الفصل السادس و العشرون

12.3K 388 265
                                    

الفصل السادس والعشرون ....." اغتصاااب "

وقفت "ميلا " أمام" أكمل " تنظر إليه بعينان جامدتان فلقد قرر اخلاء سبيلها بعدما انكرن الفتيات أنها قد استقطبت إحدهن لهذا المكان ،كما أنكرت" سالي " بأن هذا الأسوار ملكا لها ،تحركت حدقتيها الثائرتان تنظر إليه نظرات ساخره ، قرأ نظراتها جيداً ولكن لا يفهم مغزى هذه النظرات هل هي نظرات انتصاريه لأنها قد خرجت أم تحمله هو نتيجه ماحدث لها فالقانون لم ينصفها قطع الصمت القاتل بعبارته المستفزه من وجهه نظرها
_عرفتي ان انا هنا بنفذ القانون واديكي هتخرجي بردو رغم اني مش مقتنع ببراءتك
ابتسمت بتهكم فكم كانت عبارته الساذجه تثير حنقها ،اقتربت منه أكثر لتقف أمامه وتنظر داخل عينيه ،قطب بين حاجبيه عندما وجدها تحدجه بنظرات مبهمه ،همست إليه بجمود
_تفتكر حضرتك راضي عن نفسك ،أنا اتصور لا اكيد مش راضي عن نفسك لأنك متعرفش ايه هو الرضي يا "أكمل "بيه
اتسعت عيناه على وسعهما كيف لها أن تتعدى حدود المسموح لها واللائق ،كان سؤالها شخصي ولكن استوقفه ولم لا يرضى عن نفسه فهو لم يقصر في مهنته أو في حق المقربون حوله ،رفع رأسه بشموخ يرسم ابتسامه طفيفه حول شفتيه فهو لديه من الثبات ما يجعله يفوق الآخرين
_اكيد ......راضي عن نفسي،أنا هنا في قوانين بحكم بيها ،هتقوليلي روح القانون هقولك ..... 
أشارت إليه بكف يدها أمام وجهه وقاطعته على الفور وهي تكمل جملته والتي لن تنساها طيله حياتها ،ولن تنسى ابدا ملامحه التي كان يتحدث بها وقتها  فهي قد حفرتها داخل عقلها
_هتقولي ....روح القانون مش لأمثالك اللي عايشين حياتهم  بالطول والعرض مش ده كلامك يا "أكمل "بيه ،بس احب اقولك ان جيت هنا ظلم وهخرج من هنا وقانونك منصفنيش ومش ممكن ينصف أمثالي ابدا اللي عايشين في كل الظلم ده
ضيق عينيه يحاول أن يستشف حديثها ، عقد ذراعيه أمام صدره وكأنه يريد أن يسمع المزيد ،فلم يوجد أحد قد تجرأ عليه  قبل ذلك ،عقدت حاجبيها وهي تراه يصغي إليها بإمعان فقال لها
_كنتي بتقولي .....انك بتتصوري اني مش راضي عن نفسي تقدري تقوليلي ليه !!
لمعت زرقاوتيها بالدموع ولكن تجمدت داخل مقلتيها وابت الهبوط امامه وتابعت بقسوه
_لأنك ....... اكيد ظلمت كتير في منصبك ده ، وأنا متأكده انك مش سعيد في حياتك
احتل الضيق ملامحه وتلاشي ثباته أمامها ولمعت عينيه بالحزن ، فهو الآن أمام نفسه ،نعم لم يشعر بالسعاده في حياته مع خطيبته لا يحظى بالاستقرار معها يكفي حالتها النفسيه السيئه ،آفاق من شروده على ابتسامتها الساخره ،سحبت حقيبتها من على سطح المكتب وهمت بالمغادرة فامسكها من معصمها على حين فجأه وقال بتساؤل
_أنا مظلمتش حد ........أنا عمري ما كنت من اللي بيستغل منصبه علشان ينصف ظالم على مظلوم ابدا وأن أخلاقي لا يمكن تسمح بكده ولا ضميري المهني
تاففت من هذه الخطبه البارعه والتي لم تهز كيانها قيد أنملة فلقد أصبح قلبها يحمل القسوه بدل من الرحمه والطيبه ثم قالت باتهام واضح ونبره عاليه
_عمري ما هنسي اللي قولته ليه ابدا انت سبب رئيسي في اللي حصل لي واللي لسه هيحصلي لأن قانونك مش بيحمي الضعاف في قوانين تانيه بتحكمنا
__انتي ....بتتهميني  أنا باللي حصلك .....لازم تعرفى ان القانون اللي بتتكلمي عنه ده واللي مش عجبك هو اللي خرجك دلوقتي لأنك حالياً مش مدانه ياريت تفهمي ده كويس
التفتت إليه بعينان شرستان تحملان الكراهيه له واستدارت بجسدها تبتعد عنه وهي تحمل حقيبتها وتحدثت من فوق كتفها بعباره واحده جعلته يجن
_لازم ...تعرف أنا مخرجتش من  هنا بالقانون أنا خرجت بألآعيب القانون يا حضره وكيل النيابه
ترقب طيفها الذي اختفى من أمام عينيه ماذا تقصد بهذه العباره !!،وهل ل "سالي " علاقه بها وعلى ذكرى اسمها وضع علامه استفهام كبيره أمام هذه العلاقه والذي سيسعى ليعرف عنها المزيد فهل سيستطيع ان يعرف أم  ستستطيع هي  بمكرها طمث هذه العلاقه لكي لايتوصل إلى السر الذي يجمع بينهما
_______________________________________
خرج" رفعت " من غرفته قاصداً عمله ولكن توقف أمام غرفتها قليلاً لم يستطع الذهاب إلى عمله إلا إذا قام بإرضائها اولاً فهو قد ضغط عليها كثيراً في الفتره الاخيره ،لم تسمح له بالدخول عندما طرق الباب ،شعر بالقلق عليها فتح الباب على حين فجأه وجدها مازالت نائمه ،اقترب منها بخطوات بطيئه وجلس بجانبها فوق الفراش يترقب جفناها المغلقان ببراءه مثل الاطفال وضع قبله بجانب شفتاها وهمس بجوار اذنها بنعومه
_وحشتيني .......يا"رؤي " عارف انك زعلانه مني ومنعه نفسك انك تشوفيني بس انا جاي أشوفك قبل مااروح المستشفى ...... بس للأسف ماليش نصيب اشوفك بردو النهارده
كانت تستمع إلى حديثه بقلب ممزق لقد خذلها أمام نفسها من وقتها  لم تستطع الخروج من غرفتها ووضع عيناها أمام عيناه ،ماذا لو كانت أسقطت يمينه ارضاً!! هل بهذه البساطه يستغنى عنها اطبقت على جفناها بقوه فلا تريد النظر إليه ،تحركت زرقاوتيه على اهدابها  التي تتحرك علم أنها تدعى النوم ،رفع حاجبه بمكر واسند جبينه على جبينها وقال لها بإشتياق
_يمكن تكوني مش حابه  تشوفيني بس ميمنعش ان فعلا كان نفسي اشوفك ،وكويس ان اطمنت عليكي ......بعتذر عن طريقتي معاكى وليكي انك تقبلى أو ترفضي
اقشعر قلبها من الداخل نبرته الخافته تفننت في تعذيبها والضغط عليها ،لقد أصبح بارع في العزف على أوتار قلبها لقد دمج الاشتياق والاعتذار في جمله واحده ،عقلها رافض ولكن قلبها يصدقه ،هل الذي يتحدث الآن هو نفسه من انفعل عليها في السابق ،أين ذهب تهديده ووعيده ،ستصاب حتما بالجنون من طريقته هذه ،هل من كان ينتظر منها كلمه أصبحت هي الآن من تنتظر منه المزيد هل أصيبت بالجنون من هذا العشق تنهدت تنهيده خافته وقالت بهدوء
_كنت .....دايما بتعقبني زمان العقاب ده  بأنك متكلمنيش وتفضل عند رأيك ، لحد ما انا اعرف غلطتي لوحدي واجي اعتذرلك لأني كنت ببقى غلطانه ، دلوقتي بقيت كمان تتفنن في تعذيبي يا "رفعت " بقيت تقدر ما تشوفنيش ومتكلمنيش أنا ممنعتش نفسي انت اللي منعت نفسك لحد امتى هتستقوي عليه وإلا علشان عارف انك كل حاجه ليه
وضع قبله على جفنها المطبق وضم راسها إلى صدره وداعب خصلاتها الشقراء وقال لها بخفوت
_انا استقوى عليكي ....يا"رؤي " حد يقدر يستقوي على نفسه ،يمكن اكون اتعصبت أو مقدرتش اتحكم في أعصابي وده  غصب عني لو كنتي مكانى هتعملي اكتر من كده
ظلت صامته تترقب حديثه وانفاسه الهادئه نبرته الخافته والتي اشتاقت إليها ،لم تكن تعتقد بأنها ستعشقه إلى هذا الحد لقد نجح في إيقاعها في شباكه دون أن تدري ، كلما حاولت الابتعادعنه  وجدت نفسها تلتصق به أكثر لأول مره تجد نفسها بهذا الوهن والضعف ،ابتلعت ريقها ببطء عندما أطبق بذراعيه حول خصرها وضمها إليه بقوه يحاول أن ينقل لها اشتياقه اليها ، تحركت شفتيه على كل انش في وجهها ،أغمضت عيناها تستسلم لهذا الإحساس لهذا الشعور ،شعور بنفسها بإمتلاكها له أصبح قادر على تغيير مزاجها من القسوه إلى اللين بمنتهى البساطة ،ولكن استفاقت من هذا الاحساس سريعاً ووضعت أصابع يدها على شفتاه وقالت
_مش ملاحظ اننا في الفتره الاخيره دي خلافاتنا زادت ،انا عندي طلب وبتمني توافق عليه علشان خاطري ......وده علشانا احنا الاتنين ممكن
حدجها بنظرات غامضه يحاول أن يفهم مغزى حديثها هل ما وصل إليه حقيقه ،هي تريد الابتعاد عنه هل سئمت منه لهذا الحد أما أنها بدأت تشعر بالاختناق من اقترابه فأصبح خطر يهدد حياتها ،رفع كف يدها إلى شفتيه ووضع عليه قبله هادئه وقال بتساؤل
_عايزه ......تبعدي يا "رؤى " كلامي صح ولا غلط قدرت افهمك ولا مقدرتش
نكست رأسها ارضاً كيف لها أن تهنأ وغيرها غير سعيد في حياته وهي المتسبب في ذلك ضميرها ينهرها بقوه كيف حالها الآن ،أصبحت لا تستطيع حتى الاطمئنان عليها ،هبطت دموعها في صمت ولم تأبى وجوده ،رفع حاجبيه بصدمه عندما لمح عبراتها المتساقطه على خديها ،شعر بالضيق والنفور من نفسه ،مسح بإبهامه دموعها وقال بصدق
_لو دموعك دي علشان انا جنبك ......يبقى ابعد يا"رؤي " مقدرش اشوف دموعك دي بتعذبني
هزت رأسها بعدم تصديق  وتعالت شهقاتها وقالت من بين دموعها
_أنا .....تعبانه اوى .....انا مضايقه من نفسي جدا ، كل اللي حواليه بيتاذي محدش بيقرب مني إلا ولازم يحصله كارثه في حياته ،أنا متأكده من براءتها والله "ميلا "مظلومه 
_يا" رؤى " علشان خاطري بلاش الثقه الزايده اوى فى براءتها دي لأنها مش مظلومه ولا حاجه
لم يصدقها شعرت بالاختناق أكثر مازال عند رأيه ،من كان يدافع عنها أصبح ضدها الآن ماذا تفعل لقد أصبحت مكبله ليس بيديها حيله ،وضعت أصابع يدها حول عنقها تحاول أن تلتقط أنفاسها لقد اختنقت ،اتسعت عيناه على وسعهما وقال بهلع
_مالك ......يا"رؤي " ردي عليه حاسه بإيه !!
_مخنوقه اوى .....اوى يا "رفعت " عايزه ابعد عن هنا ،أنا بتخنق ومحدش حاسس بيه
احتضنها إلى صدره ودفنها داخله وكأنه يريد أن يطمئنها وقال لها بنبره صادقه
_عايزه .....تسيبيني وتبعدي للدرجه دي وجودي بيضيقك ومش حابه قربى منك
همت بإحتضان وجهه بين راحتي يديها ولكن تراجعت وقالت بنبره مختنقه
_متعذبنيش معاك واسمح لي ابعد شويه يمكن اقدر الاقي نفسي انا حاسه ان تايهه
تحركت حدقتيه علي قسمات وجهها ،لمس قلبه عذابها يعلم بأنها تتألم ولكن لا يعلم سر هذا العذاب
_المكان ..اللي يريحك خليكي فيه لو كان بعدك عن هنا هيريحك ابعدي المهم تبقى كويسه ،وابقى طمنيني عليكي من وقت للتاني
______________________________________
وصلت "ميلا " إلى المشفى فلقد قررت أن تطمئن على والدتها كم تمنت بأن تتحسن حالتها الصحيه لكي يمكنها اصطحابها والمغادره من هذه البلده باكملها ،صعدت الدرج بخطوات جامده لم يكن لديها القدره على الدخول كما كانت تفعل في السابق ليس لديها قدره علي المواجهه ،وما ان مرت من أمام الاستقبال اوقفتها" سمر " موظفه الاستقبال وقالت لها بتساؤل
_رايحه ......على فين يا آنسه انتي ......!!!
نظرت إليها "ميلا " نظرات غامضه وقطبت جبينها بدهشه وقالت بتهكم
_أول .....مره تسأليني رايحه فين عمرك ماسالتيني قبل كده !!
تاففت" سمر " وتحدثت بعمليه وهي تشير إلى الكارنيه المعلق على ملابسها وقالت
_انا .....هنا بقوم بشغلي حضرتك رايحه فين لو لدكتور "عاصم "هو مشغول مش فاضي
رفرفت باهدابها الطويله وتحركت حدقتيها يمينا ويسارا وقالت بهدوء
_هو ......دكتور "عاصم "موجود في مكتبه !!
نهضت "سمر" من مقعدها ووقفت أمامها تمنعها من الصعود إليه وقالت لها بعصبيه
_لو كنتي جايه هنا علشان الدكتور فلازم تعرفى أنه مانع دخولك المستشفى وأكد انك لو اصريتي على الدخول يبقى الأمن يتصرف معاكى بطريقته
صدمه عارمه احتلت قلبها ، لقد أصبح يكرهها وضحت الصوره  الآن لا يريد أن يراها ، وضعت أصابع يدها على صدرها وقالت بعدم تصديق
_مانع .......دخولي أنا انتي متأكده من كلامك ده
رفعت" سمر" عيناها الماكرتان ونظرت إليها بشماته وتشفي وقالت بثبات
_اومال ..هكون جايبه الكلام ده من عندي ،هو تحذيره كان واضح بعدم دخولك من باب الاستقبال
هزت رأسها بضعف ،فكانت آخر ماتتوقع ان يمنعها من الدخول ،ابتسمت بمراره إلى متى ستحصد ثمن شئ هي لم تكترفه من الأساس ،ولكن هي من وضعت نفسها في هذا المأزق وجدت نفسها دون أن تشعر تسأل بلهفه والغيره واضحه داخل مقلتيها
_طيب .....ممكن تقوليلي مين معاه دلوقتي في المكتب !!
لمعت عيني "سمر " بخبث وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بتأكيد
_اكيد خطيبته أنسه "صافي عزالدين " دي مش بتفرقه خالص
توقف الزمن بها هل استطاع أن يجتاز حبها ويحيا من جديد بعيد عنها ،امتلئت حدقتيها بالدموع لم تكن تتوقع أن ينساها بهذه السرعه لقد انتقم منها أشد انتقام إلى متى هذا العذاب ،لم تذق طعم الراحه منذ أن افترقا ،سألت بعينان خاليتان من الحياه وقالت بخفوت
_وماما ......عامله ايه !!! حالتها اتحسنت ولا لسه زي ماهي !!
نكست" سمر " رأسها ارضاً واحتل الضيق وجهها وقالت بصوت خافت لايكاد يسمع
_شدي .....حيلك مامتك تعيشي انتي  ياآنسه
تساقطت دموعها دون أن تدري كانت هي آخر ما تبقى لها من أمل ،سقطت على ركبتيها من شده الصدمه لم يعد لديها أحد ليخفف عنها ذهبت من كانت كل شئ بالنسبه إليها ،انحنت "سمر " بجسدها وقالت لها بتوسل
_انتي .....كده هتقطعي عيشي من هنا .....لو سمحتي كده مش هينفع
حاولت النهوض ونهضت بأعجوبه لم يعد بمقدورها تحمل كل هذه الصدمات ،انتبهت" سمر " على رنين الهاتف الأرضي فتلقفت السماعه باصابع مرتعشه وقالت بعمليه
_حاضر .....يا دكتور انا جايه حالا
تركتها" سمر " وصعدت إلى مكتب مدير المشفى ،وقفت أمامه بثبات واضعه ذراعيها على جانبي جسدها وقالت بعمليه
_تحت .......أمر حضرتك يا دكتور "عاصم "
رفع "عاصم " حاجبه لأعلى وقال لها بعصبيه
_ازاي متبلغنيش ان دكتور "رفعت " اتأخر ومجاش لحد دلوقتي
_يا فندم .......حضرتك كنت في العمليات هبلغ حضرتك ازاي ،على العموم انا اسفه يا دكتور
أشار إليها بالانصراف فتوجهت ناحيه الباب ولكن استوقفها عندما قال لها بتساؤل
_في حد سأل عليه .......يا "سمر " !!
تسمرت مكانها وتحركت عيناها الماكرتان يمينا ويسارا وقالت بخبث
_أيوه ......يا فندم في حد سأل عليك من شويه !!
تهللت اساريره ايعقل ان تكون هى من أتت للسؤال عليه ،أم أنه هو من يتمنى هذا ،ترقب إجابتها والتي جعلت ابتسامته تتلاشى شيئا فشيئا وقالت بمكر
_آنسه ........"صافي " مافيش غيرها طبعا اللي دايما بتسأل على حضرتك
لوي فكه بسخريه يالا هذه المتطفله والتي دائما تسعى إليه ،أشار إليها بالانصراف ،فانصرفت بسرعه البرق دون أن يتحدث إليها ،جلس على مقعده ينهر نفسه بشده ،هل مازال يفكر بها ،هل يعتقد بأنها قد سألت عنه حرك أصابعه في خصلاته البنيه يحاول أن يمنع نفسه من التفكير بها
وصلت "سمر " إلى الاستقبال تنظر إلى "ميلا " والتي لم تتحرك من مكانها وقالت لها بتساؤل
_انتي .....لسه هنا يا انسه انتي اكيد عايزاني اترفد من شغلى
_متقلقيش .......أنا خلاص مش هاجى هنا تاني ابدا مبقاش ليه حد هنا
منعت" سمر " ابتسامه كادت أن تخرج من شفتيها ولكن جاهدت في إخفائها وقالت
_عملتي .....خير بصراحه لأن دكتور "عاصم " حقيقي مش طايق يشوفك متزعليش مني
_لا .....مش زعلانه وهو عنده حق ربنا يوفقه في حياته
مسحت "ميلا " بأطراف أصابعها دموعها فتساقطت غيرها ،تحركت نحو الخارج بعينان شاردتان ،إلى أين تتجه ليس لديها عائله أو أقارب قررت الرحيل نهائياً من هذا المكان فهناك وغد في انتظارها ستحاول  الهروب من بين براثنه أخذت تركض بكل قوتها ودموعها تتساقط انهاراً على خديها حتى جن الليل جلست لتستريح مسحت بظهر يدها جبينها المتعرق ونهضت من مكانها تبكي مره أخرى على  فراق والدتها كانت تريد أن تراها ولو لمره واحده استأنفت السير في هذا المكان تقدمت سياره من بعيد وكان صاحبها يضئ مصابيح السياره أمام عينيها جعلها لا تستطيع الرؤيه أغمضت عيناها ورفعت ذراعها تخبأ عيناها من هذه الاضاءة العاليه ،ولكن توقفت السياره أمامها أزالت ذراعها ونظرت إلى صاحب هذه السياره شهقت بصوت مسموع لم تكن تتوقع انه كان يتعقبها منذ فتره طويله وضعت يدها على صدرها وأخذت تركض بكل قوتها وعبراتها تهبط على وجهها ، ثعثرت بفضل حذائها العالي وسقطت على وجهها توقف بسيارته أمامها خرج من سيارته والضيق يحتل ملامحه انتظر ان تنهض ولكن لم تتحرك من مكانها مال عليها وأخذ يربت على وجهها وجدها فاقده الوعي حملها بين يديه ووضعها داخل السياره وانطلق بها حيث مصيرها المجهول
___________________________________

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن