الحلقة السابعة - الوداع

8.4K 140 3
                                    


انه يشاهد الآن تأجج مشاعر لا يجب أن يشعر بها في داخله، و الحال أن ميران لم يحلم بهذا، كان سيتلذذ بكل لحظة في هذا الإنتقام و لن يشعر بالندم إطلاقا. الآن من أين خرجت محكمة الضمير هذه؟ لماذا يراجع أفعاله في هذا الوقت من الليل؟
كان يشاهد السماء جالسا على كرسيه، لن ينام حتى الصباح، يفكر بكل ما حصل، لقد انتهت ليلة الحناء، كانت ليلة صعبة و شاقة بالنسبة لميران. ما يقلقه هو أن الأمور بدأت تخرج عن طورها و تأخذ طريق هو لم يحسبه. كان متأكد من شيء وهو أن آزاد يعشق ريان بجنون، فهم هذا من عدم حضوره ليلة الحناء و مجيئه آخر الليل وهو يترنح تحت تأثير الخمر.
كان ميران جالس في ملل يشاهد الأطراف حوله و خيال ريان أمامه، طول الليلة كانت تشع بضحكتها الجميلة، بريئة مثل الملائكة و غير مدركة لما سيحصل لها. كان يشاهدها و على وجهه إبتسامة، صباح يوم الغد سيعلن إنتصاره و كأول خطوة سيخرج ريان عروسا من القصر.
لا يجب أن ينسى ميران جونول التي سببت له مصاعب طول الليل، كانت عابسة و لفتت إنتباه الجميع لها، قالت للجميع أنها مريضة و لكن فقط ميران و خالته يعرفون السبب. كانت السيدة نرجس تتألم و تندهس تحت نظرات ألمها و لكن ميران لم يهتم لها بل بالعكس كان يرسل لها نظرات تهديد كي لا تظهر شيء.
أي إمرأة تستطيع أن تبقى هادئة في زفاف زوجها؟ و لكن وضع جونول مختلف، ربما هي ليست إمرأة حتى في عيون ميران، هي مجرد إمرأة مسكينة عديمة الكرامة جعلته يقبل هذا الزواج بصعوبة، أرادت الزواج به و هي تعلم بخطة إنتقامه، لكن من أين لها أن تعلم أن إمرأة أخرى ستدخل حياته؟
شيئ آخر لم يحسب حسابه ميران هذه الليلة و هو الإمام، عندما إنتهت ليلة الحناء و غادر كل الضيوف، نادى السيد هازار ريان و ميران إلى الغرفة، و كتب الشيخ كتابهما (زواج ديني)... مهما رفض هذا و مهما كان زواج كاذب فإن ريان الآن أصبحت زوجته أمام الله.
عندما انتهت الليلة و غادروا القصر، بكت السيدة نرجس طول الطريق، كانت تعلم أن ما ارتكبوه ذنب كبير و لكن لم تستطع أن تُسمع كلامها لابن أختها. هل يُأْخَذ الإنتقام بحرق روح بريئة؟ هذا هراء و ذنب كبير.. لكن ميران أسكت صوت ضميره منذ وقت طويل...
كان قد أجّر مأمور زواج مزيف كي يعقد قرانهما هذا الصباح، كل شيئ سهل عندما تتوفر النقود الكثيرة، كان سيعطي عقد زواج مزيف في يد ريان مثل لقبه المزيف، ميران قدم نفسه بلقب آخر لهذه العائلة و هذا أيضا جزء من إنتقامه، هو ميران كارامان ابن أحمد كارامان الذي قتله هازار شانوغلو منذ سنوات، لو قدم نفسه بإسمه الحقيقي كان السيد هازار سيعرف فورا من يكون...
بقي فقط يوم الغد، يجب أن يمر بلا مشاكل، بعد يوم الغد لن يضطر على إخفاء هويته الحقيقية، سيسقط القناع الذي على وجهه. يا للأسف، ريان ستكون أول شخص يتعرف على وجهه الحقيقي المرعب.
بدأ نور الصباح يعم الأرجاء، نهض ميران من فراشه الذي لم ينم عليه أبدا، اليوم سينتهي كل شيئ، و لكن كم مثّل بشكل جميل! كيف خدع كل أولئك الناس الذين وثقوا به! و خاصة ريان، كيف جعلها تصدق حبه الكاذب!
اليوم ميران سيذهب من ماردين تماما، تفقد حقيبته و تذاكر الطائرة للمرة الأخيرة ثم إنحنى إلى الفراش و قال للمرأة النائمة:
"أعرف أنك لست نائمة، هيا انهضي الآن"
نعم جونول لم تكن نائمة، أمضت الليلة مثل ميران تماما، و لكن لم تفتح فمها بكلمة واحدة، أساسا ميران يكرهها كل يوم أكثر، هي تعرف أنها لن تستطيع منع هذا الزواج لذلك كانت تصمت... نهضت من السرير عندما سمعت صوت ميران، كانت عيناها المحمرتين تثبت بكائها حتى الصباح، ناما مديران ظهرهما لبعض البارحة، لم ينم ميران على صوت بكائها في صمت.
"اليوم سينتهي كل شيء"
قال ميران في هدوء وهو أيضا لا يصدق ما يقوله، ارتسمت ابتسامة أليمة على وجه جونول ثم قالت:
"لن ينتهي أي شيء، بالعكس، كل شيئ يبدأ الآن"
جونول كانت محقة فيما قالته، بعد اليوم لن يكون أي شيئ طبيعيا، ميران فضّل الصمت، لأنه لم يجد جوابا. وضع بطاقات الطائرة التي في يده على طرف السرير:
"بعد العرس ستذهبين انت و خالتي إلى المطار، سيستقبلكم صرب في إسطنبول و يأخذكما إلى البيت و لا تخرجا من هناك حتى آتي أنا"
أكمل ميران كلامه ثم أخذ سترته و خرج من الغرفة. بعد خروجه خرجت صرخة من جونول، وضعت يدها على فمها كي لا يسمعها آحد، إنه ذاهب، سيرتدي بدلة العريس لإمرأة أخرى و سيلعب دور زوجها... إنها تموت. سيعود ميران، كما وعد جونول سيعود لها و يكون زوجها مجددا و لكن كلما تنظر إلى عينيه سترى ريان، سترى آثار و ظل إمرأة أخرى.
بدأت جلبة العرس في القصر، أغلب التجهيزات تمت و الجميع ينتظرون قدوم العريس و عائلته، كم هو سهل قول هذا، و لكن هذا البيت الذي وُلدت فيه ريان و أمضت فيه 19 سنة من عمرها لم يعد بيتها الآن، كانت تحبس أنفاسها و في داخلها توتر كبير: الحماس و الحزن و السعادة تعيشهم جميعا في آن واحد، و كان فستان الزفاف يضايقها قليلا، نظرت لنفسها للمرة الأخيرة في المرآة و هافين كانت تتفقد أمتعتة ريان:
"لقد أصبحت جميلة جدا يا ريان، ماشاء الله، لا يصيبك الحسد"
قالت أليف أيضا: "نعم ماشاء الله يا عزيزتي"
لم تتلكما مجرد كلام، كانت ريان فعلا جميلة جدا، ريان ابتسمت، لا تعرف ماذا تقول و ماذا تفعل، هافين كانت تتحدث دائما و تنشر البهجة لأنها لو سكتت ستبكي و ستُبكي ريان معها، أساسا لقد بكت حتى الصباح و أمها كذلك، لقد تأثرت بكلام أمها:
"كوني سعيدة طول عمرك يا عزيزتي، لا تسمحي للحياة بأن تحزنك، و قفي وراك حبك دائما، الحب الذي بقي حسرة في قلبي، عيشيه أنت حتى الشبع يا ابنتي."
هذا ما قالته السيدة زهرة، هذا الكلام أسعد ريان و أحزنها أيضا، كانت قلقة، مادامت أمها لا تحب زوجها لماذا تزوجته إذا؟ هل فقط من أجل أن يكون أب لإبنتها؟ و والدها أيضا لا يحب أمها، و كأنها كانا مجبوران على الزواج.
بينما تمضي الفتيات آخر لحظاتهن مع بعض، جاء بديرهان، من الواضح أنه يريد توديع أخته على انفراد. بديرهان كان هو السبب الوحيد الذي يبقي زواج السيدة زهرة و السيد هازار قائما... خرجت هافين و أليف من الغرفة ثم نظر بديرهان لأخته بعينين جاهزة للبكاء، تقدم خطوتين نحوها، أمسك بوجنتي أخته ثم طبع قبلة على جبينها فبدأت ريان بالبكاء:
"لم آتي لأجعلك تبكين يا أختي، إياك أن تبكي"
ابتسمت ريان و مسحت دموعها ثم حضنته طويلا، بديرهان هو أخوها الوحيد في هذه الحياة حتى لو لم يكونا من نفس الأب فأمهما واحدة و هذا لم يشكل أي مشكلة بينهما، بديرهان حتى لو لم يُظهر ذلك فهو يحب أخته كثيرا:
"كوني سعيدة دائما يا أختي، ليضحك وجهك طول الحياة"
لسبب ما بديرهان بعكس آزاد كان يثق بميران كثيرا، لم يشك به أبدا، كان متأكدا أن ميران سيعتني بريان جيدا و يضعها في عينه لأن بديرهان كان يثق بوالده كثيرا، مادام والده كفيل لميران لا يمكن أن يكون شخص سيئ، في النتيجة لم يدرك أحد أنه رمى ريان في النار بيديه.
اجتمع الجميع في فناء المنزل بطلب من السيد هازار فذهبت هافين لإحضار ريان، خرج بديرهان مع أخته من الغرفة، مسحت ريان دموعها و بدأت تبتسم، لم ترد أن تراها أمها حزينة أثناء خروجها من القصر... تجمعت السيارات التابعة لأهل العريس أمام القصر و ميران يتجهز لأخذها الآن. عندما نزلت ريان إلى الفناء بدأت بالوداع من والدها، الرجل الذي رباها و أوصلها إلى هذا العمر يبتسم الآن أمامها، حتى لو لم يظهر لها حنانه ولا مرة فهو لم يعاملها بسوء أبدا، أعطاها كل شيئ، ماعدا الحب. انحنت و قبّلت يده بإحترام، مهما حدث فهي لن توفي حقه فقد كبّرها و جعلها عروس. بعد والدها قبّلت يد عمها جيهان، السيد جيهان كان يحب ريان كثيرا حتى أنه كان يظهر لها الحب و الحنان الذي لم يظهره أخوه السيد هازار و لم ير أبدا أنها غريبة على هذه العائلة، كانت ريان مثل أبنته هافين بالنسبة له، لأنه إنسان ذو رحمة، لم يفرط بطفلة جريحة، كان يريد سعادتها دائما. بعد ذلك عانقت زوجة عمها دلال، فاطمة، هافين... ودعتهم جميعا، أمسكت نفسها كثيرا كي لا تبكي و لكن لم تستطع، ذهبت لتقبيل يد أمها، أنها الأم كيف يمكن توديعها؟ عانقتها مطولا محاولة إخماد ألمها، كانت تحاول حبس رائحة أمها في داخلها، البارحة بكت كثيرا ثم نامت على ركبتيها و لكن لا شيئ يكفي لإخماد هذا الألم
أصوات الطبول القادمة من الخارج كانت تدعو العروس لتخرج، جاءت اللحظة الكبيرة، اقترب بديرهان من أخته و وضع الشريط الأحمر على خصرها ثم ربطها. حضن أخته للمرة الأخيرة ثم أنزل الطرحة على وجهها. كان هناك شخص في زاوية من الفناء يشاهد هذه اللحظات و كأنه غريب: آزاد، ريان لم تودعه هو فقط، كيف سيذهب آزاد و يودع الفتاة التي يحبها و يتمنى لها السعادة؟ روحه تحترق الآن كما لم تحترق من قبل. وضع الملح على قلبه و اتجه نحو ابنة عمه و كأن خنجر انغرس في قلبه:
"أتمنى أن تكوني سعيدة جدا يا ريان"
لسانه لم يستطع قول شيئ آخر ثم خرج بسرعة دون أن يسمع حتى شكرها له.
قال السيد هازار: "هيا يا ابنتي" لقد حان الوقت، وضعت في يد والدها و اتجهت نحو الباب، ميران كان ينتظرها هناك، بعد قليل ستترك يد والدها و تمسك يد زوجها، دون أن تعرف أنها ستسلم روحها و قلبها و كل شيئ تملكه في يد رجل كاذب.
كانت ريان تضحك من القلب حين تم إعطاؤها دفتر العائلة، انتهى الزواج المزيف قبل بضعة ساعات و انتهى الوداع الأخير قبل بضعة دقائق، هذه المرة بكت كثيرا، لم ترد توديع أمها دون الشبع منها، الآن هي تنفصل عن مدينة لا تعرف متى ستعود إليها مرة أخرى، أو هذا ما كانت تظنه. فتحت نافذة السيارة و أخرجت يدها اليمنى:
"الوداع يا ماردين، الوداع يا مدينتي الجميلة، لا تنسيني أبدا لأنني لن أنساك أبدا..."
أثناء كل هذا كانت هناك إمرأة أخرى تودع هذه المدينة بدموعها و هي جونول، هي أيضا لن تنسى ماردين بلا شك.
بدأت الآن رحلتها التي ستدوم ساعة و نصف، رمت ريان طرحتها إلى الخلف، هي الآن إمرأة متزوجة، لقد حلمت بهذه اللحظة كثيرا، قررت وضع خجلها إلى جانب و لكن استغربت من صمت ميران طول الرحلة. حقا، لماذا لا يتكلم هذا الرجل؟!
لم يفرق عينيه الجميلتين عن الطريق، و فوق هذا كان يقود السيارة بسرعة زائدة ما تسبب في توتر ريان، رغم ذلك لم تقل له شيئ. ما أدراها بالأفكار المخيفة التي تدور في عقل ميران؟ فضلت وضع رأسها على شباك السيارة و مشاهدة مدينتها حتى الشبع... سيذهبان إلى مدينة ديار بكر لإمضاء بضعة أيام هناك ثم سينتقلان تماما إلى إسطنبول. كان يغمر ريان تعب جميل و حزن صغير لسبب ما، لم تستطع منع نعاسها مهما حاولت، عندما لاحظ ميران نومها ابتسم، كانت مثل الأطفال تماما، زاد في سرعته و انطلق، كان يريد الوصول إلى البيت في أسرع وقت. أما صباح الغد هو سينهي اللعبة و سيقدم ميران الحقيقي لريان بكل ظلمه.
عندما وصلا إلى ديار بكر أصبح الجو مظلم، ميران أوقف السيارة أمام البيت الذي استأجره لعدة أيام و أدار وجهه إلى الفتاة النائمة بجانبه، ريان مازالت نائمة، وضع يده بين شعرها و داعبه قليلا كي تستيقظ، ثم فتحت ريان عينيها في اندهاش، لم تلاحظ أنها نامت. أخرجت رأسها من الشباك ثم نظرت إلى ميران فوجدته يبتسم لها، لم تستطع رؤية شيئ لأن الجو كان مظلم، أدارت نظراتها له مجددا:
"أين نحن؟"
"لقد وصلنا، سنبقى هنا لعدة أيام"
انه يكذب مجددا و لكن لاحظ شيئ وهو أن كذباته أصبحت تجعله تعيسا، في العادة هو ليس رجلا كاذبا و لا يخاف من أحد كي يقول الحقائق، ربما هذه ليست كذبته الأولى و لكن ستكون الأخيرة.
نزل من السيارة و بدأ بإخراج الحقائب، و ريان كانت تجلس في مكانها لا تعرف ماذا تفعل، عندما رأت ميران نسيها في السيارة و ذهب نحو البيت عبس وجهها، و ميران عندما وصل إلى باب المنزل تذكر ريان، كان على وشك دخول البيت بدونها، رأسه كان مشوش بشكل نسي سبب مجيئه حتى. عندما أدار ظهره و نظر إلى وجه ريان الخجول و العابس ابتسم لا إراديا. الشيئ الوحيد الحقيقي و الغير مزيف في لعبة الإنتقام القذرة هو ابتساماته لريان... خطى عدة خطوات نحو زوجته الجديدة و الإبتسامة على وجهه:
"أتمنى أنك لا تفكرين بإمضاء الليلة هنا في السيارة؟"
هزت ريان برأسها بمعنى لا، كم كانت ريان غبية مقارنة بميران.. اتجها معا نحو البيت، بعد دخولهما من الباب أغلق ميران الباب بساقه، وضع الحقائب بجانب الباب ثم نظر إلى ريان. حقا ماذا يجب أن يفعل الآن؟ هذا زواجه الثاني، في الزواج الأول أخذ إمرأة لا يحبها إلى حياته، رغم أنه لا يريد حتى رؤية وجهها و لكن جعلها زوجته. و الآن الوضع ليس مختلف كثيرا، هذا الزواج مزيف، حتى لو كان لا يكره ريان فهي ابنة عدوه، لا يكمن أن يحبها.
بدأت ريان تشاهد البيت و الأغراض، لم تكن مهتمة بالبيت و لكن لم تجد ما تقوله سوى هذا: "البيت جميل جدا"
ميران كان مدرك أن ريان تهذي بسبب حماسها، أساسا لا يهرب أي شيئ من انتباهه: "نعم، جميل" و ابتسم لها ثم أراد أن ينهي هذه السخافة فإقترب من ريان و مدّ يده لها. كان قلبها ينبض بجنون أمام اليد الممتدة لها، أمسكت يده في خجل ثم وضعت عينيها في الأرض و بدأت تمشي وراء ميران بخطوات بطيئة، كان يجب أن ترى إبتسامة النصر على وجه ميران، هو الذي انتصر، لقد فعل ما قاله، لقد خدع كل العائلة و نجح في أخذ ابنتهم بزواج كاذب.
ترك ميران يد ريان عندما دخلا الغرفة، عندما أغلق باب الغرفة لم يكن ميران نفسه، لأنه ترك كل عداوته و حقده و كرهه وراء هذا الباب، فقط هذه الليلة سيكون الرجل الذي يريده، هذه الليلة لن يكتفي بخداع ريان بل سيخدع نفسه أيضا، سيتصرف كما يأتي من داخله و سيحول دور الرجل العاشق إلى حقيقة، هو لم يكن مدركا لهذا و لكن هذا هو الرجل الذي يريد أن يكونه.
اقترب من ريان التي ترتجف من الخجل، حبس يديها بين يديه الدافئة، كان مثل رجل جريح ينتظر الوصال منذ زمن طويل و في داخله حسرة كبيرة. ثم أخذ يديها إلى شفتيه ببطئ و أغمض عينيه، كان داخله يتألم و ميران بكره هذا الألم. أما ريان كانت كأنها سيغمى عليها، رغم هذا كان قلبها يمتلئ بمشاعر لا مثيل لها، لا تعرف كيف يحمل قلبها الصغير حبا كبيرا هكذا، ريان تحب ميران كثيرا لدرجة أن تمضي كل عمرها في النظر إلى وجهه و الضياع في عينيه، هذا الرجل لمس قلبها و اعتنى بها و أصبح كل شيئ لها.
عندما فتح ميران عينيه و نظر إلى ريان رأى عينيها دامعتين. أخذ نفسا عميقا ثم أمسك وجهها، داعب وجنتيها ثم مسح دمعتها بإصبعه:
"لا أريد أن تبكي" قال هذا بصوت مرتجف و هو يحس بالذنب:
"لأنك يجب أن تضحكي دائما يا ريان"
ابتسمت ريان و مسحت دمعتها بشكل فوري و قالت:
"طول العمر، سأبتسم من أجلك فقط"
سحب ميران ريان نحوه، أحاط ظهرها بيديه و وضع أنفه في شعرها مستندا على رقبتها و قال:
"هذه الليلة تعاملي معي و كأنك ترينني للمرة الأخيرة يا ريان."
ثم أغلق فم ريان بيديه دون يسمح لها بقول لماذا، و أكمل:
"لا تسألي أسئلة، فقط أحبيني" ثم همس بهدوء: "أرجوكي..."
حبس جسد ريان بين يديه و كان يقول في داخله:
"أعتذر من الآن على الرجل الذي ستتعرفين عليه غدا... " يتتبع....

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن