الفصل الحادي عشر........"دهاء"

11.8K 413 125
                                    

الفصل الحادي عشر........"دهاء"

وقعت عليه كلماتها الاخيره كنصل سكين حاد انغرس داخل صدره ليمزقه على الفور منذ متى وكان بهذا التغفيل ؟ هز رأسه بعدم تصديق وكأنه لا يستطيع أن يتحمل هذا الصدمه وحده ،هل يمكث داخلها طفل منه وهو لا يعلم سقط على المقعد دون أن يشعر ولم يتحدث بكلمه واحده ظل دقائق مشدوهاً لا يتفوه بشئ فرك بكفيها وجهه عده مرات حتى يثبت لنفسه أنه على أرض الواقع وبالطبع واقع مرير بالنسبه إليه اغرورقت عينيه بالدموع فتماسك حتى لا تسقط أمام الماره حتى لا يرى أحد ضعفه وقله حيلته أمام نفسه تنفس بهدوء عندما دلفت هي إلى غرفه العمليات وتركته على هذه الحاله ،انتبه على أصابع شقيقه التي استقرت على كتفه فرفع عينيه الضائعتين إليه كم بدت ملامحه شاحبه فهمس إليه شقيقه بتساؤل

_انت ....هنا وأنا قلبت المستشفى كلها عليك بتعمل ايه هنا يا "خالد "

نهض من مكانه وكأنه قد ضل الطريق لا يعلم إلى أين يتجهه وبما سيخبرهم بأنه آخر من يعلم لم يصدقه أحد بالطبع لقد استكثرت عليه فرحته بهذا الحمل والذي انتظره كثيراً أشار بيديه إلى غرفه العمليات وهو يقول دون وعي أو إدراك منه

_"اميمه "........ في العمليات يا "خيري "

انكمشت ملامح "خيري " وهو يربت على صدره بهدوء قائلا

_يا ساتر .......مالها يا "خالد " حادثه دي والا ايه ؟

حانت منه بسمه متهكمه لا تقارن بإشتعال قلبه من الداخل وقال بسخريه وهو يشير إلى نفسه

_لا ....الموضوع غير كده،كل الحكايه أنها حامل في ابني وحالتها حرجه

على ما يبدو أنه لم يستمع إلى حديثه جيداً فأخفض إليه اذنه وهو يقول له بتساول

_انت .....بتقول ايه ؟ واضح اني مسمعتش كويس عالي صوتك

ابتسم اليه ابتسامه ساخره أثارت دهشته إذا كانت الصدمه انتابت شقيقه فما واقع هذه الصدمه عليه شعر بإنسحاب روحه وبدأ يختنق بالفعل لمعت عينيه مره أخرى وقال بإحتراق

_اللي سمعته ....الحقيقه اللي مش قادر استوعبها لحد دلوقتي تخيل هنت عليها الشهور دي كلها ،خبت عني ان ده ابني علشان تنسبه لغيري عمرك شفت كل الانانيه دي بتتجمع في شخصيه ،وكأنها بتوجه لي رساله اني مستهلش ابقى أب من الأساس

استدار بجسده يمنع دموعه من التساقط فسقطت بالفعل فأنهار أمام أخيه الذي وقف عاجزاً أمام دموعه والتي كانت صادقه نابعه من قلب جريح التقطه شقيقه في صدره وضرب بقبضته على ظهره عده مرات ليحثه على الثبات وقال له ليقنعه بحديثه

_اجمد ....يا" خالد " مينفعش كده قدام الناس انت لازم تقف جنبها دلوقتي دي مهما ان كان شيله جواها ابنك ،انت ادها وهتقدر تتحمل وبعد كده خد القرار اللي يريحك

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن