الحلقة 33 - بيت الروح

6.2K 111 5
                                    

لم يمر الكثير حتى إنطلق ميران إلى الطريق نتيجة ذهوله و غضبه، بجانبه آردا الذي لم يترك شيئا ليفعله كي يقنع ميران بعدم الذهاب لكنه لم يكن يسمعه حتى. ميران كارامان ليس رجلا صبورا، الآن سيقف في وجه فرات و يسأله ما علاقته بهازار شانوغلو، ميران يشتم رائحة سيئة وراء هذا و تجمعت العديد من السيناريوهات في عقله: مكالمة ريان على الهاتف مع ذلك الرجل و الشيء الذي يخفيه فرات و ريان و الآن مقابلة هازار و فرات. إنه الآن متأكد مئة بالمئة أنهم يخفون عنه شيئا... إستسلم آردا و عرف أنه لن يستطيع إيقاف ميران فقال:
"على الأقل قُدْ السيارة على مهل، أنت هكذا دائما، لا تتحكم..."
"اصمت يا آردا... سأنقضّ على ذلك الرجل و سأعرف ماذا يدبران"
"ترى هل مقابلة فرات هذا بهازار شانوغلو لها علاقة بريان؟"
إنهزم آردا أمام فضوله ثم ندم على سؤاله هذا و أحس كأنه يشعل النار في داخل ميران أكثر... قال ميران في توتر:
"هذا ممكن... اللعنة"
لم تكن عينه ترى شيئا سوى الطريق ثم رن هاتفه فجعله  يتوتر أكثر، لا يعرف من الذي يتصل به ولا يريد أن يعرف أيضا لأنه ليس وقته أبدا. إنقطع صوت الهاتف ثم وصلته رسالة، ترك يده اليسرى على المقود و أخذ الهاتف في يده اليمنى. الآن ميران تأكد أن الحياة و كأنها أقسمت على إصابته بالجنون اليوم. ماهي مشكلة جونول مع ميران؟ لماذا تتصل بعد عدة أشهر؟... رمى الهاتف من يده و لم ينظر حتى لرسالتها ثم بدأ يتذمر قائلا:
"أنتِ من كان ينقصني"
"من هو؟"
"عديمة الفائدة جونول"
"ماذا تريد هذه المرأة مجددا؟"
بقي سؤال آردا معلقا في الهواء و لكن عندما وصلت رسالة ثانية و ثالثة إلى الهاتف لفت هذا إنتباه الرجلان و نظرا إلى الهاتف. فضول ميران كان مليئا بالغضب و آردا يعرف هذا جيدا لذلك أخذ هو الهاتف بدل ميران، أساسا هو لا يخفي عنه شيئا، تلك المرأة ليست زوجته و لم تكن أبدا.
عبس وجه آردا حين فتح الهاتف و بدأ ينظر إلى الرسائل ففهم ميران أن هناك شيء غريب في رسائل جونول:
"ماذا كتبت؟"
لم يجب آردا و هذا أزعج ميران أكثر فسحب الهاتف من يده، أبعد عينيه عن الطريق للحظة و أخذ يقرأ تلك الرسائل ثم أحس و كأن أحدهم سكب عليه دلوا من الماء البارد... كم أن الحياة قاسية، وجهت له طعنة أخرى في أكثر مكان حساس في داخله، ميران هذه المرة ليس لديه القوة ليتعافى، الأسئلة التي تشكلت في رأسه ستنخر عقله و تنهيه. لم يبعد عينيه عن الهاتف الذي في يده لمدة ثم ضغط على الفرامل فجأة و توقف في منتصف الطريق و هذا ما تسبب في إنطلاق أصوات زمور السيارات التي خلفه. فأخذ آردا الهاتف من يده و قال:
"اركن السيارة في مكان مناسب، هيا يا ميران بسرعة"
لم يعرف ميران ماذا سيفعل و لكن إستجمع نفسه بسرعة، فعل ما قاله آردا و ركن على اليمين.
"هذه المرأة ماذا تريد مني يا هذا؟"
قال ميران هذا بصوت متوتر و غاضب، آردا أيضا مندهش بقدر ميران على الأقل. جونول تتجاوز الحدود كثيرا.
"هناك أشياء لا تعرفها عن والدك"
"هناك ما أعرفه بخصوص هازار شانوغلو، يجب أن نلتقي بشكل عاجل"
أعاد آردا قراءة رسائل جونول ثم إبتسم بسخرية، كيف لهذه المرأة أن تقوم بخدع رخيصة كهذه فقط كي تصل إلى ميران؟ لابد أنها أُصيبت بالجنون، عندما يتأكد ميران أنها لعبت لعبة خطيرة كهذه فقط كي تلتقي به، هذه المرة حتى آردا لن يستطيع إنقاذها.
"لن تصدّق هذا أليس كذلك يا ميران؟"
سأل آردا هذا وهو يفكر بعمق، هذا ليس بشيء يتقبله العقل، من أين ستعرف جونول المسائل المتعلقة بالماضي؟ بالنسبة لآردا جونول تقوم بخدعة بكل تأكيد، لعبة ساذجة و خطيرة.
"هذه المرأة فقدت عقلها، أصبحت تلعب لعبة ساذجة فقط لأنها لم تعرف كيف تصل إليك"
قال آردا هذا ثم وقع في حيرة، لقد فهم أن هذه الرسائل عبثت بعقل ميران حين رآه ينظر له بفراغ. ماضيه، هو أكبر نقطة ضعف لدى ميران و جونول ضربته من هناك... بعد أن سحب ميران عينيه من آردا وضع رأسه على المقود، لقد تدمرت أعصابه. متى ستسقط جونول عن ياقته؟ هل يمكن أن يكون آردا محقا؟ هل يمكن أن تكون جونول تكذب كي تسحبه إليها؟ إن كانت تلعب لعبة سخيفة مجددا فهذا لن يكون جيدا بالنسبة لها، ميران سيدمرها هذه المرة. كيف تستطيع أن تكذب و هي تعرف هذا؟
"أعطني الهاتف"
رفع ميران رأسه من المقود ثم نظر إلى الهاتف الذي في يد آردا، حتى أنه نسي الآن لماذا خرج إلى الطريق، على أساس أنه كان سيذهب إلى فرات، لقد قرر تأجيل هذه المسألة الآن.
"دعك من هذا يا ميران، إنها تحاول سلب عقلك... أنا سأتكلم معها"
"قلت لك أعطني هذا الهاتف يا آردا"
لم يعترض آردا أكثر و أعطاه الهاتف ثم نزل ميران من السيارة. أثناء إتصاله بجونول كانت يداه ترتجفان، إن كانت هذه مزحة فليست مضحكة أبدا. عندما فتحت جونول الهاتف صرخ ميران بغضب:
"مالذي تقولينه يا هذه؟"
لقد توتر قبل أن يسمع صوتها حتى، أما جونول فقد كانت بعكسه هادئة جدا و قالت بصوت جدّي:
"يجب أن نتحدث يا ميران"
"ماذا ستتحدثين معي؟ أساسا مالذي تعرفينه يا هذه؟"
عندما كتبت جونول تلك الرسائل جازفت و كانت تعرف أن هذا سيحدث، أساسا لم يبقى لديها شيء لتخسره بعد الآن.
"أنا مدركة لهذا... أنا أعرف أشياء أنت لا تعرفها. تعال إلى البيت لنتحدث. سأخبرك بكل شيء"
كانت تتكلم وهي واثقة من نفسها محاولة إقناع ميران ثم أغلقت الهاتف في وجهه فور أن أنهت كلامها، لن تسمح له بأن يصرخ في أذنها و يهينها مجددا، أساسا القيامة ستقوم بعد دقائق في ذلك البيت... لآخر مرة.
ذلك البيت الذي شهد على أسوأ أيامه لمدة سنة ستقوم فيه القيامة اليوم لآخر مرة... إندهش الرجل الشاب أمام الهاتف الذي أُغلقَ في وجهه فجأة، و لكن صوت جونول... ميران لم يسمعها تتكلم بهذه الثقة من قبل. عقله الآن يمتلأ بالإحتمالات المجنونة، مالذي يمكن أن تعرفه جونول؟ ماهو؟
أخذ ميران قراره و فتح باب السيارة، سينفذ طلب جونول، سيذهب إلى بيت زوجته السابقة، أساسا لم يرتاح أبدا قبل أن يعرف مالذي تعرفه جونول عن ذلك الماضي و إلا قد يجن جنونه من التفكير.
عندما شغّل السيارة كان آردا يشاهده في هدوء، لم يسأل حتى مالذي قالته جونول لأنه متأكد جدا أنها تكذب من أجل لفت الإنتباه لها. إنها تقوم بالكثير من الخدع من أجل سحب ميران نحوها، هذه ليست المرة الأولى و لكن يجب أن تكون الأخيرة.
"أنت هادئ أليس كذلك؟"
سأل آردا هذا وهو ينظر إلى ميران، أساسا هو سيكون بجانبه و لكن هذا ميران، الرجل المجنون، لا يتضح ما سيفعله أبدا. إكتفى ميران بهز رأسه ثم عم الهدوء في السيارة.
لم تمر حتى نصف ساعة و كان ميران قد وصل إلى حيّه القديم، إلى منزله القديم. منذ مدة طويلة لم يأتي إلى هذا المنزل، عندما خرج منه آخر مرة دون أن يدير ظهره، ترك خلفه إمرأة جريحة و مشاعره الميتة. لم يضحك ولو ليوم واحد تحت هذا السقف و لم يرى غير العذاب و جعلها تتعذب أيضا... لا يعرف كيف تحمل كل هذا و لكن الآن لو كانت لديه فرصة لإعادة الزمن ماكان ليدخل جونول إلى حياته أبدا.
قبل أن ينزل ميران من السيارة نظر إلى آردا، حين رآه يهم بالنزول قال له:
"أنت إبقى هنا"
نظر له آردا في غضب و قال:
"ماذا لو تشاجرتما؟"
"ذلك أمر الله"
همس ميران بهذا بشكل لم يسمعه آردا، هو يعرف جيدا أن جونول ستعاند حين ترى آردا و لن تتكلم.
"لن أتشاجر... سأتحدث معها فقط، أنت إبقى هنا، سآتي فورا"
عندما نزل من السيارة نظر إلى البيت الذي أمامه، حتى رؤيته كانت تضيق روحه، هو يريد أن ينهي عمله بسرعة و يذهب من هنا. إتجه نحو المنزل، عندما كان متزوجا من جونول كان يأتي إلى هنا في الليالي فقط حتى أنه لم يكن يبقى هناك في معظم الأحيان.
فتح الباب الحديدي و دخل، جونول أساسا كانت واقفة على النافذة تنتظره منذ نصف ساعة. ضغط على الجرس و لم يمر الكثير حتى فتحت له الباب، كلاهما لم يريا بعض منذ مدة طويلة، نظرا إلى بعض قليلا. ميران لا يرى في عيني هذه المرأة سوى الألم، متى ستفتح صفحة جديدة في حياتها؟
حدث لجونول مثلما كان يحدث سابقا، اللعنة، بنظرة واحدة منه تشتتت مجددا و لكن هذه المرة لن تنهزم له و لن تتألم جروحها بعد الآن ميران مجرد غريب بالنسبة لها. في الواقع هو كان هكذا دائما و لكن تقبل جونول لهذا كان صعبا، من الآن فصاعدا هي لا تطمع في حب هذا الرجل... منذ ذهابه لم تنم الليالي، كانت تراه معها دائما في هذا البيت و كانت على وشك أن تفقد عقلها، كانت تقول في داخلها: سيمر، كل هذا سيمضي.
"ادخل إلى الداخل"
قالت جونول هذا بصوت بارد و كأنها تدعو غريبا إلى بيتها، لم يهتم ميران بهذا، على الأقل هو سعيد لأنه لم يجدها تبكي و تتوسل تحت قدميه. دخل ميران إلى هذا البيت الذي يخنقه ثم أغلق الباب. عند دخوله لفتت إنتباهه التغييرات في المنزل، إنه ليس مثل السابق. مثلا تغير لون الحائط الذي دهنته جونول بكل حب و أصبح لونه أبيض مثلما كان عندما إشتريا هذا البيت. نزلت كل اللوحات المعلقة و عندما وصل إلى الصالون لاحظ وجود حقائب سفر، هل جونول تترك هذا البيت؟ ميران لم يتساءل عن هذا حتى، الآن كل ما يهمه هو ما ستقوله جونول. نظر إليها و قال ببرود:
"نعم، أنا أسمعكِ"
جونول مازالت تشاهد الحقائب التي جهزتها و هي تبكي ثم إلتفتت إلى ميران و قالت بإبتسامة أليمة:
"سأعود إلى إزمير"
ثم إنتظرت إجابة من ميران لكن ما قاله أحزنها أكثر:
"ما شأني يا جونول؟ لم تناديني إلى هنا كي تخبريني عن ذهابك أليس كذلك؟"
الهدوء الذي في صوت ميران هو هدوء ما قبل العاصفة، إذا  هذت جونول أكثر من هكذا سيخرج عن طوره في أي لحظة. على الأغلب آردا كان محقا، جونول إلتجأت إلى هذه الكذبة كي ترى ميران لآخر مرة. لو كانت جونول فعلت هذا في الأوقات العادية ماكان سيتصرف معها بقسوة هكذا و كان سيودعها و لكنه ترك عملا مهما كي يذهب إليها لذلك لا يمكن له أن يبقى هادئا ولا راقيا... قالت جونول بصوت مرتجف:
"غير ذلك أنا سأقبل الطلاق، لقد تحدثت مع محاميّ. سيتصل بك الأسبوع المقبل"
"إياكِ أن تقولي أنكِ لعبتِ عليّ كي تحضريني إلى هنا يا جونول و إلا..."
"لا يوجد لعبة، ما قلته صحيح"
الجدية التي في صوت جونول جعلت ميران يسكت، إتجهت جونول إلى الأريكة بخطوات بطيئة ثم جلست، هذا جعل ميران يتوتر فقال و كأنه يأمرها:
"قولي ما ستقولينه فورا"
إذا لم يكن ما ستقوله مهما ميران لا يعرف ماذا يمكن أن يفعل بها. لم يفكر حتى بالجلوس أمامها، هذا البيت يخنقه... هزت جونول رأسها بهدوء و قالت:
"قررت الذهاب من إسطنبول تماما قبل عدة أيام، كان ذلك صعبا و لكن أنا رميت كل شيء يخصنا في هذا البيت"
كانت جونول تظن أن ميران سيستمع إلى حكايتها الحزينة بصبر كبير و لكن ميران ليس رجلا من هذا النوع أبدا. إقترب منها بعدة خطوات و بقي واقفا و عنيدا أيضا، لن يجلس أمامها. بينما كانت جونول ستواصل كلامها لفت إنتباههما هاتف ميران الذي بدأ يرن. عندما رأى ميران أن ريان تتصل به أغلق الهاتف، وضعه في جيبه ثم نظر ألى جونول و كأنه يقول لها واصلي. بدأت تواصل قصتها الحزينة و رأسها منحني:
"لم تكن لدي نية أبدا لأراك أو أودعك... أساسا أنت ودعتني الوداع الكبير في غرفة المستشفى تلك"
تألمت جونول و كأنها تعيش ذلك اليوم مجددا، منذ أن تركها ميران هكذا و ذهب كانت عبارة عن ميتة. و عندما سمعت أن أحدهم أطلق النار على ميران هي بكت بالأكثر، هي إحترقت أكثر لذلك كرهت قلبها العاشق له مثلما يكرهها ميران.
"فكرتُ كثيرا... لا أستطيع البقاء هنا أكثر، لذلك قررت العودة إلى جانب عائلتي... و كأنني لم آتي إلى هنا أبدا، و كأنني لم أتعرف عليك أبدا... أريد أن أعود إلى ما قبل أربعة سنوات"
كانت قد إنفصلت عن إزمير و جاءت إلى إسطنبول من أجل الجامعة، كانت أيلول هي صديقتها المقربة أيام الدراسة. كانت الحياة جميلة حينها. في يوم من الأيام رأت ميران في منزل أيلول و هكذا بدأ في داخلها هذا العشق و اليوم هاهو ينتهي.
"قبل الذهاب أردت أن أرى خالتك لآخر مرة، أنت تعلم أن حقها كبير عليّ، أردت أن أودعها... أساسا أنا خسرت أيلول، لم تعد تريد التحدث معي"
مازال ميران يستمع بصبر لأنه يعرف أنه لن يخرج شيء من هذا الحديث، جونول تهذي مجددا مثل العادة.
"البارحة ذهبت إلى منزل خالتك، تحدثنا قليلا و تبادلنا الهموم.... بالأصح أنا تكلمت و هي إستمعت إلي"
أخذ ميران نفسا عميقا كي يحافظ على هدوءه ثم قال بتوتر:
"أنتِ تصبحين مزعجة، هل أنتِ مدركة لهذا؟"
"أنا كنت دائما مزعجة بالنسبة لك... و لكن أنت الآن مجبر على أن تسمعني حتى النهاية"
قالت جونول هذا و الألم في عينيها، نظر لها ميران و كأنه يقول واصلي:
"عندما كنت أهم بالذهاب رن جرس الباب، أنا كنت في الصالون. أغلقت خالتك باب الصالون و ذهبت لترى من القادم. من المحتمل أنها لم ترد أن يراني أحد هناك و يفهم الأمور بشكل خاطئ، و أنا إحترمت هذا و إنتظرت في الصالون. و لكن رغم أنه مر وقت طويل لم تعد خالتك، أساسا لقد تودعنا. أحسست أنه ليس هناك داعي للبقاء أكثر ففتحت باب الصالون و خرجت"
ميران مازال يستمع في هدوء و وجهه عابس، هو لا يصدق كيف مازال يستطيع البقاء هادئا.
"في تلك اللحظة سمعت الأصوات القادمة من الغرفة الأخرى عن غير قصد، كانت خالتك تتجادل مع أحدهم بحرارة"
ذلك الحديث الذي كان مزعجا منذ عدة دقائق بالنسبة لميران أصبح الآن يلفت إنتباهه. سأل بفضول:
"حول ماذا؟"
"حول والدكَ"
تغير وجه ميران فورا ثم جلس بجانب جونول، لم يتبقى له صبر و يريدها أن تقول ما تعرفه فورا:
"تكلمي، ماذا سمعتِ؟ مالذي تتحدثين عنه؟"
لقد ضغط على نفسه كثيرا لدرجة أن العروق التي في يده توضحت و أصبحت بشرته حمراء، أما جونول فقد تشتت مع إقتراب هذا الرجل منها، توترت قليلا و لكنها مازالت محافظة على هدوئها. نهضت على قدميها و إبتعدت عنه بعدة خطوات. ميران أيضا لحق بها.
"سبب موت والدكَ ليست مجرد دعوى أموال و أملاك عادية"
جونول تضيف دهشة أخرى على وجه ميران، كم أن هذا اليوم كارثي؟ ما هذه الكلمات؟ هو الآن لا يستطيع إدراك ما يُقال:
"جونول... مالذي تهذين به؟"
سأل ميران هذا بعجز، هو الآن راضي على أن يكون كل هذا مجرد مزحة و الحال أنه يبدأ الآن في معرفة الحقائق. إنه منهار من الآن، ميران خائف جدا رغم أنه لا يعرف بعد مالذي سيسمعه. إقترب من جونول أكثر ثم أمسك زوجته السابقة من ذراعيها و صرخ:
"لا تصمتي يا هذه... تكلمي"
حاولت جونول تخليص نفسها من بين يدي ميران و لكنها لم تنجح فهمست بصوت منخفض: "أمكَ"
فتألمت روح ميران حين سمع هذه الكلمة و ترك ذراعي جونول التي كانت تتألم ثم إبتعدت عنه خطوتين إلى الوراء و قالت بخوف:
"إن لم تكن هادئا كيف سأتكلم معك؟ أنت تخيفني يا ميران"
لقد تحول الرجل الذي أمامها إلى وحش بمجرد سماعه لأول حقيقة، حاولت جونول حبس كل خوفها في تلك اللحظة، في النتيجة ما سيحدث لن يحدث لها. عندما يسألها ميران من أين عرفت كل هذا ستعطيه إسم ريان، و هذا المتعة ستكون أكبر إنتقام لها.
مسح ميران وجهه بأصابعه التي ترتجف، هو بحاجة لأن يهدأ و لكن لا يستطيع. جونول تضربه من روحه، هل هي مدركة لهذا؟ هل تعلم كم من حياة دمرها ميران بسبب هذا؟
"انظري، ما تتحدثين عنه هو أكثر نقطة حساسة لدي، أنتِ تلمسين جرحي يا جونول... هيا تكلمي"
كان ميران يضع يده على رقبته أثناء قول هذا و كأنه أكل ضربة كبيرة، عندما تكلمت جونول مرة أخرى و ما قالته كان إنهيار ميران.
"أمك كانت متزوجة برجل آخر قبل والدك"
بقي ميران ينظر إليها بعد قولها لهذه الجملة فأحست جونول و كأنها دخلت إلى باطن الأرض. نعم هي خائفة جدا من حالة ميران هذه و لكن كل هذا يستحق من أجل أن تشي بريان في النهاية، لأنها تعرف جيدا أن ميران يموت ولا يسامحها.
"ماذا؟"
"لقد أخفوا عنك هذا يا ميران. خالتك أيضا تعلم بهذا، لقد خدعوك"
"من قال لكِ كل هذا؟"
قال ميران هذا بعجز، كلما يريده الآن هو أن يسمع ذلك الإسم من شفتي جونول. تلك النار التي بداخله منذ سنوات و كأنها تحولت إلى جحيم، كل ذرة فيه تحترق ثم قال بصوت مرعب:
"ممن سمعتِ هذا يا هذه؟"
"بالطبع ستعرف ممن سمعت هذا، و لكن هناك حقيقة أهم يجب أن تعرفها"
رفعت حاجبيها ثم قالت تلك الكلمات التي إنتزعت كبد الرجل الذي أمامها بلا رحمة:
"إسم الرجل الذي تزوجته أمك قبل والدك هو هازار شانوغلو"
كان وقع الإسم الذي سمعه هائلا على قلب ميران، لقد تشكلت أمام عينيه العديد من السيناريوهات الدامية. حتى لو أكل جسد ميران العديد من الرصاصات و اللكمات في وجهه فلن يتألم بهذا القدر... بعد ما سمعه نظر إلى الطاولة التي كانت بجانبه ثم وجّه لها ضربة قوية كسرت كل الزجاج. تناثر الزجاج في كل مكان. عقله و قلبه لا يتقبلان هذه الحقيقة، إنه يحس و كأنه سيموت كلما فكر بأن هذه قد تكون حقيقة. لا، لا يمكن أن تكون هذه حقيقة. جونول مجرد كاذبة و كالعادة تحاول خداع ميران بكذباتها. ربما هذا ما يريد ميران تصديقه. صرخ بقوة:
"أنا لا أصدقك، هذه كذباتك المعتادة"
"أنا لا أكذب عليك"
بدأت جونول تبتعد عن ميران و تضع مسافة بينهما من خوفها، هي مجرد وسيطة تخبره بالحقيقة، لماذا ينظر لها بشكل سيء هكذا؟ لماذا لا يصدق ما تقوله له؟ في الواقع كان يجب أن تخمن أن هذا ما سيحدث، هي تعرف كم أن ميران حساس من هذه الناحية... كلما إقترب ميران من جونول خطوة كانت هي تذهب إلى الوراء من خوفها، إنها تحس بالندم الآن، ميران ينظر و كأنه سيقتلها بعد قليل. ليتها قالت له كل شيء على الهاتف بدلا من دعوته إلى المنزل.
"سأخنقكِ في كذباتكِ"
ميران يصرخ و قد جن جنونه ثم أصبح يلاحق جونول التي كانت هاربة منه:
"أقسم أن موتكِ سيكون على يدي"
"إذهب و تحدث مع ريان يا ميران... تلك الشمطاء الصغيرة التي تحبها تعرف كل شيء"
تراجعت جونول عن قول كل شيء بالتدريج كي تنقذ نفسها، لقد كانت على وشك أن تقع هي في البئر الذي حفرته لريان.
ميران توقف في مكانه للحظة، منذ الآن هو إنهزم لغضبه تماما و إنتهى كل صبره. هو لا يصدق أي شيء من الذي تقوله هذه المرأة، و أيضا تُدخل ريان في هذا الأمر، الآن فهم ميران نيتها الحقيقية، واصل تقدمه نحوها و قال:
"الآن فهمت ماهو همك... تظنين أنك ستخترعين الكذبات لتفسدي علاقتي علاقتي بريان"
وجدت جونول الحل في الإختباء بين مقاعد الصالون، إتهامها بالكذب بينما هي تقول الحقيقة هو عقاب الكذبات التي قالتها سابقا. إنها تخاف جدا، ميران خرج عن طوره عند سماعه لأول حقيقة، ماذا سيحدث إذا قالت له أنت إبن رجل آخر؟
جونول شهدت كثيرا على غضب ميران و لكن هذه المرة الأمر مختلف، لأول مرة يجن جنونه هكذا. و الحال أنها فكرت كثيرا ليلة البارحة و قررت أن تقول كل شيء له و لكن لم تفكر أنه سيجن بهذا الشكل. حتى عندما أعطته إسم ريان لم يصدقها، هل يحبها كثيرا إلى هذه الدرجة؟
إختبأت جونول خلف الأريكة و قالت في خوف:
"أنا صادقة أمامك الآن كما لم أكن من قبل. لماذا لا تصدق ما أقوله؟ قلت لك أنا سمعت كل شيء من ريان"
ضحك ميران حينها ضحكة هيستيرية، من توتره أو من عدم رغبته بتصديق هذا. كرهه لهذه المرأة تحول إلى غضب خطير الآن... صرخ بكل ما أوتي من قوة:
"هل تريدين الموت؟ هل عطشتِ على روحكِ؟"
في تلك اللحظة سمعت جونول صوت جرس الباب، بينما كان ميران يأتي نحوها غافلته و هربت لتفتح الباب. قفز ميران فوق الأريكة و أخذ يركض وراءها وهو يصرخ:
"تعالي إلى هنا، لن تقولي هذا و تهربي بسهولة هكذا"
هربت جونول دون أن تنظر وراءها و عندما وصلت إلى الباب فتحت بسرعة، مهما كان القادم فهو سيكون منقذها. عندما فتحت و رأت آردا أمامها إختبأت وراءه فورا ثم بدأت تصرخ بخوف:
"ساعدني يا آردا، هذا الرجل سيقتلني"
بقي آردا ينظر إلى الفتاة المختبأة وراءه في ذهول و لم يجد فرصة لإغلاق الباب حتى إرتمى ميران عليه محاولا سحب جونول من وراءه لكن آردا لم يسمح له بهذا و أوقفه قائلا:
"توقف يا بني، ما هذا؟"
ميران و كأنه مجنون، إنه لا يرى آردا حتى، همه الوحيد الآن هو تلك الكاذبة المختبأة وراء صديقه. لقد صمت على كل شيء فعلته و أغمض عينيه على كل تفاهاتها و لكن ماكان يجب أن تلعب معه في هذا الموضوع. لا يجب على أي أحد أن يمتحن ميران كارامان بماضيه... صرخ ميران في وجه صديقه:
"اترك هذه المرأة، هذه المرة سأقتلها"
صرخت جونول من وراء آردا قائلة:
"أنا ماذا فعلت لك؟ أذهب و تحدث مع ريان"
ضرب ميران الحائط بيده بقوة و صرخ:
"سأُجنّ... مازالت تقول ريان"
إنقطع نفس ميران و أحس كأنه سيموت الآن، آردا يعرف جيدا أنه لن يستطيع إقناعه بأي شكل، هناك رجل مجنون من الغضب أمامه و فتاة ترتعش من الخوف وراءه. كان آردا في حالة ذهول لأنه لأول مرة يراه في هذه الحالة، صرخ بقوة:
"ميران، إذا لم تكن هادئا لن نستطيع حل شيء... هيا أخبراني ماذا حدث؟"
"لقد قلت له أن أمه كانت متزوجة من هازار شانوغلو في السابق و هو لا يصدقني و جن جنونه"
ميران ترك العقل و المنطق على جانب، ربما هو الآن يفعل ماقال أنه لن يفعله أبدا، إرتمى بقوة على آردا و لم يستطع هذا الأخير إنقاذ الفتاة التي كانت تختبأ وراءه، ربما من صدمته، ما قالته جونول زعزع آردا بشكل كبير لدرجة أنه لم يستطع حمايتها من ميران... الآن ميران يخنق جونول بكل الغضب الذي تجمع في أصابعه، آردا حاول إبعاد يد ميران عن رقبتها بيديه الإثنين، لقد كان يضغط بقوة لدرجة أنه لو لم يكن آردا هنا من المؤكد أن جونول كانت ستكون في عداد الأموات.
بعد أن تخلصت جونول من يد ميران أمسكت رقبتها و بدأت تأخذ أنفاسها ثم دخلت إلى الداخل بسرعة، لن تبقى هنا أكثر... سند ميران ظهره على الحائط بعد جنونه هذا، يريد أن يذهب من هنا فورا ليتكلم مع ريان. إنه يحتاج إلى أن يسمع من فمها أن كل ما قيل هنا مجرد كذبة... قال آردا بغضب شديد:
"هل جُننت يا ميران؟ كنت ستقتل جونول"
جونول لا تهم ميران أبدا، إنه يواجه حربا في داخله بين عقله و قلبه و ليست لديه القدرة التمييز بين الصح و الخطأ الآن. توضح الماضي أمامه و تذكر تلك اللحظات، إنه لا يجد القدرة على الوقوف على قدميه الآن.
"مالذي قالته يا آردا؟"
همس ميران بهذا ثم سمعا صوت جرّ الحقائب فإلتفت كلاهما إلى داخل البيت، جونول ستذهب من هنا و لكنها مازالت خائفة من ميران، وقفت من مكانها و كانت تنتظر من آردا أن يقول شيئا، عندما لاحظ آردا هذا قال:
"هيا إذهبي الآن يا جونول"
خرجت جونول بخطوات سريعة و عندما مرّت أمام ميران توقفت و نظرت له. هل ستكون رؤيتها الأخيرة له سيئة لهذه الدرجة؟... همست له أثناء ذهابها إلى الباب:
"ستفهم... ستعرف أنني أقول الحقيقة و ستندم لأنك ودعتني بهذا الشكل"
ثم إلتفتت إلى الرجل الذي نذرت له عمرها لآخر مرة و قالت آخر كلمة لها:
"أنتَ لا تعرف حتى من هو والدكَ"
خرجت من الباب و لم تنظر وراءها بعد أن هدمت الدنيا على رأس ميران، الآن حان وقت ذهابها من هذه المدينة التي لم تعطيها شيئا غير الألم و تركت الرجل الذي وراءها يتلوّى من الألم و لكن ليس لديها حل آخر غير الذهاب لأن ميران يكرهها حتى الموت. جونول وجّهت للرجل الذي ضربها في قلبها ضربة حياته أما ميران فمازال يسند ظهره على الحائط و يفكر بسواد.
لابد أن ما قالته جونول كذب، لا يوجد تفسير آخر، لا يمكن أن يكون. ذلك الرجل هو عدوه، لا يمكن أن يكون له أي علاقة بأمه و لا يمكن أن يكون شيئا له. قال بصوت واثق:
"إنها تكذب... هي تكذب...خالتي لا يمكن أن تخفي شيئا عني.... ريان لا تحيك الأمور من ورائي أبدا"
قال ميران هذا بصوت متقطع و يميل للبكاء حتى أنه أضاق قلب آردا. هزّ رأسه بمعنى لا و كأنه يرفض فهم هذا ثم نظر إلى الرجل الذي إبتلع لسانه من الدهشة بجانبه و قال:
"هذا كذب يا آردا، كذب... إنها كذبة أليس كذلك؟"
ثم إبتعد ميران عن الحائط و وقف أمام آردا ثم أمسكه من كتفيه و هزّه قائلا:
"قل أنه كذب يا هذا"
"إنه.... كذب"
و الحال أن آردا لا يظن أن هذا كذب و لكن لأول مرة الصديق الحقيقي لا يقول ما يؤلمك:
"لا أظن يا ميران... هذا غير ممكن"
كل كلمة يسمعها كانت مثل الخنجر المطعون في ظهره، إذا لم يثق في خالته التي وضعها مكان أمه و ريان التي يعتبرها روحه بمن سيثق في هذه الحياة؟ هذا البيت و جونول جعلوه يتألم مجددا... قال بصوت متقطع:
"سأذهب لأتحدث مع ريان، أنا أعرف، هي لا تكذب علي"
ميران لا يستطيع التفكير بشكل منطقي و لكن كل شيء توضح في عقل آردا، المسألة التي بين فرات و ريان، مقابلة فرات و هازار شانوغلو و كلمات جونول الصادمة. كل هذا يجعل كلام تلك المرأة صحيحا و آردا يحس الآن بالطوفان الذي سيقوم بعد حين... أراد أن يمنع ميران من الذهاب و لكن لا يعرف كيف سيفعل هذا، وضع يده على ظهر ميران و قال:
"تعال لنستجمع أنفسنا أولا، الآن ليس وقت الذهاب إلى ريان"
إكتفى ميران بالنظر له ثم إتجه نحو الباب وهو يستند على الجدران، لم ينتظر آردا و ذهب إلى سيارته حتى أنه لا يهتم لمناداة صديقه له. قال آردا:
"لأقود أنا السيارة"
لكن ميران لا يسمع هذا، فتح باب السيارة و شغلها بقوة قبل أن يغلق الباب حتى. آردا لحق به في آخر لحظة و رمى بنفسه في السيارة بحركة خطيرة. إنطلق ميران بسرعة أقوى من التي جاء بها إلى هذا المنزل، آردا كان يقول بعض الأشياء و لكن ميران لا يسمعه و ينظر إلى نقطة واحدة دون أن ينطق بكلمة. قال آردا بصوت هادئ:
"ميران... إذا كان ما سمعته صحيحا، ماذا ستفعل حينها؟"
أبعد ميران عينيه عن الطريق و نظر إلى صديقه بشكل قاسي و صرخ و كأنه يلتجأ إلى ما يعرفه لعدة سنوات:
"غير صحيييح... هذا غير صحيح"
لا يعرف كم مر من الوقت على هذه الحالة، عندما دخل ميران إلى الحي الذي يوجد فيه بيته إضطر إلى تخفيض سرعته و لكنه مازال مسرعا، ينظر فقط إلى الطريق و لكن ما يراه غير معروف لذلك لم يرى السيارة الخارجة من الطريق الآخر و رغم كل تنبيهات آردا لم يخفض سرعته و صدم السيارة من الخلف.
عندما بقيت السيارتان التي تأثرتا من الإصطدام في منتصف الطريق ضرب ميران يده على النقود بقوة، السيارة التي صدمها تأثرت كثيرا و لكن من حسن الحظ أن الجميع بخير. سأل ميران آردا الذي يجلس بجانبه:
"هل أنت بخير؟"
هز آردا رآسه بمعنى نعم ثم خرج كلاهما من السيارة، ميران سيذهب من هنا إلى البيت ركضا، ليس لديه وقت ليخسره. الرجل المتضرر الذي صدم سيارته كان متوترا جدا، لم يهتم ميران بقدوم ذلك الرجل نحوه و بدأ يمشي و لكن أمسكه الرجل من ذراعه و أوقفه قائلا:
"لقد دمرت سيارتي، لماذا لا تنتبه يا عديم الإتزان؟"
ميران الآن مثل القنبلة الموقوتة و قول كلام كهذا له قد يتسبب في إنفجاره. توقف ميران و كان سيعطي هذا الرجل الجاهز للشجار ما يريده. لم يفكر أبدا و دفن رأس ذلك الرجل في الأرض و وجّه له عدة ضربات ثم شتمه كثيرا. بعد ذلك بدأ يركض دون أن ينظر وراءه حتى.
في أوضاع كهذه دائما يتحمل آردا المسؤولية، هل يركض وراء ميران أم يساعد هذا الرجل؟ كل ما إستطاع فعله هو إغلاق أبواب السيارة ثم أعطى الرجل بطاقته و قال:
"سأعوض كل خسارتك يا أخي، لا تؤاخذه. لدينا مسألة مهمة. إتصل بي غدا لنحل الأمر"
ثم إنطلق آردا راكضا دون أن يهتم لما قاله الرجل الذي وراءه، كيفما كان ذلك الرجل ليس لديه حل غير الإتصال به.
تبقى لميران خمسة دقائق ليصل إلى بيته و لكن كان يحس و كأنه يركض منذ سنوات. لن يأخذ نفسه براحة حتى تقول له ريان أن كل ما سمعه كذب، الأفكار التي بداخله على وشك أن تنهيه. و الحال آنه لم يعرف بعد السر الذي سيأخذه إلى الهاوية.
أخيرا وصل إلى الشارع الذي يوجد فيه البيت فإخفض سرعته، عندما رأى سقف المنزل من بعيد كان قلبه يضرب جسده بقوة و كأنه سيخرج إلى الخارج. و في ذهنه يتشكل شبح عدوه، كرهه لذلك الرجل سيفقده عقله... دخل إلى الشارع الذي يوجد فيه البيت ثم توقف، بدأ يأخذ أنفاسه و وضع يديه على ركبتيه. شعره الأسود كان في حالة مبعثرة على جبينه. قبل أن يرى المنظر الذي أمامه أراد كثيرا أن يكون كل شيء لعبة مزيفة و لكن ما يراه الآن حقيقة.
عندما لحق آردا و وقف وراء ميران، هو أيضا مثله بقي ينظر إلى الرجل الذي يقف مديرا ظهره أمام الباب الحديدي... حاول أردا التعرف على ذلك الرجل و لم يكن هذا صعبا عليه، قال بصوت متقطع:
"ميران... إنه...."
ثم صمت آردا و أكمل ميران كلامه:
"هو يا آردا... ذلك الرجل، هازار شانوغلو"
.... يتتبع....

زهرة الثالوثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن