الجزء الثاني من الفصل الأخير

20.5K 542 293
                                    

الجزء الثاني من الفصل الأخير

لا يعلم كيف عاد إلى مسقط رأسه مره أخرى يشعر بخيبه الأمل تلاحقه  هل استطاعت هذه الطفله ان تجعله اضحوكه في يوم من الأيام ابتسم لنفسه بتهكم وأخذ يتأمل غرفته ملياً لقد شهدت على ما يسمى بالوهم الأكبر  كيف برعت في ادائه وكيف أدت دورها بإحتراف لقد كانت على  علاقه بآخر وهو لا يعلم وعلى ذكرى هذه العلاقه وجد نفسه يسحب هذه الفلاشه من جيبه ويضعها في حاسوبه الشخصي ، كان يقف واضعاًّ كفيه في جيبي بنطاله ينظر إلى هذه اللقطات الحميميه التي تشيب لها الوجدان ،كانت واقفه على إحدى الصخور ومياه البحر الزرقاء تتمايل من حولها وهو يقف خلفها يحتضنها ويقبلها من عنقها اهتزت حدقتيه يمينا ويسارا لم يصدق ما يراه منذ متى وكان بهذا التغفيل رفع قدمه وركل الكرسي في عرض  الحائط عندما وجد هذا الحازم يلملم خصلاتها الشقراء على الجانب الآخر من كتفها ويسحب بانامله سحابه فستانها القصير والذي يحركه الهواء العليل وهي تبتسم بعذوبه لهذه الاصابع التي تخترق جسدها وما ان سقط فستانها على هذه الصخور ظهر جسدها النحيل مرتديه هذا المايوه الساخن ذات اللون الأخضر وهو يمرر أصابعه على قسمات جسدها و أدارها إليه بخفه ونظر إلى عيناها الساحرتان والتقط شفتيها في قبله أشعلت كيانها الضئيل لم يصدق عينيه عندما وجدها تبادله القبل بعفويه تمنى أن يفقد الرؤيه  على أن يراها في مثل هذا الموقف لم يستطع مشاهده المزيد فرفع الحاسوب لأعلى واسقطه على حافه المكتب عده مرات حتى أصبح أشلاء ،كان كالاسد الجريح والذي أصاب بطعنه غادره في قلبه ومن أقرب الناس إليه خلع قميصه الممزق وأخذ ينظر إلى هذه الندبه التي أصابت كتفه عندما كان يتشاجر من أجلها مع هذا الميكانيكي الذي صفعها في السابق لم يشعر بهذه الندبه في كتفه بل شعر بها في قلبه الذي يحترق الآن دون أن يشعر سقطت دموعه على حب لم يكتمل وعلى سراب قد ركض خلفه فقد كان يظن أنها في حياته من أجل تعويضه عن ما حدث له ولكن الآن هي نقمه تدمر حياته وكيانه وخاصه بعد علاقتها بهذه العائله والتي يبغضها من أعماق فؤاده ،
دلفت إلي غرفته  بجسدها النحيل فقد أخطأت في حقه ونالت من كرامته واخطات في حق نفسها  حتما ستعتذر وليتقبل اعتذارها لا محاله فلقد تربت على يديه وشهد مراحل نضوجها
كان واقف في شرفه الغرفه واضعا يديه في جيبي بنطاله فإذا بها تضع كفيها على ظهره تتلمس عضلاته بأيدي مرتجفه وهمست بنعومه وألم يمزق قلبه
_أنا ........آسفه !!
تشنجت عضلات ظهره من أثر لمساتها واستدار بجسده عاري الصدر إليها وبدأ صدره يعلو ويهبط من أثر خفقات قلبه رفع وجهه ونظر إليها نظرات خاليه من المشاعر ولم يعقب على أسفها ابتلعت ريقها بخوف من أثر هذه النظرات وهمست بنبره مرتعشه
_أنا عمري ما حبيت حد غيرك  يا "رفعت "
وارتمت بجسدها النحيل في صدره واحتضنته بقوه وانحنى برأسه يتحسس وجهها  بشفتيه فما أن وصل   إلى شفتيها التهمها بين شفتيه بقوه في قبله داميه قاتله واعتصر جسدها بين يديه وأخذ يقبل كل انش في وجهها مرورا بذقنها وعنقهاودفعها إلى الفراش بقوه
أخذ تنفسها يعلو ويهبط من أثر لمساته التي عرفت الطريق إلى جسدها تأكدت أنه الآن قد صفح عنها وغفر لها انحنى بجزعه عليها وهمس إليها  بتهكم وغمز لها بوقاحه
_ايه رأيك أكمل ولا كده تماما  يا بنت عمي !!
لم تصدق ما قاله للتو رمشت باهدابها عده مرات وتراجعت إلى الخلف وهي تقبض على ملابسها استشعرت من حديثه التهكم والوقاحه أيضا اتسعت عيناها على وسعهما عندما اقترب منها أكثر وانحني بجزعه عليها وهو يقول بصوت خافت مرعب
_ايه خايفه .....بتخافي انتي اوى بصراحه ،مستغربه "رفعت " أنا نفسي مستغرب نفسي بقى عيله زيك انتي تضحك على "رفعت زيدان " وتاكله الاونطه الفتره اللي فاتت دي كلها
ارتعش جسدها عندما تفوه بهذه الكلمات واغمضت عيناها لكي تستقبل حديثه دون أن تتفوه ببنت شفاه استدار بعيداً عنها وسحب حقيبه ملابسه والقاها فوق الفراش وشد سحابها واتجه ناحيه خزانته وأخذ يلملم اغراضه ويضعها داخل الحقيبه لم تصدق ما يفعله أمام عينيها فقالت
_انت ...بتعمل ايه يا "رفعت "أنا مش مصدقه عينيه ابدا انت هتسبني وتمشي
ضغط على أسنانه ولم يلتفت إليها واستانف عمله وقال لها بجمود
_يبقى كان قلتهم أحسن ......انا مش عايزك تاني في حياتي انتي سامعه
تحركت إليه بخطوات مرتعشه وجسدها يرتجف بأكمله وسقطت عند ركبتيه تقبل حذائه تتمنى منه الصفح البقاء معها والغفران لها قالت ودموعها تنهمر على خديها
_هتسبني لمين انت كل حاجه ليه انا عمري ما هعرف البني آدم ده تاني انا كنت عايزه أقتله واخلص منه علشان انت متعرفش حاجه علشان أفضل في نظرك "رؤى "بتاعت زمان
لم تأخذه بها شفقه أو رحمه فهو مثله مثل شقيقها لا يصفح في حقه وحق عائلته رفع رأسه لأعلى وقال لها بنبره خاليه من الرحمه والشفقه
_كان ممكن اسامحك لو مكنش الأمر يتعلق بكرامتي ورجولتي اللي دوستي عليها وعلى اسم العيله اللي خلتيه في الأرض ،كان ممكن اسامحك لو مكنش الأمر يخصني ويخص شرفي انا شفت كل حاجه بعيني انا مش مصدق ازي اتخدعت فيكي بالشكل ده
صرخت وهي تتمسك بساقه  فهي تخشى ضياعه تخشى فراقه إلى الأبد ،تكن له كل العشق لم تشعر بذاتها إلا معه لم تصدق أنه قد علم كل شئ عنها وجاء الآن وقت المواجهه
_يخص شرفك...انا والله ما عملت حاجه من وقت ما اسمى بقى على اسمك وأنا محافظه عليه
انتابته حاله من الضحك الهستيري فور الانتهاء من حديثها استشفت منه السخريه ،ابتلعت ريقها بخوف أكثر من ذي قبل ودب الرعب داخل قلبها قبض على شعرها ورفعها إلي عينيه  ومازال ممسكاً بخصلاتها وقال من بين أسنانه
_ والله ماعملتي حاجه ...سيباه يحسس عليكي وساكته وبتقولي لنفسك أنا تمام أنا زي الفل طالما محدش شايف طالما محدش عارف ومسلمه ليه على الآخر وهو مصور كل حاجه حصلت بينك وبينه في رحلات السفاري اللي كانت بينكم يا قذره الحمد لله اللي انكشف أمرك دلوقتي  قبل مااتورط مع واحده زيك ماتشرفش أي حد ولا حتى السواق اللي مسلماه مفاتيح عربيتك
أغمضت عيناها وانكمشت على نفسها تشعر بإنكساره بتمزقه من الداخل نعم لقد أخطأت من قبل في حق نفسها وفي حقه أما الآن لقد عادت إلى مسارها الطبيعي تعلم بأنها  قد انحازت عن الطريق السليم ولكن ألن يقبل توبتها ألن يقبل طلبها للمغفره والصفح تمسكت بكف يده وقبلته بندم ودموعها تتساقط على كفه الذي أنجي الكثير من الموت ولكن لن  ينجيها هي الأخرى من موت محتوم إذا افترق عنها قالت وهي تشهق بصوت مسموع
_عارفه انى استاهل كل كلمه قولتها لأني غلطت غلط كبير بس والله انا زي ما انا ،مااخدش اكتر من اللي شفته يا "رفعت " محصلش بيني وبينه حاجه تاني وحياتك عندي ما حصل حاجه ،سامحني علشان خاطري أنا "رؤى"يا "رفعت "أنا ممكن اموت لو بعدت عني اديني فرصه واحده لو خنتها وقتها ابعد عني وسيبني
أغمض عينيه بعد توسلها إليه وسقطت دموعه على وجنتيه يعلم بأنها تطلب المستحيل وخاصه إذا تعلق الأمر به وبحياته انقسم الأمر إلى شطرين شطر يخصه والشطر الآخر يخص والده وحياته في السابق ما أبشع اليتم في قلوب فقدت أعز ما لها في الحياه ،هز رأسه بيأس رافضاً فكره الصفح رافضاً الغفران نعم فالغفران لم يكن لها يوماً فلقد ضغطت على جراحه التي لم تلتئم بعد، تذكر والده كان اسم على مسمى "طاهر " الذي تشربت الأرض بدمائه منذ سنوات طويلة فلقد كان في أشد الاحتياج إليه الآن عن ذي قبل أغلق سحابه حقيبته وارتدي قميصا آخر وجر حقيبته خلفه ممسكاً بها  وتحرك بخطوات مسرعه متجهاً إلى خارج الغرفه واستدار برأسه وهو يقول بإختناق
_حتى لو طلبتي الصفح وقدرت اسامح مش ممكن اسامح في حق أبويا
هزت رأسها بعدم فهم ماذا يريد بهذه الكلمات دموعه ليست من فراغ ،كلماته قاسيه ولكنها مبهمه مسحت دموعها وركضت إليه تتمسك بقميصه تتوسل إليه أن يبقى  وقالت بتساؤل
_ تقصد ايه يا "رفعت "مش فاهمه !!
ابتسم بمراره ودموعه تسبق نظراته التائهه لم يعد لديه أحد في هذه الحياه رحلت والدته منذ صغره ورحل والده أيضا في سن كان في أشد الاحتياج إليه وجاءت هي الآن لتنهي عليه بأكمله لقد خذلته أمام نفسه وأمام هذه العائله إلى متى هذا المعاناه لم يعد لديه ما يجعله يستطيع الوقوف على قدميه مره أخرى سيرحل لا محاله ولكن ستعلم ما سر العداوه التي جمعت بين هاتان العائلتان منذ زمن بعيد فقال بأنفاس مختنقه
_عايزه تعرفى أنا ليه عمري ما هسامحك وتعرفي كمان ليه "عاصم "عمره ما هيسامح "ميلا" لأن انتي وهي كنتم على علاقه قذره بأولاد الراجل اللي قتل أبويا يا "رؤى "
لطمت على خديها عده مرات دون أن تشعر وقبضت على مقدمه قميصه تهز جسده دون تصديق دون وعي منها رافضه فكره مقتل عمها كانت تجهل هذا السر لم تكن متآمره عليه ،هو يتهيأ له ذلك همست إليه ببكاء تتوسل إليه أن يستمع اليها
_أنا .....انا مكنتش اعرف صدقني يا "رفعت "والله ما اعرف حاجه عن الموضوع ده حتى "ميلا "مظلومه متعرفش حد من ولاد "مختار " انا اللي حكيت لها عن "حازم "وهي اصرت أنها تتدخل في الموضوع ده وتحله بدون ما "عاصم "يعرف عقد الجواز العرفي ده كدب صدقني ،
نظرات صادمه ظهرت على ملامحه جعلته يبدو عليه قاسياً اطبق على ذراعها وبظهر يده صفعها على وجهها لا يعلم من تكون هذه الشخصيه التي تقف أمامه الآن اصبح يجهلها لم تكن نفسها من تربت على يديه من قبل ضغط على نواجزه وهتف بعصبيه
_كمان بتعترفي انك ورطي واحده ملهاش ذنب بذنب كبير انتي اللي عملتيه خلتيها تشيل تهمه مش بتاعتها وتظهر قدام اخوكي باسوء صوره كنتي بتنامي ازاي وغيرك بيتعذب ،"عاصم "ده مصعبش عليكي "ميلا" دي ماثرتش فيكي بنيتي سعادتك على عذاب غيرك ،انتي معموله من ايه عايز اعرف
_أنت ....عمرك ما تفهم سكوتي غير أنه غلط بس عايزاك تفتكر كويس أنا وقتها قولت أنها مظلومه ودفعت عنها بكل قوتي ومحدش صدقني فسكت وياريتك ترجمت سكوتي صح
كلماتها في محلها الطبيعي ،لكنه يجهل أنها  حاولت أن تحتفظ به زوجاً على أن تظهر براءه. "ميلا "امام شقيقها ،اتسعت عيناها على وسعهما عندما وجدته يخلع حلقته الفضيه والتي كانت تزين بنصره في يده اليسرى وفتح كف يدها ووضعها على باطن كفها واغلقه مره أخرى وقال
_يمكن تكون عندك اسبابك الخاصه ،بس ده ميمنعش اننا وصلنا لنهايه الطريق مقدرش أكمل معاكى وانا شايف ان بينا مسافات كبيره انتي اللي بنتيها على اساس مش سليم
ودت لوصرخت الآن فهي تري انهيار أحلامها الورديه تتساقط أمامها اهتزت حدقتيها بالدموع تعلم بأن النهايه قد توجت ولكن لم تتخيل أنها بهذه السرعه همست بخفوت قائله
_حاول تفتكر أي حاجه ليه حتى لو كانت صغيره تشفع لي عندك ، انت لو سبتيني هبقي ميته مش عايشه يا "رفعت " اديني العذر قبل ما تهدم كل اللي بينا ووقتها  مش هتلاقي "رؤى"
يرى امام عينيه والده الذي ارتوت الأرض بدمائه ،لو كان الأمر بيديه لكان أنهى على عائله "القاضي "بأكملها ولكن لقد وعد عمه بأنه سيترك الأمر إليه ليفعل ما يحلو له مقابل أن ينال "مختار "عقابه عن مقتل والده وخاله الذي لقي مصرعه أيضا في هذا الحادث ،أخذ نفساً عميق قبل أن يقول لها بنبره مهتزه
_حتى لو لقيت لك العذر صعبتيها اوى يا" رؤى " !!
سقطت على ركبتيها واجهشت بالبكاء مره أخرى ،لم تعد دموعها تحرك كيانه من الداخل كما كانت في السابق نظر إليها نظرات جامده وهم بسحب حقيبه ملابسه مره أخرى ولكن استوقفه حديثها المتقطع وهي تقول
_يعني .....خلاص كده انت اخدت القرار و..............
قاطعها على الفور لينهي هذه المهزله ، وليخرج من حياتها الى الابد مسدداً إليها طعنه غادره في قلبها تمزق روحها ،فلم يعد بمقدوره التحمل والصبر أكثر من ذلك هز رأسه مؤكدا على حديثها رماها بنظرات غامضه ليلقي إليها كلماته  الأخيره وقال لها بعصبيه
_ يعني ....انتي طالق يا ..............."رؤى "
______________________________________
كانت تنظر من الحين للآخر على هذا الطفل الذي اصر ان يمكث بجانبها في غرفتها أخذت تنظر إليه بتعجب فهو يحمل جيناته  وحتى أفعاله كان نائماً يحتضن خصرها وهي تداعب خصلاته الطويله الناعمه الداكنه تحدث نفسها هذا الطفل الذي يتمسك بها وهو لا يعرفها يكون ابن هذا الشخص ذو السلاله الشيطانيه النادره ماذا جنت لقد تحصد هذا المرار من المؤكد أنه يستضعفها ويعلم بأنها أصبحت وحيده في هذه الدنيا لذلك نال منها ولكن ماهوسر احتفاظه بها هل أراد الانتقام من عائله "زيدان " عن طريقها ولكن ما هي علاقتها أيضا بهذه العائله ليس هناك قرابه بينهما من الأساس إذا هناك في الأمر شئ ، هبت واقفه من مكانها كمن لدغها عقرب فلقد توصلت إلي أمر عجيب هل أراد ان تكون عشيقته بعد ما حدث بينهما واغتصبها بهذه الطريقه الوحشيه شعرت بالاختناق بعد هذا التفكير ولكن توصلت إلى فكره الفرار مره أخرى فلن تبقى مع هذا الشخص أكثر من ذلك ،التقطت بنطال من الجينز وقميص اسود وعقصت شعرها إلى الخلف وقامت بتغطيه هذا الصغير وخرجت من الغرفه على أطراف أصابع قدميها ،وما أن مرت من أمام غرفته استمعت إلى صوت تشاجر بينه وبين شقيقه "مراد" اخفضت اذنها لتستمع إليهما بإنصات كان "يوسف "يزعق في وجهه أخيه بقوه وهو يقول
_يعني .....ايه مكسور له ضلعين وفي المستشفى وفي العنايه عايز اعرف معناه ايه الكلام ده
نفخ "مراد"بضيق وركل الكرسي بقدمه ومرر أصابعه في خصلات شعره الداكنه وهدرا بعصبيه
_معرفش ......البواب قال إن "حازم " كان معاه واحده وبعدين جه واحد دخل العماره واخدها ومشى بعدها طلع يشوفه لقاه مرمى على الأرض ومش بيتحرك ده كل اللي حصل يا "يوسف "
ألقى سيجارته ارضاً وضغط عليها بحذائه وضيق عيناه الحادتان وارتسمت على شفتاه ابتسامه ساخره فلقد أيقن ان عائله" زيدان " هي من لها اليد العليا فيما حدث لشقيقه فقال بغموض
_اللي كانت مع "حازم "دي "رؤى زيدان "يا "مراد " واكيد اللي عمل كده "رفعت "مافيش غيره
شهقت بصوت خافت عندما استمعت إلى هذا الحديث ماذا فعلت "رؤى" هل مازالت على علاقه بهذا الحازم ألا يكفيها ما حدث لها ،أم أن هناك اشياء كثيرة قد حدثت وهي لا تعلم انتبهت على صراخ "مراد " الذي ملأ أرجاء المكان وهو يقول له بعصبيه
_هو لسه على علاقه بيها ده اكيد اتجنن ومش حاسس أنا قولت مالناش دعوه بالعيله دي وأبوك ماأكد الكلام ده قبل كده يستاهل اللي حصله طالما ماشي من دماغه
نظرات بارده حدجه بها وجلس على المقعد دون أن يهتز له جفن ومدد قدميه على المقعد الآخر وقال بنبره بارده تفنن بالتحدث بها وهو يرجع خصلاته إلى الخلف
_مين قال .......أن "حازم "ماشي من دماغه أنا اللي قولتله يرجع لها تاني طالما عجباه خلاص يتعامل .....مش مهم بقى هي بنت مين وبينا وبينهم ايه مش هتفرق يا "مراد"
أطاح "مراد"بذراعه جميع الأغراض والأوراق التي كانت فوق سطح المكتب وأسقطها أرضا وضرب بقبضته عده مرات سطح المكتب الزجاجي وهدرا بعصبيه مشيرا إليه
_لسه بارد ومعندكش دم .....كل لما نقفل دفاترنا مع العيله دي تفتحها بغبائك وتهورك مالنا ومالهم لسه فاضل مين في العيله دي عايزه يموت يا "يوسف" بيه
هب واقفاً من مكانه واتجه إلى شقيقه بخطوات متمهله وضيق عيناه الحادتان وهو ينظر إليه واقترب منه وهو يقف بشموخ وكبرياء وقال بنبرته المتهكمه
_فاضل اللي صور له شيطانه وهيئ له أن  يتطاول على حد من ولاد "مختار القاضي "ويفضل عايش ويبقى فيه نفس زي ماابوه قدر زمان أنه يتجرأ على أبويا وخد عقابه يبقى ابنه كمان ياخد عقابه ولازم تعرف أنا مش بعرف اسامح في حق عيلتي يا "مراد"
لكمه في صدره فلقد سئم عقله المتحجر وطريقته المتهوره يرتضي لنفسه ما يحرمه على غيره ،نظر إليه بعينان مشتعلتان وهتف بنبره متزنه
_امرك عجيب بتسمح لنفسك باللي بترفضه لغيرك احنا غلطنا زمان واوعى تنكر ده ،هتكرر نفس الغلط بغلط أكبر وهيبقي بينا وبينهم بحر دم مش هيخلص وانت عندك ابن لازم تحسبها كويس خد بالك من نفسك مش علشان خاطرك علشان خاطر "براء "يا "يوسف "
على ذكرى ابنه وجد نفسه يقطب حاجبيه بدهشه هل أمن لها لهذه الدرجه لكي يجعله يمكث معها من الممكن أن تنتقم منه لكي تحرق قلبه سحب سلاحه الناري وتحرك إلى الخارج بخطوات مسرعه نحو غرفتها وخلفه "مراد "الذي كان متعجب لأمره وما إن وصل إلى غرفتها لم يجدها وجد الغرفه فارغه ،صغيره فقط هو من كان نائماً مستسلماً لاحلامه صرخ بكل قوته منادياً عليها بصوت جهوري امسكه شقيقه من كتفه وقال له بعفويه
_سيبها ....يا "يوسف "كده أفضل ليك وليها خليها تنسى وتبدأ من جديد بعيد عن هنا
هذا رأسه ينفي حديثه الذي جعل جسده ينتفض وارتفعت انفاسه بشكل ملحوظ وهدرا بعصبيه رافعاً سلاحه لأعلى
_مش هيحصل طول ما انا عايش وفيه نفس مش هيحصل أنها تمشي من هنا وحقيقي لو فكرت بس مجرد تفكير في الهروب متلومش غير نفسها وقتها يا "مراد "
يعلم تفكير شقيقه تمام المعرفه حديثه ليس تهديداً بل انتقامياً فهو كل ما يقوله  غير قابل للمناقشه هو ينفذ فقط ركض بكل قوته وتبعه شقيقه يبحث عنها قبل أن يفقد عقله على يديها
كانت تركض إلى الخارج لا تعلم كيف قدر لها أن تخرج من هذا المكان وأن تتم خطتها بإحكام فلقد استمعت إلى حديثهما وعلمت أن السر بينهما يعود الى جذور قديمه بين العائلتان ولكن ما توصلت إليه أن عائله "زيدان" قد فقدت أحد ابنائها وبالأخص "رفعت "فهو يتيم مثلها تساقطت دموعها على خديها وهي تلهث من كثره الركض فلقد اعترف أنه سينتقم من هذه العائله مره أخرى لكي يأخذ حق شقيقه الأصغر لن تمكث في هذا المكان إلا إذا لقت حتفها ولن تقبل بغير ذلك بديل ،انحنت بجسدها تلتقط حذائها و تركض حافيه القدمين فإذا برصاصه تخترق ساقها جعلتها تسقط على وجهها فاقده الوعي حملها بين يديه وعاد بها مره أخرى حيث مصيرها المجهول
.....................................................................
كان "مراد"يقف خارج الغرفه ويراقب شقيقه الذي كان يتحرك ذهاباً اواياباً فلم يلمح شقيقه بهذا التوتروالقلق من قبل  أين ذهب قناع البرود ربت على كتفه وهو يقول له بهدوء
_ماكنش في داعي للي انت عملته ده .....انت بقيت شخص غريب أول مره اشوفه انت مكنتش كده يا "يوسف " انت بقى عندك حب امتلاك وده شئ جديد عليك
نظر إلى ساعه يده ولم يهتم بحديث شقيقه وفي المقابل تحدث بشئ جعل "مراد"يرفع حاجباه لأعلى بصدمه غير مصدق اذناه
_انت مش شايف ان الدكتور اللي انت جبته ده اتأخر كتير معاها وده مؤشر ما يطمنش
ابتسم "مراد "ابتسامه طفيفه قرائها هو جيداً وعلم مقصدها لوي فكه بسخريه عندما قال له "مراد" بتهكم وهو يربت على صدره بخفه
_لا متاخرش .....واجمد كده  أنت حتى مااطمنتش على "حازم "زي ما عايز تطمن على "ميلا "
ضيق نظراته ورماه بنظرات بارده وأدار وجهه بعيد عنه وهو يقول له بعصبيه
_انت فايق .....اوى وبتتكلم كلام مش في محله "حازم "أنا عارف هطمن عليه ازاي واخد حقه من مين ،بس خلي الدكتور ده ينجز في يومه وإلا اقولك انا هتصرف معاه .......
فتح الغرفه على حين فجأه وجده قد أنهي عمله وجلس بجانبها ينتظر ان تستفيق من المخدر ،التفت الطبيب وهو ينظر إليه بشك وتحدث بعمليه
_انت عارف ان مش ممكن  .... عمليه زي دي تتعمل خارج المستشفى أنا عملتها علشان خاطرك انت يا "مراد "لأن المصابه صعبت عليا وظروفها معقده انت قولت لي انت لقيتها فين بالظبط لأني لازم أبلغ وحالا .........
وما ان هم بوضع الهاتف على اذنه التقطه "مراد"من بين يديه وقال له بهدوء مزيف
_مش ضروري شوشره  انت عارف ربنا أمرنا بالستر والله أعلم ايه اللي حصل للبنت دي علشان أهلها يضربوها بالنار ربنا يجعلنا من الكاتمين للاسرار
دخل الشك قلب الطبيب يبدو على ملامحها الهدوء إذا اراد أهلها الخلاص منها لم تكن بطلقه في ساقها فقط ، نظر الطبيب إليه وجده  ينظر إليها والقلق يحتل ملامحه الجامده ابتلع ريقه و هو ينظر إليها ملياً وقال ببرود
_انت دكتور .....وإلا وكيل نيابه احنا مش فى تحقيق خالص على فكره
خلع الطبيب نظرته الطبيه لكي يمكنه الانتباه إلى مغزى حديثه تأكدت ظنونه بأن هناك شئ غير منطقي في هذا الحوار ،أدار اللعبه لصالحه وقال
_تمام ......بس انا هبلغ علشان اخلي مسئوليتي ده شئ ما يزعلش حد يا فندم ولولا "مراد " قصدني في موقف زي ده انا لا يمكن كنت وفقته لأن ده شئ ضد القانون وأنا طول عمري ماشي مع القانون وعمري ما عملت شئ ضد مبادئ ابدا
حك خصلات شعره ببرود ونظر إليه نظرات ساخره وقال وهو يضع سلاحه الناري على الطاوله الزجاجيه مشيرا إلى هذا الطبيب
_جرى ايه يا دكتور انت جاي تعمل العمليه وإلا تقدم لنا ال cvالوظيفي بتاعك  
استشعر من حديثه السخريه فالتفت إلى "مراد"الذي كان يقف في ذهول غير مصدق حديث شقيقه الساخر قائلا له بعصبيه
_افهم من كده ان حضرتك بتهددني تهديد غير مباشر اني أسكت أنا فهمت صح ولا غلط
أسرع "مراد"وهو يمسك بذراعه ونظر إلى أخي لكي يلتزم الصمت وقال له مصححاً
_انت فهمت غلط "يوسف "ميقصدش صدقني بس هو واخده الموقف شويه
ضيق الطبيب نظراته إليهما وهمس بخفوت مشيرا إلى باب الغرفه بمغادرتهما للغرفه ،فخرج "يوسف "على مضض وتبعه "مراد "الذي التقط هذا السلاح الناري كي ينهي  المناقشه الحاده
أغلق الطبيب الباب وجلس بجانبها وهو ينظر إليها بشك ،نعم ف "مراد" صديقه منذ الصغر ام شقيقه الآخر فهو لا يستريح إليه تنهد بهدوء عندما وجدها تحرك رأسها بوهن وهي تقول
_أنا ......فييييين " عاصم " سبتيني ورحت فين أنا .........
سبقها الطبيب الذي كان ينظر إليها بتعجب وكأن في الأمر شئ و همس إليها بخفوت
_اسمك .....ايه !! وجيتي هنا ازاي قوليلي أنا ممكن اساعدك على فكره
حاولت سحب ساقها ولكنها لم تستطع فبكت من شده الألم الذي أصاب ساقها وجسدها
_انتي العلامات اللي في وشك غريبه والاصابه دي  أغرب انتي حد اذاكي هنا قوليلي
التفتت تنظر في أرجاء الغرفه وجدت نفسها قد عادت إلى هذا الجحيم مره أخرى هزت رأسها تنفي ان تتفوه بأي كلمه إليه ،زفر بضيق وهو يراها منكمشه على نفسها فقال لها وهو يسحب الكارت الخاص به لكي يمكنه مساعدتها لاحقا وأعطاه  إليها
_ده الكارت بتاعي .......لو حبيتي تحكي لي ايه اللي حصلك أو طلبتي مني اي مساعده أنا تحت امرك صدقيني
التقطت الكارت وكأنها تلتقط سفينه النجاه بين يديها  حدقت به كثيرا وهي تقرأ اسمه المدون على الكارت وقالت له بخفوت وهي تنطق اسمها بتردد
_انا ..... "ميلا "........"ميلا السيوفي "
هز رأسه عده مرات مؤكدا على حديثها وهو يقول بثقه
_وأنا ......"طارق " .............."طارق الحسيني "
_______________________________________
كان يقود بعينان شاردتان لقد أنهى الأمر معها إلى الأبد وسيبدأ من جديد فلقد سئم حياته معها ،سيعيش بدون قلب ،وسيفكر بعقله ويتعلم من أخطائه ليتفادها في المستقبل ،انتبه إلى هاتين السيارتين  منذ أن خرج من القصر أخذ المنعطف الأيسر من الطريق فتفاجئ بهما خلفه انطلق بسيارته بقوه فائقه حتى يمكنه ان يختفي عن الأنظار احتكت اطارات السياره بالطريق الاسفلتي وما ان اختفى عن الأنظار علم أنه فخ قد نصب إليه  ضرب بيديه مقود السياره عده مرات بعصبيه وما ان لمح في المرآه الجانبيه السيارتان مره أخرى ازداد من سرعه سيارته والتقط هاتفه وهم بإجراء مكالمه هاتفيه  ولكن تفاجئ برصاصه تنطلق لتستقر في  جسده من النافذه الزجاجيه فك أزرار قميصه كي يستطيع التنفس ببطء شديد وسقط الهاتف من بين أصابعه دون أن يشعر  لم ينتبه لهذا المنحدر فأنحدر بسيارته  عده مرات علم أنها النهايه قد سطرت أغلق جفناه بإستسلام ليستقبل قدره المحتوم وفي خلال دقائق انفجرت السياره محدثه انفجاراً شديد
..........................................
منذ أن توفي  ابن عمه وصديقه الصدوق لم يغفل له جفن نمت لحيته وفقد الكثير من وزنه على افتقاد أعز الناس إليه نظر إلى شقيقته التي تغيرت كثيرا وفقدت النطق أثر علمها بهذا الخبر الذي هز كيانها خضعت للجلسات النفسيه المكثفه ولكن لم تصفر عن شئ اصر إلى بعثها إلى المستشفى الألماني لكي تخضع للعلاج بصحبه الطبيب النفسي الخاص بها ابتسم لها بشحوب وهو يقول لها بصوت مختنق
_"رؤى "خدى بالك من نفسك علشان خاطري مبقاش لينا غير بعض خلاص
هزت رأسها ودموعها تتساقط دون أن تشعر قلبها انفطر على حب عمرها وابن عمها قبل جبينها واحتضنها إلى صدره واطبق على جسدها النحيل كي يشعرها بالأمان لقد ذهب أمانها الوحيد قره عينها همس إليها بصوت خافت لا يكاد يسمع
_بتمنى ترجعي "رؤى" القويه بتاعت زمان ومتخافيش "رفعت "حقه هيرجع وعمي كمان وقبلهم "ميلا " اللي ظلمتها وكنت قاسي عليها بس ساعديني واقفي جنبي أنا عايزك جنبي
ملامح تائهه عينان ضائعتان تشعر بأنها مذنبه في حق الجميع وبالأخص زوجها فهو مازال زوجها حتى لو طلقت منه قبل وفاته لن تقبل أن تكون على اسم أحد غيره العذاب فوق شفاه تبتسم فإبتسامتها ممتلئه بالعذاب عيناها الضائعتان تبحث عنه في كل مكان ولكن تعلم أنه قد فارق الحياه وانتهى الأمر وجدت من يطبق على أصابع يدها لاصطحابها إلى الطائره المتجهه إلى ألمانيا وهو الطبيب المختص بحالتها النفسيه ويدعى " أدهم الخولي "
_اطمن يا دكتور "عاصم " رؤى في ايد أمينه متقلقش عليها ان شاء الله هتبقي أفضل
ربت "عاصم "على كتفه وابتسم ابتسامه لم تصل إلى عينيه وقال له بإتزان
_انت عارف .....انا فضلتك عن كل أطباء مستشفى "زيدان "ليه لأنك متعرفش اليأس ولا المستحيل يا "أدهم " وده شئ مش جديد عليك "رؤى " هي حالتك الوحيده في ألمانيا انت فاهم معنى كلامي اكيد بتمنى تكون اد الثقه اللي ادتهالك وربنا يوفقك
وما ان غادرا من امامه ظل يحدق في الفراغ الذي تركته شقيقته في قلبه سينتقم أشد انتقام من هذه العائله سيخلع ثوبه الملائكي ويرتدي ثوب آخر يليق بهذه العائله وعلم بمن سيبدأ انتقامه انطلق بسيارته حيث هذا المكان الذي يضع فيه مفاجأه تليق بعائله "القاضي " ،توقف بسيارته أمام هذا المكان الخاص بعائلته وفتح الباب على مصراعيه ينظر إلى هذه الافعى السامه التي ترقد على الأرض مكبله بالحبال مرتديه شورت قصير يصل إلى الربع الأول من فخذها وتيشرت قصير يظهر عن منتصف بطنها المسطحه وشعرها الناعم القصير الذي بالكاد يلامس عنقها ،نظر إلى ساعه يده الثمينه يراقب عقارب الساعه فلقد تأخر عليه هذا الضيف الذي سيضع يده في يديه في اتفاق يقضي على هذه العائله وما ان وصل الضيف بسيارته وترجل منها وخلع نظارته الشمسيه التي تحجب عيناه التي لا تري النوم إحساسا بالذنب مما حدث لخطيبته بسببه وما حدث لابنه عمته بسببه أيضا تحدث "أكمل " بنبره مختنقه قائلا
_ ايه .......يا "عاصم " المكان ده ومين دي وياتري تقدر تفيدنا نعرف "ميلا "فين !!!
كشرت عائله "زيدان" عن انيابها وبرزت مخالبها الحاده وعقد ذراعيه أمام صدره وقال بنبره متوحشه أجاد التحدث بها وهو يشير إليها
_دي ......"ليليان " يا "أكمل " !!!! "ليليان مختار القاضي "

                              .................نهايه  الجزء الأول ....
للحديث بقيه مع الصفح مع الغفران مع الخطيئه والغفران
لا تلومن نفسك عن أخطائنا في الماضي فكلا منا قد تمادا
فأنا من خطط ودبرت وقد ساعدتك في هذاااااااااااا

الخطيئة والغفران..... للكتابه جنى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن