اختطف الهاتف بـ قوة من كفه و حـدق بالصـورة التي كانت لـ زوجته و شقيقتها ، سلط بصره على زوجته المبتسمـة ببهجـة لـم يرها عليها مُطلقًا ، رفع نظراته لـ فارس" عندمــا ردد بـ دهشـة :
_ انت تعرفها و لا ايــه ؟
لـم يكـن لـ يحتاج سـؤاله لـ يُدرك أنـه صدم شقيقـة زوجته " ولاء" ، توسط خصره بـ كفه و عـاد يحملق بـ الصـورة ، و فجأة ارتفع جانب ثغـره بابتسامة شـرسـة شبه ساخـرة ، فـ قطب " فارس" حاجبيه مرددًا بـ دهشة و هـو يضع كفه على كتفـه :
_ في ايـه ؟ انت ضحكتك المريبة دى بتخوفنى !
دس الهاتف في جيبه ، وقد تصلبت تعبيرات وجهه ، أخـرج زفيرًا من صدره لـ يردد بنبرة شرسـة و هـو ينظـر له بنظرات حامية :
_ غرفـة رقـم كام ؟
فغر شفتيه ليردد بذهـول :
- هاه
فـ احتقـن وجهه بالدمـاء ، و بـرزت عروق جبينه و انتفخت أوداجـه هادرًا باحتــــدام :
_ أنا على أخــــــرى ، انطـــق
ارتفع حاجبيه و هـو ينقل نظراته الضائقة بين خضرواتيه ، لـ ربمـا لـو كـان أحدًا غيره يقف مكانه لارتعـد من هيئته التى لا تُنـذر بالخيـر مُطلقًا ، تنهـد بـ حرارة متمتمًا بـ خفوت :
_ رقـــم "....."
فـ حدجه بنظرات جـافـة قبـل أن يستديـر مغيرًا وجهته بـ خطوات واسعـة ، فـ اتسعت عينا "فارس" و صاح مناديًا و هـو يلحق به :
_ يـامـــن ، رايح فيــن ؟ استنى بس !
و لكنه لـم يستفـد شيئًا و كأنه سـراب لا وجـود له ، زفـر بـ ضيق متمتمًا بـ همسٍ و هـو يسيـر خلفه بـ خطوات واسعـة :
_ بنده لميـن بس هـو انت لما تبقى كده بتشوف قدامك ؟ عمـرك ما حسستنى انى أكبر منك أبدًا !
………………………………………………………………………………..
وقف منتصبًا أمام فراشها ، سـار بـ عينيه على الجبيرة المحاوطـة لـ ساقهـا اليُسـرى ، ثـم ثبت نظراته على وجهها ، مـا حـدث زاد النيران المضطرمـة بـ صدره ، مما جعله أكثر سخطًا ، أليس من المفترض أن يكـون سعيدًا لما حـدث لها أو حتى لأختها التى يهي زوجتـه ، لقـد أُصيبت كلتاهمـا بسببه ، ابنتيه بـ ذات اليـوم ، أليس من المفترض أن يشعـر بـ نسبة تحسـن ، لقـد حدث ما أراد ، و كيف له أن يعذبه بـ طريقة أخـرى ؟ طُعنت احداهمـا على يده و الأخـرى صُدمـت بسبب ما فعـل ، فـرك عنقه بـ كفه و أخرج زفيرًا حارًا و كأنه يحاول التنفيث عـن النيران المستعرة بداخله ، انتبه أخيرًا لـ كف " فارس" الذي وضعه على كتفه و هـو يقـول بنبرة حادة :
_ رد عليا يا يامن ، تعرفها منيــن ؟
فـ هـــدر به بـ نفــاذ صبـر و هـو ينـــزع كفـه عنه :
_ يــــــــــــوه
ارتفع حاجبيه استنكارًا من صراخه المفاجئ عقب سكــون طويـل بينمـا رمقه " يـامـن" بنظرة حامية من عيناه التي صارت كـ جمرتيـن من الجحيــم هادرًا بـ هيــاج :
_ أخت مراتــى ، ارتحـــت دلوقتى ، تعرف تبطــل زن بقى !
اتسعت عيناه و فغر شفتيه و حملق به غير مصدقًا ، و كأن الكرة الأرضية توقفت عـن الدوران بالنسبـة اليه ، تحركت شفتاه لـ ينطق بـ صدمــة جليـة :
_ مـ..مـراتــك !
و فجأة انبعج ثغره بابتسامة بلهـاء ، بـل انه كركر ضاحكًا و هـو يتوسط خصـره بـ كفيه غير مصدقًا لمـا يتفـوه به ، فـ أشـاح " يامن" بوجهه بعيدًا و هـو يـزفـر بـ نفاذ صبرٍ ثم نظـر له بنظرات مميتـة متمتمًا بـ شراسة و هـو يكـز على أسنانه :
_ قسمًا بالله يا فارس أنا مش شايف قدامـى ، لـو مسكتك مش هسيبك !
فـ خبى صوت قهقهاته ، و تلاشت ابتسامته لـ يردد بـ استنكار :
_ يامن انت واعى للي بتقـوله ؟ مراتك اللى هـو ازاى يعنى ؟
كـور قبضتيه بـ قوة و هـو ينظر له شزرًا ، ثـم ثبت نظراته المميتة على " ولاء" و استدار بـ جسده منتويًا المغادرة فـ سد " فارس" بـ جسده الطريق أمامه لـ ينطق بـ ذهــول :
_ يامـن انت اتجـوزت بجد ؟
فـ هـدر بـه بـ استهجــــان :
_ أومــال بهزار ؟
اتسعت عيناه مرددًا بـ عدم تصديق :
_ اتجــوزت ! طب ازاي ؟
أنت تقرأ
في مرفأ عينيكِ الأزرق
Romance" مُقَدِمة" أَقْسَـــمَ أن يُذيقَه من نَفـس الكَـأْس و حينَ حَانَتْ لـَحظة الأخذ بالثـَـأْر ظَهـَرَت هى أَمَـامــه كـمَلاك يَــرده عن خَطِيئة الانْتِقَام لـ ينْتَشلها منه عَنوَة فـ يـَحرِق رُوحُـه رُويدًا رُويدًا و لـكن.. لم يَـضَع المشاعر فى ال...
