الجزء الثالث

4K 164 59
                                    

_ها قد وصلنا
استدارت بنعاس على مصدر الصوت و أجابت بتعب
_ حقااا اشكرك من الصميم على هذه البشرى فلقد تعبنا فعلا
ابتسم السائق و أعاد نظره إلى الأمام ..
التفت اية الى امها التي كانت قد غفت منذ قليل وضعت يدها على كتفها و قالت بهدوء وحنان
_ ماما .. استيقظي لقد وصلنا
فتحت الأم (مريم) عينيها بهدوء و قالت بصوت بالكاد يسمع
مريم_ أوصلنا حبيبتي
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم...
ساعدت اية والدتها على النزول و وضعتها على كرسيها المتحرك و توجهت بأنظارها نحو هذه القرية نظرت الى السماء فإذا بالليل قد أسدل ستاره و النجوم تلمع بشكل جذاب و القمر كالملك متوسط النجوم و كأنهم حاشيته كان النسيم باردا و مريحا و الجو يختلف عن أجواء المدينة ..
_ هل انت السيدة مريم؟
التفت نحو مصدر الصوت و رأت سيدة في الأربعينيات من عمرها قصيرة و ممتلئة قليلا سمراء البشرة وسمعت امها ترد
_ نعم انا سيدة (حليمة)
حليمة _ اهلا بك حبيبتي اوصتنا بك حسناء كثيرا اهلا بك
و ركضت و سلمت علينا و أخيرا رفععت بصرها إلي لتقول بإبتسامة كبيرة
حليمة_ ماشاء الله ياسبحان الله انت جميلة جدااا .. و التفت الى امي..أهي ابنتك
ابتسمت امي و أومأت برأسها بالايجاب و أنا أخفضت رأسي خجلا و شكرتها و سارت معنا ترشدنا الى الطريق و ترينا القرية الجميلة و المتواضعة
طبعا تهافت الناس ليسلموا عليهم و أرشدوهم إلى بيتهم و هو بيت متواضع من الإسمنت يتكون من غرفة و مطبخ صغير و حمام و لكنه كان قريبا من بيت الشيخ و هذا أفضل مافي الأمر ...
توجهتا نحوه و حين غادرت السيدة حليمة و من معها توجهت اية الى امها و قالت بأمل
_ هل تظنين انه سيشفيك الله على يد هذا الشيخ حقا؟
ابتسمت بألم و قالت_ لا أحد يعلم ماسيحل بي سوا الله نحن فقط علينا ان نتوكل عليه و نتبع الأسباب و هاذا مانقوم به أريدك ان تصبري قليلا فلن نطيل المدة
ابتسمت برضى وقبلت جبين والدتها و مددتها على السرير و توجهت نحو المطبخ علها تجد شيء قابلا للأكل ...
حين دخلت المطبخ كان هناك صحن يحتوى على بعض الأرض بالسمك ابتسمت بحب لابد أنها السيدة حليمة اللطيفة و هي حقا موفقة أمي تعشق هذه الأكلة ...
حملتها و توجهت نحو والدتها دخلت و جلست على حافة السرير
_ ماما.. انظري ماذا وجدت
التفت امها اليها _ ارز بالسمك السيدة حليمة هي انسانة لطيفة جدا لقد راعت عناء سفرنا و قررت ان تعطينا بعض الطعام أليس هذا لطف كبير منها
ابتسمت بحب و قالت_ اجل كثيرا من الجميل أن يتعلم المرء مراعات احاسيس غيره و أن يحاول مساعدته فنحن نسعد بحياتنا بقدر مساعدتنا للناس
ابتسمت بحب و بدأت أساعدها لتأكل ( أمي مميزة هي طيبة جدا و لطيفة و ملامحها لاتزال جميلة عيناها سوداوان و شعرها اسود طويل لها جسم جميل كيف تركها ابي ياترا ماذا حصل أهي انسانة تترك هكذا)
استيقظت من أفكاري على صوت امي يقول بحنان_ كفي عن التحديق بي و امسحي تلك الدمعة و الأفكار من رأسك انا بخير و لابد أن يعود والدكم و نفهم منه ماحصل و لن ألومه كما يقولون ابدا فأنا اعرفه ...
أكملنا بعدها أكلنا بصمت و أخذت الصحن و خرجت ...

......................
.....................

_صباح الخير ماما
دخلت على أمي في غرفتها و انا أبتسم لا أدري لماذا أشعر بفرحة عارمة اليوم و كأنه سيكون يوما يقبع في ذاكرتي دائما
_ صباح الخير يا ابنتي ... هل جهزتي نفسك
_ جاهزة ولكن ألا تريدين أكل شيء قبل الذهاب إلى الشيخ
هزت رأسها بالنفي _ لا أريد لقد مللت الأكل و الإستلقاء أريد أن أمشي و أتكلم بوضوح و أشفى و أعود كما كنت
نزلت دمعة من عيني و قمت إلى حضنها و اتا اقول_ ستشفين أمي ستشفين هذه ثقتي بالله
_ حسنا هيا لا اريد دموع دعينا نخرج
..............
.........................
أمام بيت الشيخ :::
كانت اية تجر أقدامها تشعر بالأمل ولكنها خائفة فمن يدري ماقد يحصل و ماذا لو لم ينجح علاجه و لم تشفى والدتها أيمكن أن تبقى هكذا الى الأبد تنهدت بضيق و طرقت الباب
فتح الباب فتاة بعمرها تقريبا جميلة جددااا ذات عيون خضراء و شفاه وردية و ملامح جذابة إلا أنها تلبس حجابا ساترا يحول دون معرفة حقيقة شعرها
اية_ السلام عليكم ( ياله من فتاة هذا و أنا فتاة أجل كيف الشباب )
فغرت الفتاة فاها عن إبتسامة جل من سواها وقالت بصوت ناعم و عذب _ و عليكن السلام تفضلن اهلا و سهلا أنرتن البيت
قالت امي باعجاب واضح_ اهلا يا ابنتي أأنت ابنت الشيخ؟
هزت الفتاة رأسها بالإيجاب وقالت_ نعم و اسمي حنين ...التفت الي و قالت بإبتسامة.. هل لي أن أعرف اسمك ياجميلة ولكن في الداخل أصلا لقد أطلتن الوقوف خارج أعذرنني على هذا
دخلنا الى الداخل كان بيتهم متواضعا و لكن ترتيبه و ديكوره جميلان حسب ما أظن هو يتكون من طابقين و الأسفل يتكون من أربع غرف و مطبخ و حمامين و الأعلى لم أصعده ...
دخلت اية الى الداخل و لا تزال تحدق بحنين فهذه الفتاة من النوع الذي يصعب إبعاد النظر عنه لرقته و جماله و تزيد جمالا بحيائها و لباقتها (انها فعلا رائعة )
قالت اية و هي تعدل جلستها_ أولا لنتكلم قليلا قبل حضور والدتي
ابتسمت و قلت_ اسمي اية و هذه أمي أتينا الى هنا لعلاجها
قالت بمرح_ اية اعجبني اسمك كما أعجبني شكلك انت جميلة و تبدين لطيفة سيسرني لو أصبحنا صديقتين
ابستمت بخجل و قلت_ بعد أن رأيتك أصبحت أشك بأنوثتي فكيف بجمالي
ضحكنا معا و ابتسمت امي و قالت بحنان
_ كلتاكن تملك قدرا كبيرا من الجمال ولكن يبقى الدين و الأخلاق أهم من الشكل الخارجي
اومأتا رأسيهما بموافقة بعدها سمعتا صوت امرأة تسلم و تدخل
_السلام عليكم
امي_ وعليكم السلام
اقتربت منها و سلمت عليها وعانقتني بحب و توجهت نحو أمي وسلمت عليها بنفس الطريقة ( يالها من أسرة )
قالت لي حنين بصوت منخفض _ هذه أمي أسماء
_ جميلة و لطيفة مثلك تماما
ابتسمت و جلسنا معا نتحدث و جلست أمهاتنا ايضا مع بعضهن
بعد قليل قامت السيدة أسماء و توجهت نحو أمي قائلة
_ الشيخ مستعد للقائك تعاليا معي

دق قلبي بخوووف أشعر بخوف شديد تملك كل جسدي هذا مهم لأمي و بالتالي مهم لى أرغب في شفائها بشدة ....

.............................
.............................




في قلبي سكنت عيناهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن