الحلقة 37 - السكين

7.5K 124 8
                                    

الوقت يقترب من المساء و هناك نسمات خفيفة تهب في شوارع ماردين، الطقس يفوح برائحة الربيع، إنها آخر أيام شهر نيسان و ماردين تكون جميلة جدا في مثل هذه الأوقات... ذهبت ريان و بديرهان مع السيدة زهرة إلى المستشفى، بعد أن أزالت تلك القطب التي بقيت لها أثر من ذلك الحادث ذهبوا للتنزه قليلا و بهذه الطريقة خرجت ريان من القصر و رفهت عن نفسها قليلا. ثم إشتروا بعض الأشياء لها وللصغيرة القادمة، كل شيء كان جميل و لكن لا شيء يستطيع مواساة ريان. وصلوا بالسيارة إلى أمام القصر و قال بديرهان:
"هيا إنزلا لنرى"
فتحت ريان الباب و نزلت، و خلفها السيدة زهرة. أثناء مشيهما إلى باب القصر لفتت إنتباههما السيارة الغريبة المركونة في الشارع الأمامي، في العادة في هذه الساعة لا تتواجد سوى سياراتهم في هذا المكان. عندما نظرت إلى بديرهان لاحظ هو أيضا هذه السيارة الغريبة و راوده الشك، رفع إصبعه مشيرا إلى القصر و قال:
"أنتما أدخلا إلى الداخل، أنا سآتي بعد قليل"
بقيت ريان محتارة بين الذهاب خلف أمها و البقاء، لقد وقع الشك بداخلها. توقفت في مكانها و تراجعت عن الدخول إلى القصر و بقيت تنظر إلى ذلك الشارع الأمامي. في تلك اللحظة فُتِح باب السيارة الغريبة و توقف بديرهان في مكانه، أما ريان فقد تسلط ذلك الألم على قلبها لأنه الآن في هذه اللحظة يقف أمامها ذلك الرجل الذي أشعل النار بداخلها و ذهب، السبب الوحيد لدموعها، و المالك الوحيد لقلبها الجريح. أينما كان هي تحس به، تحس برائحته في كل مكان، حتى لو كانت عمياء العينين كانت ستراه و تحس بوجوده.
لقد جاء ميران...
يقف أمامها بجسده الذي إنهار في أسبوع و أسفل عينيه الأسود، بشعره الأسود المبعثر و لحيته التي طالت كثيرا... كان مدمرا تماما... أغلق باب سيارته ثم وضع عينيه الزرقاء التي تخترق حتى الظلام، على ريان. كيف كان ينظر لها بحزن، لم يعرف ميران ماذا سيفعل و كأنه يلتقي بها لأول مرة، وقع شوق في قلبه و كأنه لم يراها لسنة كاملة، كان هذا واضحا من عينيه، تلك المرأة التي يعشقها من خصلات شعرها حتى أطراف أصابعها، عيناه كانت تصرخ بهذا.
بديرهان هو من أفسد هذا الصمت و قاطع نظراتهما لبعض و سحب الأنظار نحوه قائلا:
"لقد جئتَ إذا"
و الحال أن بديرهان لا يعرف شيئا، منذ البداية هو يحمل حقدا كبيرا في قلبه تجاه ميران، بالنسبة له هو مجرد عديم شرف و عدو العِرض. مهما حدث و مهما قيل له، بديرهان لن يتقبل ميران أبدا... ذهب عقله إلى ما قبل عدة أشهر، ذلك الصباح الذي تُرِكت فيه أخته بعد زواجها بيوم، يوم ظهور الوجه الحقيقي لميران و إنهيار ريان... بديرهان أراد قتل ميران، هو لم يعد ذلك الولد الصغير الذي لا يهتم أحد لكلامه، لقد كبر و لن يهتم لوالده ولا لعمه. هو الآن يريد خنق الرجل الذي أمامه وهو لا يعرف أنه أخوه الحقيقي. أليس هذا من حقه؟ ألم يدمر هذا الرجل حياة أخته؟... كل الأحاسيس السيئة التي تجمعت في قلب بديرهان لعدة أشهر تريد أن تخرج الآن، نظر لميران بحقد و بدأ يضغط على لكمتيه منتظرا أن يقول شيئا و لكن ميران كان هادئا جدا و الأكثر من هذا كان ينظر له بشكل غريب، و كأنه لم يرى بديرهان من قبل، و كأنه يلتقي به لأول مرة.
لم يبعد ميران عينيه عن أخيه بديرهان، هو يعرف أنه لا يجب أن يفعل هذا و لكن ليس بيده، لقد وقع ألم كبير بداخله و كأن أحدهم يخنقه. كم هو صعب التقبل بأن هذا الشاب الصغير يحمل دمه، كم أن هذه الحياة تحب كثيرا أن تلعب به... هو لم يكن له أخ أبدا، من أين خرج هذا الولد؟
مهما أنكر ميران هذا هو يعرف أنه لن يستطيع تغيير هذه الحقيقة، بديرهان بقدر ماهو شقيق لريان هو أخر ميران أيضا.
عندما أبعد عينيه عن بديرهان و نظر إلى ريان، كانت تنظر له بنفس الطريقة و كأنها تقرأ داخله و ترى ما في قلبه... كم هذا جنون!! كان يظن أنه يستطيع البقاء بدونها و مقاومة غيابها عنه لأسبوع كان الجنون بحد ذاته. إقترب ميران منها و قال بصوت هادئ و لكنه كان حادا:
"لقد جئت... أنا في المكان الذي يجب أن أكون فيه"
أراد ميران الإقتراب أكثر من ريان و لكن بديرهان قطع طريقه، قبل أن يفهم ما حدث كان بديرهان قد أمسك ياقته و ينظر له بغضب كبير و قال:
"حتى لو سامحك الجميع أنا لن أسامحك يا ميران كارامان"
لم يبدي ميران أي ردة فعل أمام هذا الغضب، كانت يداه مربطتان و ينظر بفراغ إلى بديرهان. هو يعرف جيدا ما يقصده بعدم المسامحة و هو محق، محق تماما. اللعبة القذرة التي لعبها ميران على ريان كانت مثل وصمة العار على جبينه و لن تُمسح أبدا مهما مر من الوقت... أخذ ميران نفسا عميقا ثم أنزل يدي بديرهان التي تمسك بقميصه و قال:
"لا تسامح... و لكن الآن أُترك ياقتي"
عندما رأت ريان هذا المشهد إقترب منهما و ضغطت بيدها على كتف بديرهان قائلة:
"ماذا تفعل يا بديرهان؟ أُترك ميران بسرعة"
في تلك اللحظة نظر بديرهان بشكل سيء إلى ريان لدرجة أنها خافت، ثم صرخ في وجهها:
"فقط لأنكِ تحبينه، بقي كل ما فعله عديم الشرف هذا بدون عقاب"
لم يبقى أي شيء بدون عقاب، لا أحد يعلم و لكن ميران يعرف جيدا. يعرف كيف دفع ثمن حرق روح بريئة، ليالي العذاب التي قضاها بلا نوم و تلك الأيام التي كان يتوسل فيها الحب... و لكن لا يستطيع قول شيء، الصمت لا يجعله محقا و لكنه مجبر على أن يحني رأسه أمام هذا.... شعرت ريان بالغضب من أخيها الذي لا يعرف شيئا، هي لا تتحمل أن يكون ضحية غضبه:
"بديرهان، هذا ليس الوقت ولا المكان المناسب لفتح الدفاتر القديمة"
إرتسمت إبتسامة حزينة على وجه ميران ثم قال بصوت هادئ:
"دعيه يفتح... ليقل ما يشاء"
هزت ريان رأسها و قالت:
"لا، لا... إن لي خاطر عندك أترك ميران الآن"
ريان كانت مصرة جدا، هي سامحت ميران و تقبلته بكل مافيه. نسيت كل شيء و تغاضت عن كل جروحها. قول مثل هذا الكلام لميران ليس من حد أحد، أساسا هو جريح جدا و لن تسمح لبديرهان بأن يذكره بالماضي و يحزنه أكثر.
فعل بديرهان ما طلبته منه أخته و ترك ميران، إن كان يصمت ولا يقول شيئا فهذا من أجل خاطر ريان. و لكن إذا لم يخرج الغضب المتراكم بداخله لأشهر فلن يستطيع التنفس الآن، تراجع خطوتين إلى الخلف ثم وجّه لكمة قوية على وجه ميران.
في تلك اللحظة أطلقت ريان صرخة صغيرة أما ميران فقد ضغط بيده على أنفه بسبب ألم الضربة القوية التي أكلها، لم يمضي الكثير حتى نزل الدم من أنفه و تلونت أصابعه باللون الأحمر. و رغم ذلك ميران يبتسم، لقد أكل ضربة من أخيه و لكنه لم يتحرك من مكانه، حتى أنه يريد أن يضحك بشدة ثم يجلس في منتصف الطريق و يبكي مثل الأطفال.
"ماذا تظن نفسك فاعلا يا بديرهان؟"
ريان غضبت كثيرا من فعلة أخيها ثم صرخت في وجهه بشدة أكثر قائلة:
"إذهب يا بديرهان، حبا بالله إذهب من هنا"
رفع ميران رأسه حين أحس بأصابع ريان تلمس وجهه، هذا ليس مهم، لم يكن من الداعي أن تقلق ريان هكذا عليه. هذه ليست الضربة الأولى ولا الأخيرة التي يأكلها... بينما كان يتجهز ليقول لها شيئا، وقعت عينه على الرجل الذي كان واقفا أمام باب القصر يشاهد هذا المنظر الحزين. لا يعرف ميران منذ متى هو واقف هناك و لكنه لن يتحمل رؤية هذا الرجل، لقد جاء إلى هنا من أجل ريان، سيأخذها و يذهب. ليس لديه طاقة لألم آخر... إرتجف ميران في مكانه و كأنه يرى كابوس، كل شيء متعلق بالماضي يراه أمام عينيه الآن. هو لم يختر هذه الحياة و لم يختر أن يكون إبن هذا الرجل. بقي ينظر إلى القصر و يفكر، يفكر، يفكر... فكر بآزاد و بديرهان، لماذا لم يكبر مثلهما تحت هذا السقف، تحت أجنحة والده؟ لماذا وقع من نصيبه هو أن يكون الشخص تعيس الحظ في هذه الحكاية؟
عندما لاحظت ريان أن ميران ينظر إلى نقطة واحدة، إلتفتت إلى باب القصر و رأت والدها هناك... رمى بديرهان بنفسه إلى داخل القصر و الغضب يملأه و في تلك اللحظة تقدم السيد هازار نحو ريان و ميران و لكن ميران أدار ظهره فورا و ركب سيارته، لم يمنحه فرصة قول كلمة واحدة حتى. و الحال أنه لا يعلم أن والده لديه جروح أسوأ منه.... عندما فهمت ريان أن ميران سيذهب، ذهبت من الجهة الأمامية بسرعة و رمت بنفسها في السيارة بجانبه، بعد أن أغلقت بابها إنطلق ميران بالسيارة بسرعة البرق.
شعرت ريان بالخوف و تمسكت بالكرسي ثم قالت:
"أخفض السرعة يا ميران"
و لكنها تعرف أن ميران لا يسمعها حتى، عندما رأى ذلك الرجل مجددا إرتبك كثيرا و أراد الذهاب فورا و الحال أنه لا يعرف حتى إلى أين يذهب، أراد الإبتعاد فقط من هذه المدينة.
"لقد جئتَ"
قالت ريان هذا بصوت متردد و كأنها ترى حلما تخاف أن تستيقظ منه، كانت تريد بشدة أن تحتضن الرجل الذي بجانبها و تعانق جروحه، تريد أن تحبه و أن يحبها و لكن في نفس الوقت تريد أن تحاسبه على كل ما قاله لها و على تلك الأيام التي جعلها سما لها... قال ميران بصوت متقطع:
"جئتُ من أجلكِ... حتى لو كلّفني ذلك رؤيته مجددا، و لو كلّفني ذلك أن أحترق حيا، فقد جئتُ من أجلكِ"
لم تكن عيناه المليئة بالحزن تنظر إلى المرأة التي يحبها، نبرة صوته البائس كانت تحرق قلب ريان... سحب ميران عينيه من الطريق و نظر إلى المرأة التي وضع قلبه بين كفّيها و قال:
"و هل لدي طريق آخر غيركِ؟"
و لكن سؤاله بقي معلقا في الهواء، ريان صامتة لأنها لا تعرف بماذا ستجيب. أليس ميران من قال لها: لم نستطع أن نكون مرهما لبعضنا؟... ثم خرج و جاء فجأة.
عندما إقتنع ميران أنه إبتعد تماما عن القصر أوقف السيارة في مكان مناسب، أما ريان فقد فتحت الباب و نزلت كي تتجنب النظر إلى عيني ميران، عندما نزل هو أيضا خلفها وقفت ريان على حافة الطريق و بدأت تنظر إلى السماء بفراغ... هي تحس الآن بأن ميران يقترب منها و هذا الوضع يجعلها تنهزم أمام شوقها له أكثر من غضبها منه.
توقف ميران و بقي يشاهد ريان.
هو لم تهزمه رصاصة المسدس و لكنه إنهار بحقيقة واحدة، أصبح دمه مسموما و كأنه على وشك الموت... ريان تقف الآن على بعد خطوتين منه و شعرها يتطاير في الهواء، تذكر ميران ما قبل سنة، عندما بدأ لعبته القذرة، مالذي لم يفعله كي يستطيع رؤية هذه الفتاة الصغيرة صاحبة القلب الكبير... أحس ميران بالذنب الآن، إخفاء ريان تلك الحقيقة عنه هذه مسألة أخرى و لكن تخلّيه عنها عنها في لحظة يجعله مذنبا:
"قولي شيئا يا ريان... لماذا تصمتين؟"
قال ميران هذا ثم وقف خلفها تماما و فعل ما يفعله دائما، إنه يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الأسود، ماهذا الإشتياق الذي إستطاع أن يخرب موازينه في فترة قصيرة؟
"لقد تخلّيتَ عني"
قالت ريان هذا و قلبها يحترق، ألا يقف ميران خلفها الآن، يلمس شعرها و يداعب روحها؟... إنها تمسك نفسها كي لا تحتضنه، تنتظر منه إنكار لما قالته و يسكب الماء على الحريق الذي في قلبها.
"لم أتخلّى"
"بل تخلّيت عني... عندما عرفت هذه الحقيقة و فهمت أنك لن تستطيع إيذاء الرجل الذي إعتبرته عدوا لك، تخليت عني"
صرخ ميران بشدة و لكن غضبه هذه المرة على نفسه:
"أنا مجنون... مجنون لدرجة أن أفكر أنني أستطيع العيش بعيدا عنكِ"
ثم إحتضن ريان من الخلف مثل طفل صغير يعانق أمه، الآن يد ميران على صدرها و يده الأخرى كانت تحيط بطنها، ريان تحس بنفسه في رقبتها.
"أنا لم أتخلى عنكما"
إنه نادم الآن، ما كان يجب أن يحدث هذا، ماكان يجب أن يكون سببا في هذا الفراق، ماكان يجب أن يجعلها تبكي لأيام... دفن رأسه داخل شعرها ثم قال:
"لتكن ميديات شاهدة علي، حبي لكِ لم يكن كذبا... و لم ينقص أي شيء من هذا العشق"
أبعدت ريان يدا ميران التي كانت تحضنها، إبتعدت عنه خطوتين ثم إلتفتت لتنظر إلى عينيه و قالت بصوت مرتجف:
"أنا ماذا أعني لكَ؟... لعبة؟ دمية؟"
ثم صمتت و ضغطت على شفتيها كي لا تبكي و أكملت:
"أم أنني سكّين؟"
بقي ميران مندهش أمام ما تقوله ريان، هذه الكلمات جعلته يشعر بطعم الخسارة، لم يكن يستطيع التخمين أنه جرحها هكذا... ريان التي لم تأخذ إجابة لسؤالها بقيت تنظر للسماء، أليس هذا الرجل لا يفهمها؟ ربما هذه السماء تعطيها الحق، تحيطه بأجنحتها الغير مرئية و تعانق جروحه... أكملت ريان كلامها بصوت متقطع:
"ربما فعلا كنتُ مجرد سكّين بالنسبة لكَ... سكّين حاولت أن تغرسه في ظهر أبي، مجرد سكين بسيط...."
"نعم... كنتِ مجرد سكين"
قال ميران هذا ثم أخذ نفسا عميقا، كان ينظر إلى داخل عينيها و يحس كأن شيئا ينقص منه... سحبت ريان عينيها من السماء و نظرت له، أحست و كأن نفسها قد إنقطع. يمكن أن تصاب بالجنون الآن إذا لم تسمع بقية تلك الجملة.
"أنتِ كنتِ مجرّد سكّين. أما أنا فقد كنتُ مجرّد مسكين، لم أحسب أنني سأغرس ذلك السكّين في قلبي و ليس في ظهر عدوّي..."
مقاومة ريان للبكاء وجدت نهايتها و لم تستطع حبس دموعها بعد كلمات ميران، هذا الرجل هو أجمل حرب دخلتها و هي تعلم أنها ستكون الخاسرة... لم يتبقى لها صبر الآن، إنها منكسرة من ميران لدرجة تريد الصراخ بكل ما في داخلها:
"إذا لماذا لم تُرِدْ عودتي؟ لم تسأل حتى لماذا أخفيت عنك هذه الحقيقة، تركتني هكذا و ذهبت. ثم قلت لي لا تأتي... لماذا؟"
أحنى ميران رأسه إلى الأرض مثل المذنب ثم همس بغضب:
"كنت غاضبا يا ريان، أنت أخفيت عني أكبر حقيقة في حياتي... كنت غاضبا منكِ"
"لم تسألني حتى... لم تسأل لماذا أخفيت هذا عنك، صدقت كل ما قالته لك خالتك"
"ليست خالتي من قالت لي أنكِ أخفيت هذه الحقيقة"
عندما جاء إلى عقل ميران جداله مع جونول أحس بتأنيب الضمير، مهما كانت نيتها سيئة فقد كانت تقول له الحقيقة لكن هو لم يصدقها و صرخ في وجهها، و كأن هذا لا يكفي فقد حاول خنقها.
"من قال لك إذا؟"
"جونول. لقد سمعتك تتحدثين مع خالتي... مهما كان، لم يعد هناك أهمية لهذا"
قال ميران هذا بصوت متقطع و أراد تغيير الموضوع و لكن عندما سمعت ريان إسم زوجة ميران السابقة تجمدت في مكانها. كانت تظن أنها لوحدها مع خالته ذلك اليوم، جونول لم تأكل و لم تشرب و أوصلت هذا لميران. فعلت فعلتها مجددا و وصلت إلى هدفها... قالت ريان بغضب:
"أي أنك إلتقيت بجونول؟"
"ما أهمية هذا يا ريان؟"
إرتسمت إبتسامة غاضبة على وجه ريان ثم قالت باكية:
"صدقتها هي و لم تصدقني أنا. سمعتها هي و لم تسمعني و تحركت بكلامها. إتهمتني بأنني أخدعك و ألعب عليك"
أغلق ميران مسافة الخطوتين بينهما ثم إحتضن ريان مجددا، داعب شعرها بأصابعه ثم همس:
"لا تبكي... هل كنت أعرف مالذي أفعله؟"
ثم أبعد ذراعيه عنها و وضع يديه على وجنتيها ثم قبّل كل ذرّة من وجهها لعدة مرات، كلما بكت ريان كان يشعر بالقهر.
"نعم أنا إرتكبت خطأ، و لكن هل لدي الشجاعة لأنفصل عنكِ يا جميلتي؟... أنا لا أستطيع أن أُشفى بدونكِ"
قال ميران هذا ثم أخذ يدي ريان بين يديه، إنها باردة جدا. بدأ يضغط بأصابعه على يدها كي يعطيها دفئه، بيتهما أيضا كان باردا جدا بدونها و فارغ... قال ميران:
"لقد جئت لآخذكِ، أنا لم أستطع حتى الذهاب إلى بيتنا لأنكِ لستِ موجودة فيه يا هذه"
ألا يمسح ميران الآن دموعها، ريان تريد أن تبكي أكثر. إنها تستطيع تخمين هذا، من يعلم في أي حالة أصبح بيتهما؟...ريان تعرف أن ميران جاء إلى هنا كي يأخذها، أساسا عندما رأى والده هرب فورا دون أن ينظر وراءه حتى. فكرت بالأيام التي قضتها باكية كي تستطيع البقاء بجانب ميران، لماذا فكرة الذهاب الآن تعذبها؟ من يعلم متى سترى أمها و أخوها و هافين مجددا؟
"أنا لا أريد الذهاب"
عندما قالت هذا عبس وجه ميران في لحظة، مهما كانت ريان تتوقع ردة فعله فقرارها أكيد. لا تستطيع الذهاب من هنا في هذا الوقت من الليل دون أن تودعهم حتى، هذا من أبسط حقوقها، غير ذلك مسألة جونول أفسدت أعصابها جدا.
"ماذا يعني هذا؟"
سأل ميران هذا في دهشة و ألم أيضا، لماذا لا تريد ريان العودة معه؟ ها قد رأت عائلتها و أمها و أخيها، حتى أنها رأت من لا يجب أن تراهم.
"ليلة واحدة فقط، لأبقى معهم ليلة أخرى و عندما يحل الصباح..."
قالت ريان هذا و كأنها تطلب الإذن منه و لكن ميران هز رأسه بمعنى أن هذا مستحيل، هو لا يعرف حتى لماذا يفعل هذا. إنه أناني، عندما يتعلق الأمر بريان يكون أكبر أناني في هذه الدنيا و لا يتقاسمها مع أحد. لن يسمح لها بالبقاء ليلة أخرى تحت نفس السقف مع آزاد، أساسا لقد جن من التفكير بهذا لأسبوع كامل، يكفي بهذا القدر... فقد ميران سيطرته و قال بصوت عالي:
"لا، سنذهب الآن"
الآن دور ريان في الصدمة، أليس هذا ميران الذي ذهب دون أن يقول شيئا و عندما إتصلت به قال إبقي هناك؟ أين كان هو عندما كانت تبكي كل ليلة طيلة أسبوع في ذلك القصر؟ رفعت ريان إصبعها و أشارت للقصر الذي بقي وراءهما و قالت:
"إنهم عائلتي... حتى أنهم عائلتكَ أنت أكثر من كونهم عائلتي"
صرخ ميران بكل ما لديه من قوة:
"هم لا يعنون لي شيئا... ليس لدي أي رابط بهم. هل فهمت؟ لا يوجد أي رابط"
عندما لاحظ ميران أن صراخه هذا أخاف ريان بدأ يلعن نفسه، كم أصبح رجلا عديم الإتزان هكذا؟ إنه يخجل من نفسه كيف إنهزم تماما لهذا الألم... مرّر يديه على شعرها ثم وضعها على رقبتها و قال و الحزن يملأ عينه:
"حبا بالله لا تتعبيني يا ريان، هيا لنذهب أرجوكِ... ألا ترين؟ أنا إنتهيت و وصلت إلى نهاية طريق مسدود"
"حسنا إذا أنت لا ترى..."
لن ترجع ريان عن قرارها أبدا و لن تذهب الآن فقط لأن ميران طلب منها ذلك، هذه ستكون قلة أدب منها تجاه عائلتها. يجب أن يفهم ميران أنه لن يحدث ما يقوله دائما و لن يحصل على ما يريده في لحظة.
"أنا سأراهم و سأمضي هذه الليلة مع...."
و لكن قاطع ميران كلماتها بصوت حاد:
"إذا ذهبتِ ستكونين قد دهستني"
نظرت ريان إلى وجهه بتمعن لآخر مرة ثم أدارت ظهرها بكل جرأة دون أن تقول شيئا. إنها ذاهبة إلى القصر، أساسا هو على بعد شارعين من هنا. ذهبت في طريقها ثم إلتفتت و قالت لميران بصوت عالي:
"أنا لا أدهسك و لكن أنت تدهس قراراتي"
بقي ميران ينظر هكذا وراء زوجته العنيدة، و لكن هل تعرف ريان كم هو رجل عنيد؟ مهما حدث لن يسمح لها بإمضاء هذه الليلة مع آزاد في نفس البيت. إنها أنانية، هو يعرف هذا و لكن لا يهتم... صرخ وراءها قائلا:
"تعالي إلى هنا يا ريان... لا تجعليني أواجههم"
إن فتح فمه الآن و قال ما يعرفه ستتحرك الأرض من مكانها هذه الليلة و لكن كبرياءه لا يسمح له بهذا، لا يمكنه أن يقول لزوجته: آزاد يحبك و أنا لا أستطيع أن أغض النظر على هذا.
مثل كل يوم آزاد أمضى كل وقته في الشركة كي يبقى بعيدا عن ريان و هو يعود الآن القصر مترنحا و يده في جيبه... عندما رأى ريان من بعيد تمشي بخطوات سريعة نحو القصر عبس وجهه، ثم رأى رجلا يصرخ وراءها. من المؤكد أن آزاد يعرف أن هذا الرجل هو ميران. أخذ السيجارة من فمه و رماها على الأرض ثم دهسها بقدمه، كانت نظراته الحادة على ريان و ميران القادمان في هذا الإتجاه، لقد جاء ميران كارامان إذا، جاء ليأخذ ريان و يذهب.
توقف آزاد في مكانه، طرف منه يقول له أن لا يتدخل و يذهب من هناك فورا و الجانب الآخر يقول له أن لا يبقى صامتا على ما يراه، لقد جعل ريان لعبة في يده، تارة يآخذها و تارة يرميها. و الآن يصرخ وراءها... أسرع آزاد خطواته متجها نحوهما و في تلك اللحظة كانت ريان على وشك الدخول من باب القصر، عندما رفعت رأسها و رأت آزاد أمامها توقفت قليلا ثم لم تهتم لوجوده و واصلت طريقها. بعد ذلك إلتقت نظرات ميران و آزاد، كانا ينظران لبعض في حقد. لم يكن يريد ميران أن يتكلم أمام آزاد و لكن ليس لديه حل آخر. إلتفتت ريان لآخر مرة نحو ميران و قالت:
"الآن أنا ذاهبة. عندما أستيقظ في الصباح، إذا جئتَ إلى هنا سأذهب معك. و إذا لم تأتي..."
كم هو صعب عليها إكمال تلك الجملة و لكن ميران لن يسمعها مجددا، كان يأخذ نفسا عميقا و نظراته الحادة على آزاد و لكن كلامه موجه إلى ريان:
"لا تدخلي من ذلك الباب يا ريان"
ميران يرى و يفهم كل شيء، هو يعرف مالذي يحس به آزاد الآن و مالذي يريده. دخول ريان من ذلك الباب سيُفرح آزاد كثيرا و سيحول ميران إلى مجنون.
عندما فهمت ريان أنها لن تستطيع إقناع ميران بالكلام، فتحت الباب و دخلت في ألم، ربما عندما يبقى وحيدا و يفكر حتى الصباح سيعطيها الحق، هل هو كان رجلا ظالما و غير متفهم لهذه الدرجة؟ لماذا لا يسمح لها بأن تمضي آخر ليلة مع عائلتها في سلام؟
إغلاق باب القصر وراءها بقوة كان أثقل جواب تعطيه ريان لميران... عندما ضغط ميران على شفتيه في غضب رأى علامات الإمتنان و إبتسامة على وجه الرجل الذي أمامه، و كانت هذه القطرة التي أفاضت الكأس لديه. ماذا أحس حين أتى و أخذ ريان من منزلها؟ ماذا تمنى حينها؟ إن كان لديه أمل أو حلم بخصوص ريان فإن ميران يهدم كل هذا على رأسه.
بعد صمت دام لمدة بينهما قرر آزاد أن لا يقول شيئا و إتجه إلى القصر. لو كان آزاد القديم كان سيفتح حربا على ميران الآن لأنه جاء إلى هذا الباب و لأنه ترك ريان في حالة مزرية لعدة أيام، و لكن للأسف هو يصمت بسبب إحترامه لعمه و بسبب رابط الدم الذي بينه و بين ميران... و لكن ميران ليس لديه نية للصمت:
"ماهذا؟ على ماذا تضحك أنت؟"
"لا شي، لقد سمعت ريان... هيا إذهب الآن"
قال آزاد، لقد أعجبه ما فعلته ريان و كيف أغلقت الباب في وجه ميران لأنه يستحق هذا.
"لا أريد الذهاب يا هذا، هل سأسألك أنت؟ التي في الداخل هي زوجتي"
عندما إبتسم آزاد بسخرية إزداد غضب ميران أكثر و كلمات آزاد الساخرة قد تخرجه عن طوره:
"زوجته!!... أليس إسم زوجتك هو جونول؟"
فهم ميران ما يريد آزاد فعله، ضغط على نفسه و لن يعطيه ما يريده. كما ضربه آزاد من نقطة ضعفه ميران أيضا سيضربه من هناك، قال ميران بصوت ساخر و لكن في داخله هو يجن غضبا:
"أنت يجن جنونك أليس كذلك؟... تأكل رأسك لأنك لن تصبح في مكاني أبدا"
ذهبت الإبتسامة من وجه آزاد و حل مكانها الدهشة و الغضب، لم يعرف ماذا يقول و بقي صامتا في مكانه. نعم، هو يجن جنونه كما قال ميران و لكنه غاضب أكثر الآن لأنه سمع هذا الكلام منه.... همش ميران بصوت يحرق القلب:
"لا يمكنك أن تحبها... ليس الحب بل حتى إسمها لن تذكره على لسانك"
عبس وجه آزاد أمام ما سمعه و الحال أنه لم يكن ينوي المشاجرة و لكن هو لن يستطيع أن يتمالك نفسه أمام هذه الإتهامات المستفزة. رفع إصبعه في وجه ميران و كأنه يهدده ثم قال بنبرة صوت غاضبة:
"إذا حاولت التلميح لي بخصوص ريان مرة أخرى، أقسم أنني..."
"لا تذكر إسم ريان على لسانك"
لم يسمح ميران لآزاد بأن يكمل جملته، إنه غاضب جدا الآن و غضبه يمنعه من التفكير بشكل منطقي، هذه الغيرة المجنونة التي يحس بها أخذت عقله من رأسه... عندما أراد آزاد الإبتعاد و الدخول إلى القصر وقف ميران أمامه ثم دفعه من كتفه كي يمنعه من الدخول، لقد جن جنونه، كلما تذكر تلك الليلة التي جاءت فيها ريان مع آزاد إلى ماردين، يخرج ميران عن طوره أكثر... دون أن يسمح لآزاد بإستجماع نفسه، وجّه له ميران لكمة قوية على وجهه جعلته ملقي على الأرض. و لكن آزاد أيضا سيخرج عن طوره الآن و سيجعل ميران يدفع ثمن هجومه المفاجئ هذا... نهض من الأرض و ضرب ميران هو أيضا و في تلك اللحظة فُتِح باب القصر و خرج السيد جيهان و السيد هازار ثم ريان... رغم أنهما أبناء عم إلا أن لا أحد يستغرب هذا المشهد الآن، قبل عدة أشهر كانوا قد أعلنوا العداوة على بعض. بينما كان يحاول السيد هازار و السيد جيهان التفريق بين هاذان الشابان المجنونان، سمع جميع من في القصر الضجة و خرجوا إلى الخارج. بديرهان أيضا وصل و أخذ مكانه في هذه المعركة، لم تكن نيته الإنضمام و لكن كان يفرّق بينهما.
أم ريان، زوجة عمها، هافين، ديلان و أمها كلهم إجتمعوا أمام الباب يشاهدون هذا المنظر. أساسا ريان منذ أن أغلقت الباب و دخلت بقيت تأكل نفسها و حين سمعت الضجة رمت بنفسها إلى الخارج مع والدها و عمها. لقد رأت ميران و آزاد يتشاجران من قبل و لكن لم يكن بهذا الشكل. حتى لو صرخت لن يسمعا صوتها و لن ينغع مهما فعلت. إستندت على الجدار و بدأت تفكر في سبب هذا الشجار بين ميران و آزاد، ماهو الموضوع الذي جعل منهما عدوان هكذا؟
و الأكثر غرابة من هذا، لماذا بينما يجب أن يكون كل شيء على ما يرام لماذا تتعقد الأمور أكثر؟ و كأن كل الطرق مسدودة و إنتهت كل الحلول، أما ريان فهي تبكي فقط، هذا ما تستطيع فعله... ليتها لم تصر على البقاء هنا و لم يحدث كل هذا.
و كأن هذا غير كافي فقد بدأت تحس بذلك الألم مجددا في بطنها، أحست ريان أنها تتعرق فبدأت تأخذ أنفاسها و تحاول إقناع نفسها أن كل شيء سيتصلح، بهذه الطريقة تحاول أن تطرد ذلك المغص الشديد الذي تحس به.
لا ميران ولا آزاد ينتهي غضبهما، لقد فرقوهما بصعوبة. بينما لم تكن عين ميران ترى أحدا سوى آزاد، أحس يسحبه و يمسك بذراعيه. كان السيد جيهان يمسك إبنه آزاد و يسحبه إلى الوراء، حسنا إذا من الذي يمسك ميران؟ في تلك اللحظة توقف عن محاولة الهجوم على آزاد و إلتفت وراءه ثم جن جنونه حين رأى السيد هازار يمسك به... سحب ذراعيه من بين يدي السيد هازار ثم إبتعد عنه و صرخ بغضب شديد:
"لا تلمسني... أنت إياك أن تلمسني"
"لنتكلم يا بني"
كان السيد هازار يرتجف، لم يكن يطلب الكثير، هو فقط يريد أن يتكلم معه ولو لمرة واحدة. أساسا هو ليس لديه أمل في أن تتكون علاقة أب و إبن بينهما، كل ما يريده أن يتحدثا بهدوء و أن يشرح نفسه له... دمعت عين السيد هازار و مد يده نحو إبنه الجريح وهو يعرف أنه سيبعدها مجددا:
"لا تفعل هذا يا ميران... أنا أريد هذا فقط منك"
هز ميران رأسه و كأنه يقول أنه لا يريد سماع شيء منه، هو فقط يريد أن يأخذ ريان و يذهب، هذا هو همه الوحيد، لماذا لا يفهمون؟... عندما إلتفت إلى ريان رأى حالتها المزرية، ربما ريان ستلومه و تكرهه لأنه تسبب بكل هذا، و لكن ميران راضي بهذا. هو يفضّل غضبها منه بدل أن يتركها هنا الآن.
الجميع كان في حالة ذهول أمام هذا المشهد ماعدا السيد جيهان، ريان و آزاد. و خاصة بديرهان، ضعف والده أمام ميران، عيناه الدامعتين و توسله له كي يتحدث معه... لماذا؟... بديرهان لا يستطيع التحمل أكثر:
"حديث ماذا يا أبي؟ ألا يكفي ما فعله عديم الشرف هذا؟ بدل أن يركع أمام قدمي أختي و يطلب منها العفو، إنه يفتعل الشجار و يهاجمنا... أنا لن أرسل أختي معه إلى أي مكان"
وصول الأمور إلى هذه المرحلة أخاف ريان كثيرا، كل شيء يصبح صعبا أكثر و تخرج كلمات مرعبة من أفواه الجميع. إنها نادمة كالمجانين الآن لأنها لم تترك الجميع خلفها و لم تذهب مع ميران قبل قليل، على الأقل لم يكن ليتضرر أحد... الألم الذي أصابها في بطنها يشتد أكثر مع مرور الوقت، إنه يصيبها الآن ما أصابها ذلك اليوم في المستشفى، لقد بدأ يتغير لونها و ينقطع نفسها و لكنها تحاول أن لا تُظهر لأحد.
ريان تريد أن تذهب من هنا بسرعة قبل أن يسوء الوضع أكثر، ستعطي لميران ما يريده. لا يوجد أي أهمية لما تريده ريان، إنه ميران، يهدم و يحرق و لكن يفعل ما يقوله... عندما تقدمت خطوة بإتجاه ميران أمسكتها أمها من ذراعها و أوقفتها، حين إلتفتت ريان رأت على وجه أمها نفس الغضب الذي على وجه بديرهان، هي أيضا غاضبة من ميران ولا تريد أن تذهب إبنتها بهذا الشكل:
"لن تذهبي إلى أي مكان يا ريان، ما يقوله بديرهان صحيح"
"لماذا تصمت يا أبي؟ لماذا؟"
بديرهان بدأ يخرج عن طوره و لكن السيد جيهان أراد أن ينهي هذه الأحداث و يحول الإنتباه إليه، صرخ بقوة:
"يكفي... أصمتوا جميعكم"
لم يعد السيد جيهان يتحمل ما يحدث من شجارات لا تنتهي و لم يتحمل إنهيار أخيه أمامه لأنه لا يستطيع الإجتماع بإبنه.
"هل تريد أن تعرف لماذا يصمت والدك يا بديرهان؟"
عندما قال السيد جيهان هذا نظر له ميران بغضب، هو لا يريد أن يعرف أحد هذا السر. بدأ قلبه ينبض بخوف ثم نظر إلى السيد جيهان و كأنه يقول له إياك أن تتكلم و لكن لقد خرج السهم من القوس.
"لأن ميران هو إبن أخي هازار"
ما خرج من فم هذا الرجل تسبب في صدمة كبيرة لكل من كان هناك أما ميران فقد أخفى وجهه بيديه، كان يود أن يختفي من هذه الدنيا بدل أن يسمع هذا، روحه تؤلمه إلى هذه الدرجة.
ردة فعل بديرهان و النساء حولهم كانت مثل الصدى في أذن ريان، إنها تحس بالدوار و تشعر كأنها ستموت من ألم بطنها. عندما قطع ذلك الألم أنفاسها إنهارت على ركبتيها و يداها على بطنها أما عينيها فقد كانت تنظر إلى ميران، في تلك اللحظة فهم ميران أن ريان ليست بخير و لكن فات الأوان، خرجت صرخة قوية من شفتي ريان لفتت إنتباه الجميع حولها.
طفلتهما، إنها قادمة في وقت لم ينتظراه... يتتبع...

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن