الحلقة السادسة - الوصال

8.9K 131 6
                                    


حياته ملوثة و أحلامه منعدمة و الآمال متعبة، كل إنسان لديه أمل حول مستقبله و لو كان صغيرا لكن هو لا... خرج ميران من الفندق بخطوات سريعة، لم يكن يعلم إلى أين يريد أن يذهب، كان يمشي و حسب. رآى حديقة أطفال فجلس على حافة الطريق، كان يشاهد الأطفال وهم يلعبون و هو يبتسم دون أن يلاحظ، هل يمكن أن يصبح أب في يوم من الأيام؟ هذه الفكرة مستحيلة، مُسحت الإبتسامة من وجهه، هو ليس له حياة نظيفة إلى هذه الدرجة... جونول نفخت رأسه كالعادة منذ الصباح فرمى بنفسه إلى الخارج، هروبه الدائم من زوجته لا يفاجئ أحد لأنه لم يتزوج عن حب.
وضع يده في جيبه، أخرج الهاتف ثم قرر الإتصال بريان، عندما رآها تبكي البارحة أمام القصر بقي منزعجا خصوصا لأنها لم تقل له سبب بكائها. رن الهاتف مطولا ثم فتحت ريان، عندما سمع صوتها رُسِمت ابتسامة على شفتيه: "كيف حالك يا ريان؟" مازال يبتسم دون أن يلاحظ ذلك. صوت ريان كان يبدو بخير و هذا ما أراح ميران:
"هل تقومين بجنون من أجلي؟ هل تأتين مجددا إلى المكان الذي أنتظرك فيه؟"
قال هذه الكلمات دون وعي، لماذا طلب شيئ كهذا؟ لماذا ينبض قلبه بشدة لرؤية هذه الفتاة؟ قالت ريان في حيرة: "لا أعرف الآن" و هي أيضا كانت تريد هذا بشدة و لكن لا تظهر:
"سأكون في انتظارك في نفس المكان و في نفس الساعة يا ريان، لا تتركيني أنتظر كثيرا"
قال هذا و أغلق الهاتف، أساسا لقد بقيت أيام معدودة للزواج، لماذا اتصل بريان الآن و طلب رؤيتها؟ هو كان على اتصال دائم بهزار شانوغلو و خالته كانت تركض لتحضيرات الزواج المزيف، اذا لماذا يريد أن يرى ريان باستمرار؟
ذهب إلى غرفته بخطى ثقيلة، بقي في الخارج حتى المساء كي لا يرى جونول، في الواقع لقد حل للكثير من الأعمال اليوم مع حماه المستقبلي أي مع عدوه اللدود، اختاروا مكان لإقامة العرس. السيد هازار كان يقدم صهره المحبوب لكل من يقابله في الطريق و ميران مهما كان منزعج فقد بقي هادئ و استمر في لعب دوره... خطواته أخذته إلى الغرفة و لكن قلبه يتخبط للذهاب بعيدا، كانت زوجته ممددة على الأريكة، لقد نامت وهي تشاهد التلفاز. ذهب إلى الخزانة في هدوء ليغير ثيابه و يخرج و لكن حدثت ضجة صغيرة تسببت في استيقاظها. غير ثيابه دون أن يقول كلمة، و هي أيضا لم تتكلم و لم تكن تريد التكلم، انها تعيش أسوأ أيام حياتها، الرجل الذي تحبه يذهب منها شيئا فشيئا... كان هناك هدوء قاسي في الغرفة، عندما أنهى ميران عمله وضع هاتفه و جزدانه في جيبه ثم أخذ مفاتيح السيارة في يده و ذهب. جونول بقيت تنظر وراءه هكذا ثم رمت رأسها مجددا على الأريكة بعد إغلاقه الباب، ما تم إغلاقه ليس الباب فحسب، ميران أغلق أبواب قلبه لها أيضا.
أنهما على وشك إتمام سنة من الزواج، عندما تعود بالزمن لا ترى بأنها كانت سعيدة، الحب وحده لا يكفي، يجب أن تُحَبَّ من الطرف الآخر، الحب من طرف واحد لا يمكن أن ينقذ أي زواج، لقد رمت بنفسها إلى النار عندما اختارت أن تكون زوجة رجل لم ينظر بحب لها أبدا، انها تتحول إلى رماد رويدا رويدا...
بعد أنتظار في حماس ذهب الجميع إلى غرفته ثم خرجت ريان من غرفتها على أطراف أصابها ثم اتجهت إلى الحديقة الخلفية للقصر. أثناء ركضها نحو الشجرة الصغيرة، صرخت بلا وعي حين أحست بيدين تحضنها و تجذبها نحوها، عندما أدار ميران ريان نحوه أغلق فمها بيده كردة فعل، لم يكن يريد أن يتجمع كل من في القصر حولهما. عندما أتت العين في العين ابتسم كلاهما، هي حقيقية و هو زهرة الثالوث.
أحس ميران بالبرد قليلا، كان يرتدي سترة خفيفة، بينما كان يواصل النظر إلى الفتاة التي بين ذراعيه كانت ابتسامته الكاذبة تتحول إلى حقيقة، ريان لم تكن مختلفة عن غزالة خائفة، قلبها كالعصافير يرفرف بين يديه و هذا كان يجر ميران نحو عاصفة الحماس... من السهل فهم حماس ريان لكن ماذا يجب أن نقول عن حماس ميران؟ هل يمكن أن يضحك الإنسان من القلب أمام شخص يكرهه؟ هل يتمنى رؤيته و البقاء معه؟ لم يدرك هذا...
سحب يده عن فم ريان لمس شفتيها بيديه فقط كأنه أخرج قلبه من مكانه. ريان كانت مختلفة جدا، تنظر بشكل مختلف و تبتسم بشكل جميل. ترك الفتاة من بين ذراعيه و ابتعد خطوة...
لم يكن يشك ميران في عشق ريان له لقد نجح في سرقة قلبها، أراد ميران أن يترك كل شيئ على جنب، عداوته، أفكاره و انتقامه... أراد أن يعيش اللحظة مثل أي رجل عاشق بجنون. كانا يتحدثان بالنظرات, ميران يضيع في عمق سواد عيونها و هي تائهة في لؤلؤتيه الزرقاوتين... كان يخاف من الإقتراب لكن لم يستطع منع نفسه, حبس ريان بين ذراعيه، دفن رأسه في شعرها و حضنها بقوة، إنه يكتشف الآن الأمان الذي يعيشه في هذه اللحظة. كيف يمكن أن تأخذ ريان عقله و تجعله ينسى كل شيئ؟ الممنوع دائما يكون مرغوب، هذه الكلمات ليست عبثا، القلب دائما يختار الممنوع... كان يريد أن لا تنتهي هذه اللحظة و ان لا تذهب هذه الفتاة من بين ذراعيه أبدا، أغلقت ريان عينيها عندما أمسك ريان وجنتها, كان صوت قلبها يُسْمع:
"لماذا أشتاق لكِ إلى هذه الدرجة؟ لماذا أتمنى رؤيتكِ دائما؟"
قال ميران هذا وهو ينجرف مع شعور ليس له مثيل، لا يوجد كذب في كلامه الآن، أنه لا يمثل، لأول مرة قال ميران ما يجول في قلبه حقا و ينتظر جوابا. ريان ابتسمت، هل تقول الحقيقة الكبيرة الآن؟ هل يجب أن تقول له انا أحبك؟
سلمت قلبها في يد ميران و قالت بصوت مرتعش:
"أنا أحبك"
ضحك الرجل ضحكة إنتصار بعد هذا الإعتراف الذي كان ينتظره، الآن ليس جسدها فقط بين يديه بل قلبها أيضا. هذا الوضع جعله يحس بألم غريب، كان يجب أن يكون مستمتعا و لكنه ليس كذلك، كان يريد إحتضان ريان طويييلا و الحال أنه البارحه كان منزعجا من يدي ريان عندما حضنته. كان ميران في حالة شجار مع مشاعره المتغيرة بإستمرار، ليس متأكد إن كان ما بداخله كره أم لا:
"أنا أحبك أكثر يا جميلتي"
هذه الكلمات التي قالها بدون تفكير جعلت ريان تبتسم، سندت رأسها على رقبة ميران و وضعت يديها حول ظهره ثم قالت:
"هل تعلم؟ اليوم مر شهر على معرفتي لك. برأيك أليس وقت قصير جدا؟"
"من أي ناحية؟"
"برأيي قصير جدا، ليتنا تعرفنا من قبل و عرفنا بعض أكثر"
انحنى ميران كي يرى وجه ريان و هي نظرت إليه:
"أم أنك نادمة؟"
هزت ريان برأسها بمعنى لا:
"لا لست نادمة، لماذا أكون؟ و لكنني خائفة"
"خائفة من ماذا؟"
بقيت ريان حائرة في الإجابة على هذا السؤال، حبها لميران لا يعني أنها تثق به كما يجب، انها لا تعرف الرجل الذي ستتزوجه بشكل جيد، ماذا يحب و ماذا يكره؟ مالذي لا يتحمله في هذه الحياة و هل سيبقى ميران مخلصا لها طول الحياة؟ هذا أكثر ما كانت تخاف منه، لأنه رجل تتمنى أن تحصل عليه أي إمرأة:
"أخاف من كل شيئ، و لكن لا تغضب مني"
سحبت يدي ميران عنها و وضعت رأسها في الأرض كمذنبة:
"أخاف أن تمل مني بعد فترة و تحب إمرأة أخرى، أحس بشيئ غريب يا ميران و كأنك ستنزلق من يدي و تذهب"
وضع ميران يديه على رقبتها و أحس أنه يختنق في كذبته:
"لن يحدث شيئ كهذا. لن أمل منك و لن أحب إمرأة أخرى، لن يكون لي أحد غيرك، هل فهمت؟"
ارتسمت على وجه ريان إبتسامة جميلة و قالت الكلمات التي ستطعن قلبه كالخنجر:
"حتى عمري هذا أنا لم أثق بأحد و لكن قلبي يثق بك كثيرا"
ميران أغلق عينيه، لم يفهم لماذا تؤلمه هذه الكلمات، ماسبب ألم قلبه هذا؟ لا يجب أن يحدث هكذا، هو ليس له قلب ولا رحمة و ليس عنده ضمير كي يتألم لما يفعله، ميران أسكت نيته الجيدة منذ زمن طويل... أراد أن يذهب بسرعة، لأنه يبتعد عن شخصيته وهو بجانب هذه البنت، ربما إذا ابتعد سيعود ميران الحقيقي صاحب القلب السيئ الذي لا يحس بشيئ. أمسك بيدها و قال:
"هيا اذهبي الآن، إذا بقيتي هنا لن أود الإنفصال عنك"
ريان ابتسمت مجددا: "حسنا سأذهب إذا"
لمس ميران وجهها ثم انحنى ليطبع قبلة على جبينها، بدون حساب و كتاب، جاءت من داخله تماما:
"الوصال قريب يا حبيبتي. بعد بضعة أيام سأخرجك بفستانك الأبيض من ذلك الباب، و بعدها ستصبحين لي دائما"
ريان ابتعدت ذاهبة نحو القصر و الرجل بقي يشاهدها بنظرات فارغة، بعد الزواج ربما لن يرى ريان مجددا، هو متزوج أساسا و لكن لم يستطع عدم التفكير، جونول لن تنظر إليه كما تنظر ريان، ما يحسه من حماس مع ريان لن يحسه أبدا مع جونول...
عندما أُغْلِق باب القصر ذهب ميران إلى سيارته، كان تعيسا، الأصح أنه لا يوجد ما يسعده في حياته، لو كان التقى بريان في ظروف أخرى كان سيقع في حبها حقا و لكن للأسف هو رجل ذو روح سيئة و عطشة للإنتقام و ريان ابنة قاتل والده، فوق ذلك هو متزوج بأخرى، يعني حكايتهما من المستحيلات، ريان بالنسبة لميران مثل التفاحة الممنوعة في الجنة، إذا أعطاها قلبه سيحترق بشدة...
عندما وصل إلى الفندق بدأ يمشي بخطى ثقيلة، هذا الزواج الذي أتم سنة لا يسير أبدا، ميران لا يستطيع أن يكون زوجا ولا أبا، لا يريد هذا و ليس جاهزا له، جونول كانت عبئا عليه. دخل ألى الغرفة و كانت زوجته نائمة، نظر لها من بعيد و فهم مجددا أنه لا يحب هذه المرأة و لن يحبها...
حلت أنوار الصباح في ماردين، استيقظت ريان و على وجهها ابتسامة عريضة، غسلت وجهها غيرت ثيابها و خرجت من الغرفة نحو المطبخ فرأت فاطمة كالعادة تجهز فطور الصباح و من الواضح أنه لم يستيقظ أحد:
"صباح الخير يا أختي فاطمة"
"صباح الخير يا ريان"
"هل استيقظت أمي؟"
"لم أرها، أعتقد لم تستيقظ بعد"
في الواقع هي لا ترى وجه أمها منذ أيام، هذا كان سبب بكائها أمام القصر ذلك اليوم حين التقت بميران. لقد شهدت على شجار أمها و أبيها ذلك اليوم و هي كانت سبب الشجار، عندما سمعتهما بسرية لم تستطع التنفس في ذلك القصر، أرادت أن ترمي بنفسها إلى الخارج و عندما فتحت الباب وجدت أمامها ذلك الرجل الذي كان مرهما لجروحها. لم ترد أن تقول له سبب بكائها، كان السبب واضح، ذلك الرجل المسمى والدها جرحها بكلمات ثقيلة، لم تشأ أن تخبر ميران بهذا، في الواقع لو أخبرته بهذا كان سيعلم أن ريان ليست الإبنة الحقيقية لهذه العائلة. أحيانا تخرس الألسنة لأن هناك ما سنعيشه في قدرنا...
عندما دخلت هافين المطبخ أبعدت ريان هذه الأحداث من عقلها، كانت تريد أن تكون آخر أيامها في القصر سعيدة، جهزت طاولة الإفطار مع هافين ثم دخلت السيدة دلال و هي تتذمر:
"حالة هذا الولد ليست حال"
"أي ولد يا أمي؟"
"من سيكون يا بنت؟ أخوك آزاد. وجه ابني آصبح لا يضحك في الأيام الأخيرة، يأتي متأخرا في الليل و في الصباح يخرج دون أن يفطر حتى"
فاطمة تركت السكين من يدها و قالت في قلق:
"أختي دلال حذاري أن يكون ابنك قد وقع في حب أعمى؟"
عبست السيدة دلال وجهها:
"إذا كان هكذا ليقل لنا من هذه البنت لنذهب و نطلبها له، هذا الولد سيقتلنا قريبا"
عدم وجود آزاد في البيت كان ينفع ريان بالأكثر، غضبها من آزاد لما فعله يوم التسوق مازال شديد و رغم ذلك حزنت من كلام زوجة عمها، آزاد فعلا ليس بخير في المدة الأخيرة، من الممكن أنه وقع في حب بلا مقابل، و لكن لم يمر في عقلها أبدا أنها هي هذا الحب... بعد إنتهاء الفطور جلس الجميع في الصالون، السيدة زهرة كانت تبكي كثيرا في الأيام الأخيرة و هذا ما أحزن الجميع و خاصة ريان، انها سترسل إبنتها بعيدا جدا، على الرغم من وعد ميران لها أنه سيحضر ريان دائما لتزورهم لكن لا تستطيع أن لا تبكي و رغم هذا هي صامتة فقط من أجل سعادة إبنتها، كل الأمهات هكذا...
تمر الأيام و الساعات و تبقى فقط 3 أيام للعرس، كل شيئ جاهز، جاء ميران قبل يومين للقصر للمرة الأخيرة و قال أنه لن يستطيع أن يأتي إلا يوم العرس... بعد الفطور ذهبت ريان إلى غرفتها لتجهز حقائبها، هافين كانت صامتة و هي تساعدها، لو تكلمتا ستبكيان، لا تعرف هافين كيف سيكون هذا البيت بدون ريان، هما معا منذ ولادتهما، حتى لو لم يكن بينهما رابط دم فهناك رابط روحي. بديرهان أيضا صامت، ذهاب أخته يحزنه كثيرا. فاطمة صامتة، ديلان صامتة أما آزاد فهو مشتت، حتى لو لم يلاحظ أحد فذهاب ريان سيحرقه هو بالأكثر... بإستثناء بعض الألبسة وضعت ريان كل شيئ في الحقائب، كلما نظرت ألى فستان زفافها المعلق تحس برغبة في البكاء، الحزن و السعادة في آن واحد... نهضت هافين من الأريكة و قالت:
"أختي فاطمة صنعت كيك، انتظري لأحضره"
ثم انطلقت تركض إلى المطبخ، مرت أكثر من 5 دقائق و لم تعد هافين. نادتها ريان أكثر من مرة و عندما لم يأت جواب قلقت و ذهبت إليها. عندما وصلت إلى الدرج توقفت عند رؤية آزاد، لم يتكلما منذ ذلك اليوم و الأن هما العين في العين. ريان فضلت الصمت، وضعت عينها على المطبخ و لم تر هافين. عندما تقدم آزاد نحوها أرادت العودة إلى غرفتها و لكن صوت آزاد أوقفها: "ريان" توقفت ريان وهي مديرة له ظهرها:
"هلا توقفت قليلا؟"
ماذا يمكن أن يتحدث معها آزاد؟ أساسا هو بارد جدا مع كل بنات القصر منذ الصغر. قلقت ريان و التفتت له "أين هافين؟"
من الواضح أن آزاد قد أبعدها قليلا. نظرت له ريان و كأنها تقول ماذا يحدث؟ آزاد كان ينظر بشكل مختلف:
"دعكِ من هافين الآن، يجب أن أقول لك شيئ يا ريان"
"أنا أسمعك"
قالت ريان و هي مستغربة، ماذا يمكن أن يقول لها آزاد؟ كان آزاد يود أن يصرخ بما في داخله و يقول أنا خسرتك و لكن اكتفى بالصمت، مشاعره كانت كالشوك بداخله و لكن لا يستطيع البوح بها... تكلم مجددا بإبتسامة أليمة:
"أردت فقط أن أعتذر منك"
صُدِمَت ريان من كلامه و هي محقة، آزاد لا يعتذر من أحد، لم تصدق، هل إعتذر منها آزاد الآن؟ و كأن الذي أمامها شخص آخر و ليس آزاد، ابن عمها المعروف بعصبيته يقف أمامها و يعتذر!!
"لماذا؟ أي إعتذار؟"
"أنا مدرك أنني ارتكبت خطأ"
قول هذا كان صعبا على آزاد، هو ليس نادم لأنه ضرب ميران و لكن ريان.. بعد يومين ستذهب من هذا البيت و لم يكن يريدها ان تتذكره بسوء أو و هي غاضبة منه.
"ما كان يجب أن أضربه و لكن حدث ما حدث، لقد انهزمت لغضبي" أخذ نفسا عميقا، كم هو صعب وداع ريان... "الآن أنت ذاهبة.. لا تذهبي و أنت زعلانة مني، أعرف أنني أغضبتك و كسرتك كثيرا و لكن رغم هذا لا تخاصميني و لا تحقدي علي، هناك موت في الدنيا، سامحيني.."
الأن آزاد رمى نفسه في الهاوية و أكثر ما يحرقه هو عدم قدرته على مصارحتها بما يحسه: أنت تأخذين قلبي معك يا ريان، تذهبين و أنت تحرقين روحي و أنت تدهسين قلبي، تذهبين دون أن أقول لك الحب الذي بداخلي، لن تعلمي بهذا أبدا.... لم يستطع أن يقول..
هزت ريان رأسها في استغراب، هذه المسألة ليست كبيرة إلى هذه الدرجة، هي لم تكن غاضبة بهذا القدر من آزاد، أساسا أعتذار صغير كان كافي لحل كل شيء:
"أنت أخي، انا أسامحك في كل شيء، حتى لو أردت أنا لا أستطيع أن أغضب منكم"
دموعها التي كانت تحبسها منذ أيام نزلت اليوم بفضل آزاد، آزاد لم يستطع تحمل بكائها و ذهب، لو بقي أكثر قليلا كان سيبوح بحبه لها. ريان تبكي و آزاد يتحطم مع كل دمعة.
خرج من الباب و ضغط بيده على عينيه، كانت عينه تؤلمه، آزاد لا يبكي و لكن داخله يبكي دما الآن: "لا تبكي يا ذات العين الجميلة، كوني سعيدة طيلة عمرك.. لا يمر عليك الحزن أبداً..." يتتبع...

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن