(نداء)

17 1 0
                                        

نعته بالجبان وانا ادرك تماما من الجبان فينا . خرجت غاضبة نحو العمل وانا ادرك تماما اني اذيته بهذا الكلام ولكنني رفضت الاقرار بهذا الذنب ، طوال النهار ابقيت نفسي منشغلة حتى لا افكر به ، ولكن ما نهرب منه في الصباح يتسلل الى قلوبنا في الليل . لم استطع النوم تلك الليلة من الالم ، الالم يعتصر قلبي . اخرجت دفتري واحصيت ما جمعت من مال ، العمل لمدة شهر ستكون كفيلة بستسديد جميع المبلغ المترتب على العملية ، ساجعله يقوم بها وبعدها سنتطلق . المت قلبي فكرة الطلاق ، انا اريده الى جانبي ولكن ايضا اريده ان يكون سعيدا ، سعييدا مجددا بعيدا عني . مرتت على صفحات الدفتر ، كنت عادة اضع بعض الكلمات بجاني المبلغ الذي اجمعه والتي عادة ما كانت تعكس شعوري اتجاهه في تلك الفترة ، لمعت في ذهني جملة فدونتها ( لقد وقعت له مغرمة مرغمة ) . استحضرت جميع ذكرياتي المتعلقة به . لقاءنا الاول الغريب في المشفى ، قراري المتعلق به وغضبه ، الخطوبة وابتسامته المثيرة ، هل احببته منذ ذلك الوقت ؟ تذكرت حفل نجاحي وقبلة اماني في ذلك اليوم ، تذكرت المزرعة وقبلتنا الاولى اللطيفة ، رائحة سترته كانت جميلة جدا ، تذكرت زفافنا ، تذكرت كل شيء ، والاهم من ذلك تذكرت انها كلها مجرد ذكريات وان كل شيء يحيط بي سيصبح ذكرى حتى انا وهو ، ولكن ماذا عن شعوري ؟ هل سيصبح ايضا دكرى ؟ بدون وعيي مني تحركت نحو غرفته ، جلست بالقرب من سريره ، اخذت نفسا عميقا وقررت التحدث عما في قلبي ، انه نائم صحيح ولكن هذا سيريحني قليلا

الى اي حال وصلنا يا نبيل ؟ في الماضي كنت ادرك تماما ما افعل ، كنت اعلم ما الخطوة التي سأقوم بها تاليا ولكن الان انا فارغة تماما ، فكرت بعقلي ورسمت الخطة مهملة قلبي وشعوري ، ومهملة ايضا القدر ، لا اعلم السبب الان ، لا اعلم لم ورطتك في هذا لا اعلم حقا ، لا اعلم من الذي سيتأذى عندما نتطلق ، لكن الواضح هو انني انا التي ستتأذى ، لم يعد أمامي حل سوى التقدم للامام ، لا استطيع العودة ولا المواجهة ليس اماماي سوى السير والاستسلام لكل شيء سأجده في طريقي الوعر هذا . أتعلم يا نبيل ، لطالما كنت افكر  ماذا لو التقيت نبيل بطريقة اخرى ، هل كنت لاستسلم له بهذه الطريقة ؟  هل كنت لاعشقه لهذا الحد ؟ حسنا سأخبرك بسر ما ، لطالما كنت ضعيفة امام عينيك ، كنت اذوب امامهما تماما ، انت تعرف تماما انني لا احب القهوة صحيح ؟ لكنني كلما رايتها تذكرت عينيك ، سأخبرك بأمر لكن لا تضحك علي اتفقنا ؟ مؤخرا انا اشتري اكواب القهوة لاتذكر عينيك ، لم نعد نر بعضنا كثيرا لذلك كنت افتقدك لذلك كنت افعل هذا . لو سمعت هذا انت حتما ستسخر مني صحيح ؟ عندما نتطلق ، واذا تزوجت وانجبت اطفالا سأخبرهم قصتنا هذه . او تعلم ماذا ؟ سأكتبها رواية ليعلم الجميع انني  احببتك جدا .

كل هذه الكلمات كانت في داخلي ولكنني لم انبس بحرف واحد منها ، فقط الدموع شقت طريقها في خدي وانسابت بسرعة ، اغمضت عيني وانصرفت ، الم اقل انني الجبانة ؟ انا لم اتمكن من الاعتراف له حتى وهو نائم .  تراجعت نحو غرفتي ونمت .

بعد شهر تقريبا وانا في الجامعة انزلقت على الدرج وسقطت واضطررت لعملية مستعجلة . لم استيقظ الا وانا في المشفى ،رفعت نظري ووجدته الى جواري
-نبيل !!

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن