22

26 3 36
                                    


الثلاثاء

ركضت خارجةً ببهجة وسرورٍ .. معتقدةً أن أخاها يقِفِ منتظرًا خارج العيادة .. فقط احتاجت نظرة خاطفة في الانحاء لتلحظ اختفاءه ..

لكن كان هنالك من ينتظرها اسفل السّلم يُلوّح نحوها بلهفة
" جولي ! " ، صدح صوتها في الفضاء بفرحةٍ غامرة بينما تلفظ ذلك الاسم .

نزلت مسرعةً عبرَ السلالم لتباشر بمعانقتها " ليس عليك الركض بهذه الطريقة المؤذية ايريو ! " ، نبست جولي بتأنيبٍ بينما بادلتها .

ايريو بابتسامة مليئة بالطاقة " حقًّا ؟ خمني ما إذا كان ذلك حقًا أم لا ؟ أستطيع الركض والقفز كما يحلو لي جولي " .

فغرت جولي فاهها بتزامُنٍ مع رفعها لحاجبيها دلالةَ الدّهشة
" تهانينا ... " .

" إذًا ..؟ ماذا تفعلين هُنا ؟ وأين جونغكوك ؟ " ، تساءلت ايريو بتنبُّهٍ .

" بدا له كما لو أنك ستسعدين بِلِقائي لذلك طلب مني المجيء .. أما بالنسبة لِمَا اتّضحَ لي أنا شخصيًا ..؟ هو قام بالتهرب " ، قالت جولي مُوجِزةً .

همهمت ايريو لتومِئ جولي نحوها مُعقِّبةً " لم أكن أعلم أن أخاكِ خارجٌ عن القانون بهذا القدر ايريو " .

ايريو بينما بادرت بالمضيّ غريزيًا بجوارها " هوَ خارجٌ من الدرجة الأولى .. بل ومتمرد العائلة الرسمي أيضًا ! طالما كان لا يلقي بالًا لتوصياتِ أمِّي بل يفعل كلّ شيء حسب مايروق له .. إنه يهملُ كل شيء ويعمل وفق مصالحه الشخصية .. كنت سأقولُ لأنه مر بمرحلة مراهقة .. لكنه سيكمل الواحدة وعشرين قريبًا و هو على هذا الحال " .

همهمت جولي بتفهم " ذلك طفولي .. لكن ليس بخلافك " .

أخفضت ايريو ناظريها برهة قبل أن تردف آسِفةً " بلى هو كذلك .. منذ يومين أخبرت والدتي برغبتي بالانتقال إلى مدرستك لكنها ردعتني باندفاع " .

نظرت جولي إليها باستغرابٍ ثم اعتلتها هالةٌ من السُّخرية " لم أضع هذا في الحسبان لكن يبدو أنك أقل خبرةً مني في هذه
الأمور ايريو ! " ، نبست و ايريو تراقبها باهتمامٍ
" أنتِ من عائلة ... مرموقة ؟ رُبّما لا تعرفين أن ذلك ليس مُحبَّبًا لدى العامة من الناس .. قد لا تستطيعين الإنسجام مع الطلاب في مدرسة تجمع طبقات المجتمع المتعددة .. على الأقل هذا شيء بديهي عليكِ وضعه نصب عينيك قبل أن تبادري باتخاذ قرارٍ كهذا عزيزتي " .

ثم وَاسَت " و رُغمَ أهمّيةِ ذلك .. لازلت أعتقدُ أن والدتك لديها أسبابها الخاصة أيضًا .. لذا لا بأس " .

رمقتها ايريو بحنق " حسنًا أنا أفهم .. لو أمتلكتُ جرأة بقدر ما يملك كوكي لما حدثَ و أستمعتُ لهرائك الآن " .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن