في الواقع كنت قد اخترت الهدية بمساعدة أمجد وجعلته يحضرها الي . بطريقة ما أمجد يعرف كيف يتعامل مع الفتيات وتحديدا نداء ، أمجد الذي كان مشغولا بالتحضير لزفافه من هيا قام بمساعدتي في اختيار هدية لنداء ، أمجد حقا تغير كثيرا منذ الحادثة .
بقينا في البلاد حتى حل عرس أمجد ، طوال الحفل كنت مرتبكا بسبب وجهي ولكن وجود أمجد ونداء بجواري يخفف وطأة كل شيء وتحديدا بعد كلام نداء يوم حفل زفاف اماني .بالعودة لذلك اليوم ، وفي اللحظة التي بدات نداء بالتحدث ، اردت الرجوع للماضي ومعالجة كل الاخطاء التي فعلتها ، الاخطاء التي جرحت نداء وادمت قلبها بسبب أماني ، في تلك اللحظة تماما شعرت كل المشاعر التي في قلبي لأماني تحولت لغضب وحقد ، ليس لما فعلته بي بل لما تسببت به من احراج لنداء ، وايضا في تلك اللحظة تأكدت انني مغرم بنداء ، طوال الفترة الماضية كنت اشعر أن هذه المشاعر كانت لانني لم أكن ارى شخصا اخر غيرها ليس الا .
بعد انقضاء عرس امجد عدنا انا ونداء ادراجنا بسبب دراسة وعمل النداء .ومنذ ان وطئت اقدامنا ارض تركيا لم ار نداء كثيرا بسبب عملها ودراستها ، وبسبب تقدمها في سنوات دراستها واقترابها من التخرج ، فان ظروف دراستها تصبح اصعب شيئا فشيئا . احيانا تنام على المكتب من فرط الاجهاد ، جسدها اضمحل اكثر وأكثر ، وقلبي استمر بالتلوي من الالم لحالها . كلما حاولت اقناعها بالعدول عن العمل قالت لي ان هذا امر ضروري جدا . ضروري لماذا ؟ سالتها الف مرة ولكنها لم تجب مرة واحدة . اشتعل في قلبي خوفا عليها وفضولا عما تفعله . وتحديدا الدفتر الذي تحاول جاهدة ان تخفيه . اقتربت منها مرة وهي نائمة فوقه ، كان هناك العديد من الارقا والحروف لكنني لم اتبين ما هي ، مهلا هل هذه كلمة طلاق ؟؟ لماذا اصبحت هذه الكلمة ترعبني الى هذا الحد ؟ انا لم اعد اريد الطلاق ابدا !!
استمر بكون على هذا الحال ، كم مرت من الايام ؟ لم اكن حسبتها ابدا حتى جاءتني الكارثة لأدرك ان ما مر كان عاما كامل ، عام اخر وانا بعيد عنها . كنا جالسين نتناول غداءنا ، هي تتناوله على عجل وانا اتأملها في هذه الدقائق المعدودة فهي الدقائق الوحيدة التي اراها فيها .
-بقي على تخرجي فصل واحد
-حقا !!
-أنت تعلم ماذا يعني هذا صحيح ؟
-ل..ليس تماما
قلت هذا وانا اعلم تماما ما تعنيه . رفعت بصرها نحوي
-سنتطلق بعد التخرج باسبوع ، ستكون مدة جيدة حتى نجمع اغراضنا ونغادر
هززت راسي وانا اشعر بالم ، انا موقن تماما لمشاعرها اتجاهي ، موقن انها لن تحبني ابدا بل وربما تكرهني ولكنني تمسكت بأمل ضئيل حتى النهاية
-انت ستأتي لحفل تخرجي صحيح ؟
-لا لن استطيع
-لماذا ؟؟
-اعتقد ان السبب واضح
-اجل انه واضح ، لانك جبان !!
-انا ؟
لم تجبني فقط انسحبت دون النطق بحرف واحد ولكنك ستعرف مدى غضبها من صوت زفيرها المسموع .
هل انا جبان ؟ أجل جبان ! جبان لانني لم استطع الاعتراف بمشعري لها ، جبان لانني لم استطع القول لأماني لا ولو مرة واحدة واحدة ، جبان لانني مزقت نداء الف مرة وهي استمرت بانقاذي ، جبان لان كل خطا حدث كان بسببي ولكن نداء استمرت بقول انها السبب ولم امنعها ابدا ، جبان لانني انتظرت ان تبادلني نداء مشاعري التي لم اجرؤ على اخبارها بها ابدا ، نعم انا جبان يا نداء .مر الوقت على هذه الحال حتى جائني اتصال مستعجل ، نداء سقطت عن الدرج في الجامعة ويجب اجراء عملية عمودها الفقري . لم يكن لدي اي مال لاتمام التكاليف اللازمة في العملية لذلك لم يكن اماي خيار اخر ، صندوق نداء .

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...