"الفصل السابع و الثلاثون"

1K 24 0
                                    

" الفصل السابع و الثلاثون "
أما لعينيكِ من مرفأِ أرسو بسفينتي عليه .. أما لفؤادك من بئر أرتوي من مياهه بعد ظمأٍ دام سنون لا مداد لها
_____________________________________________
تراخت تعبيراتها المشدودة قليلًا و هي ترفع نظراتها المشدوهة اليه ، نقل بصره بين عينيها ليستمر التواصل البصري لوهلة ، حادت ببصرها عنه تنغض جبينها و هي تتمتم مستوضحة :
- و ازاي العقد ده وصل لهنا ؟
ثم رفعت نظراتها ثانية اليه و هي تردد بحدة :
- أكيد انت عملت كده ! انت عملت كده عشان..
فضيق عينيه مرددًا بنبرة محتدة:
- انتي مجنونة ؟ و أنا هعمل كده ليه ؟
فـ ارتفعت نبرة صوتها وتوهج وجهها احمرارًا من العصبية و :
- معرفش ، بس أكيد عشان تطلعني حرامية و تذلني ، أو تطلب لي البوليس و تحبسني !
فــ احتقن وجهه مجددًا بالدماء الغاضبة ، شملها بنظرات شرسة ثم أشاح بوجهه ليزفر حانقًا ، عاد ينظر اليها و هو يتقدم ناحيتها مرددًا بنبرة صارمة :
- أنا لو عايز أطلعك حرامية مش محتاج أعمل مسرحية تافهة زي دي !
زاغت نظراتها و هي تتراجع للخلف متمتمة بتلعثم و هي تبسط كفها :
- مـ..متقربش !
ظلّ يتقدم بخطواته نحوها و نظراته الغير مفهومة مُسلطة عليها ، بينما تراجعت للخلف و قد شحب لون وجهها فجأة ، صار على بُعد خُطوتين منها ، فـ تراجعت للخلف خطوة حتى اصطدم ظهرها بالجدار ، كادت تغير مسارها لتهرب من حصاره و لكنه دنا منها ليكون الفارق بينهما سنتيمترات قليلة ، حاصرها بذراعيه فـ باتت أسيرةً له تمامًا ، تلاحقت أنفاسها المتوترة و نهج صدرها علوًا و هبوطًا من فرط التوتر ، حاولت استجماع قدرًا من شجاعتها الهاربة ، فـ تنغضن جبينها و هي تردد بنبرة حاولت جعلها ثابتة :
- انت .. انت اتجننت و لا ايه ، ابعد عني !
فـ مال برأسه للجانب قليلًا ليتأمل ملامحها عن كثب ، مرر حدقتيه على تقاسيم وجهها حتى سلط نظراته على زرقاوتيها ، حاذت مجددًا على تفكيره ، و كأنهما معادلة رياضية تستفزه لحلها ، الأمواج الزرقاء المختبئة خلف أهداب كثيفة تجعلك رُغمًا عنك محدقًا بهما ، نجحت مُجددًا بأن تجتذبه للنظر اليهما كـ المنوم مغناطيسيًا ، هكذا و بدون أسباب أو شروط ، بينما خفق قلبها بعنفٍ في صدرها و هي تنقل نظراتها بين خضراوتيه التي تبدوان دائمًا لها گغاباتٍ خضراءٍ غامضة تنشب بها النيران حين يُستشاط غضبًا ، أحنت بصرها عنه مرددة بصوتٍ متلعثم :
- انت .. انت بتعمل ايه ؟ ايه بتفكر في طريقة جديدة تأذيني بيها ؟
أثارته تلك الخصلة التي دومًا ما تأخذ مُستقرها على جانب وجنتها و كأنها تتعمد حجب وجهها عنه ، امتد كفه لا اراديًا لازاحتها و جعلها تتخذ مستقرها الجديد خلف أذنها فــ سرت قشعريرة في جسدها و عبست ملامحها على الفور لتبتعد برأسها عنه مرددة باحتجاج :
-انت بتعمل ايه ؟ انت شارب حاجة ؟
فلم يكترث لها ، عاد يستند بكفه بجوار رأسها مرددًا بنبرة واثقة :
- و لو عايز أحبسك هحبسك !
ثم أشار بعينيه لكفيه متمتمًا بنبرة جامدة :
- زي ما أنا حابسك دلوقتي !
نقلت بصرها بين خضراوتيه مُضيقة عينيها ، فـأزاح كفيه و هو يردد بنبرة جافة :
- و لو عايز أسيبك هسببك ، كله بمزاجي !
فـ التوى ثغرها ببسمة ساخرة و هي تعقد ساعديها أمام صدرها و :
- أه ، زي ما استغفلتني و سيبتلي الباب عشان تنفذ مخططك !
فـ رفع جانب ثغره بابتسامة قاسية ، و دس كفيه بجيبيه مرددًا بنبرة جافة :
- بالظبط كده
غللت الدماء بعروقها ، توسطت خصرها بكفيها و هي تردد بعبوس :
- و البيه مزاجه هيسمحلي أمشي امتي بقى ؟
فـ لوى شفتيه متهكمًا و هو يردد :
- انســي !
ارتفع حاجبيها و هي تتمتم باستنكار :
- نعـم !
فـ تجلّت الصرامة على ملامحة و هو يردد بنبرة قاسية :
- يعني مش هسيبك ، انسي ده يحصل !
ثم نقر بسبابته على جانب جبينها متمتمًا بنبرة محتدة :
- و يا ريت تحطي ده في دماغك !
فـ كزّت على أسنانه بعنفٍ و هي تدفع كفه بعيدًا ، فـ لم يكترث لها و استدار ليدنوَ من الكومود و انحنى ليلتقط هاتفه ، فـ عبست ملامحها أكثر ، و احتقن وجهها بالدماء و هي تهتف :
- يعني ايه مش هتسيبني ! افهـم بقى أنا مش بطيقك و لا بطيق عيلتك ، مش بطيق حد فيكم
فـ دس هاتفه في جيبه و سار نحو الباب بلا اكتراث لها بالرغم من ذلك الشرر الذي المنطلق من حدقتيه ، فـ تابعته بنظرات مشتعلة و هي تردد بنبرة ممتعضة :
- انت يا بني آدم ، أنا بكلمك ! مش..
فـ خرج صافقًا الباب بعنفٍ متجاهلًا لها ، فـ كزّت بعنفٍ على أسنانها و عبست ملامحها الى حدٍ كبير ، ضربت الأرضية بقدمها عدة مرات بعصبية و هي تتمتم بنبرة حانقة :
- بـارد ، أوف
......................................................................................................
دفنت نفسها في أحضانها و قد تجمعت الدموع في عينيها و هي تتمتم بتهدجٍ :
- بابا ، أنا .. أنا كنت خايفة عليك أوي ، انت كنت فيـن ؟
ربت " حسين" على ظهرها عدة مرات و :
- متخافيش ، أنا كويس
فـ ابتعدت عنه قليلًا لتمرر نظراتها على وجهه متمتمة بآسى :
- أنا كنت هموت من الخوف لتسافر تاني يا بابا
فـ افترّ ثغره بابتسامة ساخرة و هو يردد بتهكمٍ مرير :
- هسافر فين ! ما خلاص ، لو كنت في بطن الحوت حتى هيوصل لي !
فـ عبست ملامحها و تحولت نظراتها للكراهية و هي تتمتم بـ حرد :
- معلش يا بابا ، ليه يوم ربنا هينتقم منه أكيد ، عمـر الشر ما بينتصر على الخير يا بابا
فـ تنهد بحرارة مغيرًا دفة الحديث و هو يشير الى ساقها :
- قوليلي رجلك عاملة ايه ؟
فـ أومأت برأسها متمتمة بـ رضا :
- الحمد لله أخيرًا فكيت الجبيرة ، بس لسه بعرج شوية.. الدكتور قالي انها مسألة وقت و هرجع أمشي عادي زي الأول
فـ ربت على كتفها و هو يصحبها لداخل المنزل :
- الحمد لله ، متزعليش مني يا ولاء
اتكأت عليه و هي تردد بنبرة حانية :
- يا بابا انت ملكش ذنب
أوصد الباب و سار مرافقًا لها للأريكة ، ثم أجلسها و جلس بجوارها ، فـ نظرت له مُطولًا متمتمة بنبرة ممتعضة :
- هو أعمى القلب و البصيرة لا ايه ؟ انت طيب أوي لدرجة انك بتحمل نفسك ذنب حاجة ملكش دخل فيها ، ايه معندوش حاجة اسمها احساس ، مش بيفهم اللي قدامه ده طيب و لا ايه ؟
فـ حاد ببصره عنها متمتمًا بنبرة ساخطة :
- اللي زي ده يا ولاء احساسه ميت ، ميفرقش معاه أصلًا ، طايح في الكل و خلاص
فـ عقدت ساعديها أمام صدرها متمتمة بـ نبرة ناقمة :
- معاك حق يا بابا
تجول بنظراته في المنزل ثم سلط بصره على ابنته متمتمًا بتنهيدة :
- أومالك أمك فين ؟
فـ أشارت بعينيها و تنهدت مُطولًا متمتمة :
- في أوضة يارا مخرجتش من ساعة ما اتشاكلتم ، روحنا للدكتور و رجعنا و بردو حبست نفسها في الأوضة تاني !
فـ طرد زفيرًا حارًا من صدرهِ و قد سلط بصره على باب غرفة ابنته ، استقام في وقفته و كاد ينتقل نحوها لولا أن أمسكت كفه تستوقفه متمتمة بـ نبرة آسفة :
- بلاش يا بابا ، صدقني مش هترد
فـ التفت لينظر لها مُطولًا فبادلته بنظراتٍ متوسلة ، تهالك جسده مجددًا على الأريكة فربتت على كفه مواسية :
- معلش يا بابا ، بس ماما بجد مش راضية تفتح حتى ليا
فـ نظر لها من زاوية عنه و انتشل كفه من كفها و :
- خلاص يا ولاء ، خلاص
..............................................................................................
كانت گمن يغلي على موقد و هي تذرع الغرفة ذهابًا و إيابًا غير مصدقة فشل مخططها بتلك السهولة ، بالإضافة الى انحياز " يامن" لـ جانب زوجته دونًا عنها .. مما أجج النيران المستعرة بصدرها أكثر و جعل الأفكار تتناطح أكثر في رأسها ، سحبت هاتفها لـ تعيد الإتصال بزوجها للمرة الثانية و الثلاثين و لكنه لم يجيب .. فـ كزّت بعنفٍ على أسنانها و التقطت احدى المزهريات لتصدمها بعنفٍ بالجدار المُقابل و هي تهـدر بـ اهتياج :
- انت فيــن ، رد بقى ، رد !
فـ سقطت متهشمة مُصدرة دوي مزعج أطبقت جفنيها ساحبة شهيقًا عميقًا مُحاولة السيطرة على الحالة التي انتابتها ، ثم نظرت للهاتف شزرًا و ألقته على الفراش و هي تتمتم متوعدة :
- ماشي يا كمال ، كمان ببتجاهل اتصالاتي !
ثم تهالك جسدها على طرف الفراش و هي تنظر أمامها بنظراتٍ ساخطة و استعادت تلك اللحظات التي أجرت بها خطتها التي باءت بالفشل الذريع ..
~تحركت بالمقعد للأمام تارة و للخلف تارة و هي مُسلطة نظراتها الصارمة على تلك الجالسة أمامها على الأرضية متمتمة بنبرة حازمة :
- عرفتي هتعملي ايه بالظبط ؟
فـ أومأت " زينة" برأسها متمتمة بنبرة جادة :
- أيوة يا هانم
- أول ما يامن يخرج من الأوضة تطلعي
هزت رأسها بإيماءات متتالية و :
- حاضر
فـ ثبتت " هدى" المقعد بقدمها ، و مالت بجسدها للأمام و أظلمت عيناها و هي تردد بنبرة جافة :
- طبعًا مش محتاجة أقولك لو حد عرف بالموضوع ده ايه اللي هيجرالك !
فـ ازدردت" زينة" ريقها بتوجس متمتمة بنبرة شبه مرتجفة :
- متقلقيش يا هانم
فـ عادت بظهرها للخلف و التوى ثغرها بابتسامة شيطانية و هي تتمتم بنبرة راضية :
- تمــام ~
...............................................................................................
طردت زفيرًا مختنقًا من صدرها و قد شعرت بنيرانها تزداد ، قوست شفتيها باستهجان و هي تردد بـ حرد :
- ما أهو أنا مش هسيب بنت الزفتة دي في حالها
ثم أمسكت بـ خصلة من شعرها و لفتها على اصبعها و هي تفكر بـ طريقة تتمكن بها من الخلاص منها بسهولة ، و لكن خطة أكثر احكامًا لا تُكشف بسهولة و لا تبوء بالفشل ، تحفزت خلاياها حين اهتز هاتفها فـ نظرت له و اذ بشاشة اتصال من زوجها تنبثق على شاشته ، التقطته و أجابت هاتفه بنبرة هجومية :
- انت فين يا باشا من الصبح ؟ مبتردش على مكالماتي ليه ، انت كمان بتتجاهلني ؟ مش كفاية سايبني هنا في مصيبة و انت و لا على بالك ؟ تلاقيك أصلًا ..
تجلي الفتور على ملامحه و هو يبعد الهاتف عن أذنه و قد شعر بـصوت صراخها يؤلم أذنه ، عاد يُقربه من أذنهِ و هو يردد مقاطعًا بصوتٍ محتد :
- ما تهـدي بقى و تسمعيني !
فـ استقامت بوقفتها لـ تذرع الغرفة ذهابًا و إيابا مجددًا متوسطة خصرها بكفها و  بنبرة حانقة :
- كنــــت فين ، مبتردش على مكالماتي ليه ؟
فردد على مضض :
- كنت في اجتماع مهم و الموبايل سايلنت
فرددت متشككة :
- و الله ! اجتماع ايه ده بقى ؟
رفع حاجبه الأيسر استنكارًا :
- ما تيجي تشتغلي مكاني أحسن يا هدى ! في ايـه هو تحقيق !
فـ زفرت بانزعاج و توقفت أخيرًا أمام المرآة لـ تضبط خصلاتها بأناملها بحركة متشنجة ، فـ تنفس بعمق مستوضحًا :
- خيــر ؟ كل الاتصالات دي ليه ؟ ايه اللي حصل كده
فـ تمتمت بنبرة فاترة :
- مصيبة !
فـ عبست ملامحه مرددًا بنبرة قاسية :
- هببتي ايه تاني يا هدى ؟
فـ احتدمت نبرتها و هي تصرخ به :
- ده بدل ما تشوفلي حل في المصيبة بنت حبيبة بتقولي هببتي ايه ؟
سحب شهيقًا عميقًا زفره دفعةً واحدة متمتمًا بهدوءٍ عابس :
- خلاص خلاص ، اهدى شوية و قولي حصل ايه
فـ توسطت خصرها بكفها و شرعت تقص عليه بإيجازٍ ما افتلعته ، فـ ضرب على سطح مكتبه مرددًا بـ اهتياج :
- انتي اتجننتي يا هدى ؟
فــ زفرت بحنقٍ متمتمة :
- الحق عليا اني بحاول أخلصك منها ؟
- تقـومي تتهميها بالسرقة ؟
ارتفع حاجبيها باستنكار و رددت بنبرة محتدة :
- في ايــه يا كمال ، هي البت صعبانة عليك ولا ايه ؟
فـ أشاح بكفه متمتمًا بازدراء :
- صعبانة ايه و زفت ايه ؟
ثم ازدرد ريقه و هو يدور حول مكتبه ليستند بجسده الى مقدمته :
- أنا قصدي البت دي مش موضوعنا ، عايزك تسيبك منها !
تغضن جبينها و تشرب وجهها بحمرة الغضب و هي تقول :
- نعــــم ! مين دي اللي أسيبني منها ؟
فـ تنفس بعمقٍ مرددًا بنبرة شبه هادئة :
- يا هدى اسمعـ...
فقاطعته باستهجان جليّ :
- عايز بنت حبيبة تعيش معايا في قصري ، عايزني أسيب جزء من حبيبة معايا ؟ أشوفها قدامي ليل و نهار ، تتنفس الهواء اللي بتنفسه ، مستحيـــل ده يحصل يا كمـال
فـ دس كفه الآخر بـ جيبه و هو يردد بفتور :
- هـدى ، افتكري ان ابنك انحاز ليها مش ليكي ، ابنك هو اللي بإيده يسيبها أو لأ
امتقع وجهها أكثر و :
- لأ ، أنا هعرف أتصرف ، و ..
فـ قاطعها بنبرة جافة :
- هـدى ، الخلاصة ان البيه يامن متجوزها عشان يعذب حسين بفراق بنته
فـ رددت بـ استنكار :
- و أنا كده استفدت ايه ؟
فـ تجلّت نظرة حاسمة في عينيه و هو يتمتم بـ ثقة :
- متخافيش .. الحل هييجي من عنده ، كان مفكر انه هيرتاح بس عمـره ما هيرتاح .. يامن أنا عارفه كويس ، مش هيرتاح غير لما يخلص عليه
فـ انقبض قلبها للحظة و هي تفرك عنقها فـ تابع " كمال" بنبرة حاقدة :
- و ساعتها بس هنكون خلصنا من حسين ..  الحكاية حكاية وقت مش أكتر ، محتاجين صبر !
ثم ارتفع جانب ثغره بابتسامة شيطانية و :
- ده حتى بيقولوا الصبر مفتاح الفرج
و گأنها لم تستمع لـ حرفٍ مما قاله ، حكت جبينها بأناملها متمتمة بـ استفسار :
- ماية نار ؟
فـ تغضن جبينه و هو يردد بـ عدم فهم :
- ايـــه ؟
فـ أوضحت له ما يدور بـ ذهنها بحماسٍ :
- صح ! ازاي مفكرتش في كده من الأول ، هرمي على وشها ماية نار أخليه ميطيقش يبص في وشها حتى ، ساعتها هيطلقها ، و بالمرة أكون ضربت عصفورين بحجر واحد و حرقت قلب " حبيبة" على بنتها
فـ هزّ رأسه استنكارًا و تنهد بضيق  ثم ردد بنبرة جافة :
- هـــدى ، ابقى اتغطي قبل ما تنامي لاحسن الهوا شكله لحس عقلك ، سلام !
ثم أغلق المكالمة في وجهها ، فـ عبست ملامحها قليلًا ، و لكنها لم تكترث كثيرًا حيث ألقت الهاتف على منضدة الزينة ، ثم جذبت المقعد لـ تجلس أعلاه  و هي تردد بنبرة حائرة :
- طب وده أجيبه منين ؟
................................................................................................
هبط الدرجات و هو يُطوق معصمه بساعة يد فضية ضخمة ، لمحه " فارس" فـ ترجل عن الدرج خلفه و هو يردد محاولًا استيقافهِ :
- استنى يا يامن ، انت عملت ايه ؟
فـدس كفيه بجيبيه مرددًا  بنبرة جامدة بدون أن يلتفت مستكملًا طريقه :
- ملكش فيه !
فـ قطب جبينه مرددًا بنبرة جادة و قد أنهى كلاهما الدرجات :
- طب انت رايح فين دلوقتي ؟
- الشركة
- و أنا ؟ مش هاجي معاك ؟
فتسمر في  مكانه و التفت لينظر له بنظرات ثاقبة مرددًا بنبرة جافة :
- تــــــؤ ، مش النهاردة ، مهمتك تمنع هدى تقربلها
تنغض جبينه و هو يتمتم مستفسرًا :
- يعني صدقتها ؟
فـ رفع كتفيه مرددًا بخشونة :
- أكيد يعني مش هصدق المسرحية دي
ضيق عينيه و هو يتمعن النظر لملامحه گأنه يُحاول سبر أغوار عقله ، ثم ردد بنبرة ذات مغزى :
- كان ممكن تستغل اللي حصل و تحبسها يا يامن !
فـ رفع حاجبه الأيسر استنكارًا و هو يردد باستهجان :
- نعم! أحبسها !
هز رأسه بإيماءة بسيطة مبررًا :
- أيوة ، انت مش بتطيقها و لا عيلتها ، فـ اشمعنى متحاولش تستفيد من اللـ..
فـ أظلمت عيناه و هو يقاطعه بصوت قاتم :
- فــــــارس
دس كفيه بجيبيه و هو يردد بنبرة جادة :
- ايـه ؟ أنا قولت حاجة غلط ؟ انت تصرفاتك مش..
فـ قاطعه بنبرة حاسمة :
- طلع الموضوع ده من دماغك ، أنا هتصرف بطريقتي
ثم استدار ليمضي نحو باب المنزل ، فـ تسمر " فارس" يتابع اختفاؤه للحظات بنظرات ثاقبة ، خلل أصابعه بخصلاته و هو يهز رأسه استنكارًا ثم التوى ثغره ببسمة ساخرة و هو يردد متهكمًا :
- و يا خوفي من طريقتك !
........................................................................................
التقط حقيبته السوداء الرياضية و علقها على كتفه و هو يتمتم متأففًا :
- طب يارا مخرجتش من أوضتها ، ازاي العقد وصل للأوضة ؟
ثم زفر بحنق ، و سحب هاتفه من فوق الكومود و استدار بجسده و هو يغمغم بكلماتٍ مبهمة ، تسمر في مكانه حين اهتز الهاتف في يده فـ نظر لشاشته ليجده رقمًا غير مسجل ، قرر تجاهله في بادئ الأمر و لكن استمر الرنين فـ زفر بضيق و هو ينقر زر الإجابة و يمضي نحوه باب الغرفة :
- ألو
فـ أتاه الصوت قاتمًا :
- انت عمر الصياد ؟
تنغض جبينه و هو يردد مستوضحًا :
- أيوة أنا ، مين معايا ؟
فـ برزت أنيابه بابتسامة خبيثة و هو يردد :
- بص بقى يا حلو ، الموبايل ده يوصل ليارا بأي طريقة !
ارتفع حاجباه متمتمًا باستنكار :
- نعــم
فـ عاد بظهره للخلف مستندًا لظهر الأريكة المريحة و :
- أيوة يارا ، صدقني لو موصلهاش مش هيحصل طيب ، هتلاقيني قدام باب القصر بتاعكم و أظن ده مش هيعجب البيه جوزها !
فـ أظلمت عيناه و هو يردد باستهجان :
- انت مين أصلًا ؟ مالك و مال يارا ؟
فـ التعت عيناه بلهيب الحقد و هو يردف بنبرة ناقمة :
- هي عارفاني كويس ، المهم الموبايل يوصل لها دلوقتي
فـ احتدت نبرة " عمر" و هو يردد :
- انت مين بالظبط ؟
برزت أسنانه الصفراء من خلف ابتسامة ماكرة  :
- خـالد .. قول لها خالد و هي هتعرفني !
............................................................................................................................................

في مرفأ عينيكِ الأزرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن