الحلقة 17 - الحسرة

7.5K 131 7
                                    

مرت ليلة أخرى بدون نوم بالنسبة لريان، نهضت من السرير الغريب عنها، كانت ترتدي ملابس البارحة. توجد في الخزانة العديد من الألبسة المرصفة من أجلها و لكنها لن تلمس أيّا منها. ليلة البارحة أحضر لها ميران الطعام، رغم أنها قالت بأنها لن تأكل إلا أنه تركه في غرفتها و ذهب. بعد ساعات انهزمت أمام ألم معدتها و اضطرت إلى أكل الطعام. لا تهتم لنفسها و لكنها مجبرة على الإهتمام بطفلها جيدا... لقد وعدت نفسها بأنها ستذهب من هذا البيت دون أن تعطي فرصة لميران بأن يعلم بأمر طفله.
لفتت انتباهها حقيبتها التي على الأرض و تذكرت هاتفها، فتحتها و وجدت الهاتف و لكنها كان مغلقا و شحنه فارغ، من يعلم كم يوجد من اتصال بلا جواب في هاتفها؟ هي متأكدة أن الجميع علم بأخذ ميران لها بالقوة، حتى أمها. من يعلم في أي حالة هي الآن؟ ماذا عن الذين في القصر هل علموا؟ و ماذا كانت ردة فعل أبيها و آزاد؟
ريان متأكدة مثل إسمها أنه لا والدها ولا آزاد ولا عمها يتركونها عند ميران بعد الآن، هي لا تريد حتى التفكير بما سيحصل بعد الآن...
اتجهت ريان نحو باب الغرفة و فور فتحها له لفتت انتباهها ورقة مطوية على الأرض فانحنت و أخذتها. غضبت من نفسها لأنها تحمست عندما رأت هذه الورقة، فور فتحها لها تعرفت على خط يد ميران، كتب لها:
"أنا أعتذر ألف مرة على كل دقيقة كذبت فيها عليك، و على كل لحظة نظرت فيها لعينيك بدون حب، و أعتذر على كل مرة تألمت فيها بسببي.."
الغضب و الإنكسار، هذا ما تشعر به ريان الآن. ابتسمت بسخرية، هل ما تم عيشه بسيط لدرجة جمعه في مجرد إعتذار؟ هل هذا سهل هكذا؟ ريان في الواقع لا تغضب من ميران، هي تغضب من نفسها، هي مازالت تشعر بالحماس أمام كلماته، يجب أن تكون غبية جدا، هذا القلب لا يفلح...
قطعت الورقة إلى نصفين و همست لنفسها:
"تعتذز هااا... تعتذر !!! بل أنا أعتذر من قلبي ألف مرة على كل يوم أحببتك فيه و على روحي العاشقة لك حتى الآن و على قلبي الذي ينبض بشدة أمامك رغم كل شيء"
لا تستطيع التحكم في دموعها بعد الآن، ضغطت بأصابعها بقوة على وجهها و قالت:
"لا تبكي، لا تبكي بعد الآن.. لا أحد يفكر فيك غيرك، لا تبكي"
فتحت الباب و خرجت من الغرفة و في يدها أجزاء الورقة الممزقة و في يدها الآخرى هاتفها، لا تعلم أين ميران و لا تريد ذكر إسمه و لكن وجدته جالسا في الصالون و كأنه ينتظر قدومها فنهض عند رؤيتها و نظر إلى ملابسها من فوق لتحت. هل كان ينتظر منها أن ترتدي الملابس التي اشتراها لها؟
رفعت ريان الهاتف في يدها إلى الهواء و قالت:
"انتهى شحن هذا، يجب أن أتحدث مع أمي و مع أليف"
