لقد كان حلما مريعا ، ولكن الواقع كان مريعا أكثر . بعد ان هلعت نحو غرفتي حتى استسلمت للنوم وبعدها جاءني ذلك الحلم .لقد كام ذلك الحلم نقطة تحول في حياتي وطريقة تفكيري نحوه بشكل كبير . اصبحت ارى كل شيء حدث بسببي ، اجل انا الخطا الفادح الذي صادفه في حياته . لذا قررت ان اصلح اخطائي .
كانت اماني تنظر لي من بعيد وامامي نبيل الذي يغطي وجهه بكفيه ثم نظر نحو اماني التي اشارت بيدها نحوي ، فانزل يداه وبدا نصفه الاخر محترقا وقال : صحيح انه خطؤك وعليك تحمله ، واقبل علي ينهش من وجهي بيديه وضع جلدي على وجهه المحترق ، فتحت عيني وصرخت باعلى صوتي وقلت الا وجهي ووعت يداي على وجهي .
-نداء هل انت بخير ؟
ما ان سمعت صوته حتى صرت اصرخ باعلى صوتي فانصرف وتركني وحدي في الغرفة ، بعد ان هدأت قليلا ادركت ما فعلت ، لقد دمرت ما تبقى له من امل بصراخي هذا . لذا استجمعت ما تبقى من شجاعتي لاصلح ما دمرت وذهبت نحو غرفته . جالسا كان على السرير ، اشاح بوجهه المحترق الى جهة يكون بعيدا عني
-يبو انه كان حلما مريعا مثلي .
-لقد كان مريعا فقط ليس مثلك
-اشك في هذا
-.....
-اذن ماذا هناك ؟
-اريد ان ابق بجانبك الليلة
-..؟
-كما سمعت . قلت وكان مازال مشيحا بوجهه نحو الجهة الاخرى
-اذن لن تنامي الليلة
-انظر الي على الاقل
-انسي الامر
التففت حتى صرت بمقابلة وجهه فاغمض عينيه وتنهد
-لك ما تريدين .
وازاح لي لانام بجانبه وادار وجهه نحو الجهة الاخرى ، ثم نهض وارتدى قميصه حتى لا ارى اطراف كتفه المحترق
-اخلعها
- لا
-هذا يؤلمك صحيح ؟
-لا يهم هكذا انت لن تخافي
-نبيل انا لن اخاف فقط تصرف كما اطلب
-ساخلعها عندما اريد الخلود للنوم لكنني لا اريد ذلك الان .
بالفعل هو ظل جالسا مستيقظا اما انا فاستسلمت للنوم بسرعة .
في اليوم التالي استيقظت لاجدن وجها لوجه مع نصفه المحترق ، تراحعت قليلا للخلف ولكنني قررت ، يجب تجاوز الامر ، مددت يدي حتى لامست نصفه المخيف اللذي لم يعد مخيفا !! ابتسمت ونهضت من الفراش فشدني نحوه مباشرة حتى استقام واحتضنني .
-كنت اعلم انك ستفعلينها
هززت راسي بأجل وانا افكر بكيف ساعيد لهذا الوجه الحياة .في المساء وانا جالسة افكر حتى لم اجد سوى حلا واحدا . اتصلت بصديقة لي زوجها يعمل في قسم الجراحات التجميلية واخبرتها الوضع ، فشرح زوحها عن كيفية القيام بالعملية ونتائجها والاهم من ذلك التكلفة ، هل ما سمعته اذناي صحيح ؟ انه مبلغ هائل جدا !! ومع ذلك يجب علي ذلك قبل أن نتطلق . بدأت بالبحث عن عمل جديد يراعي ظروف دراستي القاسية ، اما نبيل فقد وجد عملا في احد المستودعات لكي يتوارى به عن الانظار ، لكن شيء ما خاطئ كان يحدث .
بعد فترة من العمل هناك تغير نبيل كثيرا ، ستعرف مباشرة انها فتاة ، فتاة دخلت حياة نبيل وهو بهذا الشكل ! لم يعد يتناول الطعام في البيت وكان يخرج كثيرا بحجة انه اخذ ورديات اكثر الى ان جاء اليوم الذي دفعني فضولي لاتباعه واعرف من هذه الفتاة . بالفعل تبعته حتى رايتها ، تملك وجها حسنا وجسدا فاتنا وهذا ما زاد شكوكي ، قتاة كهذه لن تعاني لتجد حبيبا اذن لماذا نبيل تحديدا ؟ ولكنني ابقيت الامر سرا عن نبيل . واتصلت بامجد أمين اسراري لاخبره بما يحدث ولكن وقبل ان انطق بحرف واحد قال لي المفاجأة
-ساخطب هيا !!

أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...