مرّت اسبوعان طويلان وانا في المشفى، وطوال ذلك الوقت، لم أرَ أمجد أو نبيل، بالكاد زارتني والدتهما مرة و والدهما ثلاث.
في الواقع، أن سبب اختياري لنبيل أقوى بكثير من المهزلة التي حصلت، فأنا ما زلت اريد ان انتقم من أمجد على ما فعله لريم. لأنني كنت قريبة من ريم، كنت اعرف تماما ما يعني نبيل لاخيه الأكبر أمجد، فعلى الرغم من أنه مستهتر جدا الا انه اذا تعلق الأمر بنبيل فهو مستعد لدفع حياته مقابل الا تتأذى شعرة واحدة منه. كنت اعرف تماما أن نبيل يحب قريبته وأنه شخص جاد في حياته على عكس شقيقه تماما، رسم خطاً واضحاً، درس وهاقد اقترب من التخرج، وبعدها زفافه من محبوبته، لكن كل شيء سيدمر الان. سيأتيني أمجد راكعا حتى اخلص أخاه من هذا الاتفاق، سأمعن في تعذيب أمجد حتى أشعر بالشفقة عليه، وبعدها أطلق نبيل. هذه خطتي، أو كانت خطتي.لا أحد يعلم ما تخبىء لنا الحياة، بعد اسبوع تلا سابقيه، كان عقد قراني. كنت قد طلبت أن يقام لي ما يقام لأي فتاة أخرى، لذا جاءت عائلته لتلاقي عائلتي وكأنها المرة الأولى لهم. غادرت العائلتين وتركونا وحدنا انا ونبيل، دقائق من الصمت الجليدي اطبقت على المكان، كسرها صوت نبيل الحاد كسكين ليزيد صعوبة الموقف
-اسمي نبيل عمري واحد وعشرون عاما ساتخرج قريبا من قسم هندسة البرمجيات.
-اس...، لم اكمل كلامي حتى قاطعتي مجددا
-اوه صحيح انا أملك حبيبة، انها ابنة عمي واسمها أماني
- اسمي نداء وانتهيت لتوي الثانوية العامة، اطمح لدراسة الهندسة المعمارية في تركيا. وصمت كلينا، بينما عائلاتنا تنسج مستقبلنا في الخارج.
لقد بدا لي غبيا جدا. لماذا يريدني أن أعرف عن حبيبته وكان الأمر يخصني، هو يعلم أن زواجنا سيكون شكليا فقط لنتخلص من كل هذه القيود التي وضعها عمي.مرت ثلاث ايام منذ عقد القران، وكما طلبت، تم التجهيز لحفلة كاملة. انتقيت فستانها خمري اللون، جميل وناعم جدا، اما عن تصفيفة شعري ومكياجي فكانت يضفياني رونق لطيف، في النهاية اكسسوار شعري الذي بدا شكله كالتاج أكمل هذه اللوحة الفنية، لقد بدوت أميرة.
لكن تبقت مشكلة واحدة، بالنسبة لي لم اقترب يوما من رجل، لذا كان الأمر غير اعتياديا، أضف إلى هذا أنني شخص خجول جدا، وأعتقد أنه لاحظ هذا! عندما كنا في غرفة التصوير، وعلى الرغم من أن كل شيئ مصطنع الا انني كدت اذوب من الخجل. وجهي كان محمرا بطريقة فظيعة وكنت متوترة بشكل رهيب. عندما انتهينا من جلسة التصوير، بقيت جالسة على كرسي، اما هو فنهض ووقف أمام المرآة يتأكد من ملابسه وشكله. نظر الي بطرف عينه وابتسم ابتسامة ساحرة، في تلك اللحظة وفي تلك اللحظة فقط، أدركت انه وسيم جدا!! لم اكن قادرة على كبح ابتسامتي الخجول من أن تظهر على وجهي لذلك اشحت بنظري عنه، أدرك كل شيء فالتفت الي وقال :
-عليكِ أن تري وجهك، انه بلون فستانك تماما. وابتسم بتسامة فاتنة أكثر من سابقتها لذا شعرت بالإهانة. نهضت ودون أن انطق بحرف وسبقته نحو البوابة، هناك انتظرته حتى نبدأ هذا الفصل المخيف من حياتنا معا.

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...