Part 1

84.3K 2.4K 1.5K
                                    

و عميقً داخل اسوار القصر الكبير , في مملكة كبيرة يسكنها الكثير من الناس المكان آمن في هذه الدولة و لا شيء يرهق كاهل القرويون سوى العمل اليومي الخاص بهم .. هناك من يفتح باب متجره ينتظر الزبائن و هناك من ذهب إلى نزهة مع العائلة ..

ولكن هذا ليس في عمق اسوار القصر , جميع من يسكن هناك يعرف عن التوتر و القلق المستمر الذي يصيب اصحاب القصر .. فـ حيطان القصر يعيش في داخلها وحوش و اعداء متنكرين على هيئة عائلة السعيدة ..

يمشي ذلك الرجل الكبير في السن على ارضية القصر الرخامية , و رغم تقدمه في السن فقد كان من الصعب انكار مدى جمال ذلك الرجل .. تقدمه في السن لم يغير شيء إلا انه زاد هيبتً عن السابق .. كان يسير بأحترام و في يده اليمنى ملف عتيق اللون وقد كان كل من يراه يتوقف و ينحني بأحترام لذلك الشخص المهيب

و بعد طول طريق في ممرات القصر المليئ بالصور و الشموع وقف امام باب بني قاتم اللون , طرق الباب بأحترام ليدخل بعد ثواني من طرق الباب , فهو يعرف ان سيده لا يجيب على الطارق ابدا

دخل إلى الداخل ليغلق الباب خلفه و ينظر إلى صاحب البشرة البيضاء الذي يجلس على طاولته البنية .. النافذة خلفه قد جعلته يبدو مثل الصورة الفنية التي يرسمها الفنان .. لم يستطع انكار جمال سيده الفريد على أي حال .. الجميع يعترف بوسامته التي تفوق وسامه الملك بمراحل حتى ! , ذلك القابع على كرسيه لم يعر الشخص الداخل أي اهتمام او اعطاه لمحه اهتمام حتى , تركيزه كان على تلك الاوراق التي بيده و التى عمل عليها طوال الوقت

تقدم ذلك الشخص إلى الامام بهدوء و بلباقه حتى وصل إلى المكتب البني القاتم ليضع الملف على الطاولة امام سيده , رفع السيد بصره ببرود إلى ذلك الشخص ليضع مابيده جانبا و ينظر بعينيه الناعسه البارده إلى تابعه بأهتمام

" لابد اني قاطعت حضرتك , ولكن مابيدي امر مستعجل "

كان يغلق عينيه ويضع يديه خلف ظهره و هو يقف امام مكتب سيده الذي لم ينطق بشيء .. نبرته المحترمه و الهادئه تثبت انه قد عاصر الكثير حتى وصل إلا ماهو عليه

نظر له سيده بنبره متفحصه بارده .. بدى وكأنه يفكر بشيء ولكن كان من الصعب على الجميع معرفه مايفكر فيه هذا الشخص فقد كان داهيه , عبقري و مخيف ايضا .. قاسي و متبلد المشاعر ..لا , في الواقع هو لا يملكها حقا .

" تفضل "

نبره صوته كانت خافته وبارده .. وفي الواقع كان هذا افضل تعامل لديه حتى الان .. هو يحترم ذلك المسن في النهاية ,لأنه الوحيد الذي لم يخيب ظنه ابدا و لم يتركه وحيدا حتى الان

المَلِك.|| The King حيث تعيش القصص. اكتشف الآن