الحلقة 21 - توسل الحب

7.7K 138 6
                                    

ماردين،
عاد آزاد إلى ماردين بألم قلبه الذي تحول إلى رماد، كان الوقت فجرا في ماردين، آزاد لا يصدق أنه عاد إلى مدينته بدون ريان. من هنا فصاعدا هي ليست موجودة، أساسا لم تكن أبدا. لن يذكر إسميهما ولن يرى وجهيهما مجددا، آزاد منع ماردين على ريان.
أثناء عودته إلى القصر كان يأكل نفسه، لقد واجه عمه و والده عند ذهابه إلى إسطنبول و أقسم أنه سيعود مع ريان مهما حصل، يمينه أصبح كذبة. هذه هي الحقيقة، ريان تحب ميران بلا كرامة، و ستحبه دائما.
عندما دخل إلى القصر كانت الساعة تقترب من السابعة صباحا، صعد الدرج بخطى هادئة ثم ذهب إلى غرفته... استيقظ الجميع و تجمعوا حول طاولة الفطور. بعد ذهاب ريان، أصبح وجه أمها لا يضحك أبدا و كان هذا يوتر الجميع. أما هازار شانوغلو منذ أن عرف الحقيقة أصبح لا يفتح فمه أبدا. و أيضا ذهاب آزاد إلى إسطنبول من أجل ريان كان سببا في توتر الجميع، السيدة دلال و السيدة زهرة لا تنظران لوجه بعض... بينما كانت هافين تسكب الشاي صرخت أمها السيدة دلال:
"عزيزي آزاد... ابني"
التفت الجميع نحوه، كانت أمه تضحك فرحا، رؤية آزاد بمفرده جعلتها تفرح كثيرا. الآن الجميع ينتظر في قلق ليسمعوا ما حصل من آزاد. وجه آزاد العابس جعل قلب السيدة زهرة يضيق، ترى هل رأى آزاد ريان؟ ترى كيف حال ابنتها؟
السيدة دلال تحاول أن تتصرف و كأنه لم يحدث شيء، قالت لهافين:
"اسكبي الشاي لأخوك يا بنت"
حسب تفكيرها تحاول أن تمنع التحدث عن ريان، بينما كانت هافين تسكب الشاي، كل الأعين كانت على آزاد، الكل ينتظر ما سيقوله و عندما واصل صمته، تكلم السيد هازار:
"كيف حال ريان؟"
هذا السؤال جعل عيني زوجته تدمع، ضغط آزاد على لكمتيه، كان يعرف أن الجميع سيسأله عن ريان و هذا لا يعجبه، سيتكلم الآن مرة واحدة ثم سيغلق دفتر ريان للأبد... نظر إلى كل الأعين الموجهة له ثم قال بسخرية:
"هي جيدة جيدا... هي بجانب ذلك القذر عدو عائلتها و ممتنة من حالها جدا"
ثم رفع إصبعه في وجه الجميع، أصبح صوته قاسي و غاضب:
"لا تقولوا لي ريان مجددا... هي قامت بإختيارها. بعد الآن لن تخطو خطوة واحدة داخل هذا البيت"
أوقعت السيدة زهرة الشوكة من يدها و سببت ضجة كبيرة، أما بديرهان فقد نهض من كرسيه ثم ضرب يده بقوة على الطاولة قائلا:
"ماذا يعني هذا يا أخي؟ ماذا يعني ريان لن تدخل هذا البيت مجددا؟"
نهض آزاد من الطاولة بغضب، يمكن أن يخرج غضبه من أي شخص أمامه الآن و حتى من بديرهان. صرخ في وجهه:
"أختك تلك..."
ثم صمت آزاد، لم يقل كلمة سيئة عنها، هو ليس قبيحا بهذا الشكل. ثم أكمل:
"هي إختارت عديم الشرف ذلك، هذا يعني أنها لن تأتي إلى هنا مجددا أبدا.. مالذي لا تفهمونه"
السيدة دلال كادت ترقص من الفرح، هذا الوضع لم يفرح أحدا غيرها. أما بديرهان فقد توتر جدا، هو الآن غاضب من ريان بقدر آزاد على الأقل:
"لماذا لم تمسكها من ذراعها و تحضرها إلى هنا؟ لقد أقسمت على هذا، هل نسيت؟"
ثم نظر بديرهان إلى والده، لا يستطيع أن يفهم لماذا يبقى والده ساكتا و سلبيا هكذا في موضوع ميران... الكلمات التي سمعها آزاد زادت من غضبه، هو الآن مثل القنبلة الجاهزة للإنفجار. سحب كل ما فوق الطاولة من أكل و أطباق على الأرض ثم صرخ:
"هل كنت سأسحبها من شعرها؟ إذهب أنت و أحضرها إن كانت قوتك تكفي لهذا"
ثم وجّه نظراته إلى عمه و قال:
"ميران لم يأخذ شرفك فقط، بل يوما ما سيأخذ روحك أيضا، ستكون ضحية صمتك يا عمي"
كان واضحا أن هذه المجادلة ستأخذ بعدا سيئا. رفع السيد جيهان يده ثم صرخ:
"هذا يكفي... اصمتا كلاكما. من تكونان حتى تتصرفا هكذا أمام كبار العائلة؟"
بعد تحذير والده توجه آزاد نحو باب الصالون و قبل أن يخرج أدار ظهره و نظر لهم جميعا ثم رفع أصبعه قائلا:
"أنا أحذركم... لن يمر حتى إسمها ولا إسم ذلك الحقير في هذا البيت، و إلا أنا لست مسؤولا عما سأفعله"

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن