( نبيل)

33 5 0
                                        

    لم أرَ في نداء الا طفلة مغرورة، لا أصدق انها رفضت كلام والدي بتلك الطريقة!!
  
     كنت سعيدا وانا ارى الخبر ينزل عليها كالصاعقة، الشاب الذي سخرت منه ومن عائلته سيصبح زوجها، دموعها التي انسابت على وجهها اطفأت غليلي ولو قليلا. عندما فقدت الوعي طلب منا الطبيب الخروج والعودة في اليوم التالي. بالفعل خرجنا باتجاه السجن حيث يجلس أمجد، أمجد الذي لا يعلم ما ينتظره، أو بالأحرى ما ينتظرنا جميعا. مجددا أمجد فاجأنا ببروده القاسي عندما أخبرناه عما حدث.
- هل هي جميلة؟
صمتنا انا ووالدي تحت وطأة السؤال الوقح هذا
- ما بكما!؟ انا اسأل هل هي جميلة؟!
- لقد فقدت عقلك تماما، هل تعلم ما انت مقدما عليه؟
- طبعا، أنا أكثر شخص في العالم خبرة بالزواج هههه
- لابد أن مشروباتك أثرت عليك كثيرا...
- أراهن انك لم تلمس فتاة قط والا لفهمت ما تعنيه متعة الزواج
- هل انت مدرك حتى ما هو معنى الزواج؟ هل تفرق بين الزواج والتزاوج؟ انها انسانة! انت بحاجة لتلبي احتياجاتها كاملة!! هل فقدت نفسك إلى هذا الحد يا أمجد؟ انها ليست علاقة عابرة انه زواج
- هل تخالني غبي!؟ لا يهمني ما قلته ابدا.. هيا صفها لي، أشعر وكأنني اعرفها، سيكون من المؤسف أن كنت نمت معها قبلا

تركته في خضم كلامه المقزز وخرجت من القسم نحو سيارة والدي، حينما دخلت تبعتي والدي مباشرة، نظرت نحوه وقلت :
-يبدو أن عمها يعرفه جيدا، اي فتاة لم تحتمل العيش مع هذا الشخص أكثر من عامين!!
- ليس بيدنا حيلة يا نبيل، لقد رفضت عرضنا ولم يبق أمامنا سوى عرض عمها.
- لسبب ما أشعر أن هذا لن يمر على خير

   في اليوم التالي ذهبت انا ووالدي للمشفى وقبل أن نصل اتصل عم نداء مجددا وقال أنه علينا الموافقة بأي شرط تطلبه مهما كان صعبا ومكلفا وأنه سيتكفل بكل شيء. حالما وصلنا كان والدها قد وصل قبلنا بقليل، والدها الذي ينفطر قلبه على وحيدته، هو يعلم أن شقيقه هو السبب وراء كل هذا، ربما هو يفكر ان شقيقه قد أرسل أمجد ليقوم بكل هذا. دخلنا على نداء ، لقد تفاجأت بنظراتها القوية!! على الرغم من علامات البكاء حول عينيها الا انها بدت قوية، لقد جفلت للحظة لكني افقت، تقدمت إلى جوار ابي ننتظر رد نداء. بدأ عمها الحوار :
-هل قررتِ
- أجل سأتزوج...
في تلك اللحظة لمعت عيناه عمها معلنة انتصاره ولكن انتصاره زال بمجرد أن أكملت كلامها.
-لن اتزوج أمجد سأتزوج رجل آخر داخل هذه الدائرة
-مالذي تقصدينه
- سأتزوج هذا الشاب. وأشارت بيدها نحوي
- انا؟!
- أجل، على الأقل تبدو شخصا مسؤولا بذلك اضمن حياتي ويخرج اخوك حبيبك من السجن، هذا الشاب أيضا يعلم الظروف الذي مررت بها بذلك اكون استوفيت جميع الشروط
- ما الذي تهذين به! صرخت بوجهها، نظر عمها نحو ابي نظرة خاطفة فقال ابي
- حسنا، هل هناك أي شروط أخرى
- انا لن أقبل ابدا يا أبي انت تعلم انني سأتزوج بفتاة أخرى تعلم هذا جيدا
-نبيل يكفي
-لا لن اكتفي اما ستتزوج أمجد أو ستعفيني من هذا.
في تلك اللحظة وحتى يتمالك والدي الموقف صفعني على وجهي لذلك غادرت والشرر يتطار من عيوني وسكين الألم تنغرس في قلبي. كيف حدث كل هذا؟!

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن