هذا الكازينو ،التفت ينظر إليها بضيق
_هو ....ده المكان اللي عايزانا نسهر فيه يا "رؤى " هانم
تشدقت وهي تضع يديها حول رأسها وتهزها بألم وهدرت بتهكم
_اومال .....كنت هتصالحني ازاي يا "رفعت " أنا كنت هروح فيها النهارده
رفع كف يدها إلى شفتيه وهمس إليها بلهفه وهو يقبل باطن كفها
_بعد الشر عليكي .....يا قلبي ، يا رب اللي يكرهك
_يارب ...."سالي " و"سهام " قول امين يا "رفعت "
صدرت ضحكته الجذابه لتبرز أسنانه البيضاء وهمس وقد قرر مرواغتها
_اممممم .....انتي ليه اغمي عليكي يا" رؤى "
عضت شفتيها بخجل وقد احمرت وجنتيها وهدرت بعصبيه
_انت .....بتسالني أنا ،قول لنفسك انت هتموتني أنا عارفه ،المهم يلا علشان نسهر
_مين قالك ....على المكان المهبب ده ،اسم العيله مش ناقص صور تانيه تنزل ،عمي" شاكر "
يروح فيها يا "رؤى "
ابتسمت ابتسامه خفيفه وخرجت من السياره وهي تقول بخجل
_متخافش ...انزل يا "رفعت " نسهر شويه وبعدين نروح
خرج من السياره وهو يصفع الباب بقوه وهدرا وهو يشهق
_يا نهار مش فايت ....ده ملهى ليلى يا خفيفه
_لا يا" رفعت " ده كازينو ،وأصحابي شكروا فيه جدا
كور قبضته جانبا فقد مقت بلاهتها وهدرا بخفه
_ماهو يا مصيبه الكازينو هو الملهى بس الاختلاف في المسمى
_أنا زهقت بقى ،طالما جينا نبقى ندخل وخلاص هنقف نتفرج من بره
دفعها في ظهرها بخفه وهز رأسه بيأس وهو يقول بابتسامه
_قدامي يا أخرت صبري ،لو اعرف ايه الذنب اللي ارتكبته علشان الابتلاء ده
وما ان ولجا إلى الداخل شهقت رؤى وهي تحدق بهؤلاء النساء العاريات
صفق رفعت بكفيه عاليا ولوي فكه بسخريه وهو يقول بتهكم
_الله أكبر ،ده ايه الاحترام ده كله ،مش ناقص غير بوليس الآداب في المكان ده ،يلا علشان نمشي
يا هانم ،اصحابك مين اللي ماشفوش تربيه وبيجوا هنا ،
رفعت منكبيها عاليا رافضه فكره رحليهما بهذه السرعه
_علشان خاطري نقعد شويه وبعدين نمشي يا "رفعت "
سحب لها المقعد لتجلس على الطاوله المستديره وجلس في مقابلها
_أنا .....مش مرتاح لليله دي يا "رؤى "
عقدت حاجبيها وهي ترفع عينيها الهائمتين واردفت بخفوت
_علشان خاطري ....نفسي أخرج من جو العيله ونبقى على حريتنا يا حبيبي
أمسك يديها باشتياق وهو يقترب من وجهها وهمس إليها
_انا نفسي ...أسعدك يا "رؤى " ،بس اكيد المكان ده مش هيبقى سبب سعادتنا ابدا
لم يكمل حديثه إلا والتفت ينظر لتلك الزجاجه التي وضعت على سطح الطاوله الزجاجيه
ومعها كآسان فارغان ،عدل من وضعيه نظارته الطبيه حتى يتهيأ له الرؤيه جيدا
_شفتي ....يا أخرت صبري ،دول افتكرونا أصحاب مزاج ولينا في الشرب
أمسكت الزجاجه وضمتها إلى صدرها بسعاده واردفت بإصرار
_بليز ....يا حبيبي نجرب البتاع ده اكيد يجنن بليز علشان خاطري
نهض من مكانه والصدمه تلاحقه وهدرا بعصبيه
_انتي ....اكيد اتجنينتي ،سيبي الازازاه دي بدل مااكسرها على دماغك حالا
تركتها على مضض وهي تخفض رأسها لأسفل ولكن شهقت عندما وجدت من تحتضن
خصره وتهمس في أذنه بميوعه
_انت ....جاي ومعاك المزه بتاعتك ،طيب ماكنت سيبتها واحنا هنا تحت امرك
شهقت رؤى وهي تنهض من مكانها كمن لدغها عقرب ودفعت يدها بقوه وهدرت بعصبيه
_جرى ....ايه يا اختي روحي شوفي غيره ، انتي فاكراه اي?
أنت تقرأ
الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد
Romanceالخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... يست قويه على الإطلاق ليت لديها أنياب لتكشر عنها ولكن ضعفها وقله حيلتها جعلها لقمه سائغه سهل الحصول عليها وقفت تتأمل نفسها في المرأه وما آلا اليه حالها لم تتعرف على ملامحها من كث...