الحلقة التاسعة - جرح القلب

8K 135 7
                                    


ريان لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي تنام على ركبة أمها التي تقبّل شعرها، خسرت برائتها على يد رجل ظالم، هي واحدة فقط من ملايين الضحايا الذين كبروا في ليلة واحدة. حلّ الظلام على عمرها، سعادتها الكاذبة أُخِذَت من يدها و أصبح في مكانها فراغ كبير... حاولت النهوض من مكانها، مازالت تحاول إدراك ما حصل، كلمات ميران مازالت في أذنها، صرخت مرارا و تكرارا حتى آلمها حلقها كي تتخلص من هذه الضجة في داخلها واضعة يدها على رأسها، ثم توقفت عن الصراخ ثم خرجت بخطى ثقيلة من الباب الذي بقي مفتوحا، قبل قليل كانت تشاهد خروج ميران و ذهابه و لم تستطع فعل شيئ.. بدأت تركض في الشارع، تخيلت رؤيته في زاوية ما، فكرت أنه جالس ينتظرها في مكان ما و لكن الذاهب قد ذهب بعيدا، لا تتقبل هذا الوضع بعد لأنها دخلت في صدمة، تركض في الشوارع و تنظر يمينا و يسارا قائلة: "ميران.. أين أنت؟"
لقد ذهب، الرجل الذي تعشقه بجنون تركها و ذهب، انقطع نفسها و وقعت في الشارع، كل من ينظر لها يشفق عليها. بعد أن انتهت كل آمالها حملت نفسها و عادت إلى البيت الذي خرجت منه. كم دخلت بآمال كبيرة البارحة إلى هذا البيت، و الآن انظر إلى حالتها. كانت ستمضي هنا عدة أيام ثم ستبدأ حياة جديدة في إسطنبول مع الرجل الذي تحبه، الآن كل هذا أصبح حلم مؤلم. كانت تريد تكسير كل الأغراض التي في المنزل، بدأت تصرخ و تضرب الحيطان و كلام ميران مازال في أذنها:
"أتمنى من الله.. أن لا يخرج وجهي من عقلك. أتمنى أن تراني كل ليلة في أحلامك، ليكن حقي حرام عليك و ليكن وجهي كابوس لك" رافقتها دموعها التي تحرق وجنتيها أثناء قول هذا.
فتحت باب غرفة النوم بهدوء، كانت خائفة من الدخول، حين خطت أول خطواتها إلى الداخل، أول شيئ رأته كان السرير، هل كان كل شيئ من أجل هذا يعني؟ كل تلك التحضيرات و الزواج الضخم، كان من أجل ليلة إنتقام؟ ذهبت إلى السرير و انتزعت الشراشف بقوة، انها تخرج كل غضبها من الشراشف التي في يدها الآن، ثم انهارت قوتها و جلست بجانب السرير. ذهبت عينها إلى حقيبتها بجانب الكرسي، ذهبت نحوها زاحفة على الأرض و أخرجت منها دفتر العائلة. كانت هناك أسئلة كثيرة في رأسها، بما أنه كان سيذهب و يتركها إذا لماذا تزوجها؟ ثم فُتِحت عينها فجأة عندما تذكرت شيئا، إنه كلام ميران، ماذا قال عندما سألته من تكون؟ ميران كارامان.
في دفتر الزواج كان مكتوب لقب آخر، هذه الحقيقة بعثرتها أكثر، ريان في الواقع لم تتزوج أبدا و ذلك الإمضاء الذي وقعه كان جزء من لعبته. ماهذه اللعبة القذرة هكذا؟ نظرت إلى أشيائها في الحقيبة، ميران لم يلمس أي شيئ يخصها... بدأت تفكر ريان بسواد فيما سيحصل بعد الآن، هي تفكر بأن حياتها قد انتهت الآن، لم يكن لها أي أحد كي تذهب و تلتجأ له، ليس لها منزل غير القصر و طبعا لن تستطيع العودة إلى القصر. لقد أقاموا زفافا كبيرا سمع به كل أهل ماردين، لم يبق أحد لا يعرف أن ريان تزوجت، مهما كانت بريئة فستبدأ الشائعات حولها، سيراها الناس كمصدر خجل، ريان لن تتحمل هذا. من يعلم ماذا سيحل بها بعد الآن؟ بالتأكيد سيتم أخذ حكم بحقها، ريان تحس بهذا، مهما كان فهذه ماردين. لا يوجد إلتماس لأي إمرأة مهما كانت بريئة. ربما سيعطوها لرجل كبير في السن أو ذو أطفال... لأنها تعلم جيدا انه بعد الآن لن يقبلها أحد غير أمها...
حقيقة أخرى كانت تقضم عقلها و هي أن والدها قاتل. لماذا لا أحد يعرف بهذا في القصر؟ هازار شانوغلو الكبير هو قاتل؟! لا بد أن هناك سبب كبير وراء إخفائهم هذه الحقيقة لسنوات. ولكن رغم ذلك عقلها لا يتقبل، لماذا هي التي تحترق؟ لماذا فعل بها ميران هذا؟ لماذا اختارها هي للإنتقام؟
فكرت لساعات، فكرت و فكرت... لا يوجد أي نور في البئر المظلم الذي وقعت فيه ولا يوجد أي يد تمتد لها. لا تستطيع الذهاب إلى القصر ولا البقاء في هذا البيت، نهضت من مكانها و أخذت هاتفها و اتصلت بأمها وهي مترددة. أما ستكون السيدة زهرة بجانبها أو ضدها. في الواقع ليست لها أي نية في العودة إلى القصر، هذا يعني الذهاب إلى الموت. تذكرت ريان كلام ميران "عودي إلى المكان الذي جئت منه" جن جنونها، لن تفعل ما يريده أبدا، حتى لو كانت ستموت لن تعود في هذه الحالة المزهرية إلى القصر الذي خرجت منه كعروس...
مرت ساعات على عودة ميران إلى مدينته إسطنبول، الساعات لم تمر لصالحه، حالة ريان المزرية لا تذهب من عينيه، صرخاتها في أذنه و السؤال الذي ينخر عقله، ترى هل عادت ريان إلى ماردين؟ هل عرف من في القصر و خاصة هازار شانوغلو الحقيقة؟
حل المساء في إسطنبول و الجو بارد، عندما فتح علي باب السيارة الخلفي نزل ميران في تردد، لقد عاد إلى مكانه، هذا قدره، أن يفني عمره مع إمرأة لا يحبها. عندما فتح الباب و دخل كان علي ينتظر أمام الباب. ميران لا يبقى كثيرا في البيت، هو يكون جيد كلما أمضى وقتا أقل مع جونول. كان يمضي أغلب وقته في شركته و علي هو أحد رجاله المخلصين الذي يرافقه منذ سنوات... رمى بجسده المتعب على الأريكة، كان يريد النوم لساعات لأنه يستطيع تخمين ما يمكن أن يحصل بعد الآن. من المحتمل ان آزاد سيجده و يحاسبه على ما فعله. سيقف أمامه هازار شانوغلو و يعلن عداوته أمام الجميع، هناك خاسر وحيد في الحرب الخطيرة التي ستبدأ و هي ريان. ميران ضرب ضربته الكبيرة الآن لن يكون هو الوحيد الذي لا ينام الليالي.
"لقد أتيت"
قالت جونول و كأنها تلومه، نظر لها ميران و هز برأسه بمعنى نعم. كانت عينا جونول متورمة من البكاء أو من عدم النوم، ذهبت و جلست أمام ميران. الرجل الذي وعدها بأنه سيأتي وفى بوعده. أنهى تلك اللعبة القذرة و عاد إلى زوجته الحقيقية، غير ذلك عينا ميران لم تعد مليئة بالغضب بل بالحزن. أدارت جونول وجهها، لم تكن تريد لمس أو رؤية أو حضن ميران، كان يبدو متسخا بالنسبة لها، لم يكن لها وحدها و خان حبها له.
