(نبيل)

19 3 0
                                    

مالذي حدث للتو؟ هل عانقتني بملئ إرادتها؟ هل سمحت لي بلمسها؟ ما الذي حدث تحديدا؟ استلقيت على السرير وقلبي سينفجر وقلبي لا يكاد يصدق انه حدث فعلا. لو علمت اماني بهذا ستقتلني لا محالة. سمعت ضحكتها من الغرفة المجاورة، حاولت أن أجد تفسير لها ولكن دونما فائدة.

اخيرا بعد أن تأكدت  من أنها خرجت، خرجت أيضا من المنزل. كنت محرجا تماما، مالذي فعلته تحديدا؟ انا اشعر وكأنني أصاب بالحب لأول مرة! مهلا هل وقت في حبها؟ وأماني؟ مالذي حدث لها في قلبي؟! بعد أن انتهيت من العمل نظرت نحو ساعتي، على الأرجح ستكون في المنزل لذا شعرت بالاحراج من ظهوري أمامها. تمشيت قليلا حول المدينة ودون أن ادري تأخر الوقت كثيرا.
-أين أنت في هذا الوقت؟ قالت نداء وكانت أول مرة تتصل علي منذ أن وصلنا تركيا
-لقد أردت أن اتمشى قليلا و...
-ماذا هناك؟
-أنها فقط اول مرة تتصلين بي لتطمئني علي
صمتت نداء قليلا وكأنها أدركت هذا الان
-اه حقا؟ انا لم اتصل لاطمئن بالأساس انا فقط أردت أن اتأكد إذا كنت ستتاخر ام لا لأنني اريد انام
-انت تعلمين أنني أملك مفتاح
-حقا؟ قالت ذلك وبدا صوتها مرتبكا
-أن كان هذا سبب اتصالك فتستطيعين الخلود للنوم.
-حسنا. واقفلت الخط
انها تكذب تماما  انا اعلم هذا. تمشيت قليلا ثم عدت للمنزل. كانت ما تزال مستيقظة، ولكنني تظاهرت أنني لم الحظ ذلك.
-أعتقد أن علينا أن نضع زيتا للباب، المفتاح مزعج لقد استيقظت من نومي و...
لم ادعها تكمل كلامها حتى عانقتها، مثل طفلة تحاول الكذب على والدها، هكذا بدت لي، مع شعرها الأشقر المفرود الممزوج والمنثور بفوضوية، وعيناها الواسعتين الخضراوين البريئتين، وجسدها الصغير الأبيض. بين يدي، شعرتها طفلة صغيرة ليس إلا. حين ابتعدنا عن بعضنا أمسكت بطرف قميصي التفتت لها.
-انت لم تتناول الطعام صحيح؟
-لست جائعا
-لقد كنت طوال اليوم خارج المنزل.
-ألسنا معتادين على هذه الحياة؟ ماذا حدث فجأة؟
تراجعت للخلف خطوة ورفت رأسها نحوي.
-اهه صحيح.
وغادرت. لست خائفا من اقترابنا من بعضنا البعض ولكن إذا لاحظت اماني ذلك ستدمر كلينا.

في اليوم التالي أردت الذهاب كما اعتدت لارى شعرها، في الواقع اكتسبت هذه العادة مذ أتيت هنا، عندما تشرق الشمس وتسقط اشعتها على وسادة نداء فانها تتصل بشعرها، تصبح تلك أشبه بلوحة فنية مذهلة. عندما دخلت الغرفة كانت نداء جالسة عل السرير تنظر باتجاه النافذة.
-لم انت هنا؟
-....
-القواعد تقول..
-انت كسرت القواعد يا نداء
التفتت الي غاضبة
-ظننت انك شخص جيد واخطأت الظن
-الا تشعرين بالبرد؟ قلت هذا واقتربت منها
-لا. وعادت تنظر نحو النافذة، اقتربت حتى جلست على طرف السرير
-هل طفلتي غاضبة؟ ووضعت يدي على شعرها
-ابعد يدك
-ههههه انت جميلة حتى وانت غاضبة. ابتسمت ابتسامتها الخجول المعتادة
-توقف الأن. قالت هذا ومازالت تبتسم
سحبتها نحوي وقبلت رأسها بينما هي استمرت بالابتسام.
-لم تأخرت حتى أتيت أمس؟
-كنت مشوشا، لذلك قلت أشياء غريبة عندما وصلت
-في الواقع أنت قلت الأشياء الصحيحة انا فقط تصرفت بطريقة غريبة.
-انسي الأمر
-هل علي ذلك؟
كيف لي أن أخبرها أنني اخاف عليها من اماني؟ صمت لوقت طويل في النهاية قبلت رأسها مجددا وقلت أن علي أن اتجهز للعمل فابتسمت.

في المساء، عندما دخلت المنزل كانت جالسة على سريرها. هي مدركة تماما لما تفعله، وانا لن اضيع فرصتي مجددا. دخلت غرفتها، ملابس النوم خاصتها تكشف أكثر مما تستر مما أكد لي ما تفكر فيه. قلت في عقلي هل استسلمت بهذه السرعة. لكنها أجابت تساؤلاتي :
-لا تسافر بتفكيرك، كل مافي الأمر هو أنني أرغب بها فقط
-لا تقلقي عزيزتي سأحرص على أن تطلبي ذلك مجددا.
تقدمت نحوها، بدأت بإنزال ملابسها قطعة قطعة بدأت بالفعل ترتجف
-لا تخافي طفلتي سأحاول أن أكون لطيفا.
أبدت انزعاجها لأنني رأيت ضعف عينيها فابتسمت. لقد قضيت أجمل ليلة في حياتي.

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن