نزلت الدرجات بهدوء لا يمثل العاصفة التي تعصف داخل قلبها توجهت نحو المطبخ لتحضر شي تأكله فالساعة تجاوزت العاشرة صباحا لذا من المؤكد بأن عزام قد أكل و خرج ..
دخلت المطبخ و شرعت في تحضير ماتأكله بدأت تقطيع الطماطم و البصل و خفق البيض و هي شاردة لا تعلم كيف حصل كل هذا و انقلبت حياتها رأسا على عقب لا تستطيع العودة الى أهلها و لا التواصل معهم ولا صديقاتها ولا العودة سعيدة كما كانت لقد ظنت لوهلة حين هربت منه أنها ستعود حرة و سعيدة و لكن الواقع انه لازال يسجنها حتى في بعده فقد حاوط قلبها و روحها بحيطان منيعة تكتم كل أحاسيس الفرح و السعادة و لاتعلم الى متى سيستمر هذا الحصار المؤلم ..
رفعت رأسها على صوت عزام خلفها
عزام وهو يستند على باب المطبخ : ظهيرة خير هل استيقظت للتو
ابتسمت : أجل و أحسنت قول ظهيرة فهذا لم يعد صباحا لا أدري لم أصبحت كسولة هكذا
أجابها في داخله(لأن روحك الملكومة تجبرك على الإستغراق في النوم بدل معايشة واقعك هذا) : أتعلمين أنني كنت قد قررت عدم تناول الفطور في المنزل و الذهاب الى مطعم لكن بما انك شرعت في تحضيره فلا بأس نأجلها للغداء
التفتت اليه بألم وهي ترا محاولاته البائسة لمحاولة إخراجها من حالها والتخفيف عليه
اية بألم_: لا تزعج نفسك سأحضر شيء ما للغداء ايضا لا أود الخروج
عزام بمرح عكس ما يشعر به و هو يشير بيده علامة ممنوع : سنذهب للغداء معا و الإعتراض ممنوع
اية باعتراض : لكن ا..
قاطعها وهو يخرج : لا اعتراض قلت القضية منتهية في الساعة الثالثة كوني جاهزة لنخرج
ابتسمت في نفسها( الثالثة هل يسمي هذا غداء ههه لكن طالما ان الفطور في العاشرة فالثالثة هي انسب وقت للغداء كذلك )
واصلت عملها وهي تخمر الشاي و تجهز الطاولة فرائحة البيض الشهية عطرت المكان كم تعشق هذه الوجبة و كم تبرع في تحضيرها كذلك فهي تضيف السجق ايضا للبيض على الطريقة التركية لذا يكون طعمها جد جد مميز...
جلست على الطاولة بعد ان حضرت كل شي وجلس عزام بجانبها ابتسم و هو ينظر الى البيض
عزام و خو يبتسم : يبدو هذا رائعا سلمت يداك مسبقا
ابتسمت : بالعافية
بعد دقائق من الأكل نظر اليها وهو يقول بتوتر
عزام : هل استطيع طرح سؤال
اجابت دون رفع عينيها عن الأكل : أسمعك
عزام باندفاع : لم طلبت رفع دعوى طلاق رسمية ؟
رفعت عينيها وهي تجيب : أريد الانفصال و لكنه لا يريد لكن بمجرد ان نمثل أمام المحكمة موقفه سيكون ضعيفا خاصة انني أملك بدل السبب الف سبب للإنفصال وهكذا
اخفضت عينيها ليكمل سؤاله التالي الذي اصاب عمق قلبها
عزام : هل تحبينه؟
غصت باللقمة التي في حلقها وهي تكح و تتناول كأس الماء لتتجرعه بتوتر تشعر بنبضات قلبها تتسارع نظرت الى عينيه بتوتر للحظات و هي تقف لتقول
اية : من بعد اذنك
ركضت الى غرفتها و هي ترجف وصلت و اغلقت الباب خلفها بقوة اترمت على السرير وهي ترجف و تبكي اللعنة لاتستطيع الإجابة عن هذا السؤال البسيط لم تطرحه يوما على نفسها و لكن لم اليوم انعقد لسانها لم لم تقل انها تكرهه ولذا تود الطلاق ..
رن هاتفها بعد لحظات لتمسح دموعها وهي تتناوله بتكاسل
اية بحدة : من؟
زينب بغضب : من تحقرك يا حقيرة أهكذا تردين على الناس
ضحكت و هي تتعدل في جلستها : اه يا قلبي عاش من سمع صوتك العسل الذي يجلي الهموم
زينب بخباثة: يجلي الهموم ام الصحون
اية بضحكة: هوهوهو لازال دمك ثقيلل كما عهدته
زينب بمرح : اذا أضيفي عليه بعض الماء لتخفيفه
اية بملل: ان واصلت هذع النكتة السخيفة سأغلق الخط غبية
ضحكت زينب : هههه حسنا اسفة و لكن ماذا افعل لقد اشتقت اليك حد اللعنة
اية بخباثة: و ماهو حد اللعنة يا ترا ؟
زينب : سأقتلك الان هههه
اية بضحكة_ ههه لا عليك لقد اشتقت اليك انا ايضا كيف حالك جميلتي
زينب : لدي الكثير و الكثير لأخبرك به
اية بفرح : أستمع اليك
زينب بسعادة: لقد خطبت تخيلي
اية بضحكة : ههههه من المنحوس الذي دعت عليه والدته بسوء الحظ و النحس و البلاء كي يأخذك
زينب بغضب: هاهاها حمارة هيا اغلقي
اية تضحك : هههه امزح امزح هيا قولي من هو
زينب بخبث وهي تقول بمياعة : تخيلي من
اية بنفس المياعة التافه: و من هو جميلتي
زينب : اخ الغالي
اية بعدم فهم : الغالي؟ لم افهم
زينب بضحكة : مابالك .. حسنا بدر شقيق زوجك رعد
فتحت عينيها بصدمة و هي تشهق أول ماخطر لها هو ان زينب ستمر بنفس معاناتها لذا قالت بسرعة: اياك ان تتزوجيه
زينب باستغراب : ولم
اية : اقصد لاتستعجلي على الزواج لاتزالين صغيرة
زينب وهي تضحك: ههه اسمعوا من يتحدث .. لا تقلقي بدر ليس كرعد
اية بعدم فهم: ماذا تعنين؟
زينب : اعني لقد شرح لي بدر ظروف زواجك و أخبرني عن سبب زواج رعد بك
اية باستغراب : وماهو السبب؟
زينب بدهشة : أولا تعلمين
اية باستعجال: اعلم ماذا تكلمي و لاتفقديني صوابي
زينب باعتذار : اسفة ان لم يخبرك هو فأنا لن استطيع اخبارك
اية بغضب : اقسم بالله الذي لاشريك له ان لم تخبريني فلن تكوني صديقتي من بعد اليوم و لا حتى موجودة في نظري تكلمي
لاحظت زينب فداحة الموقف الذي علقت به هي تعرف طبع اية صحيح بأنها لاتغضب بسرعة لكن ان غضبت تسود الدنيا في عينيها و لكن قد تفسد العلاقة بينها وبين زوجها ان تكلمت ماذا تفعل
اية بغضب : زينو بم تفكرين قولي مالديك بسرعة
زينب وهي تغمض عينيها لاخيار امامها عليها قول الحقيقة
زينب : بدأت القصة منذ سنين طويلة حين كان والدك في الجامعة.....
كانت زينب تتكلم و اية تشهق و تبكي بمرارة لايعقل ليس الى هذا الحد لقد حملت ذنب والدها كل هذه الفترة تزوجها ليعذبها لا يعقل أن قلبه حجري الى هذا الحد
زينب و هي تنهي كلامها: لكنه وقع في حبك لاحقا هذا ماقاله بدر ولا بد انها الحقيقة فعلا اليس كذلك
لم تعلق بل شرعت في البكاء بصوت مسموع
زينب بتدراك : حبيبتي لاتبك لقد حصل ماحصل و الان هو يحبك و يريدك لا تحمليه ذنب الماضي كلنا نخطئ
اغلقت الخط منها وهي تغلق الهاتف نهائيا لاترغب في سماع حرف اخر اللعنة عليهم جميعا لن تسامحهم صرخت بقوة ( عاااااااااا) وهي تكسر المزهرية و ادوات التبرج امامها ليدخل عزام و هو يلهث
عزام و هو يقترب منها : ايتي مابك
صرخت فيه بقوة : سأذهب اليه
عزام بعدم فهم: من؟
اية بكره : المسمى عز الدين النرجسي
عزام: والدك؟ وهل تعرفين مكانه
اية وهي تهز رأسها وتخرج من الغرفة : هيا
أنت تقرأ
في قلبي سكنت عيناها
Romanceآية فتاة عادية تعيش حياة عادية رفقة والدتها المريضة و اخيها وزوجته تجبر على الذهاب الى الحدود لأجل علاج والدتها لتقع في ورطة كبيرة هناك أدت بها الى الغوص في أحضان ضابط سادي وقاسي ليقلب الأخير حياتها رأسا على عقب... فما مصيرها و هل يستطيع الحب النمو...