(نبيل)

18 2 0
                                        

كنت طلبت من اماني ان تخرج من المنزل وتركي وحدي قبل ان تصل نداء . اليوم هي اخر فرصة لتنفيذ الامر . وصلت نداء والسرور يتقاطر من عينيها ، بشلال شعرها العسلي الذي يخالطه بعض الشقرة . غيرت ملابسها ثم عادت لتجلس بجاوري بينما افكر في كيفية تنفيذ الامر ، في النهاية قررت ، يجب جعل الامر مباشرا . لذا احضرت المقص وقصصت شعرها . لم آبه بما ستشعر به ، كل ما كان يهمني هو كيف سارضي عمها الذي يهددني بفضخي وزجي في السجن . اخذت شعرها ، وككائن عديم مشاعر تحركت نحو عمها بالسيارة ، دخلت مكتبه ورميت امامه الشعر  وانصرفت . خرجت مسرعا في الطريق ، اخر ما اذكره هو ضوء سريع قادم من بعيد .

عندما افقت بعد عدة ايام ادركت انه كان حادث . كان الحادث بداية عهد جديد مختلف تماما كما حدث مع نداء . لم اكن اقتنعت انني من قمت بالظلم الا عندما همست في اذني (هذا انتقام اللله لي ) . كلامهتا صحيح لدرجة كبيرة جدا . مر حوالي الشهر والنصف اجري علي فيها كل انواع العمليات التجميلية في محاولة من الاطباء لاستعادة شكلي القديم . في النهاية عندما كشف عن وجهي امام عائلتي ، لم يتحدثوا ابدا ، ملامحهم هي التي نطقت . اعطاني الطبيب المرآة ،وحشي الداخلي ظهر للسطح ، نصف محترق والاخر سليم . قالوا ان العملية الاخيرة بحاجة الى تقنيات عالية لا توجد في بلادنا اضافة لذلك فان تكاليفها عالية جدا ولا نقدر على تحملها . استسلمت للامر الواقع فقط . اما عن اماني ما انت رات شكلي حتى صرخت طالبة الطلاق وبالفعل هذا ماحدث . لم يعد بامكان احد ان يهددني الان حتى عمها ، لذلك تواصل عمها مع صاحب الشركة التي اعمل بها واوصل له الفكرة عن شكلي الحالي .

عندما وصلت لتركيا واستقبلتني نداء كانت تبدو سعيدة نوعا ما ولكن عندما رات شكلي هي ايضا ، خافت !
-لماذا فصلوك من العمل ؟
-لانهم خائفون
-مم ؟
-من شكلي
-هذا سخيف انه غير مخيف
-حقا ؟
-اجل
-الست خائفة ؟
-ابدا
-اذن اثبتي ذلك
اقتربت ورفعت يدها وقربتها نحو جانبي المظلم ، ما ان اقترت اصابعها الرقيقة لمسه حتى سحبت يدها بسرعة ، اشاحت بوجهها عني وقالت ان لديها ما تقوم به
-فقط قولي ذلك انت كالجميع ، كلكم خائفون من هذا الوحش الذي ظهر من العدم
-لقد اخبرتك انني لست خائفة انا فقط احتاج وقتا لاتاقلم . قالت هذا صارخة
-كاذبة فقط قوليها
-انا يستحيل ان اخاف منك
تجاهلت كلامها وانصرفت نحو غرفتي افكر بكل الاشياء التي حدثت ، ولكن بحق كيف الت الامور لما هي عليه الان ؟

خلال الايام التي تلت نقاشنا ذاك لم اظهر امامها ، استمررت بالبحث عن عمل يائسا ، في كل مقابلة ارفض بمجرد ان يروا وجهي . حتى في النهاية وجدت عملا في مستودع تحت الارض . بدات بالانتظام في هذا العمل ، لم اعد ارى نداء وجافيتها تماما ، حقيقة انها السبب في كل ما اعانيه لم تختف من راسي . وفوق كل هذا ، وجدت الشخص الدي سيتقبلني كما انا ، الشخص الذي لم يهرب كما فعلت اماني ولن يكذب كما فعلت نداء ، انها سهى .

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن