(نداء)

15 2 0
                                        

كانت يداه ترتجفان لدرجة انه لم يتمكن من اغلاق زر القميص خاصته ، فتقدمت لاشعره بالامان . سحبت ياقته واغلقت قميصه ورتبت هندامه وابتمست وحاول ان اهدأ من توتره
-عريس ماشاء الله
-ههه.. حتى وان ارتديت غلى وأجمل الملابس هذا لا يغير حقيقتي
-يا نبيل
واقتربت اكثر حتى التصق طرف حذائي بطرف حذائه ، نظرت في عينيه مباشرة ووضعت كلتا كفتي على وجهه
-ان كان هناك شخص ما سيحبك فسيحبك لانك نبيل وليس بسبب وجهك يا عزيزي
-لكن ...
-لا تتحدث حول هذا الموضوع قد أصبح وقحة اكثر !!
امال برأسه للخلف وضحك بقوةثم سحبني نحوه وقبل خدي
-في المرة القادمة رجاءا كوني وقحة أكثر
تفلتت من بين يديه ونبهته للوقت ، لقد تأخرنا بالفعل . عندما وصلنا بالفعل كان الحضور جميعه موجودين لذا كان الجميع يسلط نظره نحونا . من المؤكد شعور نبيل بالضغط في ذلك الوقت لذا امسكت بيده فنظر نحوي وابتسم . تقدمنا معا وارتقينا الى مكان جلوس أماني وزوجها الذي بدا خائفا جدا من نبيل .
-مبارك زواجك يا أماني
-ما الذي تظنين نفسك فاعلة ؟ لماذا احضرت هذا المسخ الى هنا ؟ هل تنوين ان تلعني حياتي بوجهه المقزز هذا
صدمت من وقاحتها تماما ، هذا المسخ ؟ اليس هذا المسخ هو الذي احببته لفترة وتزوجته قبلا ؟ تراجع نبيل حتى وصل منتصف القاعة ، لم ارد ان ينتهي المشهد بهذه الطريقة ، لا اريد ان يتأذى مجددا لذا رفعت رأسي وقلت لها بهدوء
-هل تعلمين لم انت خائفة ؟ لانك ترين القذارة فقط ، في كل منا جزيئين متباينيين لا فاصل بينهما ، يكافح كل منهما ليطغى على الاخر في النهاية ستعكسين الوجه الذي سيسيطر على داخلك ، واعتقد تماما اي وجه ظهر سيطر ، لقد كنت دائما نادمة على انني اتخذت نبيل زوجا لانه برأيي انكما كنتما ستكونان زوجان رائعين لا كل منكما يحب الاخر ، ولكنني الان لست نادمة ، لا بمكن لملاك مثله ان يتزوج وحش مثلك
قلت هذا والتفت نحو نبيل ، نبيل الذي فتح عينيه من هول ما قد قلته تقدمت نحوه وانا انتفض من الغضب امسكته من يده واردت الخروج لكنه شدني واوقفني عن التقدم التفت اليه ، سحبني نحوه وقبلني بقوة . الامر يبدو مالوفا ، تماما مثل يوم نجاحي . بعد ان انهى قبلته سحبني من يدي وخرجنا صامتين .

طوال الطريق كنا صامتين طلبت منه ان يوقفني في مكان ما لانني اختنقت واردت ان اتنفس بعض الهواء ، انه الصيف ولكن الهاء لطيف في الاماكن العالية . جلست على كرسي واغلقت عيني ، اسدل نبيل سترته على كتفي ولكن هذه المرة لم يقبلني ، جلس الى جواري بصمت هو الاخر . ثوان مرت قبل ان يكسر هذا الصمت الجليدي .
-انا اسف
-لماذا تعتذر ؟
-لقد تسببت لك بالاحراج ، ومجددا كان عليك انقاذي
-انت لم تفعل شيئا خاطئا ،أماني كانت المخطئة
-...
-في الواقع انا شاكرة لهذه الحفلة القذرة
-لم ؟
-طوال حياتي الى جانبك منذ فترة خطوبتنا وانا يلاحقني الشعور بالذنب حيال علاقتكما التي تدمرت بسببي ولكن الان انا سعيدة لاني تمكنت من انقاذك
-وانا ايضا سعيد لاني بجانبك
-كنت اعتقد طوال الوقت ان خياري كان خاطئا ولكن الان بالنظر نحو الاحداث ، أمجد أصبح شخصا جيدا واقترب زواجه ، وانت تكشفت امامك الحقائق ،وها انا اقترب موعد تخرجي
-كم بقي ؟
-عام ونصف
-الايام تمضي بسرعة !!
ابتسمت والتفت نحو الافق
-نداء
-نعم
التفت اليه . اخرج من جيبه سلسلتين تكمل احداهما الاخرى  وعلق واحجة في عنقي واعطاني الاخرى لاعلقها في عنقه
-كل عام وانت بخير يا جميلتي
-لم اعتقد انك ستتذكرني في مثل هذا اليوم !!
-وهل تغيبين عن بالي اصلا ؟!

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن