( نبيل)

21 2 0
                                        

أردت أن اخلو بنفسي حتى اتمكن من الاتصال بحبيبتي أماني، لذا اتجهت نحو الأشجار الكثيفة، لارى اخي الوحيد ومخطوبتي نداء متواريين عن الأنظار. لست أشعر بالغيرة أو شيئا من هذا القبيل، ولكن سنكون في مشكلة لو أن أحدا راهم، وأيضا انا لا أثق بنداء ابدا، هي ستسعى لتنتقم مني بما فعلته يوم حفلتها مع اماني. سرت نحوهما وحاولت أن استمع إلى ما يقولانه، يبدو أن أمجد يشعر بالندم اتجاهي لذا يريد أن يسألها عن سبب اختيارها لي. في الواقع لم احتمل الكلام الجارح الذي استمرت بقوله عنه لذا تدخلت.

التصرفات الوقحة التي قامت بالتصرف بها نداء أمامي، جعلتني أغضب كثيرا لذلك غادرت، دخلت بيت المزرعة وانزويت في غرفة من غرف النوم واتصلت بأماني. أماني التي ألقت الي قنبلة جديدة.
-إلى متى تخطط لإبقاء الأمر سرا لقد انقضى شهران على زواجنا؟
-اماني الا ترين ان الوضع غير مناسب الان؟
- هل نسيت انه من الممكن أن أصبح حاملا؟ ماذا ستفعل وقتها؟
-عندما يحدث هذا ساتصرف
-ههه نبيل استيقظ من هذا، يجب أن تخبر عائلتك وان تشهر هذا الزواج، ماذا سيقول الناس عني وانت تأتي كل يوم لي.
-هل نسيتي انك من ورطتنا بهذا؟ هل انا من أحضرت المأذون وأوقعت بك؟ عليكِ تحمل أخطائك.
أقفلت أماني الخط، خرجت نحو شرفة المطبخ لاتنفس بعض الهواء النقي، رأيت نداء وحدها تتوارى بين الأشجار وهي تتحدث بالهاتف وتبتسم، لم يمنعني فضولي من اللحاق بها لأعلم ما تفعل. بالفعل خرجت راكضا لأعرف ما يحدث. لقد كانت تتحدث بلغة غير عربية، مهلا هل هي التركية؟ من طريقة كلامها ستعرف انها تتحدث مع شاب تحبه، هل نداء حقا على علاقة مع شاب آخر؟ مهلا هل قالت للتو مراد؟
-نداء. صرخ والدها من بين الأشجار، جفلت نداء قليلا مما أكد ما يدور في خلدي.
-ما الذي تفعلين وحدك بين الأشجار ومع من كنت تتحدثين؟
تظاهرت بأنني كنت اركض وامسكت ذراعها
- اوه هذا متعب لا تفعليها مجددا، فكرة الاختباء بين الأشجار ومحاولة إيجادك وانت تتحدثين الي عبر الهاتف ليست سديدة مع العجائز أمثالي.
-لقد كنتما تلهوان معا إذن، من الجيد أن تصبح علاقتكما جيدة لانكما مقبلان على زواج غريب.
غادر والدها وتركنا مجددا وحيدين
-أدين لك بواحدة
-ساخذها قريبا لا تقلقي
تركتها وغادرت. في المساء بعد أن تعطلت سيارة والدي واضطررنا للبقاء في بيت المزرعة، كنت افكر كيف يمكنني اخذ غرفة لاتتحدث إلى اماني فيها، ولكن بعد أن تذكرت كلام اماني تراجعت عن الفكرة، لا أريد أن أتحدث إليها الليلة. صعدت نحو احد الغرف حتى بدأ أمجد و نداء بالتحدث، لم اقصد التنصت ولكن يبدو أن الصورة اتضحت لي واخيرا. صعدت نحو شرفة المطبخ لأخذ بعض الهواء العليل المنظر كان ساحرا حقا. خرجت نداء من قاعة الاستقبال وذهبت نحو المسبح وارخت شعرها، هل كان يوما بهذا الطول وهذا الجمال!! وجدتني بدون ارادتي اتخلى عن منظر المدينة البعيدة واتاملها هي. يبدو أنها شعرت بالبرد لذلك صعدت نحو الغرف لتبحث عن شيء تستر به جمالها. ركضت نحو احد الغرف وجلست فيها وتظاهرت أنني العب بالهاتف. دخلت الغرفة و وجدت سترتي، حملتها ولكن عندما وصلت الباب استدارت واعادتها وخرجت. خرجت خلفها ببطء، اتحين الفرصة المناسبة اغمضت عينيها ورفعت رأسها قليلا، اقتربت أكثر،. ازحت شعرها قليلا عن وجهها، كيف لم الاحظ جمالها هذا، سرقت من شفتيها قبلة جديدة.

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن