علي ان اكون صادقا ، لم اكن خططت لان اعترف بمشاعري اتجاهها ابدا ، مليئا بالذكريات السوداوية التي تحملها مني لذا قررت دفن هذه المشاعر . لا اعلم ما الذي ايقظ فيي رغبة اخبارها ، ربما شعرت بالثقة قليلا بعدما تحدثت حول العيني وما الى ذلك ، لكن ردة فعلها جعلتني اتراجع عن كل شيء .صمتها بدا مخيفا بالنسبة لي ، واستمراره ليومين كان اسوأ ما حدث الى ان نطقت في النهاية
-خلال شهر ستتزوج أماني
-هل هذا كان ما يجعلك صامتة ؟
قلت هذا وقد ازيح هم من على صدري
-ليس تماما
- ماذا تعنين ؟
-لقد ارسلت دعوة لي .. الدعوة
-لا تشملني .. كما هو متوقع
-لكنك ستأتي معي
-قطعا
-لقد قررت سنذهب كلينا
-لن اذهب
-فقط استمع الي يا نبيل ، هي تريد الهرب من رؤيتك لذا لا تمنحها ما تريد
-نداء ماذا لو قامت بشيء غبي امام الناس
-صورتها من ستتضرر ولست انت
-ماذا عني من الداخل ؟
-ما الذي افعله الى جانبك ؟
قالت هذا وعانقت ظهري
بالفعل رضخت لامر نداء ، فقط تبعت قلبي الذي كان يقول لي ان اتبع ما تقوله نداء .ما ان اقلعت الطائرة نحو بلادنا ، انقبض قلبي فجأة ، شعرت ان امرا ما لن يسير بسهولة ومع ذلك لا تراجع الان . أمسكت بيد نداء بقوة وكأنها منقذي الوحيد ، فعليا هي كذلك . لم اشعر مؤخرا بالامان الا بوجودها بجانبي ، احيانا بدون تفكير فقط اتوجه نحو غرفتها والقي نفسي بين يديها لانام ، اشعر انني طفل صغير في حضرتها . كما توقعت ، لم يكن احد قد اتى من عائلتها ليستقبلها ، اخذت نفسا عميقا لتهدأ من حزنها لذا وضعت يدي على كتفها وقلت
-هيا عزيزتي امجد وهيا ينتظراننا .
رفعت نظرها نحوي وابتسمت . قابلنا امجد وهيا واخذانا نحو منزلنا القديم . احتجنا انا ونداء وقتا طويلا لتنظيفه ، ربما مر عام ونصف او يزيد على اخر مرة دخل احد هذا المنزل . كل شيء على حاله الا نحن ، هذه المرة لم تكن هناك قوانين مثل كل شخص في غرفته ،وممنوع اللمس او ماشابه . ما ان انتهينا من التنظيف حتى اخذت حقائبنا وقامت بافراغهم في غرفة واحدة ثم نظرت نحوي وقالت :
-هل هناك مانع ؟
-وهل اجرؤ على هذا ؟
ضحكت ، مجددا قلبي يتسارع بسبب ضحكتها الصغيرة قضينا بعض الوقت معا ، بعض الايام زرنا فيها العديد من الاماكن وكأننا مشتاقون لذلك . على الرغم من خوفي من نظرات من حولي الا انني كنت سعيدا معها . لقد مر ما يقارب الثلاث سنوات على زواجنا وهذا يعني انه لم يبق الكثير على انفصالنا . مدة زواجنا قد حددتها بالفعل ، وهي المدة التي سنقضيها في الخارج وهي تدرس .مر الوقت سريعا وهاقد جاء عرس اماني ، لم اكن مرتاحا لذاهبنا ولكن كلام نداء وقلبي كانا مصرين على الذهاب ،مهلا اليسا شخصا واحدا ؟ تجهزت وارتديت زيا رسميا حضرته نداء لاجلي وبينما كنت ارتدي ملابسي استحضرني موقفي الاخير مع اماني
بعد ان فك الشاش عن وجهي لم تكن بالطبع بجانبي ،كانت والدتي وشقيقتي وأمجد فقط . لم اكن رأيت وجهي بعد ،ولكنني قرأت الاجابة على وجه الجميع بعد رؤيتهم لوجهي . الصدمة البادية على وجه أمجد ،الخوف في عيني أختي ،الحسرة في دموع أمي . غادروا جميعا مع الطبيب بينما بقيت وحدي . ليلا اتصلت أماني بي لتخبرني انها سمعت ان وجهي تشوه وانها بذلك لن تكمل معي لأنها تخافني وانها تتمنى الا أظهر في حياتها مجددا . لقد طلبت الطلاق وهي لم ترني حتى !!
أنت تقرأ
ورد أسود
Romanceقبل النداء ، قبل النطق بالحرف الأول، قبل الصراخ أو الهمس، يتبادر إلى ذهني : كيف حدث هذا؟ كيف آلت الأمور إلى هذا الحد؟ قبل النداء الأخير، سيُنسى كل هدف مهما كان نبيل، ولكن قبل كل شيء، أين كانت البداية وكيف ستكون النهاية! تهدينا الحياة أحيانا بدايات ن...