12 : روتيني : مُعتاد

60 9 78
                                    


***
« اليوم : السبت « قبلَ يومينِ من الحادثة «
***

" أما تَعرِف معنى اليأس؟!

ماعاد بوسعِ قدَماي تحملي أنا وصعودُ القمة هذا أنهكني ..

انهكني حد السقوط !!

بلى ..
لم يعد هناك للتفكير مجال بعد كُل ماحصل
جهدي الذي أفنيته جميعًا لصعودِ هذه القمة غيرُ قادِرٍ على أن يُنزِلني منها .. بروية !

لذا.. كان علي أن أتبع هذه الطريقُ المختصرة ..
الطريق الأسرع في الهبوط !

فـ قمة العجزِ المرتفعة هذه تفصلها خطوة عن أرض القرار  .. خطوة واحدة فقط !
عليّ فقط أن أخطو خطوةً واحدة أخيرة تخطو بي لحيث ترقد الهاوية .. ويتبعها الهلاك !

وهذا هو شعاري الذي نشدتك به عهدًا ..
ألا وهو اليأسُ الذي على رايتي ارفعه ..

فما اليأس .. إلا أن تختار دور النجم الساقط من أعلى قمة العجز ..
عندما يُرهِقُكَ عَناء الصعُود !

في قمة هذا الجبل الذي صعدته عناءً وألم ..

في قمة هذا الجبل ومن هذه الزاوية تحديدًا
يبدو السقوط مثاليًا ..؟
يبدو اسهل .. واقرب للوصولِ إلى الهاوية ..
نحو نهاية طريقنا !

ذلك يبعث للنفس شيئًا من الراحة والطمأنينة..
حقًا ما أِيأَسَ أن ترى الموت رمزًا للسكينة والسلام " ، كانت في ارجاء الغرفة تتجول وهي تتلو ماتَلت بأُسلوب شاعريّ .

" وااه لقد كان من المسلّي حقًا مراقبتك جولي .. أنا مُتأكدة أنها ستكون مسرحيةً حافلة " ، صفّقَت لها الأخرى بحرارة بينما كانت نصفَ مستلقِيةٍ على السرير ومستندة على الوسادة خلفها .

ابتسمت جولي على استحياء لتردف الأخرى مُعلِّقَةً على ماتأثرَت به
" المنتحرون دومًا اقصر الناس عمرًا ..
ربما هم يعانون كثيرًا !
لكنهم ليسو شجعان بما فيه الكفاية ليواجهو بؤس هذه الحياة ..

الأنتحار سيء ... والحياة كذلك
تمقت الضعفاء وتقف مع الأقوياء
لذلك عليكِ أن لا تيأسي أبدًا جولي "

نظرَت لها جولي بتعجبٍ لتنطق بعد أن حلّت لحظة صمتٍ بينهما " لحظة ايريو اعيدي ! اريد أن اضيف هذا السطر إلى الأطروحة أيضًا ".

ايريو بتذمر " اللعنة .." ، هي لن تستطيع جمع الكلمات وترتيبها على هذا النحو مجددًا على مايبدو .

جولي بيأسٍ " مؤسِف جدًا لأنه نوعًا ما أعجبني ! ".

ايريو " لقد قلتُهُ جزافًا فقط ولم احسب لهذا حِسابًا "

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن