قُطبَان

31

مزاج هذا الحفل مستقر إلى حد ما .. رغم أنه يملك روحًا شاذة إلا ان كل شيء يمشي على تواتر ثابت حتى الآن ..
ما من أحد استطاع أن يكشف هوية الملكة ولم يتمكن أحد من النظر إليها بارتياب ..

او ليس بعد ..

لنقل أن فرد عائلة كيم ذاك الذي أرسل هذه الدعوة .. لازال يُصدِّقُ في قرارة نفسه انها ليست مستعدة لمجابهة حفلِهِ من وراء قناع او حتى من تحت درع رصاص .. لكنه لم يضع مطلقًا في الحسبان أن سليلة جيون هذه قد تأتي كسيدة المحفل الأولى .

خطت بقدميها وقعًا متسقًا وبيدها صولجان المُلك الذي يناقش حكم الصواب والخطأ ..
ياللعجب .. تقدَّم امامها جسدٌ ضئيل . بالنسبة لرجل .
يرتدي قلنسوةً ساحر ورداءً اسودًا .. يبدو أن وزير الملك الذي يرتدي ثوب الصديق قد دعا مليكه إلى مأدبة عشاء وأرسل إليه مشعوذًا ليسحر جلالته ..

لكن تلك الهيئة .. خفيفة الظل لا تبدو كشخصية تجرؤ على معاكسة ملك ..

أبدى نظرة ظريفة ومد يده نحوها كفتًى نبيل وإلتمس إذنًا بصوتٍ رقيق خجول " هل لي أن أحظى برقصةٍ مع جلالتك ؟ " .

اخفضت ليريو ناظريها نحو يده الممدودة باستغراب لكن دون أن تعقب على طلاء اظافره الذي يشبه بتلات زهرية اللون .. لا ضير في أن الذكور يضعون طلاءً للأظافر بالنسبة لـ ليريو .. لكنها لازالت تعتقد على الأقل أن ذلك ليس شائعًا حتى الآن ..

ارتخى فكها بقدرٍ لا يُذكر مبديًا تعجبها ، رغم نظرتها الباردة ، لكن أيضًا هي أعجبت
بذي القلنسوة هذا وببنيته النحيلة والمألوفة إلى حدٍ ما ..
لذلك لم تفوت فرصة الرقص برفقته ..

نبس ذو القلنسوة بصوتهِ الرقيق كابِحًا ابتسامته المستمتعة " معذرة جلالتك ، لكن سحر شموخك وقوة حضورك اللذان ينعكسان على طلتكِ المشرقة أفقداني صوابي ، فلم أتوانى عن طلبِ مُراقصة سموك " ، أطرى عليها ، لتكبح ليريو المزيد من استغرابها " حسنًا .. يشرفني ذلك أيتها .. " .

نطق ذو القلنسوة بفخر كما لو أنه يتباهى " العرَّافة " .

أشارت العرافة بانفتاح تجاه ليريو " أنت تبادلينني الشعور نفسه صحيح ؟ " ، ابتسمت بودٍ بينما بدأتا بالرقص " أعتقدُ ذلك لأنك وافقتِ على أن تكونِي شريكتي  ..
ذلك يعكس جانبًا ودودًا من شخصيتك المتصلبة أن تقبل عرض امرأة للرقص .. " ، قالت لتجابهها ليريو على نفس ابتسامتها الثابتة والمصمتة كردٍ موجز على كلامها .

لم تأبه فتاة القلنسوة واسترسلت بارتياح " في الحقيقةَ لم أكُن مستعدة لرفض أي رجل يطلب مُراقصتي .. لذا استخدمتك كوسيلة للانشغال والهروب " .