الحلقة 24 - الإحتراق

7.3K 123 5
                                    

ريان تنتظر أمام باب الطوارئ في حالة مزرية، هناك غصّة في حلقها و صرخة داخلها لا تخرج. منذ أن أخذت ذلك الخبر المشؤوم تحول قلبها إلى حريق، هي تلوم نفسها، لم تمنع ميران من الذهاب رغم معرفتها بالخطر حوله، لماذا لم تستطع الوقوف أمامه و سمحت له بالذهاب؟
ريان لا تعرف ماذا حصل و من أطلق النار على ميران، و الأكثر من ذلك هي لا تعرف حتى إن كان ميران حيّ أم لا. هذا الإنتظار مميت، بكل تأكيد لن تنسى هذه اللحظات حتى آخر يوم في حياتها ستكون محفورة في عقلها. بقيت تنظر هكذا بدون حركة وراء الأطباء الذين ركضوا نحو السيارة التي وقفت أمام باب الطوارئ، يدها كانت فوق قلبها الذي تحطم و يدها الأخرى كانت على شفتيها التي ترتجف.
لم تستطع التحرك و كأن هناك أغلال تربط ساقيها و يديها، و كأنه ليس ميران الذي ينام هناك بدون حركة بل هي. ما هذا الألم؟ عندما نزل آزاد من السيارة التي أمامها ريان أصيبت بصدمة أخرى. بينما كان الأطباء يحملون جسد ميران و يضعونه على النقالة صرخت ريان بأعلى صوتها:
"ميرااااااااان"
جمعت كل قوتها و اتجهت نحو ميران، هل كانت سترى هذا أيضا؟ هل كانت سترى الرجل الذي تحبه غارقا في دمائه، عيناه مغمضتان و ينام هكذا بلا روح؟ أصابت الرصاصة الجزء الأيسر من ظهره، لقد أصابوا ميران من الخلف، كما فعلوا بوالده قبل سنوات. التاريخ يكرر نفسه مرة أخرى و شخص من عائلة شانوغلو يصيب شخصا من عائلة كارامان.
الأطباء يسرعون بأخذ ميران إلى غرفة العمليات و ريان تصرخ وراءه، عيناها لا ترى أي شيء غير الرجل الذي تحبه. تحول القميص الأبيض الذي يرتديه ميران إلى اللون الأحمر و تحول قلب ريان إلى رماد.
خصلة من شعره المبعثر تناثرت على جبينه، وجهه أصبح أبيض تماما و شفتاه مفتوحتان. وضعت ريان يديها على وجه ميران، كلما رأت قميصه الملطخ بالدم تحس و كأنها ستفقد عقلها. لم تكن تسمع ولا تهتم بمن يحاولون إبعادها ثم صرخت:
"هل هو حيّ؟ حبا بالله هل هو حيّ؟"
وقفت ريان أمام النقالة و أحاطت وجه ميران بيديها، كل من حولها وقفوا يشاهدون هذا المشهد الذي يقطّع القلب:
"لا تمت يا ميران... أتوسل إليك لا تمت"
ثم صرخت بصوت عالي رغم معرفتها بأنه لا يسمعها:
"أقسم أنني سامحتك... أنا سامحتك يا ميران"
هل هذه هي النهاية التي يستحقها بعد كل ما فعله؟ إن كان هذا ثمن ما جعلها تعانيه، أليس هذا كثير؟ هذه النهاية، أليست مؤلمة جدا؟
بينما كان الأطباء يسحبون ريان و يبعدوها كي يواصلوا طريقهم، كانت تعيد نفس الكلمات: أقسم أنني سامحتك...
كانت تنظر إلى النقالة التي تبتعد عنها و تحس و كأنه سيغمى عليها، انها لا تتحمل ذهابه هذا، رفعت جسدها الذي انهار على الجدار بصعوبة و ركضت وراءه و لكن لم تلحق. عندما أُغلقت أبواب غرفة العمليات في وجهها وضعت يديها على الزجاج:
"أرجوك لا تمت، لا تكن نهايتنا هكذا يا ميران... أرجوك"
الآن، الدم في كل مكان، في يدها، في وجهها و حتى على ثيابها، لا يوجد ما يعبر عن ألمها، كل ذرة فيها تحترق. سندت رأسها و يديها على الزجاج البارد. الآن حتى الثواني ستقتلها، الرجل الذي تحبه وراء هذا يصارع حياته.
رائحة الدم التي ملأت أنفها لم تخمد رغبتها في البكاء، هناك ألم في داخلها يحرق روحها أكثر، إسمه الندم، كانت تموت من قهرها. لماذا لم تضحك حتى مرة واحدة في وجهه؟ لماذا لم تقل له أنها سامحته؟ لماذا لم تمسك يده برغبة ولو مرة؟ لم تكن تريد التفكير بهذا و لكن ماذا لو مات ميران؟... كيف ستعيش ريان؟ النفس الذي اتنفسه ألن يكون خيانة له؟ لن يموت ميران، أليس كذلك؟ لن يترك وراءه زوجته و طفله الذي لم يولد بعد و يذهب، أليس كذلك؟
ريان سامحت ميران، سامحته بكل مافيها، نسيت كل ما فعله بها و مُسِحَت من عقلها كل أيامها السيئة. من حد من أن يعاقبه بينما هي سامحته؟
أبعدت ريان يديها عن الزجاج البارد و بدأت تنظر إلى الأطراف، كانت تبحث عن آزاد. ذهبت نحو مخرج المستشفى بخطوات ثقيلة، فسمعت ضجة كبيرة أمام الباب. أم أن آزاد هو من أطلق النار على ميران؟ عندما رأى آردا آزاد أمامه إنقض عليه و أحدث بلبلة كبيرة و لكن ريان لم تسمع شيئا، كان عقلها مع ميران فقط لذلك لم تنتبه للقيامة التي قامت أمام الباب.
خرجت إلى باب الطوارئ بجسدها المترنح، كانت تتمسك بما أمامها كي لا تقع على الأرض. كانت هناك ثلوج و رياح قوية مع ظلمة الليل في الخارج. إسطنبول اليوم باردة لدرجة أن تجمد القلوب حتى. بينما كانت عيناها تبحث عن آزاد، رأته ينتظر أمام سيارته، جمعت قوتها و ذهبت بإتجاهه. آزاد عندما رأى ريان، أخرج يديه من جيوبه و بقي واقفا هكذا، كان شعور الذنب في عينيه، بينما لم يكن يريد رؤيتها مجددا أبدا هاهي أمامه الآن. هذا صعب جدا على آزاد. عندما وصلت ريان إلى آزاد ضربت يديها بقوة على صدره و صرخت بألم:
"أنت فعلتها..."
كانت تريد إخراج ألمها من أزاد، كانت تضربه بكل القوة التي تملكها و لكن آزاد لم يتأثر بهذا حتى، ريان كانت تتعب نفسها عبثا. أمسكها آزاد من معصميها ليوقفها و قال:
"لا تفعلي هذا"
لم يذكر إسمها، لقد جعل من إسمها ماضي في قلبه و ممنوعات على لسانه.
"لماذا فعلت هذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..."
كانت ريان تضرب آزاد من قلبه، ضربته مجددا و مجددا بيديها التي ترتجف. مع كل ضربة كانت تنهار قوتها أكثر و أصبحت قدماها لا تحملانها. إنهارت... و كأنها لن تنهض مجددا، أحست و كأنه سيغمى عليها، و كأنها ستغلق عينيها و لن تفتحها مجددا، ربما هذه أمنيتها الوحيدة الآن... همست بصوت يملأه البكاء:
"أنا سامحته... حبا بالله ماذا أردت من روحه؟... مهما كان ما فعله، هل استحق هذا؟ هااا... هل يستحق؟"
نظر آزاد إلى ريان التي تتلوى من ألمها على الأرض، لا يعرف كيف وصلا إلى هذا الوضع. ريان لطخت الدم الذي في يدها على ثيابه أيضا. لم يحس متسخا هكذا من قبل، نظر إلى السماء و أخذ نفسا عميقا و قال بصوت متقطع:
"لو كانت لدي الشجاعة لضغط ذلك الزناد، كنت أطلقت النار على عجزي... لو كنت أنا من أطلق النار عليه، لماذا سآخذه إلى المستشفى كي يعيش؟"
ريان نهضت من الأرض بعد كلمات آزاد، ماذا يعني هذا؟ وقفت أمامه و نظرت له بكره مرة أخرى:
"من هو إذا؟ من أطلق النار على ميران؟"
مسح الرجل بيديه على جبينه، بقاؤه صامتا أمام ما يحدث ليس لأنه مذنب، بل لأنه بريء. ضغط على أسنانه قائلا:
"لا أعرف... لست أنا الفاعل يا ريان، أنا أم أطلق النار على ميران. لست أنا من ضغط على الزناد"
"ماذا حدث؟ أخبرني هيا... سأنفجر، ماذا حدث؟"
"عندما كنا نتجادل... أُصِيبَ عندما كنا نتجادل. لست أنا الفاعل"
كان يكرر تلك الحقيقة التي قالها لعدة مرات و لم يصدقه أحد، كان يريد أن تصدقه ريان، هو لا يتحمل أن تنظر له بكره هكذا.
ريان لا تفهم شيء، إن لم يكن آزاد فمن أصاب ميران؟ من يستطيع أن يسحب سلاح على ميران غير آزاد؟
"أم أنه... أم أنه أبي من فعلها؟ هل هو من أصابه؟"
"عمي لم يفعل شيئا، بالعكس لقد جاء ورائي كي يوقفني. غير أنه لم يكن موجود حتى في مكان الحادث. كيف تتهمين والدك؟"
"ألم يفعل هذا من قبل؟ أليس هو من قتل أحمد كارامان؟"
تمنت ريان أن يقول آزاد شيئا فوق كلامها، لم تكن لتتحمل أن يكون والدها من فعل هذا و لكن آزاد فضّل الصمت. نظرت ريان بإشمئزاز إلى وجه آزاد ثم صرخت:
"أنا لا أصدقك... إن لم تكن أنت ولا أبي، من بإمكانه إطلاق النار على ميران؟ من يفرط به؟"
آزاد لم يكن ينتظر كل هذا الغضب من ريان، متى أصبحت عدوة لهم هكذا؟ أمسكها من ذراعها و هزها بقوة قائلا:
"انظري لي يا ريان... أنظري إلى داخل عيني. ألا تعرفينني أبدا؟ كم سنة أكلنا مع بعض من نفس المائدة؟ ألا تعتمدين على كلامنا بعد الآن؟"
"أنا لم تبق لدي القوة لأصدق أحدا"
في تلك اللحظة خرج آردا من الداخل، كان يبحث عن ريان في كل مكان. خطر له أنها مع آزاد و لم يكن مخطأ. سحب ريان من جانب آزاد و وضعها وراءه ثم صرخ:
"الشرطة تبحث عنك.. ستدفع ثمن ما فعلته"
إبتسم آزاد، لم يبتعد من أمام المشفى لأنه كان يعرف أن الشرطة ستلحق به. بينما كان آردا يأخذ ريان إلى الداخل لحق بهما آزاد، ثم وصل قبلهما إلى أمن المستشفى. بينما كانوا يضعون الأغلال في يده كان آزاد ينظر إلى ريان ثم توقف عندما مر بجانبها و كأنه سيقول شيئا ثم أقفل شفتيه مجددا. أخذ نظراته و كلماته و ذهب.
بعد ذهاب آزاد مع رجال الشرطة، إتجه آردا مع ريان إلى باب غرفة العمليات، كانت خالة ميران و أيلول تنتظران في حالة مزرية. نظرت ريان إلى آردا قائلة:
"كيف حدث هذا؟ لقد كان سليما بجانبي قبل بضعة ساعات"
"لا أعرف... لقد جاء آزاد و التقى بميران، لا أعرف أين حتى. كل ما أعرفه أنهما كانا بمفردهما، يعني لا يمكن أن يكون أحد آخر قد أصابه سوى آزاد"
"ليتني قلت لك... ليتني قلت لك أولا عندما أتيت إلى الشركة اليوم أن آزاد هنا في إسطنبول"
"لقد أثار العم وحيد مشكلة، لا تلومي نفسك، لم تكوني لتعرفي أن هذا ما سيحدث"
صمتت ريان و سندت رأسها على الحائط، كانت الدموع تنهمر من عينيها بشدة، أغمضت عيناها و بدأت ترى خيال ميران أمامها. ماذا لو لم ترى صاحب العينين الزرقاء مجددا؟ ماذا لو نسيت رائحته؟ لو لم تتذكر صوته؟... لو جمعت كل الألم الذي أحست به طول حياتها لن يساوي ربع ما تحس به الآن. ألم الفقدان، أسوأ من الموت، لقد فهمت هذا. الآن لو دخل آزاد إلى السجن و أمضى حياته هناك ماذا سيفرق؟ إذا انطفأت شمعة ميران، بماذا سينفع لو إحترقت كل الدنيا؟
الثواني كانت تمر كالساعات بالنسبة لريان، ربما لم تمض حتى ساعة على قدومها إلى المشفى لكنها تحس و كأنها هنا منذ أشهر. لا يوجد في عقلها سوى ميران و طفلها الذي لم يولد بعد. كانت ريان تشعر بالذنب من أجل كل شيء، ماكان يجب أن تخفي الطفل عن والده. بقيت تلوم نفسها قائلة: من أجل طفلك فقط... يجب أن تفتح عينيك من أجل طفلك فقط.
بينما كان الجميع يراقب باب غرفة العمليات بأمل، فُتِح ذلك الباب فنهضت ريان من مكانها بسرعة، أما الطبيب الذي خرج لم ينظر لأحد و كان يركض في قلق. كان واضح أنه حدث شيء سيء، فصرخت ريان:
"ماذا حدث؟ قولوا شيئا... ماذا حدث لميران؟"
وضعت يدها على رأسها، كانت ستجن من خوفها. حضن آردا ريان و حاول تهدأتها قائلا:
"إهدئي يا ريان، لا يوجد شيء سيء... كوني هادئة"
كل من يمر من ذلك الممر كان ينظر لريان، من الصعب ظبطها الآن. قطع آردا طريق الطبيب الذي عاد من حيث ذهب و كان متجها إلى غرفة العمليات، أمسكه آردا من ذراعه ليوقفه و نظر له بخوف:
"كيف حال ميران يا دكتور؟ أرجوك قل شيئا"
"نحن نفعل ما بوسعنا... رجاءا كونوا صبورين"
ثم دخل الطبيب إلى الغرفة مجددا، كانت ريان تشاهده و هي متجمدة في مكانها، عندما أُغْلِق ذلك الباب في وجهها مجددا، خرجت صرخة من داخلها. ضغطت بيدها على فمها كي يخمد ألمها و لكن هذا الألم مختلف جدا....
مرت ساعات على هذا الإنتظار القاتل، لم يتكلم أحد، اتحدت كل القلوب و كانت كل الألسنة تردد نفس الدعاء:
"إحفظ ميران لنا يا الله"
كم ساعة ستطول هذه العملية؟ كم هو صعب إخراج رصاصة واحدة؟ لا ينتهي.. لا ذلك الباب يُفتح و لا الأطباء يقولون شيئا ولا هذا الإنتظار القاتل ينتهي. أما ريان تنهار أكثر مع مرور الوقت، كانت تنتظر في عجز غارقة في دموعها. كلما أغلقت عينيها ترى صورة ميران أمامها و كلما أغلقت أذنيها تسمع صوته: قوله "ريان" قوله "أنا أحبك" نظرته لها و ابتسامته، حتى غضبه و خصامه... ريان أصبحت تبحث عن هذا في كل مكان أثناء هذه الساعات التي لا تنتهي. لم تكن ريان تريد التفكير بشيء سيء، هي لا تستطيع مواصلة الحياة بدونه، انها ليست قوية إلى هذه الدرجة.
الرجل الذي يجلس أمامها لا يسحب عينيه المليئة بالحقد من عليها، عم ميران أيضا عندما سمع هذا الخبر جاء إلى المستشفى، و لكن حتى هذا الوضع السيء لم يمنعه من الهجوم على ريان بكلمات قاسية منذ قدومه. أما ريان فقد كانت صامتة، ليس لديها جواب. أليف أيضا هنا، كل ما قالته من أجل مواساة ريان لم ينفع لشيء. ميران غير موجود الآن، هي وحيدة. ميران مغمض العينين، هي تبرد. ميران ينام و ريان تموت.
عندما رأت ريان الشيرة التي قدمتها لها أليف أحست بغثيان في معدتها ثم همست أليف في أذنها:
"تعرفين أنك لا يجب أن تبقي جائعة يا ريان، أنت تحملين روحا داخلك"
"كيف تمر اللقمة من حلقي بينما ينام ميران هكذا هناك يا أليف؟... روحي تؤلمني كثيرا"
عندما إبتعدت أليف مجبرة، تلاقت عينها مع السيد وحيد، لا تتحمل كيف ينظر هذا الرجل هكذا لريان، إنه يقتل ريان بعينيه منذ أن جاء. لم تتحمل أكثر و قالت بعصبية:
"لماذا تنظر هكذا؟"
صوتها العالي و العصبي لفت جميع الأنظار حولها، آردا رفع رأسه و نظر إلى أليف و خالة ميران و أيلول أيضا... قال السيد وحيد و كأنه يسخر منها:
"هل إنزعجتِ؟... إذا إذهبي. أنا لا أريد رؤية أعدائي هنا"
تدخل آردا و نظر للسيد وحيد و كأنه يحذره:
"عمي وحيد... ماذا تحدثنا؟"
"لا يمكن أن أبقى هادئا و ابنة عدوي تجلس أمامي"
أليف لم تتحمل مجددا و صرخت:
"لا تبقى هادئا إذا... هيا قل ما ستقوله"
الوسط و كأنه سيتوتر أكثر بعد قليل و لكن ريان كانت في دنيا أخرى و لا تخرج كلمة من فمها، أما آردا فهو مشغول بتهدئة الجو. هذه المرة نظر لأليف قائلا:
"ألا تستطيعين التحكم في لسانك؟ كيف تتكلمين هكذا مع رجل في سن والدك؟"
"و ما شأنك أنت؟"
أليف في النتيجة تتوتر من آردا، إتجه نحوها و أمسكها من ذراعها و أخرجها من الممر و هما يتجادلان. في تلك اللحظة تقاطعت نظرات ريان مع السيد وحيد مجددا، يوجد شيء غريب في هذا الرجل، ريان لم تحله بعد و لكن إحساسها يخبرها بهذا. هذا الرجل لديه هم آخر، هو لا يهتم لميران هذا واضح من عينيه. كانت خالته هي الوحيدة التي تحزن على ابن أختها الذي يصارع روحه. هذا الرجل الذي يدعى عمه لا يحس بشيء أبدا.
بعد خمسة دقائق عاد آردا مع أليف التي جلست في صمت بجانب ريان. ريان لم تسأل حتى عن ماذا تحدثا و استمر هذا الإنتظار الصامت مجددا.
عندما فُتِح باب غرفة العمليات بعد ساعات، نهض الجميع و ركضوا نحو الطبيب الذي كان يبدو منهكا جدا. حبست ريان أنفاسها منتظرة كل كلمة ستخرج من فم الطبيب. بينما كان الجميع يسأل، دار رأسها فتراجعت خطوتين لتستند على الجدار. ثم فُتِح الباب مجددا و أخرجوا ميران فإجتمع الجميع حوله، أما ريان فلم تستطع التحرك من مكانها، كانت تشاهد فقط. نظرت و نظرت و نظرت، بينما كان الأطباء يأخذونه كانت تنظر فقط. عندما إبتعد ميران من أمام عينيها فقدت قوتها تماما و وقعت على الأرض. لا تتذكر الباقي...

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن