الفصل الثالث

22.6K 559 7
                                    

  الفصل الثالث 

استيقظت رؤى من نومها مرتديه منامتها القصيره
ذات الرسوم الكرتونيه وجمعت شعرها الاصفر
وعقصته إلى الخلف
دلفت إلى الحمام الخاص بغرفتها غسلت وجهها واسنانها
وهبطت إلى والدتها حيث غرفه الصالون
وجدتها جالسه تقرأ في أحد الكتب مرتديه نظارتها الطبيه
سارت إليها برشاقتها فكانت تتميز بالقوام النحيل
والعيون الزيتونيه التي أخذتها عن أبيها والشعر
الاصفر المموج الذي زادها جمالاوبراءه
انحنت بجزعها تقبل وجنتيها وهمست برقه
(صبااح الورد يا إلهامي )
نظرت إليها الهام بدهشه وهزت رأسها يمين ويسار
وعلى وجهها ابتسامه عريضه واردفت بيأس
(مافيش فايده فيكي يا رؤى هتفضلي طول
عمرك طفله وبعدين دي كلمه باباكي ومش
بحب اسمعها غير منه ثم تابعت بتسأل ايه
اللبس ده يا رؤى )
ألقت رؤى نظره إلى ملابسها ورفعت رأسها وزمت شفتيها
ورفعت كتفها لأعلى وردت ببرود
(مالووو يا مامي بس وبعدين انا في البيت
البس ايه يعني )
رفعت الهام حاجبها لأعلى وهتفت بحده
(ده لبس تنزلي بيه عاصم ماكد عليكي قبل كده بلاش اللبس ده في البيت )
تاففت رؤى واضعه كفيها في جيب منامتها
وردت ببساطه (يا مامي يا حبيبتي أبيه عاصم
وأبيه رفعت فى المستشفى وعارفه أنهم هيرجعوا
متأخر علشان كده لابسه على راحتي )
رمقتها الهام بنظرات غاضبه وأشارت إليها بقوه
(اللبس ده يتغير حالا عاصم لو جه وشافك كده
مش هيحصل كويس فاااهمه )
ثم تابعت بثبات وبعدين انتي مش صغيره انتي
عندك عشرين سنه يعني انسه عاقله وواعيه
وعارفه كويس ان في شاب مقيم معانا مينفعش
يشوفك كده ابدا )
ضربت بقدميها الارض متحدثه بنبره طفوليه
(أنا مالي بقااا بيه وبعدين هلبس على حريتي امتى
وفين )
استقامت الهام من مكانهاواتجهت إليها وربتت على كتفها وجذبتها
من ذراعها لتجلس بجوارها ثم همست بنبره حانيه
(يا حبيبتي رفعت ده ابن عمك ولازم تعرفي أنه له
في كل املاك عيله زيدان بما فيها القصر ده وبعدين
هو بيحبك وعايز يتجوزك وباباكي موافق وعاصم كمان
وأنا مش شايفه فيه عيب )
كتفت رؤى ذراعيها أمام صدرها وردت بسخريه
(وأنا ماليش رأي مافيش حد اخد رأي وكأني
ماليش وجود وكان موافقتي من عدمهاتحصيل حاصل )
قاطعتها الهام بثبات
(احنا نعرف مصلحتك أكثر منك وياريت الكلام ده
ميترددش قدام عاصم أو باباكي وإلا انتي عارفه
ايه ممكن يحصل مفهوووووم )
قفزت من مكانها وكان لدغتها أفعى وسارت إلى
درجات السلم وأخذت تصدر همهمات غير مفهومه
لم تلتقط إذن الهام منها إلا كلمه مش عيشه دي
فابتسمت الهام على طريقه ابنتها غير مصدقه أنها
أصبحت عروس ومازالت طفله

*******************************************
وصل بسيارته إلى المشفى وترجل منها صافعا الباب
بقوه رافعا رأسه لأعلى وعلامات الغضب قد ارتسمت على
ملامحه فوجهه لايبشر بالخير
صعد الدرجات بخفه وعينيه تدور بحثا عنه فهو من وضعه
في هذا الموقف
وصل صاله الاستقبال بالمشفي وعلم من الموظفه
إن دكتور رفعت قد خرج من غرفه العمليات منذ قليل
والآن هو في غرفه الكشف للراحه
كان قد ارخي رفعت جسده المتعب على الكرسي واضعا ساعديه
خلف رأسه وشارد في من ملكه قلبه وتربعت على عرشه
إذا بالباب فجأه ينفتح ويقف أمامه عاصم بوجهه الغاضب
اعتدل في جلسته ونظر إليه بعينيه الزرقاء غير مصدق
ما يحدث الآن
كان قد أغلق الباب بقوه وخلع سترت بدلته ووضعها بإهمال
على الكرسي وخلع ساعته الثمينه ووضعها بجوار الهاتف
ومفاتيح سيارته على المنضده
وفك أساورقميصه وشمر اكمامه إلى مرفقيه
استقام رفعت من مكانه متجه نحوه متحدثا بنبرته المرحه
(انت بتعمل ايه يا بني آدم احنا هنا في المستشفى )
جذبه عاصم من ياقه قميصه بقوه متحدثا بعصبيه
(انا مش قولتلك بلاش مشوار الفستان ده )
هز رفعت رأسه مصدقا على حديثه
ثم تابع عاصم بقوه يشوبها الخفه
(انا وأشار إلى صدره بتاع فساتين )
لم يستطع رفعت السيطره على نوبه الضحك التي
انتابته الآن تخلص من قبضته بسهوله نظرا لطول قامته
وبنيته القويه التي تماثل بنيه عاصم
نظر إليه عاصم غير مصدق أنه يسخر من حديثه
جز على أسنانه وهتف بحده
(ولك نفس تضحك يا بني آدم انت )
مسح رفعت الدموع التي نزلت من عينيه من أثر
الضحك ورفع رأسه وهمس بخفه وهو يبتسم
(صدقني انا مقدر حالتك وأنك مضايق رغم اني
مش عارف ليه و ..................
لم يكمل حديثه إلا تفاجئ بلكمه قويه في وجهه ارتد
أثرها للخلف وضع يديه على عينه وتحدث بألم
(عيني يا غبي كانت هتروح )
صاااح به عاصم بقوه
(رررررفعت )
وكزه رفعت فى صدره بقوه متحدثا بجديه
(عجبك كده أكمل كشف ازاي النهارده بمنظري ده )
رفع عاصم حاجبه لأعلى متحدثا بمكر
(ابقى افتكر منظرك ده كويس قبل ماتبعتني مشوار يخصك هااا يا وسيم العيله )
فكان رفعت يتميز بالعيون الزرقاء والشعر الأسود
الناعم والبشره البيضاءووجهه الابيض الذي يكسوه الحمره ولذلك لقب بهذا الاسم
جذب عاصم سترته وهاتفه وباقي اغراضه واستدار بجسده
صافعا الباب بقوه
تحسس اللكمه أسفل عينيه الزرقاء وهمس بألم
(غبي وهمجي )
ثم أخرج من جيب سترته صوره صغيره ونظر إليها
وتنهد بحب
(انا مستحمل العيله دي علشان خاطرك ياروئ بس ياريت
تفهمي ده )
***********************************************
تجمدت مكانها حينما سمعت جمله كارما الاخيره
واتسعت عيناها بذهول غير مصدقه ماتفوهت به
كارما الآن رفعت رأسها ونظرت إليها بضعف
وهمست بتعجب
(حضرتك بتطلبي مني اني أعتذر وحالا )
اماءت كارمابراسها مصدقه على كلامها ونهضت من مكانها
متجه إلى المكتب وهمست بجديه
(لازم تعرفى ان أمثال دكتور عاصم وغيرهم هما اللي
فاتحين المكان ده ومش ممكن نخسرهم علشان سوء
تفاهم احنا اللي وضعنا نفسنا فيه )
قاطعتها ميلااا مدافعه عن نفسها
(بس انا مااخطاتش يا مدام )
أشارت إليها كارما بالصمت وزفرت بضيق رافعه حاجبها لأعلى
متحدثه بعمليه
(لازم تعرفى ان في قانون التجاره الزبون دائما على حق حتى لو أخطأ)
ارتسمت ابتسامه ساخره على ثغرها
وأيقنت أن الحديث الآن لا طائل منه وأنها لاتمزح في هذا الموضوع
وصاغته بصيغه أمر لا تصلح معها المناقشه
همست باختناق يشوبه الألم
(اللي تشوفيه يا مدام )
جذبت كارما حقيبتها وأخرجت هاتفها وأجرت
اتصال بدكتور رفعت
علمت من خلال المكالمه أن عاصم الآن في المستشفى
فأخذت العنوان ودونته في ورقه واعطتها لميلا
تنهدت بارتياح وتحدثت بصرامه
(ياريت ننهي الموضوع ده وبسرعه )
أخذت الورقه بيد مرتعشه ووضعتها في حقيبتها
بعدما قامت بتغليف الفستان ووضعته في الصندوق
الخاص به وزينته من الخارج بشكل راقي
وغادرت السنتر
********************************************
توقفت السياره بها أمام مشفى زيدان الخاص
ترجلت منها محتضنه الصندوق إلى صدرها قابضه
عليه بكفيها نظرت إلى المبنى الشاهق الارتفاع والصرح
العملاق غير مصدقه عينيها بأن هذه مستشفى خاص
اعتلت بساقيها المرتجفه الدرج والعرق يتصبب من جبهتها
مسحته بأيدي مرتعشه
وصلت إلى صاله الاستقبال وتحدثت مع الموظفه
(لو سمحتي دكتورعاصم زيدان موجود )
اعتدلت الموظفه في جلستها وردت بوقار
(أيوه يا فندم إي خدمه اقدر اقدمها )
نظرت إليها بضعف وهمست بألم
(حضرتك ممكن اعرف هو موجود فين )
ردت الموظفه بجديه
(الدور التاني يا فندم هو مدير المستشفى )
رمشت بعينيها عده مرات غير مستوعبه هذا الحديث
همست بصوت مختنق
(ممكن تديله خبر اني معايا شئ يخصه )
اماءت برأسها ورفعت الهاتف إلى اذنها وتحدثت إليه
وماانهت مكالمتها أشارت إليها بأدب
(اتفضلي يا فندم الأسانسير على اليمين ومكتبه الدور الثاني )
اتجهت نحو المصعد فلم تستطع الصعود على قدميها
بدأ صدرها يعلو ويهبط من أثر التوتر الذي اجتاح جسدها
وشحب وجهها وتغيرت قسماته
أخذت تجر قدميها جر فالآن ستعتذر حتما عن ماذا
هي لاتعرف استقلت المصعد ووقف بها في الدور الثاني
خرجت منه بجسدها المرتعش ووجهها الشاحب
وضعت كف يدها على صدرها لتهدا من روع قلبها
سارت في اتجاه مكتبه ووقفت امام الباب
طرقت طرقات خفيفه على الباب
فجاءها صوته الرخيم (ادخل )
دخلت منكسه رأسها إلى الأسفل محتضنه الصندوق إلى صدرها وكأنه درع حمايتها
كان منكبا برأسه يتفحص بعض التقراير الخاصه بالمرضى
مرتديا نظارته الطبيه
رفع رأسه ناظرا إليها محدقا بها غير مستوعب أنها الآن
أمامه وجاءت إليه بقدميها
سارت في اتجاه ووضعت الصندوق أمامه على المكتب ثم همست
بصوت مبحوح
(مساء الخير يا فندم )
خلع نظارته ممسكا بها وصوب بصره نحوها وعلى وجهه
ابتسامه عريضه ثم ألقى بنظره على الصندوق الذي أمامه
تلاشت ابتسامته تدريجيا وقضب بين حاجبيه وهمس
بدهشه مشيرا إلى الصندوق
(مساء الخير ايه ده )
ابتلعت ريقها بصعوبه وبدأ العرق يتصبب من وجهها بغزاره
وقد بهتت ملامحها وغامت عيناها وأصبحت الرؤيه
أمامها مشوشه
ثم همست بعدم اتزان
(حضرتك ده الفستان وأنا اسف .........)
لم تكمل حديثها فشعرت بدوار مفاجئ جعلها تهتز بجسدها
وضعت يدها على رأسها واغمضت عيناها وبدي ترنحها ملحوظا
اتسعت عيناه وألقى بنظارته على المكتب
وأسرع إليها ممسكا بزراعيها فتشبثت بقميصه بقوه
وماكادت أن تسقط إلا واحاط كفيه بخصرها فاستندت
برأسها إلى صدره وأطلقت العنان لقدميها بالسقوط
فاقده الوعي فرفعها إليه قبل أن تسقط على الارض
وضمها إلى صدره بقوه 

يتبع 

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن