-اشفقي عليه يا جميلتي وزوريه في منامه واصفحي عنه او اعطه حلا لهذه الحال السيئة التي يمر بها
نظرت باتجاه نداء
-اعتقد اننا نطلب منها الكثير
- لا كثير على من نحب يا امجد ، هل حياتك قليلة لتمنحها اياها ؟ كل مافي الامر هو انك احببتها .
-ساكون سعيدا حقا ، ولكن صحيح متى موعد مسابقتك ؟
- غدا
-عليك العودة بسرعة اذن
- لا عليك كل شيء جاهز . وضحكت
عاد كل منا في مساره . ليلا توجهت نحو النافذة وقلت : فرصة واحدة ارجوك ، ثم انصرفت لانام وهذا ما حدث ، كانت تنظر الي ولم تكن بعيدة جدا عني فركضت نحوها فاستدارت وعندما شددتها من يدها لم تعد موجودة هناك ، لقد كانت هيا التي امسكت يدها . استيقظت من الحلم ونظرت مجددا نحو النافذة ، انت تمزحين صحيح ؟ هذه حرب جديدة قد لا اقوى عليها. زفرت ونظرت نحو الساعة . هممت لاحضر نفسي للعمل ولكن تذكرت مسابقة نداء فاتصلت وطلبت يوما اخر اجازة وتحضرت لهذه المناسبة المهمة .عندما وصلنا لم يكن نبيل هناك ، لقد كانت عائلتها والجميع موجود عداه ، الجميع حتى هيا . فهمت الامر ، هي كانت تعلم انها سيتخلف عن الحضور لذا اصرت على قدومي هنا . مر المتسابقون بسرعة حتى جاء دور نداء ، بفستانها الكحلي وشعرها الذي اشعر ان لا نهاية له بحلتها الراقية ، وعزفها المذهل . انتهى عزف نداء وانهت المقابلة وجاء وقت عرض النتيجة ، الجميع متوتر واعصابه اشد من الجمر . في النهاية تم نطق باسم الفائز (نداء ـــ ــــــ ) . قفزنا من اماكننا من الفرحة . بدون ان ادري ، وجدتني مشدودا نحو هيا ، وكانها المرة الاولى التي اراها . دعانا والدها لتناول الغداء بمناسبة فوز نداء . وعندما لاحظت نداء التفاتي الكبير نحو هيا اصرت على بقائها معنا . وفعلا هذا ما حدث بعد ان غادر الجميع تبعت هيا لاتحدث اليها :
-ما الذي تريده ؟
-اليس واضحا ؟ اريد التحدث اليك
- وانا لا اريد ان اسمع .
-فقط اعطي فرصة
-ابدا
وانصرفت دون ان اكمل كلامي . لم يمض الكثير من الوقت حتى اتصلت نداء ترتجف وتبكي ، قالت ثلاث كلمات تعال نبيل شعري فقط . بسرعة توجهت نحوها ودخلت المنزل ، على الارض جاثية تبكي وشعرها مقصوص بعبثية واضحة ، ادركت مباشرة انه نبيل لذا عدت ادراجي ولم اتحدث بحرف واحد . اتصلت بوالدتي واختي لياتيان على الفور ، اما انا فجلست اهذب شعر نداء واحاول ان اخفف عنها .جلست امي تعتذر للطفلة المسكينة اما انا واختي كنا في الغرفة الاخرى نشاهد التلفاز فقد طرأ امر عاجل وطلبو من الجميع التوجه الى التلفاز ، تركت واختي وذهبت الى نداء وهي بالكاد هدأت ، عرفت انه سيقوم بشيء لكن احدا لم يتوقع ان يحدث هذا . فجاة صرخت اختي ونادت علينا . على التلفاز الاخبار عن حريق نجم عم حادث تصادم سيارتين راح ضحيتها ثلاث شبان والرابع جسده محترق ولكنه على قيد الحياة ، طلبت الحكومة من الناس الذهاب للتعرف على الشاب لان سيارته احترقت بالكامل ولم يجدوا شيئا يدلهم على هويته . ونحن علمنا بالفعل انه نبيل . نبيل يملك وحمة مميزة على احد اصابعه ، ولحسن الحظ لم يتشوه ذاك الاصبع . ذهبنا مباشرة للمشفى وتاكدنا من انه كان هو .
أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...