(نبيل)

17 2 0
                                        

بعد أن خرجت نداء قاصدة السوق لشراء بعض الحاجيات بقينا انا وكييرا لوحدنا في المنزل ، خرجت نحو المطبخ لأعد شيء ساخنا يدفئ جوفي في هذا البرد القارس . دخلت الصغيرة وحاولت التقاط كوب ماء من على الطاولة التي اقف بجوارها فناولتها اياه دون ان التفت لها وتركت المطبخ . وانا جالس في غرفتي دخلت الصغيرة علي وقالت :
-سيد نبيل هل يمكنك مساعدتي في اعداد شيء دافئ ؟
فتحت عيني وانا مستغرب من طلبها هذا ولكنني نهضت دون وعيي وقلت لها :
-بكل سرور صغيرتي
وبالفعل اعددت الشاي لي ولها وجلسنا قرب المدفأة وجلسنا نتحدث حول الكثير من الاشياء من بينها اخبرتني عن دفتر وصندوق فيه مبلغ من المال تعده نداء . استغربت قليلا مما قالته ولكنني اثرت الصمت . براءة هذه الصغيرة ايقظت بداخلي الرغبة في الحصول على الطفل ولكنها بذات الوقت اشعلت الخوف والالم في قلبي . استمررنا في الحديث حتى غفونا كلانا على الاريكة دونما شعور . استيقظت على نداء وهي تتحرك في المطبخ ، نهضت وقد امتلئت بالغضب وتأملت وجه الصغيرة . قلت في نفسي انها السبب ، نداء السبب في كل شيء بعد ان تزوجنا تزوج أمجد بهيا وريم سامحت امجد وهاهي نداء ناجحة في حياتها ، بينما انا كنت الخاسر الوحيد .

قضينا قرابة الثلاث اسابيع مع الطفلة كييرا ، كانت اسابيع لطيقة جدا . بعد الثلاث اسابيع هدأت العاصفة واتصل والدا كييرا ليأتيا ويأخدانها . نداء كانت تراقبنا من بعيد وهي تنظر لنا وتبدو وكأنها تريد أن تبكي . منذ اخر شجار حصل بيننا لم أتكم معها . تقدمت نحوها قليلا فانتبهت وتراجعت لذا اسرعت وناديتها .
-نداء
-نعم
-هل هنالك خطب ما ؟
-ابدا !!
-وهذه الدموع ؟
ومسحت دموعها التي اسابت دون ان تدري
-تعلم سيأتي والداها ليصطحبانها
-الهذا انت حزينة ؟
-انا .. حزينة لانك .. ستعود وحيدا
-اذا كنت تشعرين بالحزن لدرجة البكاء اذن توقفي عن العمل وابقي بجواري
-هذا صعب مازلت احتاج للمزيد من المال
-والدك متكفل بمصروفاتك لماذا اذن تعملين هكذا ؟
-ستعرف لاحقا
التفتت وذهبت نحو كييرا وزفرت .
-سيد نبيل ، هل تشاجرت مع السيدة نداء ؟
-يتشاجر الازواج دائما
-اذن لن اتزوج
-هههههههههه
-سيد نبيل هل تحب نداء ؟
-بالطبع ، ان لم أكن أحبها لم أكن لأتزوجها
-هل تحبك هي ايضا
-اعتقد
قلت ذلك وانا متأكد من انه لا . كيف لي أن أطمع بحبها وقد جعلتها تتألم كثيرا وفي أسعد أوقات حياتها ، بالنسبة لي أن تحبني أمر من سابع المستحيلات ، حلم بعيد المنال لن يتحقق ابدا .

في المساء جاء والداها وأخذوها وبيقينا وحدنا ان ونداء . بدت لي حزينة جدا فاقتربت منها
-لا تقلقي اعتدت هذا
نظرت نحوي ووضعت يدها فوق وجهي المحترق
-أعدك أنه سيعود كما كان
-ماهذا الان ؟ وابتسمت
-انا ايضا افتقدك
ما ان قالت كلمتها هذه حتى شعرت قلبي سينفجر ، هل حقا هي تفتقدني أم انها مجرد مجاملة ليس الا ؟
-لكن يجب ان أصلاح ما افسدته لذا علي العمل بجد ياعزيزي
هززت رأسي وأنا أفكر فقط في كلمتها الأولى
-لقد قال مدير العمل ان بامكاني اخذ الاسبوع الخير اجازة ليكتمل الشهر وبهذا سيكون لدينا اسبوع نقضيه معا
التفت نحوها وسألتها وكأنني شخص أبله
-هل حقا افتقدتني ؟
-اجل
وعانقتني ، وأخيرا اسبوع مع نداء . في الواقع لا أعلم ان كنت أحبها أم أنه مجرد شعوري بالوحدة وأنها الشخص الوحيد الذي تقبلني بهذه الحال المخيفة . على كل انا سعيد بوقتي هذا معها ، سأحاول استغلال الثلاث سنوات القادمة ، ربما ستكون اخر مرة سأشعر بها بمثل هذه المشاعر مع شخص ما ، تحديدا بعد ما القت بي اماني بعيدا ... آه أماني كيف جرت حياتها مؤخرا

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن