بعد كلام نبيل القاسي خرجت لأمشي في الشارع راجلة ، الى اين كنت امشي ومالذي كنت اخطط للقيام به في تلك اللحظة ؟ لا اعلم فقط كنت امشي بدون وعيي الى ان جاء اتصال امجد ليخرجني من شرودي
-قررت الانفصال
-بهذه السرعة ؟
-انها تستمر بتجاهلي بشدة
-هل تحدثت اليها اولا ؟
-هي لا تترك لي المجال ، دائما ما تعتذر عن الخروج معي واذا خرجت فانها تتاخر عن الموعد او تبقي عينيها في هاتفها ، لذا لم اعد اطيق هذا .
-حسنا ولكن احرص ان تفعل شيء لا تندم عليه مستقبلا
-هل علي منحها فرصة اخيرة ؟
-اعتقد ذلك
- ماذا عنك ؟ يبدو صوتك باهتا جدا هل هو نبيل مجددا ؟
-لا اعلم تحديدا ان كان نبيل او نفسي ... بالمناسبة هل ابدو كفتاة سيئة ؟
-ابدا !!
-حسنا اذن سأتحدث اليك لاحقا . واقفلت الخط
اكملت مشيي شاردة الذهن أفكر بنبيل وافكر بأمجد ، انا لم أجلب سوى التعاسة لهذين الشخصيين ، ولكن هل بدأت أتعاطف مع امجد ؟ اتصل بي رقم غريب فأجبته :
-السيدة نداء ــــــ
-اجل
-نحن من قسم الشرطة هل يمكنك التوجه لاقرب مركز شرطة حولك ؟
-هل هناك أمر ما
-انه امر طارئ ولا يمكن مناقشته على الهاتف
بالفعل توجهت لمركز الشزطة وقلبي يغلي ، جلس معي احد رجال الامن واخبرني كل شيء ، وجدت اجابات لتساؤلاتي حول سهى والمستودع !! انهم عصابة منظمة مع عدة اطباء أخلوا بواجباتهم الطبية ليتاجروا بالاعضاء البشرية ، يقومون باستدراج الناس شيئا فشيئا ثم ياخذون ما يريدونه ويلقونهم بعيدا وكأن لا قيمة لحياتهم
-ارجوك سيدي لقد خرج منذ الصباح نحو المستودع ارجوك انقذه
-امل ان نتمكن من هذا
طلب مني العودة للمنزل وان انتظر اي شي سواءا من العصابة او من الشرطة . عدت نحو البيت وانهرت مباشرة وكأن كل الجبال التي في الدنيا تنهار فوق ظهري فجأة رن هاتفي
-نداء !!
انه صوت نبيل ولكن ، نظرت نحو شاشة الهاتف ، انه ليس رقمه !!
-نبيل اين انت ؟ اسمع.....
-نداء انا اسف انا ..
لم يكمل كلانا كلامه ، اقفل الخط وشعرت انها المرة الاخيرة التي اسمع صوته فيها ، اتصلت مباشرة في الشرطة ليخبرونني بانهم يتبعون احد الاطباء وانهم بالفعل متجهون نحو المستودع . استمر قلبي بالغليان حتى اعاد الشرطي اتصاله وطلب مني التوجخ نحو مركز الشرطة الذي كنت به من قبل لاقدم افادتي وبالفعل ذهبت . هناك رايتها مكبلة ركضت نحوها وبدون ارادة مني ضربتها
-الشخص الذي عليه تلقي الضربات هو انت نداء ، لقد هرب منك الي
اخذها الضابط من امامي بسرعة حتى لا يزداد الامر سوءا اما الضابط الاخر فاخبرني ان بامكاني الذهاب لرؤيته في المشفى المركزي في هذه المدينه
-هل هو بخير ؟ هل جرى له اي مكروه ؟
-ابدا انه فقط اجراء احترازي لنتاكد أنهم لم يحقنوه باي مادة
دخلت غرفته وجلست بجواره مسدت على شعره المغبر والمنتشر بفوضوية ، تذكرت اول لقاء لنا ، كان قريبا جدا من هذا ، انا في المشفى مستلقية وهو امامي بشعره المنتشر بفوضوية حول وجهه الاسمر وعيناه العسليتان الغاضبتان والقلقتان نظرت نحو وجهه وحاله، شعرت سكينا يغرس في صدري ، تذكرت كلام تلك المرأة، انا من دفعته لكل شيء انا السبب في كل شيء . لدأت ابكي بقوة حتى استيقظ وناداني للحظة اردت ان اعتذر لكل شيء ولكن ليس الان ، يجب ان اقوم بها بطريقة صحيحة، سأجمع مال العملية لاجله .في اليوم التالي اتصل أمجد بي لاخبره بكل الاشياء السيئة التي حصلت واخبرني ايضا بكل ما حدث معه ومع هيا ، اخبرته عن قراري وطلبت منه ابقاء الامر سرا بيننا و وافق . انطلقت في عملي الجديد ، عملي الذي لم يترك لي فرصة للقاء نبيل في البيت كثيرا . نبيل منذ تلك الحادثة ايضا لم يخرج ابدا من البيت وكان يتفادى العالم القاسي الذي وضعته فيه .

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...