قالت كلماتها كأنها تأمره و ليس مجرد طلب. ميران كان ينظر إلى ريان أكثر من الهاتف و خاصة إلى الورقة الممزقة في يدها الأخرى. انتبهت له ريان فضغطت على الورقة أكثر و وضعت يدها ورائها لتخفيها ثم صرخت:
"أنا أكلمك ألا تسمع؟"
لفت إنتباهها التعب على وجه ميران، مثلها تماما كانت توجد دائرة سوداء تحت عينيه التي تشهد على كل الليالي التي قضاها بدون نوم، ذهب النور من عينيه. أليست هي سبب هذا؟
"أسمعك"
قال ميران هذا وهو يقترب من ريان، مع كل خطوة يخطوها تبتعد ريان و تتوتر أكثر، في آخر خطوة لها اصطدمت بالحائط. أما ميران فقد وضع يده على خصر ريان و بيده الأخرى سحب هاتفها من يدها فبدأت ريان بالصراخ فورا:
"اترك هاتفي... ماذا تفعل؟"
وضع ميران الهاتف في جيبه الخلفي ثم قال بصوت حاد:
"ممنوع عليك استخدام الهاتف لفترة"
"عفوا؟!! انت بأي حق تفرض علي أحكامك؟"
بالنظر إلى وضعها سؤالها هذا كان سخيفا، أليست أسيرة في هذا البيت؟ ارتمت على ميران و أرادت أخذ هاتفها و لكن ميران رفعه إلى الهواء، مهما تخبطت فهذا لا ينفع لأن طولها لا يكفي. قال بصوت هادئ:
"لا تفعلي هذا، لن تستطيعي أخذه"
ريان الآن على عكس ميران هي عصبية جدا، وضعت يدها التي بقيت معلقة في الهواء على كتف ميران، فهمت أنها لن تأخذ الهاتف و لكنها تذكرت الورقة التي في يدها فرمتها في وجه ميران و قالت:
"أنت مجرد رجل مستبد... لا تكتب لي أشياء كهذه مجددا، لأنك تصبح مضحكا جدا حقا"
"لماذا مضحك؟"
"لأن... حتى الإعتذار في لسان رجل مثلك يفقد قيمته، الإعتذار من شيم الناس الشرفاء و هذا لا يليق بك أبدا"
ثم أدارت ظهرها و خرجت من الصالون، لم تهتم بلسانها و قالت كلاما ساما لميران مجددا، و لم يكن يهمها، كانت يداها ترتجف من الغضب، حتى هاتفها أُخِذَ منها، الآن لا فرق لها عن أسيرة. عند صعودها الدرج بسرعة سمعت صوت ميران:
"لا تصعدي عبثا، سآخذك إلى مكان"
مهما تجادله و مهما عاندت تكون هي الخاسرة دائما. قالت أنها لا تريد الذهاب إلى أي مكان و لكنها لم تستطع إقناع ميران، أكلت رأسه طول الطريق بعدم صمتها و تذمرها، كان ميران مندهشا من صبره على هذا، في العادة عندما تفتح جونول فمها يملأه الغضب، كيف حدث و أصبح رجلا هادئ هكذا أمام كل إهانات ريان له؟ هل يصمت بسبب الذنب الذي ارتكبه؟ أم بسبب عشقه لها؟... بعد أن سكتت ريان قال لها ميران:
"أنا لدي القليل من العمل"
ثم أوقف السيارة أمام بيت خالته، ريان كانت تنظر إلى البيت محاولة فهم إلى أين أحضرها:
"إلى أين أحضرتني؟ هل ستأخذني كل يوم إلى بيت مختلف؟"
ميران لم يهتم بسؤال ريان و قال و كأنه يأمرها:
"ستبقين هنا حتى عودتي، سأذهب إلى الشركة، لدي بعض الأعمال التي سأحلها مع عمي"
"من عمك؟"
ارتبك ميران لأنه ذكر عمه بدون قصد و حاول تغيير الموضوع، في هذه المسألة لا يثق لا لعمه ولا بريان.
"لا يجب أن تعرفي كل أقاربي يا ريان، لا تسألي أسئلة كثيرة"
"أساسا هذا لا يهمني"
نزل ميران من السيارة و تبعته ريان قائلة:
"حسنا، بيت من هذا؟"
"منزل خالتي، ستبقين هنا حتى عودتي"
ميران كان متوتر و يحس أن القيامة ستقوم بعد قليل و لكن يجب أن تتعود ريان على الحقائق. طرق ميران الباب و ريان و كأنها مختبئة وراءه و هذا ما جعله يضحك:
"ماهذا؟ هل تختبئين؟"
"لم سأختبأ"
عندما فُتِحَ الباب نظر كلاهما، لقد فتحت الباب فتاة شابة و فور رؤيتها لميران ارتمت فوقه و حضنته. هذا الوضع أغضب ريان لا  إرادياً، هل غارت الآن من فتاة لا تعرف من تكون؟ كانت فتاة جميلة ذات شعر بني مموج و عينين بلون العسل. عندما قالت الفتاة:
"لقد اشتقت لك كثيرا يا أخي"
ميران أيضا كان مشتاقا لها و حضنها و عندما انتهى العناق نظر كلاهما لريان، نظر ميران للفتاة التي أمامه و أشار بأصبعه إلى ريان قائلا:
"بالتأكد أنت تعرفينها"
ثم أدار وجهه لريان مشيرا للفتاة الأخرى و قال:
"هذه أيلول، ابنة خالتي"
مدت أيلول يدها بإبتسامة عريضة لريان، أثناء فعل هذا كانت تخجل، جونول هي صديقتها المقربة منذ أيام الدراسة و كانت هي سبب تعرف ميران عليها. أحست بالذنب دائما لأنها كانت سببا في زواجهما التعيس، و الآن بإبتسامها لريان تحس بأنها خانت جونول و لكن ميران هو أخوها و ابن خالتها، يجب أن تحترم اختياراته. حتى لو لم تصدق عندما سمعت فهي الآن ترى بعينها، ميران فعلا يحب ريان جدا...
لم تصدق أيلول ما سمعته و لكن ما تراه الآن واضح جدا، ميران حقا يحب ريان جدا. كان هذا واضح من نظراته لها، لم ينظر لجونول ولو مرة واحدة مثلما ينظر لريان.
ريان لم تصافح يد أيلول و لكن الأخيرة لم تزعل منها، هي تعطيها الحق، ما حل على رأسها ليس من السهل على المرأة تحمله... بدأت ريان تنظر إلى البيت بدقة، خطرت على بالها تلك المرأة حماتها. أين تعيش تلك المرأة؟ لم تتذكر و تسأل ميران و لكن عندما رأتها أمامها الآن نظرت لها بحقد. هذا يعني ان والدة ميران تعيش مع خالته:
"اوو اوو.. من أرى أمامي؟"
قالت ريان بصوت ساخر، عندما رأتها السيدة نرجس أحنت رأسها من خجلها. أمسك ميران ريان من ذراعها و كأنه يحذرها ثم قال لها في أذنها:
"لا تفعلي يا ريان، كوني مهذبة"
لم تهتم له ريان، إذا لم تسوّي كرامة هذه المرأة بالأرض الآن لن ترتاح. سحبت ذراعها من ميران و اتجهت نحو السيدة نرجس:
"أمي العزيزة... ألم تشتاقي لي؟"
السيدة نرجس لم تجب من خجلها، إنها مذنبة. ماذا ستقول؟ ثم أفسد ميران الصمت الذي في الغرفة قائلا:
"خالتي ليس لها ذنب، لا يوجد ذنب لأحد. أنا المسؤول عن كل شيء... لا تخرجي غضبك من الآخرين"
فتحت ريان عيناها في دهشة، لم يقل أمي بل قال عنها خالتي، أشارت إلى السيدة نرجس و قالت:
"هذه المرأة... ألم تكن أمك؟"
نظر ميران إلى خالته مطولا ثم نظر إلى ريان، كان يخجل من إنكشاف كذبة أخرى من كذباته أمام ريان و يتألم:
"أنا ليست لدي أم... كنت صغيرا جدا، بعد وفاة والدي هي أيضا ماتت بعده... هذه المرأة... خالتي، هي الذكرى الوحيدة الباقية لي من أمي"
نزلت الدموع من عيني السيدة نرجس في تلك اللحظة، لم تتحمل نظرات ريان لها، مهما قالت فهي محقة، كانت خجلة لدرجة أن الأرض بلعتها بكلمة واحدة من ريان. ألم يكذبوا على الفتاة المسكينة و هم ينظرون في عينيها؟ السيدة نرجس لم ترد هذا و حذرت ميران كثيرا و لكنه لم يسمعها...
قالت ريان بصوت ساخر:
"أين ابنتك تلك؟ أم هل علي أن أقول كنتك؟"
اقترب ميران من ريان و وضع يده أسفل فمها ثم أدار وجهها نحوه و قال:
"أنت تتجاوزين حدودك يا ريان. لا تنظري لها هكذا، خالتي ليس لها أي ذنب فيما حصل"
"اتركها يا ميران، نحن استحقينا أن نسمع هذا"
ميران لم يكن يريد أن ينكسر أحد بسبب ذنبه، اقترب من أذن ريان و قال بصوت هادئ كي لا يسمع أحد:
"أرجوك يا ريان... لا تزعجيها، مشكلتك معي أنا"
أبعدت ريان يد ميران بغضب، أصبح الغضب في فطرتها و كأنه شيء عادي. ثم قالت له:
"مالذي تركته لي لأقوله؟ ماذا يوجد لأعرفه بعد؟... خدعتنا جميعا، تسللت إلى عائلتنا و كأنك انسان بريء، قمت بعقد زواج مزيف بي على الرغم أنك متزوج. من قلت عنها أمي اتضح أنها خالتك، و كل هؤلاء الناس جعلتهم أداة في لعبتك القذرة، حبا بالله ما هذه الدنيا؟"
أحست السيدة نرجس بأن الجو سيتوتر أكثر فأشارت لإبنتها بالخروج ثم خرجت كلتاهما من الصالون، ميران و ريان بمفردهما مجددا.
صرخ ميران بغضب و كأن كلماته تضيع في عاصفة قاسية:
"هذا كل شيء... لم يبق شيء لم تعرفيه"
إحساسه بالذنب الآن لا ينفع لشيء، لأن ريان تعامله و كأنه كان يستمتع بفعلته، في الواقع كان هكذا فعلا و لكنه الآن نادم حتى الموت.
"برافوو... هل يجب أن أبارك لك الآن؟"
"يكفي أن لا تنظري لي بهذا الشكل"
"كيف أنظر لك؟"
"بشكل مرعب"
"هذا إنجازك أنت"
في تلك اللحظة وقعت عين ريان على صورة كبيرة معلقة على الجدار، فيها إمرأة عيناها مثل عيني ميران و بجانبها رجل ينظر لها بحب و بينهما طفل صغير جميل جدا. عندما لاحظ ميران أنها تنظر للصورة ابتسم بألم و حزن و قال:
"أمي، أبي و أنا"
سحبت ريان عيناها فورا من الصورة و تصرفت و كأنها غير مهتمة ثم قالت بصوت بارد:
"لا أتذكر أنني سألتك"
عندما دخلت أيلول إلى الصالون نظر ميران إلى الساعة التي في يده، إنه يتأخر عن موعده، مطلبه الوحيد أن تتفق ريان مع خالته و أيلول:
"أنا ذاهب الآن، سأعود خلال ساعتين"
كانت عيناه على ريان و تحمل العديد من المعاني: الرجاء، الأمر و حتى التهديد، كان يريد إيصال رسالة "كوني منضبطة" لها... ريان لم تجبه و اتجهت نحو النافذة، بعد قليل خرج ميران من الباب و فور خروجه أخذ هاتفه. أثناء تحدثه في الهاتف وقف قليلا أمام الباب، لقد وضع رجلا هناك كي يأخذ احتياطه و ريان كانت تشاهده ثم قالت:
"من هذا الرجل؟"
ذهبت أيلول إلى جانبها و نظرت من النافذة قائلة:
"أخي علي، إنه يعمل مع أخي ميران منذ سنوات. أعتقد أنه هنا كي يراقبك"
قالت أيلول هذا بشكل هادئ جدا و كأن هذا شيء عادي عندهم.
"هااا... نعم و كأنه بإمكاني الهرب"
أيلول كانت تريد أن تكون رابط مع ريان، مدت لها يدها بصداقة و لكنها لم تصافحها، قالت أيلول:
"هل تريدين التحدث قليلا؟... لا يوجد سبب لتغضبي مني، لم أكن مشاركة أبدا فيما حصل لك حتى أنه لم يكن لدي علم، لو كنت أعرف صدقي أنني كنت عارضت هذا"
ثم وضعت أيلول يدها على كتف ريان بتصرف لطيف، أما ريان فقد ابتسمت، لقد وجدت إنسانا غير مذنب بين كل أولئك الناس الذي ضحكوا عليها... ترى هل تساعدها أيلول؟
"إذا هل تفعلين شيئا من أجلي؟"
"طبعا، ماهو؟"
فرحت أيلول لا إرادياً عندما أمسكت ريان يدها، هذا غريب و لكنها أحبتها، رغم أنها صديقة جونول المقربة لكنها أحبت ريان.
"هلّا أعطيتني هاتفك؟"
عبس وجه أيلول فورا، لأن ميران قبل أن يخرج قال لها: "إذا طلبت هاتف إياك أن تعطيها" الآن كيف ستقول لها لا؟
"شيء... كيف أقول هذا؟"
عبس وجه ريان و ذهبت إبتسامتها و قالت:
"هل هو من قال لك أن لا تعطيني هاتف؟"
"لا تآخذيني يا ريان، أنا آسفة، ميران يغضب كثيرا من هذا"
"أنت أيضا مثلهم"
ثم جلست ريان على الأريكة ثم جلست أيلول أمامها في خجل و دخلت السيدة نرجس أثناء ذلك، حالة ريان هذه كانت تحرق قلب المرأة و لكن للأسف ليس بوسعها شيء... وجهت ريان نظراتها إلى المرأة أمامها و قالت:
"هل ضميرك مرتاح؟ هيا قولي... لو كانت ابنتك في مكاني ماذا كنت ستفعلين؟"
كان صوت ريان يميل للبكاء، لم يكن هناك غضب ولا حقد في صوتها، هي الآن لم تعد تعرف ماذا تفعل. على ظهرها حمل ثقيل لا تستطيع مجابهته....
بقيت السيدة نرجس في دهشة، حتى التفكير في هذا مرعب و لكن ريان عاشته، و عندما لم تجد ما تقوله أكملت ريان حديثها:
"بسببه هو أنا لا أكلم أمي منذ يومين، من يعرف في أي حال هي، لا بد أنها تموت من قلقها... أي أناس أنتم؟"
ثم اتكأت على ظهرها و استسلمت لعجزها مجددا، أثناء ذلك خرجت السيدة نرجس من الصالون و عادت خلال ثواني و في يدها هاتف. ذهبت نحو ريان و قالت:
"اتصلي بأمك"....
لم تحدث أشياء جيدة في القصر، خبر اختطاف ميران لريان وصلهم على الفور و تحول المكان إلى حريق، آزاد جن جنونه و يبحث عنهما أما والدها فقد كان هادئ، صمته المتواصل وسط كل هذه الأحداث كان مدهشا جدا. بينما هو سبب كل هذا لماذا يبقى هادئ لهذه الدرجة؟ ريان بقيت منزعجة بعد مكالمة أمها، حسنا ربما هي ليست إبنته الحقيقية و لكن هل هي عديمة القيمة بالنسبة له لدرجة أن لا يحرك ساكنا؟ ميران أعلن الحرب عليه علنا و لكن الرجل لم يبدي ردة فعل حتى... لم تكن ريان تعرف كيف ستكون نهاية هذا الطريق.
مدت أيلول كأسا من الماء لريان قائلة:
"هل أنت أفضل الآن؟"
كانت قلقة عليها و لكن ريان أجابتها بإبتسامة و أخذت منها الماء ثم جلست أيلول بجانبها و واصلت كلامها:
"لماذا تقيأت قبل قليل؟"
ريان كانت في مواجهة غثيان معدتها مجددا حتى أنها تقيأت، كانت تخاف أن يفهم أحدهم حملها:
"لقد بردت معدتي، ليس بشيء مهم"
"حسنا إذا هل أنت جائعة؟ ماذا تريدين أن تأكلي؟"
"أنا لا أشتهي شيئا حقا"
كانت ريان محرجة من تصرفات أيلول الحميمة معها، و لكن غثيان معدتها لم يمر و هي حقا لا تستطيع أكل شيء.
"و لكنكما لم تتناولا شيئا في الصباح، هل يمكن البقاء هكذا؟"
ميران أخبرها عن هذا أيضا كي تجعلها تتناول شيئا، أثناء هذا سمعت أيلول جرس الباب. ذهبت أيلول لفتح الباب و أدارت ريان ظهرها، لم تكن تريد رؤية ميران. مرت عدة دقائق و لم يأتي ميران إلى الصالون. ثم سمعت ضجة في الغرفة المجاورة، هذا الصوت مألوف لديها، أصبح جسد ريان مثل الشوك، هي تعرف هذا الصوت.
القادم لم يكن ميران بل هي جونول... يتتبع...

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن