( أمجد)

21 3 0
                                        

لم أكن أشعر بشيء من الذنب بعد أن الهو مع الفتيات واتركهن للدهر، الا بعد ان صدمتني نداء بقولها أن ريم ماتت بسببي.

في البداية لم أفهم شيئا مما قالته نداء، لكنني فيما بعد التقيت بصديقة قديمة لريم اسمها هيا. التقيت بها صدفة في مقهى اعتدت زيارته مع ريم سابقا. بداية رفضت التحدث معي ابدا ولكن في النهاية أخبرتني بكل شيء، في كل حرف كانت تخبرني عن معاناتها كنت أشعر بسكين تطعن صدري. بعد تلك المحادثة، حاولت جهدي لاستعادة كل شيء يخص ريم، صورها تسجيلات صوتها رسائلها ، اي شيء يذكرني فيها. كم كنت غبيا حينها؟ كيف لم أدرك أن صوتها كان ضعيفا في آخر مرة إلى الحد الذي يجعلك تؤمن انها استسلمت للموت، استحقرت نفسي جدا، شعرتني احبها! احبها بعد فوات الأوان؟ احبها وهي ميتة؟ طلبت من هيا أن تدلني على قبرها وفعلت.

منذ ذلك اليوم لم يزرني النوم ابدا، احيانا اجلس في ساعات متأخرة ابكي حالها، لا بل حالي انا . يوميا كنت ازور قبرها اتحدث معها وعندما لا أجد الإجابة أعود للمنزل منهك الروح. أردت أن أتحدث إليها لتغفر لي، اريد ان تسامحني، اريد لروحها أن تدرك كم احبها.

في احد الايام كنت جالسا بجوار قبرها عندما جاءت هيا.
-ما الذي تفعله وحيدا هنا؟
-أتيت لازورها
-هل انت نادم الان؟
-تماما
-هل سيعيد ندمك الحياة لهذا الجسد؟ وأشارت بيدها نحو القبر
-لا
-إذن لا فائدة منه.. أو بالارجح منك، انت لست سوى قاتل
تركتني هيا وسط ذهولي هذا! كلامها صحيح جدا، لست سوى قاتل. ترى كم من روح غادرت جسدها بسببي، أو كم من روح نامت متالمة بسببي. نهضت من مكاني عائدا للمنزل حتى اتصلت والدتي بي وأخبرني أن احضر نبيل ونذهب لبيت نداء فالزفاف اقترب ويجب أن تتم التحضيرات. نبيل الذي مازال يستمر بمفاجئتي، كيف وصل إلى هذا الحد؟ هل انا السبب أيضا؟

وصلت بيت اماني واتصلت بنبيل وطلبت منه النزول لي.
-علينا أن نصل بيت نداء
-ههه تلك الطفلة مجددا
-الطفل الوحيد هنا هو انت
-ماذا تعني؟
-متى سننتهي من اماني؟
-أخبرتك أنني لن انتهي منها، انا احبها توقف عن التدخل
-لا أصدق انك أصبحت بهذا الحال.. هل هذا بسببي؟؟
- تماما، انت السبب في هذا، لولاك لتزوجنا دون أي مشاكل.
قال نبيل كلامه القاسي، وانا الذي كنت أبحث عن السلوى عنده. عندما  وصلنا بيت نداء اخبرتها بما حدث بيني وبين هيا ليأتي كلام نداء جارحا أكثر من سابقه.
-لا أظن انك نادم حتى انت أحقر من هذا
-أريد ان تعفو عني لا أكثر!!
-هل بدأت تحبها؟؟ هل تريد أن أصدق هذا؟ هل هي حيلة جديدة لكي انهي زفافي من نبيل؟.
-انا صادق اقسم بهذا.
-توقف عن هذه المسرحية المخزية
قالت هذا وانصرفت، بينما أنا لم أفكر سوى بحل واحد واخير ، أن اتحدث إلى ريم وحدي.

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن