لم أعش يوما معاناة بقدر هذه المعاناة التي اعيشها هذه الفترة، كلما نظرت في عيني نبيل أشعر أنني السبب في معاناته. يجب أن أتحدث إلى نداء أدرك تماما انها تعرف من اكون ولكن لا أعرف كيف.
بعد حفلة نجاح نداء، دعانا والدها لتناول الغداء في مزرعتهم بهدف تقارب العائلتين. حاولت استغلال الفرصة في الحديث إلى نداء منذ أن دخلنا المزرعة، لكنني ذهلت بالمزرعة. بالنسبة إلينا بيت المزرعة عبارة عن قصر. البيت مكون من طابقين الطابق الأول قاعات الاستقبال مع حمام ومطبخ صغير اما الطابق الثاني فكان فيه غرفتين نوم ومطبخ ذو شرفة تطل مباشرة على المسبح. خارج البيت توجد ثلاث ساحات مختلفة للعب الرياضة بالإضافة لمسبح واسع. هذا البيت وهذه الساحات والمسبح محاطون جميعا بمساحة مشجرة شاسعة جدا.
حاولت انتهاز اي فرصة للتحدث إلى نداء، حاولت حتى طلب رقمها من نبيل لكن ذلك جعله يشعر بشعور غريب لذلك لم يعطني اياه، أيضا مثل هذه الأمور يجب أن تناقش وجها لوجه. رأيتها تتجه خلف المنزل فتبعتها إلى أن اختفينا بين الأشجار. التفتت الي وقالت :
- ما الذي تريده؟
- انهِ هذه المهزلة الان!
-هههه اي مهزلة تتحدث عنها
- أدرك انك تعرفين من انا لكنني لا أستطيع تذكرك وأدرك أن تعلمين أن نبيل أهم شيء في حياتي لهذا قمت بهذه الخطوة
-انت تدرك أنك أخطأت بحق العديد من الفتيات لذا انت لا تعلم من أين ستأتيك الضربة الحاسمة
-نداء
-في الحقيقة لست اهتم باخيك، كل ما يهمني هو أن لا اضيع حياتي مع فاشل مثلك والأهم من ذلك هو أن انتقم.
بالكاد ابتلعت كلمات نداء القاسية ولكنني لم استطع ابتلاع نظرات نبيل وهو ينظر الي وإلى نداء متوارين عن الأعين. انتبهت نداء لوجوده فلكزتني وطلبت مني أن التزم الصمت.
-ماذا تفعلان وحدكما هنا؟
-انا واقفة مع حبيبي لماذا جئت انت؟
صدمت من كلام نداء ومع ذلك التزمت الصمت
-هل تحاولين أن تدمري علاقتي باخي؟
- ألم تسمع ما قلت؟ انا واقفة مع حبيبي. والتصقت بي
-ابتعدي عنه. وشدها حتى سقطت على الأرض وبدون أن أدرك حاولت رفعها عن الأرض وقبل أن أفعل ذلك حتى جرها نبيل وابعدها عني.
- ما خطبك نبيل هل تشعر بالغيرة من حبيبي؟
-لقد فقدت عقلك تماما. قالها مزمجرا وتركنا وحدنا اما هي فاستمرت بالنظر نحوه إلى أن اختفى وقبل أن أكمل حديثي معها رن هاتفها وابتسمت له ابتسامة غريبة ورحلت هي الأخرى بينما أنا بقيت واقفا.في الليل تعطلت سيارة والدي لذلك بالكاد تمكنا من إرسال عائلتنا بسيارات عائلة نداء، لذا بقينا انا ونبيل ونداء في المزرعة لنبيت فيها حتى الصباح.
-سانام انا في غرفة وأمجد في غرفة وانت نامي هنا. قال نبيل
-بالطبع لا، سانام انا وحبيبي معا في غرفة وانت نم في غرفة
- توقفا عن هذا، سانام انا على الاريكة ويمكنكم اخذ الغرفتان العلويتان.
- كيف يمكنني أن اتركك هنا عزيزي وحدك. قالت نداء هذا وهي تمرر يدها على خدي. نظر نبيل باتجاهها وصعد مباشرة نحو الطابق العلوي، ما إن اختفى حتى قفزت بسرعة واعتذرت
- لا أفهم تصرفاتك منذ الصباح
-انا استغل أدنى الفرص لاغاظته بعد فعلته في حفلتي
-ماذا فعل؟
سردت علي قصته هو وأماني، لقد شعرت بالصدمة، هم لم يلمسها قط وأيضا هي قالت انه منذ عقد القران لم يزرها، إذن أين يذهب تقريبا كل ليلة؟ هل يعقل انه وأماني دخلا في علاقة جسدية!!
همت نداء في الخروج نحو المسبح لكنني اوقفتها
- نحن لم نكمل كلامنا، انا متأكد من انني لم أتحدث اليك سابقا إذن مما تريدين الانتقام؟
- الانتقام لريم يا أمجد
-ريم؟
-اه الفتاة الشقراء المشرقة هل نسيتها؟
- اه ريم تذكرتها ، كيف تبلي هذه الأيام؟
- ريم ماتت يا أمجد، لقد قتلت ريم!
قالت جملتها الأخيرة وانصرفت، بينما أنا لم أفهم شيئا!!

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...