منذ ان وصلنا البلاد ولم تحدث الى نبيل مطلقا ، بل ولم اره بتاتا . الامر غريب صحيح ، نعيش تحت سقف واحد ولكن لكل منا عالم خاص به . بعد ان تعافى امجد تماما استعددت للمسابقة وقد اهلت نفسي لذلك ، تدربت كثيرا وحذرت كثيرا . عندما صعدت على خشبة المسرح للاداء اخذت نفسا عميقا ثم اخرجته وفتحت عيني ابحث عن احد ما ، لم يكن موجودا كما توقعت . اتجهت نحو البيانيو وبدات اعزف بكامل تركيزي حتى نسيت العالم حولي . بعد قليل حان وقت اعلان اسم الفائز ، مرت الدقائق ساعات وفي النهاية اعلن اسم الفائز ( نداء ــ ــــ ) لم اصدق انه اسمي ابتسمت . ربما كان غيابه سيجعل اليوم اسعد ايام حياتي . دعا والدي العائلة الى الغداء وعندما التفتت لاخبر امجد كان غارقا في عالمه الخاص . يبدو انه وجد خلاصه اخيرا ، لذا ارتايت ان اطلب من هيا القدوم معنا .
بعد الغذاء خرجت هيا وتبعها امجد مسرعا فابتسمت ، افتقد هذه المشاعر حقا . عدت للمنزل ووجدت نبيل يجلس على الاريكة وحده في غرفة الجلوس ، فسالته ( هل حصل بينكما شيء ) فاوما براسه اي (لا) . دخلت نحو الغرفة وضعت الجائزة على الطاولة ، غيرت ملابسي ، اردت ان اربط شعري ، ثم قررت ان اتركه مفرودا ، بما اننا وحدنا الان اريد ان الفت انتباهه اشعر انني وحيدة ، خرجت وجلست بجانبه
-حصدت المركز الاول
-كما هو متوقع
-ماذا فعلت اليوم انت ايضا ؟
-لاشيء مميز .
صمتنا مجددا ثم ذهب للغرفة ، زفرت وشعرت بالضيق . ثم اقبل ثانية ولكن مهلا هل يحمل مقصا ؟
جذبني من شعري نحوه وقال (مارايك بالحصول على قصة جديدة ؟) قال هذا ورفع المقص ، حاولت التهرب لكمه كان يمسك بشعري ، شدنب مجددا وبدا يقصه ، اطلقت سيلا من الرجاءات بان يترك ما يفعله ولكن استمر في هذا. اخذ شعري بيده وغادر من المنزل . لم اجد شخصا لاتصل به غير امجد فاتصلت به ولم اكن قادرة على الكلام ولكنه اتى مسرعا . اتصل بوالدته واخذ يصلح شعري . عندما وصلت اخته وامه اخذا يعتذران عما فعله ابنهما وانا لم احرك ساكنا ، هل كنت اخاف خسارة شعري الى هذا الحد؟ اخته صرخت في الغرفة المجاورة وطلبت من القدوم ، صرخت والدته : انه نبيل !!بسرعة انطلقنا نحو المشفى وبالفعل كان هو نبيل . تحلقت عائلته حوله يبكون بينما انا وقفت مجددا لا احرك ساكنا . بعد ايام استيقظ ولكن الشاش لف جسمه بالكامل . كان علي الرجوع بسبب دراستي اما هو فسيكمل العلاج هنا فوقفت بجانب اذنه قبل ان ادهب للمطار وهمست : (انه انتقام الله لي ) .
بعد هذه الحادثة مر شهرين ثم عاد الي لتركيا . قال لي امجد انني لن احب ما الت اليه الامور لكنني لم استمع له . عندما وصلت المطار لاخده من هناك كان واضحا انه يحاول اخفاء وجهه ، عندها فقط انقبض قلبي .
-هل انت سعيدة ؟
-جدا !
-هل اخبرك امجد ؟
-ليس تماما ، قال فقط انهم لم يتمكنوا من اعادة كل شيء لحاله .
-اعتقد انك ستكونين سعيدة
عندما وصلنا البيت اخذت انا حقيبته لاساعده على تفريغها ، بينما هو جلس في غرفة الجلوس ومازال يخفي وجهه . بينما انا افرغ حقيبته جدت ورقة اثبات طلاق من المحكمة ، مهلا هل طلق اماني . ذهبت نحوه ومعالم الصدمة تعتريني ، حتى عدت بصدمة اكبر ، لقد تحول نبيل الى كائن نصفي !! تمكنوا من اعادة النصف الايمن من وجهه وجزء من كتفه اما النصف الايسر فمازال محترقا ، ابتلعت ريقي من الصدمة
-لا يبدو وجخك سعيدا كما قلت ؟
-انا لم اكن اعلم انه ستصل ....
قاطعني اتصال مدير الشركة الخاصة به ومن وجهه علمت انه تم فصله من العمل .
-كيف علم بذلك
-من المؤكد انه عمك
-عمي ؟؟
انها قصة طويلة .
حاولت الهرب من رؤيته لقد كنت خائفة جدا .
![](https://img.wattpad.com/cover/263693866-288-k762293.jpg)
أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...