"الفصل السابع و العشرون"

1.3K 37 1
                                    

"الفصـل السابع و العشـرون"

بسـط ذراعه أمام باب غرفـة مكتب " يامـن" يمنعها من الدخـول مرددًا بنبرة جافة :
_هــدى ، أظـن انتى عارفـة يامـن ، الكلام معاه مـش هيجيـب فايـدة
فـزجرته بنظرة نارية مرددة بـ احتـــدام:
_حاســب يا فارس ، متدخلـش
طرد زفيرًا حارًا من صـدره و هـو يرفع نظراته لوالده مرددًا بنبرة ساخطـة:
_ما تشـوف مراتك يا كمال بيه ، أظـن انت عارف ان اللى هيدخـل ليـامن دلوقتى هيخـرج عامل ازاي
نظـر له " كمال" بـ حنق ، و زفـر بـ ضيق مرددًا بنبرة ممتعضـة :
_خلاص يا هـدى ، مـش هتستفادي حاجة
تشنجت نبرتها و هي تردد:
_مستحيـــل ، بنـت حبيبـة مش هتقعـد معايا في قصـري يـوم واحـد ، مستحيـل أسيبها
تأففت ملامح " فارس" و هـو يردد بـ ضجـر :
_كمـال بيـه ، اتصـــرف مع مراتك
فـ ردد " كمال" بنفاذ صبـر :
_ خلصنا بقى يا هـدى ، قولتلك مفيش فايـدة من اللي بتعمليـه
حررت ساعديها و حدجته بنظرة ناريـة مرددة بتوعـد :
_ ماشـي يا كمال ، بس لـو متصرفتش في أسـرع وقت أنا مش هسكـت !
شملت " فارس" بنظرات مزدرية و لوت شفتيها بتأففٍ و هـي تستدير لتسيـر نحـو غرفتها بـ خطوات متشنجـة ، فـ تابعها " فارس" بنظرات ضجرة انتبه الى والده الذي تلمس وجهه متمتمًا بتهكـمٍ :
_ و ده ايه اللي في وشك ده كمان ؟
تنغض جبينه و هـو ينظر له بـ ضيق فـ استنكر " كمال" بـ نبرة جافـة :
_ لسه زي ما انت مش قادر تقف قصـاده !انت سايبه يعمل عليك كبيـر و ..
تراجع " فارس" خطوة للخلف و دس كفيه بجيبيه مقاطعًا بحـزم :
_ كمــال بيـه..  متحاولش ، و مهما هتحاول تفرق بينا هتفشـل !
لوى " كمال" شفتيه متمتمًا بامتعاض :
_ انت محسسني أنه أخوك ، ده ابـن عمك الأصغـر منك يعني ...
فـ قسـت تعبيراته و هـو يردد بنبرة جامدة :
_ لأ يا كمال بيه ، أنا عمري ما اعتبرت يامـن ابـن عمي ، هـو أخويا الكبيـر مهما كان فرق السـن بيننا !
فـ نظر له بازدراء متمتمًا بـ تهكـمٍ :
_ ماشي يا .. يا فارس ، ابقـى خلي الباشا ينفعـك !
ثـم قسـت نظراته ليردد بـ استهجان :
_ بس خليك فاكر ان يامـن مالوش عـزيـز ، و في لحظـة ممكـن يبيعـك لو حـس انك هتبقى عقبة في طـريقـه !
ثـم أشار بعينيه الى وجهه متمتمًا بنبرة ذات مغـزى و قـد ارتفع جانب ثغره ببسمة ساخرة :
_ و أظـن ان ده بدأ يحصـل !
كـز " فارس" بـ عنفٍ على أسنانه و قـد احتقنت عيناه بالدماء و هـو ينظر له بـ غيظٍ ، فـ تظاهـر " كمال" بأنه ينـزح ذرة تراب غيـر موجـودة على كتفه  متمتمًا ببرود :
_ و بكرة تقـول أبويا قال !
ثـم ربت عليه برفق نوعًا ما و أشار بـ عينيه الى وجهه مرددًا بـ استخفاف :
_ و ابقي شوفلك مرهـم لوشـك ، مبوخة شكلك !
ثـم رمقه بنظرات ساخـرة مستخفـة قبل أن يستديـر بـ جسده متجهًا نحـو غرفته ، فـ تابعه " فارس" بنظرات مستشاطة ، زفـر أنفاسه بـ حنقٍ و مسـح بـ عنفٍ على وجهه فآلمه نوعًا ما تلك الكدمـة الزرقاء البارزة قليلًا أسفل عينيه ، فـ تآوه بـ خفوتٍ و هـو يتلمسها بأطراف اصابعه ثم تنهد بحرارة و هـو ينظر حيث اختفى طيف والده متمتمًا بنبرة جـامدة :
_أنا عارف اللى انت عايـزه يا كمال بيه ! بس مـش هيحصـل !
.....................................................................................................
توترت ملامحه و هـو يرفع كفه منتويًا قرع الباب ، قبض على شفتيه بـ قوةٍ و هـو يتلفت بـ حـذرٍ لـ يضمن عدم متابعة أحـدهم له ، تنهـد بـحرارة قبـل أن يقرع الباب بـ شئ من التردد ، انتفضـت " يارا" فـزعًا و هي تتراجع و سلطت بصرها على الباب فـ ردد " عمـر" بـ هـدوء حـذر :
_ ممكـن أتكلم معاكي شويـة ؟
ازدردت ريقها بـ توجسٍ متمتمة بـتردد و هي تستند بـ كفها على الباب :
_ انت ميـن ؟
قبض على شفتيه مرددًا بـ ضيق :
_ أنا عمـر ، أخو يامـن
امتعضت ملامحها و تنهـدت بـ قنوطٍ متمتمة بـ تأفف :
_ و عايـز ايه منى انت كمان ؟
تنغض جبينه من فتـور نبرتها و تمتم بـ نبرة متوترة :
_ عايـز أتكلم معاكي شوية ، ممكن تفتحـي الباب ، مش هاخـد من وقـتـك كتيـر !
تأففت ملامحها و هـي تردد بـ حنق :
_ أفتحه ازاي و أخـوك حابسني هنا !
ارتفع حاجبيه للأعلى مكررًا بـ ذهـول :
_ حابسـك !
ثـم دس كفه بجيبه متمتمًا بنبرة منزعجـة خافتة :
_ أنا كنت متأكد ان الموضـوع فيه إنّ ، ماهو مش معقـول هيسيب بنات العالم كلها و يتجـوز بنت حسيـن !
استمـع اليها و هـي تردد بتوسلٍ :
_ أنا .. أنا عايـزة أخرج من هنا ، أرجـوك كلمه و هـو أكيـد هيسمعلك طالما انك أخـوه !
لوى " عمـر" شفتيه بتهكـمٍ متمتمًا بـ نبرة منزعجـة :
_ أنا آسـف ، يامـن مش بيسمع لـ حـد ، مش هقـدر أساعـدك !
فـ استندت بـ جبينها على الباب متمتمة بـ مرارة :
_ أنا عايـزة أخـرج من هنا !
تنهـد " عمر" بحرارة متمتمًا بـ هـدوءٍ حـذر :
_ طيـب ممكـن تهـدي ، صدقيني أنا عايـز أساعـدك بس اطلبي مني حاجـة أقـدر أعملها ، اللي انتي بتطلبيه ده مستحيـل !
أجهشـت بالبكاء المرير و هـي تدفـن وجهها بيـن كفيها متمتمة بـ مرارة :
_ أنا تعبت بقى ، عايـزة أهلي ، عـايـزة أطمـن عليهم !
فـ تحفـزت حـواسـه و هـو يردد بنبرة جادة :
_ بصي ، أنا .. أنا ممكـن أعرفلك أخبار عـن عيلتك و أطمنـك عليهـم
فـ خفق قلبها بـ عنفٍ في صـدرها و هـي ترفع وجهها عـن كفيها و نزحـت دموعها بـ ظهر كفها متمتمة بـ لهفـة :
_ بجـد ؟ تقـدر تجيبلي موبايل أكلمهـم
فـ قبض على شفتيه بقوة و لـم يرد احباطها فـ تمتم :
_ بصي حكاية الموبايل دي مـش متـأكد منها ، بس أنا ممـكـن أطمنك عليهم
أومأت برأسها عـدة مرات متمتمة بلهفة :
_ تمام تمام ، مش مهم ، المهـم أعرف هما عامليـن ايـه
فـ تفحـص المكان من حـولهِ بنظراته مرددًا بنبرة جـادة :
_ أنا لازم أمشي دلوقتي ، متخافيش يامـن مش هيعرف حاجة
فـ افترّ ثغرها ببسمة باهتـة و هـي تردد بـ امتنـان :
_ مش عارفة أشكرك ازاي
فـ لاح على ثغـره ابتسامة مطمئنة و هـو يتمتم بنبرةٍ عـذبة :
_ خلي الشكـر لما أقـدر أطمنـك على أهلك
تنفست بـ عمقٍ متمتمة بـ اقتضاب :
_ تمام
استدار بـ جسده و سـار نحـو غرفته بينما طردت زفيرًا حارًا من صدرها ، و أطبقت جفنيها لثوانٍ ، ثم عادت تفتحهما و هي تدفن وجهها بين كفيها و لكن تنغض جبينها و هي تُبعد كفيها عن وجهها خفق فؤادها رُعبًا و هي تسير بعينيها على كفها متمتمة بهلعٍ :
- ايه الدم ده ؟ جه منين ؟
تفحصت كفيها جيدًا لتتأكد من أنها ليست دمائها ، أطبقت جفنيها تعتصر عقلها متذكرة ما حدث لها تباعًا حتى توقفت عند تلك النقطة عندما تذكرت أنها رأت " خالد" يجرح عنقه بمدية ثم حمله لها و تطويقها لعنقه ، تأففت و هي تتمتم بفتور :
- مش طايقة حتى دمك يكون عليا !
ثم استندت بكفيها على باب الغرفة و نهضت متجهة نحو المرحاض لتنزح دماؤه عن كفيها .
.....................................................................................................
انتهـى الخـدم من اعـداد غرفـة لـ " فارس" بالطابق العلوي ، كـان جالسًا على طرف فراشـه يقـوم بالرد على بعض الرسائل عبـر تطبيق "الواتساب" الشهيـر ، طرد زفيرًا حارًا من صـدره و هـو يضغط على الزر الجانبي لإغلاقـه ،بالرغم من اعتدال الجـو الى أنه شعـر بـارتفاع درجة حرارة الغرفة ، فـ التقط جهـاز التحكـم الصغيـر و وجهه نحـو جهـاز المكيف و نقر على احدى الأزرار ، ثـم أسنده على الكومود المجـاور للفراش ، و تمدد بـ جسده عليه لـينظـر للسقفيـة بـ شرودٍ انتبه الى صـوت طرقات على باب غرفته فـ اعتدل في جلسته متمتمًا بنبرة جادة :
_ ادخـل
أدار " عمر" المقبض و دلف للداخل و :
_ لسـه صاحي ؟
رفع كتفيه مرددًا بـ فتـور :
_ هـو أنا هعرف أنام أصلًا !
فـ جلس أمامه على طرف الفراش متمتمًا بـ حماس :
_ كويس عشـان أنا مستحيـل اعرف أنام ، فقولت آجي أزهقـك !
عـدّل " فارس" من وضعيـة الوسـادة خلف ظهـره و استند عليها و هـو يجلس مستقيمًا ، و عقـد ساعديه أمام صـدره متمتمًا بابتسامة :
_ بصـراحة انت مـزعج و رخـم بـس وحشتني رخامتك !
و كأنه أثنى عليه ، وضع " عمـر" كفه على صـدره و هـز رأسه بحركة مسرحيـة مرحـة مرددًا بـ مزاح :
_ الله يخليك يا فارس ، مش عارف من غير تشجيعـك ده كنت هعمل ايـه !
فـ تنهـد " فارس" متمتمًا بـ نبرة جادة :
_ ارغـــي !
فـ أخفض " عمـر" ذراعه و تنهـد بـ حرارة متمتمًا بنبرة ذات مغـزى :
_ هتكلـم في إيـه ؟ طبعًا يـامـن !
فـ ارتفـع جانب ثغـره ببسمة ساخـرة و :
_ المفروض انت اللى عارف ، أنا جـاي من أسبـوع ، و ماشاء الله كـان أسبـوع ميتنسـ...
فـ ضيق عينيه مقاطعًا بـ شدوه:
_ جـاي مـن ايـــه ؟ اسبــــــوع ؟
قبض " فارس" على شفتيه بـ قوة فـ ردد " عمر" بـ استنكار رافعًا حاجبه الأيسـر :
_ جاي من أسبوع و لسه فاكر ترجع النهاردة ؟ حتى لو مش عايـز ترجع القصـر ، على الأقل عرّفنى !
فـ ربت " فارس" على كتفه متمتمًا بـ هـدوء حـذر :
_ معلش يا عمـر ، و الله كنت عامل حسابي أعرفك من أول يـوم ، لكـن حصل حجات منعتني و ...
قاطعه و قـد لمـح تلك الكدمـة الزرقاء البارزة أسفـل عينه اليمنى فـ أشار اليها و ضيق عينيه  :
_ ايـــه اللى عمل فيـك كده ؟ يـامـن صـح ؟
تنهـد " فارس" بـ حرارة و لـم يعقـب ، فـ زم " عمـر" شفتيه قائلًا بـ ضيق :
_ خلاص مش لازم ترد ، أنا خـدت جوابي
سحب " عمـر" شهيقًا عميقًا زفره على مهلٍ و ردد بنبرة ضائقة :
_طـب هـو ضربك ليـه ؟
فـ مسـح " فارس" على وجهه بـ كفيه و  ردد بتنهيـدة مُطولـة :
_ دي قصـة طويلة بعديـن أحكيهالك !
ضيق عينيه و قـد استشف شيئًا و :
_ بـ خصـوص مراته ؟
فـ قبض " فارس" على شفتيه مرددًا :
_ مش بالظبط ، حاجـة شبه كـده !
فـ تشبث " عمـر" بقوله قائلًا بـ تصميـم :
_ انت هتكلمني بالألغـاز ، أنا عايـز أفهـم كـل حاجة !
لوى " فارس" شفتيه بتهكـم مرددًا باستنكار :
_ تفهـم ايـه ؟ منـي أنا ؟ اذا كان أنا مـش فاهـم حاجـة ، روحـت المستشفى قابلت ابـن عمى و اكتشفت فجأة إنه متجـوز و ان مـر...
قاطعه بذهول :
_ مستشفــى ! هـو ايه اللى حصـل بالظبط ؟
تنهد " فارس" بعمقٍ و هـو ينظـر له مليًا ، ثـم شرع يقص عليه ما حـدث ، منـذ دهسه لـ فتاة بـ سيارته ، و ذهاب كلاهما لـ ذات المشفى ، و اصطدامه به مصادفـة ، و اكتشاف زواجه من خلال هاتف شقيقتها ، كمـا أخبره ما أخبرته به " ولاء" بأن أخيه قـد تزوج بـ أختها عنـوة و رُغمًا عنها ، ثـم اتيانه لـ منزلهم و اخباره لعائلتها بأنها زوجتـه ، و بـ نهايـة الأمـر .. محاولة قتل والدها له وكيـف أنها أنقذت حياته مما أدى بها بنهايـة المطاف للتواجـد بـ المشفـى .
تجلت الصدمـة على ملامحه و فغـر شفتيه متمتمًا بـ ذهـول :
_ كـل ده تعرفه و بتقول مش فاهـم ! يامن عمل كل ده !
فـ ردد " فارس" بـ ضيق :
_ أخوك دمـر العيلة كلها !
تنهد " عمر" بحرارة و هو يتمتم بضيق :
_ مكنتش أعرف ان يامن وصل للدرجة دي !
مرر " فارس" أصابعه بـ خصلاته و :
_ فضل صابر السنين دي كلها ، و أول فرصـة جتله استغلها و دمـره فعلًا !
نظـر له بـ عمق و  طرد زفيرًا حارًا من صدره :
_ بس دمر عيلته كلها معاه !
امتعضت ملامح " عمر" و ردد بـ استنكار :
_ طب و البنت اللي مبهدلها معاه دي ذنبها ايـه ؟
رفع " فارس" كتفيه متمتمًا :
_ ملهاش ذنب ، بس يـامن مبقاش شايف قدامه ، طـايح في الكـل و مش هامه حـد
تنغض جبينه و قوس شفتيه باستهجـان و هـو يردد :
_ كـل ده ليـه ؟ هيستفاد ايـه مش فاهـم ! هيرجع بابا من الموت ؟
قوس " فارس" شفتيه مرددًا بتهكـم :
_ فاكر ان ناره هتبـرد لما يدمـره ، و عشـان كـده ناره بتزيـد أكتر و أكـتر !
ضيق " عمر" عينيه و هـو ينظر له بـ عدم فهـم فـ ردد " فارس" موضحًا بنبرة جامدة :
_ عشـان ناره مبردتـش.. كان فاكـر انه هيرتاح ده مخليه سـاخط على كل حـاجـة  و الجحيـم اللي عايش فيه بيزيـد أكتر و أكتر !
استند " عمر" بمرفقيه الى ركبتيه و دفـن وجهه بيـن كفيه  فـ استطـرد " فارس" بـ تنهيـدة مُطولـة :
_ بـس الواضـح أنه سحبها لجحيمـه !
فـ رفع " عمـر" عينيه اليه ينظر له بنظرات ضائقـة و ردد بـ استنكـار :
_ و بعديـن ؟ ايه اللي هيحصـل ؟
رفع كتفيه متمتمًا بنبرة عميقـة :
_ محدش عارف ، بـس الواضـح ان اللى جاي ميطمنـش !
فـ تمتم " عمـر" بـ استخفاف متهكـم :
_ أنا كـده اطمنت !
ران على كلاهما صمـتٌ مريب تبادل كلاهما فيها نظرات ذات مغـزى ، تنهـد " عمر" مشيرًا بعينيه الى تلك الكدمـة :
_ طب مقولتليش بردو عملك كده ليـه ؟
تلمس " فارس" تلك الكدمـة بأطراف أنامله و ردد بـ حنق :
_ عشـان دليـت " حبيبـة" على مكان " ولاء" ، و هـو كان عايـزها هـي و حسيـن يفضلوا تايهيـن مش عارفيـن مكان ...
تنغض جبينه متمتمًا بـ عدم فهـم :
_ ولاء ميـن ؟
فـ نظر له بحنق مرددًا بـغيظٍ:
_ انت بتنسي بسرعة ليـه ، ما أنا لسه قايلك ولاء أخت يارا
فابتسم " عمـر" متهكمًا :
_ أه اللى انت سويتها بالأسفلت ! واضح انكو استلمتوا العيلة انتو الاتنيـن !
فـ أشاح بكفه متمتمًا بـ سخـطٍ :
_ أعمل ايه يعنى ، غلطة مش مقصـودة و حاولت أصلحها بـ كل الطرق لغايـة ما وصلتها لأهلها
فزفر "عمر" بضيق  :
_ طب و البنت ... قصدي يارا هتفضـل هنا ؟
_ المفـروض
فرك وجهه بكفيه قائلًا بـ فتـور :
_ ماما مـش هتسكـت
فـ تأففت ملامح " فارس" و :
_ يعني كمـال اللي هيسكـت
فسأله باهتمام :
_ طب و بعديـن ؟
فـ تمتم " فارس" بـ ضجـر و هـو يلكـزه في كتفه :
_ و بعـديـن انت رغاي أوي ! قـوم بقى أنا صدّعت
امتعضت ملامحه زافرًا بـ حنق و استقام بوقفته متمتمًا بـ توعـد :
_ ماشي يا فارس ، ابقـى افتكرها !
أومأ برأسه بلا اكتراث :
_ ان شاء الله
فـ رمقه " عمـر" بـ ضيق ، و استدار لـيسيـر نحـو الباب متعمدًا التباطؤ فـ استوقفه " فارس" بـ نبرة جـادة :
_ عمــر
فـ تهللت أساريره و هـو يستديـر متمتمًا بنبرة متلهفـة :
_ كنت عارف انك هتوقفنى ، حبيبي يـا فارس
فـ أشار " فارس" بـ كفه للمرحاض متمتمًا بـ نبرة جـادة :
_ شـوفلي مرهـم للكدمة دي في علبة الاسعافات جـوا معلش
عبسـت ملامحه على الفـور و هـو يسيـر نحـو المرحاض مغمغًا بـ كلمات مبهمـة تنم عن سخطه ، فـ التوى ثغـر " فارس" ببسمة ساخـرة سريعًا ما تلاشـت حيـن خرج "عمـر" من المرحاض حاملًا علبة الإسعافات و ألقاها أمامه على الفراش مرددًا بـ عبوس :
_ امسـك دور لـ نفسـك عشـان مش فايق ، تصبح على خيـر
ثـم استدار متجهًا نحـو الباب و على وجهه علامات التجهـم باديـة ، فـ تمتم " فارس" بنبرة آمـرة و هـو يرى كفه يرتفع لـ يضغط زر الإنارة :
_ طب استنى متطفيـش النـور
فـ نظـر له " عمـر" بـ تحدٍ و هـو يضغط الزر ثـم استدار بـ جسـده موفضًا للخارج موصدًا الباب خلفهِ فـ صـاح به " فارس" بـ عصبيـة :
_ ولا ، خـد هنـا ، عمــــــــــــــــــــــر ، افتح النـور !
زفـر بـ غيظٍ و هـو يبسـط ذراعه لـ يفتح المصباح الكهـربي " أباجـورة"  الموضـوع على الكومود بجوار فراشـه ، و تنهـد بـ ضيق متمتمًا و هـو يفتح العلبـة :
_  مستفــز
التقط أنبوب دهـان و نـزع غطاؤه ثـم شـرع يـدهـن به موضع الكدمـة متمتمًا بـ تهكـم :
_ كـان ايه اللي نزلني بـس ؟ ما كنت قاعـد هناك مرتاح و محـدش يقـدر يكلمنى !
...............................................................................................

في مرفأ عينيكِ الأزرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن