إلى متى سيبقى مستهترا إلى هذا الحد؟ الإجابة : إلى أن يقتلنا جميعا.
صباح ذلك اليوم، استيقظت على صراخ شقيقتي فأسرعت لارى ما أصابها، لقد فوجئت بذاك المنظر!! امي على الأرض مغشية عليها وفي يدها بعض الأوراق، شقيقتي الصغرى تجلس بجوارها وتبكي. أسرعت نحو الغرفة لأخذ مفتاح سيارتي واصحبها للمشفى لكنني لم أجده قلت في سري ( ذلك الأحمق عليه الإسراع)، اتصلت بأمجد وطلبت منه المجيء بسرعة، من نبرة صوته ستعلم بما قضى ليلته السابقة.لم يمر الكثير من الوقت حتى اتصل بي والدي ليخبرني بالمصيبة التي ستغير حياتنا، أو بالأحرى حياتي، أمجد اصطدم بفتاة على الرصيف، الفتاة في المشفى و أمجد في السجن. جاءني والدي على عجل فركبت معه بالسيارة، حتى أنني لم أرتب شكلي ابدا انطلقنا مباشرة لقسم الشرطة وهناك تقابلنا مع أمجد، أمجل متلبد المشاعر بارد الأعصاب الذي لم يأبه لما سيحدث له، بعد نقاش قصير لم أتمالك نفسي فخرجت من عنده وتركت والدي. جلست افكر، كيف يمكن لشخص أن يضيع حياته بهذا الشكل المريع لايمكن أن يكون هذا حقيقيا حتى. اتصلت بأماني محبوبتي لأخبرها ما الذي حدث وأخبرها عن ردود أمجد الباردة لتفاجئني ببرود اكثر، وكأنها لاتأبه بشيء سوى زواجنا!! ماذا عن اخي الملقى في السجن؟ ماذا عن سيارتي التي تحطمت، والأهم من هذا ماذا عن تلك الفتاة الموجودة في المشفى.
من السجن ذهبنا للمشفى للاطمئنان على حال الفتاة، وقبل أن نصل اتصل صديق قديم بأبي، ابي الذي تسمر بمجرد أن سمع كلام ذلك الرجل. بعد أن أقفل الخط، لم يمنعني فضولي من سؤاله عن هذه المكالمة الغريبة
- أنه صديق قديم جدا
- ماذا يريد؟
-الفتاة التي في المشفى تكون ابنة شقيقه.
-....
-انهم عائلة (ــــ)
-ماذا؟!!! إذن ما ذا يريد منك!؟
-لقد عرض على عرضا ليخلصنا مما نحن فيه
- لا أستطيع أن أفهم يا ابي، لماذا سيعرض هذا العرض
- بكل بساطة ليستولي على مال شقيقه!! يريد منا أن نساير الطبيب
- أي طبيب؟؟ انا حقا لا أفهمك
- يريدنا ندفع الفتاة للانتحار!!!لم أفهم كثيرا مما قاله والدي، لكنه كان مرتبك ويفكر مليا، لذلك قرر أن يضغط على الفتاة لسحب الدعوى، لم يرد والدي أن يطالها مكروه.
-ماذا سيكون لي بالمقابل؟
-ألم تفهمي الأمر بعد نحن لن نستطيع تحمل نفقات علاجك. رددت
- لا تتدخل انت انا اتكلم إلى والده.
- انا شقيقه يا نداء توقفي عن تكبرك هذا
- اسمعني يا عم، لن يكون هناك فائدة من إخراج أمجد من السجن لذا لن اتنازل عن القضية.
أردت ان اوبخها لولا أن رن هاتف ابي فجأة فطلب مني الخروج معه. لقد كان عمها، يسأل والدي إذا وافق ام لا فأجابه ابي انه وافق، ليس لدينا خيار آخر الان سوى اننفذ ما طلبه عمها. بكل بساطة، يريد عمها أن تزف نداء عروسا لأمجد، نداء الطفلة الوحيدة المدللة التي لم تعرف معنى كلمة لا ابدا عروسا للشاب المستهتر الذي بالكاد يستطيع الإنفاق على نفسه، هو لن يتمكن من تلبية طلباتها وجعلها تعيش كما اعتادت وهي لن تطيق العيش معه، في النهاية ستقتل نفسها أو سوف تخلعه، وإذا خلعته سوف يكون الشرط ثروة والدها كلها. هذه الخطة القاسية التي وضعها عمها ليأخذ أموال أخيه لجيبه. أتساءل دائما كيف المال يدفع صاحبه للقتل، الان عرفت.

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...