ورد أسود

(نداء)

لم أكن أعلم أن رفضي أخراج أمجد من السجن سيجرني إلى ما هو سيء!!

بعد أن حاول والد أمجد الضغط علي لسحب الشكوى انسحب هو وابنه خارج الغرفة. مضى بعض الوقت حادا كالألم الذي ينخر جسدي، دخل بعده والدي علي ما إن رأيته حتى انهرت باكية بين يديه، لكن والدي لم يكن وحده، كان عمي يقف إلى جانب الباب ويرمقني بنظرات غريبة لم افهمها الا بعد حين. بعد دقائق دخل والد أمجد وأخوه والطبيب إلى الغرفة، جاء الطبيب ليلقي كلامه على كوابل من القنابل المميتة :
- حمدا لله على سلامتك يا انسة نداء، انا الطبيب المسؤول عن متابعة حالتك الصحية.
شكره والدي ثم استأنف الطبيب
- في الواقع كانت الصغيرة في وضع حرج جدا اضطررنا لإجراء عدة عمليات بجسدها، من بينها عملية في الرحم تحت موافقة السيد ( أمجد ــــ ـــ)، لذا فإنه يجب أن تكونوا واعيين بأنه لو تزوجت الفتاة يجب على زوجها أن يعلم بأمر هذه العملية والا قد يشكك بكم
- من طلب منك إجراء هذه العملية!!
صرخ عمي
- لو لم نفعل ذلك كانت ستموت ولانكم تأخرتم أخذنا موافقة السيد أمجد
- أن كان أمجد هو من أعطى الموافقة فليتزوجها هو لست مستعدا لأن اجعل اسم العائلة ملوثا قذرا.
- انا لست موافقة!! من أمجد هذا الذي ستزوجني اياه؟ هل تعرفه؟؟ هل تثق به
- ومن سمح لك بالحديث؟ كان من الممكن أن تموتي لقد انقذك بقراره هذا لذا يجب أن تعوضيه.
- فلتقل شيئا يا أبي ارجوك!!
قلت هذا وشددته من ذراعه، ابي الذي كان ينظر للأرض وكأنه يفكر بكلام عمي، هل يعقل انا والدي سيوافق على هذا؟؟ كلا لا يمكن، لن اتزوج أمجد لو كان آخر رجل في الكوكب، لا يجب أن يحدث هذا لا يزال لدي مستقبل افكر به واطمح له، أن تزوجت أمجد سيكون مصيري مثل مصير ريم، لا لا أريد هذا.

لم يستطع جسدي المريض تحمل كل هذا، فقدت وعيي تماما. عندما استيقظت جلست وحدي افكر بالكارثة الذي قد تحصل لي، وكيف سأتخلص منها بدون أن ادمر حياتي؟؟ مهلا... كيف لي أن أنسى هذا!! ان كان ذلك الشاب هو شقيق أمجد فهذا يعني أنه نبيل!! حسنا إذن عقدت قراري.، انا اسفة يا نبيل، ولكن ليس لي حل آخر.

     في اليوم التالي، جهزت نفسي لما سأقوله غير عابئة بالعواقب، دخل والدي بداية، والدي الذي ظل صامتا من امس ومع عمي ذو النظرات الحاقدة، سألني إذا ما كنت قررت فلم أجب، دخل اخيرا والد أمجد ونبيل شقيقه.
-لقد اتخذت قراري سوف اتزوج.
لمعت عين عمي في تلك اللحظة ولكن لمعانها تحول لاحمرار شديد بعد أن اردفت قائلة
- سوف اتزوج هذا الشاب. وأشارت نحو نبيل
-انا؟؟!