مقدمة - لدي سلام لتلك الليلة 🦋

25.1K 304 7
                                    

نبدأ معكم ترجمة الرواية المقتبس منها مسلسل زهرة الثالوث
مقدمة :

أحيانا يكون الإنسان غريبا عن نفسه، النفس غريب الصوت غريب و العيون غريبة، لا يبقى هناك معنى لأي جمال. في تلك اللحظة لا يعرف الإنسان قلبه حتى أنه يكون غريبا عندما يرى نفسه في المرآة. هو عبارة عن جسد بلا روح بقي محصورا في تلك الذكريات الوسخة. دمه مجنون، قلبه غاضب، مشاعره مبعثرة. طفولته انتزعت منه بلا رحمة، سرقت منه سنواته بلا سبب. من أجل ذلك لم يكن نادما أبدا على القرار اللذي أخذه قلبه الظالم المليئ بالكره. كان يجب أن يحدد مسارا لنفسه، اما كان سيرضي رغبته بالتصافي و يذهب في طريق الإنتقام، أو سيعيش مع كرهه الشديد كما كان يفعل منذ سنوات... هو اختار طريقه منذ مدة، سيعطي روحه للإنتقام، سيؤمن تحقيق العدالة بنفسه. حقق كثيرا مع إختياره هذا، سأل نفسه كثيرا أي إنسان هو و لكن لم يجد جواب، الشيئ الوحيد الذي يعرفه أنه ليس رجلا جيدا لكنه لم يكن يهتم بهذا الوضع، في النهاية لا أحد يبقى متفائل بعد أن سرقت منه حياته و أمله. تجمعت قطرات المطر في الطرقات و كانت كل قطرة تدعو التي بعدها إلى الأرض. قطرات المطر أفسدت شعره المبلل التسرب على جبينه، خطوط وجهه القاسية و حاجباه   العابسين قد إجتماعا كالعادة. لم يكن يحب الإبتسام، لقد طرد البسمة من شفتيه منذ وقت طويل…

هل كان يجب أن يكون متحمسا؟ لم يكن يعرف شيء كأن روحه ماتت، كأن الشيء الوحيد الذي يملكه هو جسده اللذي يتنفس.. كانت تبدو عليه سعادة وصوله إلى هدفه، كانت روحه لا تتسع لنفسه، كانت سعادة غريبة و بلا طعم، رغم ذلك التصافي الذي كان يحلم به منذ زمن طويل كان جيدا لروحه. كانت هناك لعبة خطيرة و غير بريئة يجب أن يلعبها، و ميران كارامان كان جاهزا لبدء هذه اللعبة. كل شيئ كان عبارة عن خطة مثالية، ليس هناك مكان للأخطاء في كتابه، القدر الذي رسمه بيديه حلقة بحلقة، لا يوجد أخطاء، لا يوجد عفو لمن يخطئ. ذهب بإتجاه سيارته الجميلة المركونة على حافة الطريق، فتح الباب و دخل بسرعة آخذا نفسا و هو يرتعش، جسده المبلل بالمطر جعله يرتعش. قبل أن يشغل محرك السيارة نظر إلى المرآة، كانت هناك ذكريات مظلمة مخبأة وراء عينيه الزرقاء، السوء نقش قلبه، ذكريات سيئة تاركة وراءها هاوية كبيرة. رحلة مدتها نصف ساعة انتهت أمام قصر فخم في ميديات، قبل أن ينزل من السيارة، نظر إلى تلك الأحجار الداعية للإعجاب، عندما كانت نظراته تثقب كل حجر و تمر أخذ نفسا عميقا ناظرا إلى السماء. الكره... كان أكبر ضعف مخبأ في داخل روحه، بينما كل جحر داخله يفيض بالكره لم يبعد عينيه للحظة عن القصر، كان يكره كل إنسان يتنفس تحت هذا السقف. ومضات الإنتقام في عينيه تلتهب أكثر، قال مبتسما: "لدي سلام لهذه الليلة، ليكن عهدا على أن هذه المدينة ستحفظ إسمي. كل ما إنتزعته مني سأنتزعه بإيلام أرواحكم." عينه علقت على الغرفة في الطابق الثاني، ظهر شبح فتاة شابة وراء الضوء المشتعل. قال : "أخيرا" و صمت. لم يكن سهلا أبدا وصوله إلى هذه المرحلة. "أخيرا أنت لي"....

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن