(نداء)

18 2 0
                                        

انه اليوم الموعود اخيرا ، أعلم ان احدا من عائلتي لن يأتي وان نبيل لا يزال يخاف شكله لذا لم اتوقع ان يشاركني في هذه الفرحة احد . تقدمت الجميع لألقي كلمة المتفوقين من على قائمة الشرف ، اعتليت المنصة ، رفعت رأسي نحو الجمهور ، اغمضت عيني لوهلة ثم فتحتهما ، لقد كان أمامي ، نبيل تجاوز خوفه ليكون اليوم بجانبي !! القيت كلمتي وانا اكاد اطير من الفرحة ، بداية لم اصدق ما رأته عيني  . بقيت اخر واحدة في القاعة لاتاكد مما رأيته ، في النهاية لم يبق سوى شخص اخر غيري ، انه حقا هو ! ركضت نحوه والقيت نفسي بين يديه 
-لم اتوقع ان تأتي ابدا !
-وكيف اجعلك وحيدة في يوم كهذا ؟
اكاد اقسم انه كان اجمل يوم في حياتي ، اشارك اجمل فرحة في الحياة الى جوار الرجل الذي احب ، ليس هناك ابدا ما هو اجمل من ذلك !

استمرت حياتنا طبيعية بعد التخرج ،كزوجين طبيعيين ، ولكن كأغرب قصة حب قد تسمعونها . كل شيء يسير بخير معي ومعه حتى جاءني اتصال طارء ، والدي يحتضر وهو يطلبني بين يديه !! والدي ؟ الان ؟ ماذا يريد ؟ ايريد ان يطلب السماح مني قبل ان يغادر الحياة ؟ عزمت الا اذهب لولا اصرار نبيل لذلك ذهبت . في المطار استقبلتني والدتي ودموعها على وجهها ولكنني كنت اشعر ان هذه مجرد دموع كاذبة ، كنت استشعر ابتسامتها الخفية اسفل هذا القناع الحزين . عندما وصلنا المشفى ، كان والدي بحالة يرثى لها بالكاد يستطيع الحديث ، دخلت وجلست الى جواره بصمت نظرت حولي كان نبيل يجلس قرب الباب فاشرت له ان يبق بجانبي ففعل .
-نداء ابنتي اعلم انك الان تكرهينني ولكن ما فعلته كان لاجلك انت
نظرت نحوه باستغراب واستنكار
-كنت اعلم ما يدور بين والدتك وعمك وكنت احاول قمعهما بطريقة غير مباشرة ولكن عندما تطاولا عليك قررت مسايرتهما حتى لا يمعنا في اذيتك
-و.والدتي انا ؟
نزل الكلام عن والدتي كالصخرة التي هشمت زجاج قلبي والدتي تخلت عني بسبب المال ؟ نظرت نحوها ونحو عمي ،كانا تحت تأثير الصدمة بالفعل
-ابنتي ، بينما نحن نتكلم الان ، اجراءات نقل الملكية تتم بالفعل ، كل ما املك من اراض وعقارات ومال بين يديك يا عزيزتي ، حتى انك لست مجبرة على البقاء في ظل هذا الزواج بعد الان ، لقد كشفا بالفعل
فتح نبيل عينيه وكانه كان خائفا من ان يفرقني والدي عنه ،لكنني اشرت براسي ب لا وامسكت يد والدي
-ابي انا سعيدة معه ، انه اكثر شخص سيحبني في العالم بعدك انت ، هو كان يعرف كل شيء ولكنه ايضا كان يحاول حمايتي والتخفيف عني حتى ، ابي يمكنك الوثوق بنبيل
قلت هذا ودموعي تنهمر شلالا من عيوني ، التفت والدي لنبيل الذي بدوره هو الاخر كان يبكي
-اني اعهد ابنتي لك يا نبيل ارجوك احمها ، انها لطيفة جدا ونقية كبتلة زهرة صغيرها  نسمة هواء قوية قليلا فقط تدمرها
-لا تقلق يا عمي انها اقوى مما تظن ، وانا ايضا يستحيل ان اتخل عنها ابدا
ابتسم والدي ، انها ذات ابتسامة مراد ، شخص بصره وتوقف قلبه وجاء الطبيب مسرعا على صوت الجهاز وخرجنا جميعا ،وخرج هو نحو مكان بعيد عن هذا العالم القذر . رفعت نظري نحو امي ، امسكني نبيل من يدي وشد ليها ، هو يعلم تماما بم افكر هو يعلم انني انوي على الاقل ضربها وشتمها لكنه منعني بامساكه يدي .

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن