مر الوقت سريعا بعد وفاة والد نداء ، ربما تسطيعون الجزم بالخطوة التي اتخذتها نداء بعد ان استلمت المال الذي ورثته عن والدها ، تماما ، عملية وجهي . كان الامر كالسحر ، عدت نبيل وكانني لم اكن يوما ذاك الوحش ابدا !! واستمرت الايام حتى قضينا ستة سنين متزوجين .
-مرحبا نبيل
-اهلا امي كي..
-اريدك امامي حالا !
-ماذا ؟ ما الامر مالذي تتحدثي..
-سازوجك
-أمي انا مت..
-متزوج من تلك الفناة منذ ست سنوات ولم ترزق بطفل واحد ؟ اريد ان ارى احفادي قبل ان اموت
-بعدا للموت يا امي ولكن امجد يملك صبيان وفتاة بالفعل
-توقف عن مجادلتي وعد حالا واذا لم تعد انت لن تكون ابني بعد اليوم
اقفلت الخط ، كانت مكالمة من طرف واحد ومهما نظرت للامر فانا الخاسر مجددا هنا ، عانقتني نداء من ظهري
-حبيبي ما خطب وجهك ؟ما كانت تلك المكالمة التي اجريتها لتقلب كيانك هكذا ؟
-انها امي .. وزفرت
-ما الخطب يا عزيزي ما هذه التعابير ؟ انت حقا تقلقني
-انها تريد ان نذهب هناك بسرعة
-لماذا ؟
-تريد ..تزو...
-اذن اذهب
مجددا محادثة من طرف واحد ، قالت كلمتها الاخيرة وقد ابتعدت عني وادارت ظهرها ومشت بعيدا عني . لم املك خيارا اخر ، بالفعل جهزت نفسي وذهبت لامي .
-كنت اعرف انك ستأتي
-وكأنك تركت لي خيارا اخر
-غذا ستذهب لنقابلها ، هي تعلم انك متزوج
-امي لا استطيع مشاركة حياتي مع امراة اخرى
-اذن طلق نداء
- لماذا تتحدثين بهذه الطريقة وكأن كل شيء سيحل بكلمة ؟
-نبيل اخذت قراري وانت تعلم انني لا اتراجع عن قرارتي
بالفعل جاء اليوم التالي سريعا وقابلنا اسماء ، الفتاة حسناء المظهر ، تبدو فتاة بالغة اكثر من نداء على الرغم من ان نداء اكبر منها ، طوال لقائنا لم اتحدث كثيرا بينما هي استمرت بمحاولة اغوائي بحديثها . وبالفعل خلال اسبوع كان كل شيء جاهزا لعقد القرات ، كل شيء الا انا !! انا الذي عقدت قراني ثلاث مرات ولم تكن واحدة منها طبيعية ! المشكلة لم تكن في تحضيرات عقد القران ، المصيبة كانت بالاقرار الذي وصلني من المحكمة ، نداء تريد الخلع ؟!! ولكن نحن لم نتحدث حول الموضوع حتى !!ذهبت للمحكمة في موعد الجلسة وكانت مرتي الاولى التي ارى انداء فيها مذ غادرت الاراضي التركية بالكاد تمكنت من الاختلاء بها قبل وصول القاضي .
-انت لم تمهليني وقتا حتى لنتوصل لحل معا
-لا اريد اي حل
-لكن نداء
- انا اكرهك
-انت كاذبة
-ماذا تريدني ان افعل اذن ؟ انا ارفض تماما ان تشاركني امراة اخرى في قلبك
-هي لن تدخل قلبي طالما انت فيه انه مجرد وضع مؤقت حتى ارزق بطفل
-والطفل ؟ هل سيتشتت ؟ ام انه لن يعرف امه الحقيقية بسببي ؟ لا اريد ذلك
لم تترك لي مجالا للحديث ، مجددا سيتوجب علي التخلص من شعوري ، مجددا انا الخاسر الوحيد . دخل القاضي وبدا اجراءاته وانتهى منها بسرعة . غادر كلانا القاعة ، جسديا غادرت ولكن قلبي لم يبرح مكانه ابدا .جاء عرسي سريعا ، منذ يوم انفصالنا رسميا لم اعد اشعر بالايام . استمر فقط بالنوم والاستيقاظ والتحرك كانني مجرد جسد خاو من اي روح فيه ، امي كانت ترى ان هذا في مصلحتي ، أسماء كادت تطير من السعادة ، لا اعرف ما حل بنداء ابدا بعد ذلك اليوم ، امجد لم يتركني ابدا استمر بمحاولة تهدأتي ولكن دونما فائدة .
أنت تقرأ
ورد أسود
Romansaقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...