كانت ريان في عقل جونول، من يعلم ماهو حالها الآن؟ لم تتجرأ على السؤال و لكن كانت تتساءل كثيرا. نظرت إلى وجه الرجل الذي تحبه قائلة: "أين هي؟"
ميران غضب أمام هذا السؤال، لقد حذّر جونول لعدة مرات أن لا تسأل أي شيئ عن هذه اللعبة ولا عن ريان. نظر إلى زوجته بقسوة فأحنت رأسها في خوف شديد:
"في المكان الذي يجب أن تكون فيه. ألم أقل لك أنه لن يتم الحديث في هذا الموضوع؟"
أخرج كل غضبه من زوجته مجددا و لم يعطها فرصة الكلام:
"لم تدخل إمرأة تُدْعَى ريان إلى حياتي، افرضي أنه لا يوجد شخص كهذا و إياك أن تفتحي فمك مجددا"
نهض من الأريكة و اتجه نحو الدرج ثم أدار ظهره و حذّر زوجته مجددا:
"أنا متعب جدا، سأنام، أفرح إذا لم تزعجيني"
ذهب إلى غرفة النوم في خطى سريعة، عندما رمى نفسه على السرير أحس بثقل كبير. في الواقع، أغلب الأوقات هو لا ينام في غرفة النوم، لا يتقاسم السرير مع جونول. كانت اللحظات التي تقاسموها كزوج و زوجة نادرة جدا. ميران لم يكن يستطيع التقرب من جونول كثيرا، لم يراها كزوجة له.
كانت هناك نافذة كبيرة مفتوحة في الغرفة، كلما هبت رياح يتطاير شعره، حاول النوم و كأنه إذا نام سيمضي كل شيئ و لن تأتي ريان إلى عقله أبدا، كان يعتقد أنه سينسى مع الوقت، هكذا كان يريح نفسه. لم يكن يظن أن عبئ ما فعله سيكون ثقيلا هكذا...
مرت بضعة ساعات على نومه ثم استيقظ منفزعا على صوت الهاتف، طول فترة بقائه في ماردين استخدم هاتف آخر، هذا الهاتف بقي في إسطنبول. لم يتحمل صوت الهاتف و أخذه في يده. هرب نومه تماما الآن لأن المتصل كان من ماردين:
"تكلم يا مراد، ما الوضع؟"
ترك إحدى رجاله في ماردين ليتجول لعدة أيام حول القصر و ينقل كل الأحداث لميران. ميران قال لمراد أن يخبره حين تعود ريان إلى البيت. قال مراد:
"السيدة ريان لم تعد إلى القصر يا سيدي"
عبس وجه ميران حين سمع هذا:
"ألم تعد حتى هذه الساعة؟"
"لا لم تعد. اتصلت بك لأن هناك وضع لفت انتباهي، انها الساعة الثالثة فجرا خرجت إمرأة من القصر، كانت تبكي و تذهب إلى مكان ما مسرعة"
"تعقبها، إياك أن تفلتها"
قال ميران هذا ثم أغلق الهاتف. من الواضح أن القلق و عذاب ضميره لن يتركه حتى الصباح، عندما ترك ريان في ذلك البيت لم يكن يظن أنه سيحس هكذا. كان متأكد ان ريان ستعود ألى القصر، ليس لديها مكان آخر تذهب إليه. لماذا لم تذهب راكضة إلى والدها و تخبره ما حصل لها؟
غير هذا بقي عقله مع ماقاله مراد، من المرأة التي خرجت من القصر؟ لماذا كانت تبكي؟ هل لهذا علاقة بريان؟ و الأهم من كل هذا، أين ريان الآن؟...

بعد يومين..
كانت ريان مثل طائر جريح وقع في يد صياده، يديها بين ركبتيها، جالسة بجانب الشباك، عيناها مدمعتان و تشاهد القمر، لم تكن عاجزة بهذا القدر من قبل. ذهب عقلها إلى ما قبل يومين، روحها مازالت في ذلك البيت، بقيت مسجونة خلف تلك الجدران، تذكرت تلك اللحظة التي تجرأت فيها و اتصلت بأمها، ثم طلبت منها أن تكلمها في مكان فارغ و هي تبكي. لم تفكر ريان كيف ستتأثر السيدة زهرة عندما تفعل ما قاله لها ميران و تخبر أمها بكل ما حصل. السيدة زهرة لم تدرك ما حدث لمدة طويلة، من يمكن أن يصدق هذا بسهولة؟ و الأكثر من ذلك لم تصدق أن زوجها قاتل، لم ترد أن تصدق أن زواج ابنتها هو جزء من خطة انتقام. تلك المرأة، نسيبتها ألم يؤلمها ضميرها أبدا و هي تكذب؟ ألم يخافوا من الله أيضا؟
توسلت المرأة كثيرا لريان كي تعود إلى القصر لكن ريان رفضت هذا بشكل قطعي و أقنعت أمها بذلك و طلبت المساعدة من أمها:
"أنت أمي، من لدي غيرك؟ من يفكر بي غيرك؟"
بقيت ريان عدة ساعات في ذلك البيت بعد اتصالها بأمها، كانت تلك الجدران تضيق نفسها و كأنها تنهدم فوقها، كانت على وشك أن تفقد عقلها حتى رن هاتفها و أنقذها. بعد أن تحدثت مع أمها جهزت حقيبتها ثم خرجت من ذلك البيت، الآن هي في إسطنبول، في المكان الذي يجب أن تكون فيه و لكن ميران ليس معها، الآن هي بمفردها بينما كان يجب أن تكون في أحضان الرجل الذي تحبه، كانت تتذوق الموت.
أساسا ريان كانت تشك من تحسن حياتها في لحظة و من حب رجل وسيم و رائع لها بهذا القدر و من سير كل شيئ على ما يرام، شكّت كثيرا و لكن لم تتوقع هذا من ميران... أحبته كثيرا لدرجة كبيرة، ما عاشته كان مثل حلم جميل، و ياللأسف كل الأحلام تنتهي عندما نستيقظ من النوم. عندما صرخ ميران بالحقيقة استيقظت ريان من حلمها الجميل إلى كابوس حياتها.
في البداية كلاهما ترددتا من هذا الوضع، في النهاية إسطنبول هي المدينة التي يعيش فيها ميران، كان هذا مصدر عذاب لريان و خوف لأَمها، كانت تفكر ماذا لو تصادف ميران مع أبنتها يوما و فعل لها شيئا سيئا. ثم قالت مستحيل و مسحت هذه الفكرة من رأسها، انها مدينة مدينة كبيرة لا يمكن أن يتقابلا. لكن الدنيا صغيرة، ماذا لو أرادت ريان إيجاد ميران ماذا سيحصل؟ رغم كل هذه الإحتمالات المرعبة أرسلت إبنتها إلى المدينة المليئة بالمخاطر.
بعد رحلة الطائرة المملة، خافت ريان عندما وضعت ساقها في إسطنبول و حل المساء أيضا. المطار كان مرعب و مزدحم بالغرباء. ذهبت بضعة مرات إلى إسطنبول عندما كانت صغيرة و لكن لا تتذكر شيئا. عندما أحست بالدوار أمسكها رجل شاب من يدها، عندما نظرت له قائلة ماذا تفعل؟ رأت إمرأة ضحوكة الوجه تقترب منها فارتاحت. سألت في تردد:
"الخالة صدّيقة؟"
هزت المرأة المسنة برأسها بمعنى نعم و حينها أخذت ريان نفسا عميقا. لم تعرف كيف وجدتها المرأة و هذا الرجل بسرعة هكذا، بالأصح ليس لها طاقة للسؤال، هي أكثر من أنقاض الآن..
ريان لا تتذكر ما حدث بعد نزولها من الطائرة، كل ما تتذكره هو لقائها بالسيدة صدّيقة و ذلك الرجل، عندما استيقظت وجدت نفسها في البيت و ذلك الرجل الشاب فوق رأسها، الرجل الذي لا تعرف حتى اسمه كانت تنظر له هكذا و لا تعرف لماذا يهتم بها إلى هذه الدرجة. سأل الرجل:
"هل انت بخير يا ريان؟"
اكتفت ريان بهز رأسها. مد يده لها و قال:
"لا تخافي، اسمي فرات و انا طبيب"
مدت ريان يدها في خجل ثم آدارت وجهها للمرأة الجالسة بجانبها. ثم أشار فرات بيده:
"إنها جدتي... لقد أغمي عليك من التعب، يجب أن تنتبهي لأكلك و شربك."
لم يقل شيء آخر و لم يسأل ريان لماذا أتت إلى إسطنبول، تحدث مع السيدة صدّيقة قليلا خارج الغرفة ثم خرج فرات و لم يعد منذ ذلك الوقت. أما ريان فهي صامتة منذ يومين، لم تتحدث كثيرا مع السيدة صدّيقة و المرأة المسكينة عندما رأت حالتها لم تستطع أن تسألها عن شيء و لن تسأل حتى تخبرها ريان بنفسها.
الآن استجمعت نفسها قليلا، كانت تتحدث مع أمها بإستمرار، من في القصر لا يعلمون ما حصل حتى الآن، كانوا يظنون أن ريان سعيدة و خاصة والدها، كم هو سعيد لأنه تخلص من ريان و كم يفتخر لأنها أقام لها عرسا كبيرا يليق بإسمه.
منذ يومين ريان لا تنام، كل ما تفعله هو الجلوس في هذه النافذة و مشاهدة السماء، كانت تدير وجهها على الطعام الذي تحضره السيدة صدّيقة حتى الماء لا تشربه جيدا. هذا اليوم الثالث بعد زواجها، كانت تحس و كأنه مر 3 سنوات على ذهاب ميران. هبت رياح خفيفة حركت شعرها الذي غطى وجهها و ريان لا تتحرك و لا تبعده، بقيت هكذا، كل شيئ تفعله يذكرها بعديم الوفاء ذلك، لمسه لشعرها و تقبيله و شمّه...كل هذا أصبح جرحا في قلبها و نارا في داخلها تحرقها بشدة.
لم تكن تستطيع وصف ألمها بأي شكل، فكرت لمدة، لو لم تحب ذلك الرجل، هل كانت ستتألم هكذا؟ ربما لا.. كانت ستحس بغضب كبير فقط، و لكنها أحبته و عشقته لذلك تحطم قلبها هكذا... لا تعرف ماذا يجب أن تحس تجاه ميران، دخل حياتها بسرعة البرق و خرج منها بسرعة دون أن تفهم شيئ. فكرت في حياتها قبله، كم أنها كانت فارغة و بلا معنى، رغم أن ميران بقي معها فترة قصيرة لكن كان و كأنه في حياتها منذ الأزل، و كأنه لم يذهب أبدا و لكنه ليس موجود و في الواقع لم يكن موجود أبدا، لا يوجد شخص اسمه ميران في حياة ريان.
كم هذا غريب، هي في المدينة التي يجب أن تكون فيها و لكنها في المكان الخاطئ، جاء إلى عقلها كلام شاعر شهير:
في نفس المدينة، أنا موجودة، و أنت موجود و لكن نحن لسنا موجودان... "أساسا نحن لم نكن موجودان أبدا"... يتتبع

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن