الجزء الخامس ( ذاك الغريب)

3.6K 140 105
                                    

اية بخوف _ سيد رعد أجوك ساعدني

كانت تبكي لا إراديا و الخوف أخذ منها كل مأخذ بم يجبها بل اكتفي برفع عينيه إلى مرآة السيارة أمامه لتتلاقى عيناهما و لأول مرة لاحظ جمال و سحر عينيها بلونهما العسلي الفاتح و وسعهما و طول رموشها كأنهما عيني غزال بعد لحظات من التأمل أحفض بصره و لم يعلق
لم تكن آية تدرك شيء من مايجري هنا لقد كانت خائفة و مضطربة فقط و الخوف من المجهول و من هذه المحاكمة الغير منصقة و من حال والدتها الآن كل هذه العوامل أثرت على نفسيتها فأحذت بشكل لا واعي بالبكاء و بدأت شهقاتها بالإرتفاع وضعت كفيها على عينيها وشرعت بالبكاء ...

تأملها رعد قليلا من المرآة و قال بصوت هادئ جامد_ لا داعي للبكاء.. ستكونين بخير
صرخت في وجهه بحزن و غضب
آية_ عن أي خير تتحدث أنت لقد وقعت في ورطة و الكل بشهد ضدي أنا قمت بالتعدي على ضابط و في طريقي نحو المحكمة قد أسجن وقد أعذب وقد أجلد من يدري و لكنني لا أبكي على نفسي فقط بل على تلك المقعدة المريضة القابعة في بيتي حاليا بلا رعاية  و بلا سند ... أكملت بدموع تقطع القلب.. حتى أنها لم تأكل شيء منذ الصباح .. ووضعت كفيها على وجهها مرة اخرى و أجهشت في البكاء ...

كان منظرها يقطع القلب لكن لم يظهر في عيني رفيقها اي تعبير كان فقط يستمع و ينظر بشكل صامت و هادئ

بعد لحظات شعر بها هدأت و مسحت عينيها
قال قبل وصولهم بقليل
رعد_ سأساعدك
صرخت لا إراديا من الفرح و قامت من مقعدها الخلفي بسعادة و وضعت كفها بلا شعور على كتفه أمامها في كرسي السائق و قالت بفرح ( متناسية نفسها و يدها)
آية بسعادة_ فعلاااااااا
قال بعد ان تحرك قليلا حتى وقعت يدها من عليه فانتبهت و أعادتها الى حضنها
رعد_ نعم .. فالقاضي صديقي و الشهود تحت أمري .. إذا قضيتك سهلة
كانت السعادة تغمرها من كل مكان شعرت بإحساس رائع و رأت النور أخيرا
اية_ انا حق..
قطع كلماتها بقوله بجمود
رعد_ أنا لا أفعل شيء بلا مقابل
تجمدت الدماء في عروقها و أخذت الأفكار تعصف بها و قبل فتح فمها بكلمة توقفت السيارة أمام أبواب المحكمة العسكرية..

........................
........................
كانت تسير بخطوات مهزوزة إلى داخل المحكمة و الأفكار تعصف بها من كل جانب و لاتزال تفكر في معنى لكلامه و ماذا يمكن أن يطلب مقابل لمساعدتها و ماذا لو لم يساعدها ..أوقفها صوته قائلا بجمود
رعد _ توقفي عن التفكير الآن.. سيصل القاضي خلال دقائق و الشهود عند البوابة .. إجلسي هناك في مقدمة  الكراسي حتى تجين  الجلسة...
قال كلماته و انصرف راقبته بعينيها حتى اختفى طيفه من أمام ناظريها .. التفت نحو المكان الذي تكلم عنه كانت المحكمة واسعة قليلا بالخشب البني يوجد حاجز خشبي يفصل نصتي الشهود و مكان جلوس القاضي عن المقاعد الأخرى توجهت نحو الحاجز  وجلست خلف اول مقاعده و ماهي إلا لحظات حتى لمحت الضابط كمال و اثنين معه يدخلون .. ما إن رآها حتى توجه إليها و على وجهه ابتسامة خبيثة
كمال_ إذا يا جميلة لنرى كيف ستنقذين نفسك من هذه الورطة .. و وضع سبابته أمام عينيها قائلا بتهديد...لقد قلت لك بأنني سأجعلك تدفعين الثمن
قالت بغرور و كبرياء مصطنع في حين ان جسدها يهتز من الخوف _ لست خائفة من تهديداتك الفارغة فأنا لم أقم بشيء خاطئ و أنت من يجب عليه أن يخاف ياسيد
قال بابتسامة اخفى خلفها حقده _ استطيع ان أسامحك و أمنع عقابك إن وافقت .. و أكمل يجول بناظريه نحو جسمها الممشوق بنظرات شهوانية حقيرة ..
صرخت في وجهه بحدة بعد أن فهمت ماعناه_ لاتفكر مجرد تفكير في هذا ياكلب .. أما عن تهديدك فأنا أقبل تحديك و أعلى ما في خيلك إركبه
و أدارت ظهرها نحوه و عادت لكرسيها و قد استحوذ الغضب عليها و عاد هو ليقف مع زميليه في انتظار القاضي......

في قلبي سكنت عيناهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن