( نداء)

26 5 0
                                        

      لا أحمل اي مشاعر كره تجاه أمجد بسبب الحادث. لم أكن أراه سوى شاب أضاع طريقه ليس إلا.

      بشكل عام، أمجد يملك سحره الخاص، على الرغم من كونه قصير القامة الا انه كان يملك جسدا مفتول العضلات، جسده شديد البياض وشعره شديد السواد، عيناه حوراوتان. شيء ما في وجهه يدعوك التعلق بهذا الشاب. كل شيء بالنسبة له مثالي عدا ماضيه القذر!

    عرفت أمجد عن طريق ابنة خالتي ريم. ريم كانت مجرد ضحية من ضحايا أمجد. كانت تحبه بطريقة مجنونة، حفظت كل مكالمتهما الهاتفية وصوره عن ظهر قلب، أدمنت رائحته، عشقته حد اللا حد. أما هو فقد استغلها، تمتع بشقرة جسدها ونعومة شعرها، امتص زرقة عينيها، وبعد أن ملها تركها، وهددها بأنه سيفضح كل شيء أن لم تدفع مبلغا من المال. حاولنا معه بكل الطرق ولكنه أصر على هذا. بعد هذه الحادثة، أصابت معدتها اضطرابات عكست مشاكل نفسيتها، لم تعد تقدر على مجابهة الحياة القاسية، في النهاية استأثر الموت بها. منذ ذلك الوقت وانا احقد على أمجد واتحين الفرصة لانتقم منه.

     بعد أن أخبرت أمجد سبب حقدي عليه، خرجت غاضبة من قاعة الاستقبال وخرجت نحو المسبح. القمر مكتمل الليلة، أضواء المدينة البعيدة، الهدوء الذي يخيم على المكان، كل شيء مثالي عدا وجودهما، سحرني انعكاس القمر على مياه المسبح فبدأ كأنه اكتسى بطبقة رقيقة من الفضة، حللت شعري الطويل المتدلي حتى ركبتي هبت نسمة باردة داعبت خصلات شعري المتناثرة بفوضوية حول باقي الشلال، شعرت بالبرد قليلا لذا دخلت ابحث عن قطعة قماش اتزمل بها. كان أمجد قد غفا على احد الأرائك في القاعة، صعدت نحو الطابق العلوي، فتحت إحدى الغرف لم أجد بها شيء، لقد أعدت كل ما أحضرت معي برفقة اهلي، ذهبت للغرفة الأخرى كان نبيل جالسا على احد الأسرة فيها، وجت سترته حملتها وعندما وصلت الباب تراجعت واعدتها وانطلقت مباشرة إلى شرفة المطبخ لامعن النظر في هذه اللوحة الجميلة. هبت نسمة خفيفة مجددا، اغمضت عيني شعرت ان الهواء يقبلني فتحت عيني، لقد كان نبيل!!!
-لمَ لم تأخذي السترة؟ واسدل سترته علي وعانق ظهري.
-انت أنانية، كيف استاثرت بهذا المنظر الجميل وحدك
- أن القمر جميل هذه الليلة
- صحيح جميل مثل أمجد اماني وانا
- هه كلا هو جميل فقط مثل حبيبي
-مراد؟
-كيف عرفت!!  وتفلت من يديه
-لا أعلم الشيء الذي دار بين ريم و أمجد ولكن اريد ان أسألك سؤال واحدا ما ذنبي انا وأماني في انتقامك هذا
-....
- سيتضرر الكل يا نداء، الكل حتى انت ومراد، لم يعد هناك مجال للعودة.
قال هذا وغادر. اعلم يا نبيل اننا جميعا سنتأذى، انا حقا لم أعد أعلم ما انا مقبلة عليه، لا أعلم ما الذي سيحدث، لا أعلم أن قمت بالشيء الصحيح ام لا، لكنني أعلم أن هذا يؤلم أمجد وهذا ما يهمني، انكسار عينيه يوم عقد قراننا يشفيني، انتظر يا أمجد سأذيقك أضعاف ما اذقته لريم.

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن