(نداء)

15 2 0
                                        

كييرا الطفلة الجميلة ذات الاربع سنوات سببت لنبيل جرحا عميقا ،وكما جرت العادة القيت اللوم على نفسي فيما يحدث . يؤلمني حديث نبيل عندما يخبرني انه يفتقدني ، كلما شعرت انه بدأ يحبني أقول في نفسي أن هذا مستحيل وأن هذا ليس الا بسبب وحدته القاسية ، لكن ماذا عن شعوري أنا اتجاهه ؟

بعد ان صرخت كييرا فور رؤيتها لنبيل حاولت تهدئتها مرارا لكن دون فائدة ثم التفتت للجهة التي كان نبيل واقفا فيها ، لقد غار بسرعة دون أن أشعر . أدخلت كييرا غرفتي لتبق فيها أما أنا فأسرعت نحو نبيل ، لقد كان يتظاهر بالنوم أعلم هذا جيدا .
-نبيل انا اسفة
-...
-سأحاول أن أجعلها تفهم كل شيء وتتقبل الامر
-....
كنت اتحدث اليه وهو كان مستمرا بتجاهلي وقلبي كان ينزف أكثر كان علي فعل شيء بشأن علاقتهما ، على ما يبدو فالعاصفة سوف تستمر لمدة اسبوع على الاقل لا يمكن تحمل جرحه أكثر من هذا

في اليوم التالي قررت أن أتحدث الى كييرا بلغة الاطفال ، سأخبرها بقصة صغيرة علها تفهم ما يعانيه ، لم اجد ما اخبرها به غير قصة بيلا والوحش
-وبعد ان اعترفت بيلا بحبها للوحش عاد الامير لطبيعته في الحال
-هل يمكن للوحش ان يكون لطيفا ؟
-لا يهم ما نراه من الخارج المهم هو ما يتصرفونه أمامنا يا طفلتي
اطرقت كييرا تفكر قليلا ، شعرت ان الامر نجح .

كييرا فتاة والداها عربيين ولكن عائلاتهما مقيمتان هنا منذ زمن طويل ، على الرغم من ذلك فهم يتقنون كلا اللغتين العربية والتركية .  اضطررت للخروج من المنزل لأحضر بعض الاشياء من احد المتاجر القريبة وتركت كييرا ونبيل وحدهما في المنزل . عدت تقريبا بعد ساعتين وعندما دخلت المنزل كان الجو هادئا ، يبدو انهما لم يلتقيا . دخلت غرفة الجلوس لأرَ المفاجأة ! كانا نائمان على الاريكة معا . أسرعت وأحضرت غطاء والقيته فوقهما برفق وذهبت لأعد الطعام وأكاد أطير من الفرحة ، بما أن كييرا تقبلت نبيل فهذا سيعطيه دفعة أمل . عدت لأتفقدهما ، كان نبيل مستيقظا يتأمل وجه الصغيرة وهي نائمة ، اقتربت قليلا منه وقبلته برفق
-هل تعتقدين ان الحصول على طفل أمر جيد ؟
-هل تريد واحدا ؟
-هل سيتقبلني ؟
-الم تفعل كييرا ؟
-بلى ولكنه أخذ وقتا ، هل علي الانتظار حتى يفهم القصص
-...
-وايضا ما الذي سيرثه مني؟ نصفي الجميل ام نصفي المحترق ؟ لو كان الامر بيدي لوددت أن أورثهم جيناتك كلها لكن بالطبع سيأخذون نصفهم مني ترى أي نصف سيكون ؟

-نبيل ما الذي تتحدث به ؟
-أتشعرين به ؟
سحب يدي ووضعها مباشرة على صدره ، لم اكن متأكدة حول ماشعرته ، هل هو قلبه المتألم أم يدي المرتجفة.
-شعرك جميل يبدو وكأنه طال كثيرا بعد أن قصصته ، ما ان يحل الطلاق سيكون طويلا نوعا ما
-لماذا تتحدث عن الطلاق الان مازال امامنا ثلاث سنوات
-لماذا تبدين خائفة ؟ انت جميلة جدا ستجدين رجلا سيقبل بك في النهاية ولكن ماذا عني أنا هل سيتقبلني أحد وانا على هذه الحال ؟
-سيد نبيل !!
استيقظت الصغيرة لتنهي هذا النقاش الدامي بيننا ، هربت بسرعة نحو غرفتي وأخرجت ما جمعته من أموال ، مازال أمامي الكثير لاجمعه . دخل علي نبيل ليطلب مني أن اخرج لاتناول الطعام ولكنني تفاجأت به فأخفيت المال والدفتر الذي كنت أسجل به ما اجمعه من مال
-هل هناك ما تخفينه ؟
-ابدا !
-اذن تعالي لتناول الطعام
-قادمة

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن