( نداء)

20 2 0
                                    

دخلت غرفتي دون النطق بحرف واحد ، كانا غارقان ببعضهما في الخارج وانا احترق في الداخل من كلام والدتي . نظرت نحو نفسي في المرآة فردت شعري ، هو الشيء الوحيد الذي بقي معي منذ طفولتي ولم يتغير قلت في نفسي على الاقل هناك شيء . افرغت حاجياتي وذهبت نحو المقبرة كي لا ازعج اماني ونبيل .

وقفت امام قبر مراد لا اعلم ماذا اقول فقط تنهدت وقلت : ( انت بالفعل تعلم بكل شيء ) . اردت الخروج من هناك ولكن اقدامي سارت نحوها بدون اي قوة مني . كنت انظر الى القبور وكانني احسد من في داخلها . ما ان وصلت قبر ريم حتى جاءني صوته وكانني كنت انتظره ، ابتسمت .
-من وجهك أعلم انك لست بخير ؟ هل هو نبيل مجددا ؟
-ابدا ، هذه المرة انا السبب
- ما الذي حدث اذن
- لاشيء جديد ، اعتقد انني فقط دمرت كل شيء، اتمنى الرجوع لخط البداية فقط
-لا يمكن ذلك
-...
- ولا يمكنك الانسحاب
-ماذا افعل اذن ؟ اشعر ان حلول العالم نفذت من يدي يا امجد
- لا اصدق انك تطلبين هذا مني انا
- لا يوجد احد غيرك سيسمع كل شيء مني
-ان لم يكن بمقدورك التراجع او الانسحاب فسيكون اماك حل واحد ، تقدمي فقط نحو الامام
-التقدم مؤلم اكثر
-حقا ؟ هل فكرت ان تغيري في هذا الالم ؟
--....
-لندهب ، سأدعوك الليلة لتناول العشاء سيدتي
ابتسمت ونهضت مع امجد لكنني لم اكن مطمئنة له ، لا اعلم كيف اشرح الامر ولكنه يبدو موجوعا جدا ، ان كان نصحني بالتقدم والمواجهة فهذا يعني انه يريد مواجهة ماضيه ، مواجهة ريم ، لكن كيف . طوال الجلسة لم يتحدث بل اراد ان يستمع لي . على الرغم م ذلك ، عيناه تقولان ان هناك العديد من الكلمات تريد ان تخرج لكنها لم تفعل. حتى ابتسامته وضحكته بدتا باهتتان تماما لكنه في النهاية نطق بجملة واحدة
-عمك لا ينوي تركك ابدا كوني حذرة
- هل ينوي الوصول الي عن طريق نبيل
- لا اعلم حقا
- لقد خسرت كل شيء وكل شخص وبالتالي لا يهم ما الخطوة التالية له
-اذن وهل قررت ما المعزوفة التي ستقدمينها في الحفل ؟
-هل ستعرفها ان اخبرتك ؟
-مطلقا . وانطلقنا نضحك
عدت للمنزل في وقت متاخر وكانت اصواتهما قد هدات وضعت راسي على الوسادة افكر بكل المور التي حصلت ، مثقلة بالكوارث التي على كتفي ، في الهاية استسلمت للنوم ونمت .

بعد عدة ايام وفي غرفة التدريبات شعرت بالتعب قليلا فاخذت استراحة ، لااعلم لم هو تحديدا خطر ببالي قاتصلت به
-الو امجد ؟
- من انت ؟ جاءني صوت فتاة على الخط الاخر
- شقيقته . اجبت حتى لا اتسبب بمشاكل
-اذن ارجوك اسرعي للمشفى . واخذت الفتاة تبكي
بسرعة طلبت سيارة اجرة وذهبت وكل الافكار السيئة تستمر في اللمعان بعقلي، عندما وصلت المشفى كانت هيا هي الفتاة التي تحدثت معها ، كانت ترتجف وتبكي بقوة لذا ركضت اليها وحاولت ان اجعلها تهدا وتخبرمي ما حدث
-ذهبت ازور قبر والداي توقفت قيلا ، رايت احد ما يمشي بين القبور حتى وقف عند احدها ، كان صوته مرعبا جدا وكانه ينوي الخلاص والانضمام لهذه القبور ، مشى مترنحا حتى وصل احدها اعرف هذا القبر وكانني عرفت صاحب الصوت همست في نفسي هل يعقل ان يكون هو فجاة توقف الصوت وكانه سكن مشيت وقدما ترتعشان نحوه وعندما وصلته تاكدت انه هو
-لا تقلقي امجد قوي سيكون بخير . قلت هذا والقلق يعتصرني ماذا فعلت يا امجد.

بعد وقت طويل تقريبا استيقظ، فتح عينيه وأخذ نفسا.
-هل استيقظت؟
-نداء؟ كيف علمت؟
-هيا أخبرتني
-هيا؟
-سأخبرك بعد أن تخرج من هنا
-ماذا كنت تنوي؟
-أردت لقاءها
-ألم تجد طريقة أسهل؟
-لا يوجد غير هذه الطريقة
-بلى!!
-كيف
-اطلب منها أن تأتيك في المنام
-هل سيجدي نفعا؟
-أجل

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن