(نبيل)

15 1 0
                                    

كنت قلقا جدا على الرغم من كلام الطبيب ، ما ان فتحت عينيها بد ثلاث ايام من الغيبوبة حتى ارتاح قلبي .
-نبيل
-عليك ان تتحسني بسرعة وان تكملي مشروع التخرج خاصتك
-ما الذي حدث ؟
-مجرد رضوض وستتحسنين بسرعة
-حسنا ولكن ابق بجانبي ، اشعر انني افضل حين تكون بجانبي
-وهل يمكنني الذهاب لاحد اخر يا عزيزتي
امسكت يدها بلكلتا يدي وابتسمت . خلا الفترة التي كانت نداء فيها نائمة كنت اقرا ما كانت تكتبه على ذاك الدفتر حتى توقفت عند جملة ما ، (لقد وقعت له مغرمة مرغمة ) ، هل تقصدني انا ؟ هل نداء معجبة بي انا ؟ تلاشت هذه الافكار حين قرات جملة اخرى قد سجلت حديثا (سيصبح كل شيء ذكرى ) هذا يعني انها مازالت مصممة على الطلاق ،علي ان افكر بطريقة تجعلها تعدل عن هذه الفكرة .

مرت اسبوعان من العلاجات المكثفة والتمارين الطبيعية حتى تمكنت نداء من العودة لطبيعتها والحركة بشكل سليم . بعدها تمكنت من اصطحابها نحو البيت ، ونا في طريقي للعودة توقفت لشراء بعض الاشياء وتركت نداء في السيارة ، عندما عدت شعرت شيئا ما تغير . منذ ان خرجنا من المشفى لم تصمت بل استمرت بالبحديث بسعادة عن خططها المستقبلية بعد ان تتوظف وما الى ذلك ولكن لان هي فقط صامتة ، لكنني لم اجرؤ على سؤالها حتى . عندما وصلنا البيت نطقت اخيرا
-من اين اتيت بكل هذا المال ؟
-في الواقع انه ..ملكك !!
-لكن ذاك المال كان لأجلك ! لأجل ان تعود كما كنت قبل ان ننفصل !
وانطلقت باكية واخفضت رأسها ، اقتربت منها كثيرا حتى بات صوت انفاسها مختلطا بصوت انفاسي ، وضعت اصبعي السبابة اسفل ذقنها ورفعت راسها بينما انا املت راسي حتى التصق جبيني بجبينها ،شبكت يداي بيديها ، استمرت هي بالبكاء واغمضت عينيها
-ان كان وجهي هذا هو الذي يبقيك الى جانبي فسأرحب به الى الابد ، لقد صرفت ذلك المال ، اذا اردت عمل العملية فعليك جمعه مجددا ، وحتى تجمعيه سأصرفه مجددا وتعودي مجددا نحو البداية ، القصة باختصار يا عزيزتي هي انني احبك
اغمضت عيني غير مستعد للجواب ، لا اريد ان اسمع رفضها لي بعد
-احبك ايضا يا نبيل
فتحت عيناي على وسعهما وابتسمت ، هل هذا حقيقي ؟ هل انا في حلم ؟ سحبت يداي من يديها وعانقتها بقوة وكانني لا اريد ان تفلت من يدي احبها جدا .

من الان فصاعدا لن ينام كل شخص بمفرده ، لن يكون على نداء العمل لساعات طويلة ، ستركز على دراستها وعلي ، وبعدها ستلتحق بوظيفة طبيعية تلائم تخصصها الجميل مثلها . سنكون واخيرا زوجان طبيعيان ! على الاقل هذا ما تمنيته ، بعد شهرين كان تخرج نداء ، ادرك تماما ان احدا من اهلها لن يأتي ليحضر تخرجها من الجامعة ولكنني ومع ذلك لست قادرا على مجابهة الناس بهذا الشكل . مجددا المشاكل اندلعت بيننا بسبب وجهي المخيف ، ولكنها سرعان ما هدأت ، تحديدا شكليا هدأت . اقترب موعد تخرجها بالكاد بقيت بعض الايام ، كانت تتسلل نحو غرفتنا وترتدي زي التخرج ، ترتدي القبعة وتتأمل نفسها في المرآة ، أعرف تماما ماتعنيه فرحة التخرج ، وعندما لم يبق سوى يوم على التخرج ، وهي واقفة بهيئتها تلك ، تسللت خلفها وسحبت القبعة ورفعتها عنها ، انها قصيرة جدا لدرجة انك قد تظنها دمية بسبب حجمها الصغير
-يا نبيل اعدها لي
- لا لن أفعل ذلك الا اذا التقطها بنفسك عن راسي
اطرقت راسها تفكر بما ستفعله وانا ادرت رأسي ابحث عن شيء قد يساعدها لتتسلق على عليه وتصلني ولكنها فجاة شدتني نحوها وتظاهرت بانها تريد ان تقبلني ، شدتني وطاوعتها بقلبي قبل جسدي متعطشا لها اقتربت حتى لم يعد بامكاني التراجع ، سحبت القبعة عن راسي وضحكت بمكر ووغادرت .

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن