مجددا أجد نفسي أضعف حلقة في الدائرة، منذ أن تخلصت من الثانوية وانا اتلقى آلام تلو آلام، كنت دائما اصبر لأنني أعلم أن شخصا ما سينقذني، في النهاية حتى هذا الشخص سلبه مني ملك الموت.
منذ أن عدت البلاد وانا ازوره يوميا، تستطيع أن تعرف انه لم يعد كائناً حياً ابدا. بالكاد كان يستطيع التحدث ومع ذلك، أردت التمسك بأمل زائف على أنه سينجو. في يوم تخرج نبيل ذهبت لاراه، كان بإمكاني أن أرى الشبح الأسود خلفه، اقتربت منه، جثوت على ركبتي بجانبه وامسكت بكفه بكلتا يدي، إلى الآن كانت دافئة. ابتسم وقال
-من الجيد انك أتيت
-.....
-اسف لاني منحتك أملا زائفا
-.....
-الن تنطقي بحرف؟ اريد ان اسمع صوتك
- مالذي تريد أن تسمع؟
-هل يمكنك أن تغني
-حسنا
وبدأت اغني إلى أن شعرت ببرودة يده. استقام خط النبض. بالكاد نهضت وطلبت الطبيب الذي جاء على عجل. إنعاش قلبي إنعاش رئوي لكن مافات فات. لقد مات مراد.بعد اسبوع من تخرج نبيل تبعني إلى تركيا، ذهبت لاصطحبه بنفسي من المطار. أخذته وتوجهنا نحو المنزل، كل منا صامت لا يحدث الآخر. وصلنا المنزل واخبرته بالقواعد، هي ذاتها التي وضعتها في بلادي، لا لمس ولا نتحدث إلى بعضنا ويفضل ان لا يرى أحدنا الآخر حتى تنتهي فترة الزواج اللعينة هذه. عثر نبيل بسرعة على عمل بينما أنا فكانت لدى جامعتي ومعهد الموسيقى، لقد أكملت شغفي الذي جمعني مع مراد.
لم بتغير شيء بنا انا ونبيل ابدا، على الأقل هذا ما ظننته حتى لاحظت أمرا ما. كانت غرفتي شرقية، نافذتها تدخلها الشمس مباشرة عندما تشرق فتسقط على وجهي. في الواقع لم أكن قد تيقنت من الأمر إلا عندما استيقظت دون أن يلاحظ نبيل. عندما أكون نائمة فإنه يدخل ويجلس بجوار السرير قبل الشروق بدقائق ينظر قليلا ثم يذهب. لم أعرف تماما إلى أين ينظر ولم أكن مهتمة ابدا، كنت اكرهه جدا مع ذلك لم يمنعني فضولي من سؤاله. استيقظت قبله وتظاهرات بالنوم، هذه المرة مد يده وتحسس شعري. لم اتمالك نفس نهضت. كانت هذه أول مرة أرى هذه النظرة في عينيه اتجاهي.
-نبيل!
- اسف يبدو أنني ايقظتك
-ما الذي تفعله هنا؟ وكانت يده ماتزال على شعري
سحبها بسرعة وبدا متوترا للغاية . اعدتها مباشرة مكانها،وفككت شعري المربوط. كان متفاجئا جدا من تصرفي، حتى انا كنت متفاجئة! بلا وعي واقتربت نحوه واحتضنته، وضع شفتيه ويده على شعري. بقينا على هذه الحال لدقائق، لقد كنت قريبة من قلبه، كان ينبض بسرعة كبيرة. ابعدني عنه واعتذر مجددا وغادر غرفتي مسرعا. شعرت وجهي سينفجر، هل أحببت هذا حقا؟؟ بدأت ابتسم واضحك بصوت منخفض حتى بدأ صوتي بالعلو شيئا فشيئا حتى أصبح عاليا لدرجة اعتقد ان اسطنبول كلها سمعتني وانا اضحك. تذكرت كلامه ذلك اليوم عن أنه كيف كان ينظر الي عوضا عن القمر عندما كنا في المزرعة. ارتميت على السرير واستمر ضحكي. وضعت يدي على وجهي، هل كنت انتظر إشارة فقط حتى استسلم نحوه بهذه السرعة؟؟

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...